khaldoon
27-02-2006, 01:42 PM
تشـيـرنـوبـــل (الجزء الاول)
يعد انفجار المفاعل تشيرنوبل، الذي حدث في الاتحاد السوفيتي
عام 1986، أسوأ حادث نووي على الإطلاق، منذ بدأ استخدام
الطاقة النووية في الأغراض الصناعية عام 1940. نفث المفاعل
المنفجر حوالي سبعة أطنان من المواد المشعة في مساحات
شاسعة من العالم.
كانت أكثر المدن تأثرا مدينة كييف السوفيتية التي وصلتها
التحذيرات متأخرا، فأصيب عدد كبير من سكانها بحروق جسيمة،
ولم تسلم أوروبا بأكملها من التلوث الإشعاعي، فزادت نسبة
التلوث الإشعاعي في بعض أجزاء ألمانيا الشرقية 100 ضعف
المعدل الطبيعي، بينما بلغت في بولندا 500 ضعف.
وكانت النتيجة غير المباشرة عشرة آلاف حالة من السرطان في
الاتحاد السوفيتي، وألف حالة أخرى في أوروبا.
دعونا ننظر إلى ما حدث عن قرب
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227133444af363449.jpg
المحطة
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_2006022713480196f287bc.jpg
تقع محطة تشيرنوبل في قرية بريبيات
بأوكرانيا، على بعد 18 كيلومترا شمال
غرب مدينة تشيرنوبل، وعلى بعد 16
كيلومترا من حدود أوكرانيا مع بيلاروس،
ومائة وعشرة كيلومترات شمال مدينة
كييف.
تتكون المحطة من أربعة مفاعلات، كل منها ذو قدرة على توليد
ألف ميجاوات من الطاقة الكهربية. كانت المحطة تنتج 10% من
الكهرباء التي تحتاجها أوكرانيا كلها. بدأ بناء المحطة عام 1977
واكتمل بناؤها بإضافة المفاعل الرابع عام 1983.
فيما بعد بدأ بناء مفاعلين آخرين لكن الحادث سبق اكتمال البناء.
تعد المحطة واحدة من أكبر محطات الطاقة في الاتحاد
السوفيتي السابق.
الحادث
يوم السبت 26 إبريل عام 1986 في الساعة الحادية وثلاث
وعشرين دقيقة وثمانية وخمسين ثانية صباح ذلك اليوم، انفجر
المفاعل الرابع.
عُزِيَ الانفجار إلى عيب في تصميم المفاعل، وإلى أخطاء قام بها
المشتغلون به، الذين قيل إنهم انتهكوا إجراءات الأمان المفترض
اتباعها. قيل أيضا إن المشتغلين بالمفاعل لم يتلقوا التدريب
الكافي. سبب آخر هو ضعف الاتصال بين المشغلين وضباط الأمن.
كان المشغلون يقومون بإجراء تجربة أثناء الليل، ولم يكونوا على
دراية كافية ببعض خصائص المفاعل، التي تم الاحتفاظ بها كأسرار
عسكرية.
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227133658665e434a.jpg
الذي حدث
كان يتم إجراء تجربة على المفاعل لاختبار الإمداد الارتجاعي
للكهرباء الذي يسمح للمفاعل بالعمل بأمان أثناء عملية فقد
للطاقة. تم تقليل خروج الطاقة للمفاعل من السعة الأساسية
التي تبلغ 3.2 جيجاوات إلى 1 جيجاوات فقط، وذلك من أجل إتمام
التجربة في ظروف أقل طاقة، وبالتالي أكثر أمانا. لكن مستوى
الطاقة الفعلي هبط إلى 30 ميجاوات فقط على غير المتوقع، مما
أدى إلى ارتفاع تركيز الزينون 135 الناتج عن الانشطار النووي.
حاول المشغلون زيادة مستوى الطاقة إلى 1 جيجاوات، لكن
مستوى الزينون الذي ارتفع حد من القدرة الكلية لتصبح
حوالي 200ميجاوات فقط، وكمحاولة للحد من قدرة الزينون على
امتصاص النيوترونات، تم سحب قضبان التحكم خارج المفاعل
حتى مستوى بعد خط الأمان المحدد. نتج عن هذه الخطوة تقليل
سريان ماء نظام التبريد، وبدأ الماء في الغليان. تكونت جيوب من
البخار في أنابيب التبريد.
ارتفعت الحرارة بسرعة وارتفعت مستويات الطاقة بشكل هائل.
حاول المشغلون إغلاق المفاعل يدويا بإعادة إدخال قضبان التحكم
بسرعة. كانت أطراف قضبان التحكم مصنوعة من الجرافيت،
وحيث إن إدخال القضبان تم بسرعة (والمفروض أن يتم هذا ببطء
أوتوماتيكيا) فإن الجرافيت أدى إلى زيادة سرعة التفاعل وزيادة
معدلات الطاقة إلى معدلات غير مسبوقة.
