المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شر الناس ذا الوجهين



امـ حمد
19-03-2010, 05:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أن الحديث اختص من الشر ذا الوجهين ، ومن الخير أصحاب الفقه في الدين والذين يخافون مقام ربهم .
إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس
أن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى ، ويذم كل طائفة عند الأخرى ، والمحمود أن يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى ، وينقل إليها ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح
لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى على الفطرة وانزل لنا القران لنهتدي به ونتعلم منه كل ما هو خير لنا ولحياتنا المستقبلية إذا طبقناه كما يجب.
فهناك الكثير من التصرفات التي قد يتصرفها الناس ويحسبون انهم يتصرفون بالشكل الصحيح وكما أراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , لكنهم لو نظروا بعين البعيد إلى تصرفاتهم سيجدونها بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف وسيجدون أنها النفاق بعينه.
وهذا النفاق الذي اصبح يستشري في مجتمعنا كالنار في الهشيم , وله وجهان , فمنه نفاق القول ومنه نفاق العمل
أما نفاق القول فانك تجلس مع شخص ويظهر لك انه ملاك سكن الأرض , يحبك ويحترمك وتبادله نفس الشعور وتثق به وترتاح له وتقول في نفسك بأنه الشخص المطلوب ليكون الأخ والصديق وقت الضيق , ولكنك وبعد مرور الوقت تكتشف بأنك كنت مخطئًا في شعورك تجاه هذا الإنسان , وتكتشف بأنه كما أبدى لك وجهه الأول قد أبدى لغيرك وجهه الثاني , وخانك وأفشى أسرارك وأظهرك بمظهر غير مظهرك.
عندها تفقد الثقة بمن حولك حتى اقرب الناس إليك , وتنطوي وتنزوي بعيدًا في زاوية من زوايا هذا المجتمع المظلمه.
وهذه تحدث في مجتمعنا في تعاملات الناس بين أفراد الأسرة الواحدة وفي جميع مجالات الحياة.
وإذا أردنا اختبار إنسان نود أن يكون صديقًا لنا , اخذ هذا الأمر يأخذ منا الكثير من الوقت , كي نفهم شخصيته وندخل إلى مكنونات نفسه لنستطيع الوثوق به.
فإذا كنت فقيرًا لا تملك المال فإنك لا ترى ذاك الوجه البشوش الذي يبديه اقرب الناس لك لشخصٍ آخر يمتلك الأموال والعقارات, وتراه يبتعد عنك ويقول اللهم نفسي نفسي وكأنك غريب عنه , وكأنك مرض يخاف أن تعديه وحتى انه يستحي بك أمام الناس.
وتراه يبحث جاهدًا عن الجاه والصداقات والعلاقات بعيدًا عنك , حتى تشعر بأنه لا توجد اخوة ولا صلة رحم ولا يحزنون.
وانقلبت الموازين فقد أوصانا الله تعالى بأخينا المسلم وبالفقير حتى لو لم يكن أخٌ شقيق ,
لماذا هذا التلون في حياتنا ولماذا يجب أن نظهر كل يوم بل كل ساعة بلون جديد.
ألا نستطيع أن نتخذ لنا لونًا ونمطًا ومبدأ واحدًا لحياتنا , ألا نستطيع أن نكون أرقى من ذلك ونحترم أنفسنا أمام الله والناس.
أولم نعرف أن الله تعالى قال في ذا الوجهين( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيط)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, وتجدون خيار النار في هذا الشأن أشدهم له كراهية ,
وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه .

نسأل الله العفو والعافيه في الدين والدنيا والأخره

البدع
19-03-2010, 06:52 PM
مقالة تحفة

جميلة جدا جدا جدا

سؤال, وارجو المعذرة

ولكن هذه من كتاباتك

ويعطيك العافية

عيون Qatar
19-03-2010, 08:39 PM
جزيتي خيرا يااختي

امـ حمد
20-03-2010, 05:39 AM
وجزاكم ربي جنة الفردوس