أدى هذا إلى تحلل قضبان التحكم. انحشرت الأجزاء المتحللة من
القضبان في ثلث الطريق وبالتالي لم تستطع الدخول بشكل كاف
لإغلاق المفاعل. في ثوان ارتفعت الطاقة إلى 30 جيجاوات وهو
معدل أعلى حوالي 10 مرات من معدل التشغيل الآمن. انصهرت
القضبان وزاد ضغط البخار بسرعة مسببا انفجارا أطار سقف
المفاعل. عندما دخل الهواء إلى المفاعل وتلامس مع الجرافيت بدأ
الجرافيت يشتعل، وقامت النيران بنشر الملوثات النووية التي
خرجت مع البخار الساخن إلى الجو.
التعامل الفوري مع الأزمة
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227133755eed4435e.jpg
بعد الانفجار بوقت قصير، وصل
رجال الإطفاء محاولين إخماد
النيران، لكن أحدا لم يخبرهم
بمدى خطورة الدخان الذي يحمل
الإشعاع. تم إخماد النيران في
الخامسة صباحا، لكن رجال الإطفاء كانوا قد تلقوا جرعة كبيرة من
الإشعاع.
وصلت اللجان الحكومية التي ستحقق في الحادث في مساء
اليوم. حتى ذلك الوقت كان هناك اثنان من القتلى واثنان
وخمسون في المستشفيات. تحققت اللجنة من وجود مستوى
مرتفع جدا من الإشعاع، وكانت هناك حالات عديدة من التعرض
لهذا الإشعاع. أمرت اللجنة بإخلاء بلدة بربيات القريبة من السكان.
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227133853283d428f.jpg
أرسلت حكومة الاتحاد السوفيتي، في
محاولة للسيطرة على الوضع، فرقا من
العمال من أجل تنظيف المكان، مصحوبة
بأفراد من الجيش. لكنها لم تخبر أحدا عن
الخطر المحدق بالمكان. لم تكن هناك عدَدٌ أو ملابس خاصة
لمواجهة الإشعاع. قامت الفرق بجمع البقايا المتخلفة عن الانفجار
إلى داخل المفاعل نفسه، وتم إلقاء حوالي 5000 طن من أكياس
الرمل على المفاعل بواسطة طائرات الهليكوبتر، وذلك على مدى
الأسبوع التالي للحادث, ثم تم بناء هيكل محكم من الصلب فوق
ما تبقى من المفاعل من أجل عزل بقاياه بإحكام.
النتائج الفورية
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_200602271339320202b2b3.jpg
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_200602271339560c7fdc4c.jpg
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227134019aaeb0dd9.jpg
203 أشخاص تم علاجهم في المستشفيات بعد الحادث، مات 31
منهم بعد ذلك نتيجة التعرض الإشعاعي. معظمهم كانوا من
العمال الذين كانوا يحاولون السيطرة على الوضع بعد الانفجار،
والذين لم يتم تحذيرهم بخطورة الوضع أو تجهيزهم بالتجهيزات
اللازمة.
تم إجلاء 135 ألف شخص من المناطق المجاورة، منهم 50 ألف
شخص هم سكان بلدة بيبيات الأوكرانية القريبة. تنبأ الأطباء بأنه
خلال السبعين عاما التالية ستكون هناك زيادة قدرها 2% في
معدل الإصابة بالسرطان في المنطقة.
انتشرت المواد المشعة بطريقة عشوائية وفقا لحالة الجو. تلقت
بيلاروس حوالي 60% من الكمية المتسربة. حدث تلوث أيضا في
الشمال الغربي لأوكرانيا وفي جزء كبير من روسيا جنوب
بريانسك.
تم حفظ الكارثة كسرّ في البداية. في اليوم التالي للكارثة لاحظ
العمال في محطة فورسمارك النووية، على بعد 1100 كليومتر
في السويد، وجود جزيئات مشعة على ملابسهم. تم فحص
المحطة والتأكد من أنه لا يوجد أي تسرب إشعاعي. وكانت هذه
أول إشارة إلى المشكلة النووية في الاتحاد السوفيتي.
في يناير 1993 قامت لجنة بإعادة تقييم الحادث، انتهت إلى أن
الحادث ناجم عن خطأ في تصميم المفاعل وليس عن خطأ في
التشغيل، بينما كانت لجنة عام 1986 قد انتهت إلى كون الحادث
ناجما عن خطأ في التشغيل. قال التقرير إن المفاعل كان يحتوي
على 190 طنا متريا من ثاني أكسيد اليورانيوم، تسرب منه كمية
تتراوح بين 13 إلى 30% من الكمية.
جذب الحادث الانتباه عالميا للحاجة لمزيد من الإجراءات لتأمين
المحطات النووية حول العالم. زاد الوعي الشعبي العام حول
خطورة الطاقة النووية. وقد قدمت الحكومات الأجنبية والمنظمات
الدولية الكثير من المساعدات من أجل السيطرة على الوضع.
انتشار الرعب
ارتفعت نسبة هرمون الثيوريد (هرمون الغدة الدرقية) لدى الكثير
من الأطفال في المنطقة نتيجة لتعرضهم لشرب ألبان ملوثة باليود
المشع. ظهرت أيضا حالات إصابة بسرطان الغدة الدرقية لدى كثير
من الأطفال تحت سن الرابعة عشرة في بيلاروس وأوكرانيا
وروسيا. قدر عدد هذه الحالات فيما بعد بـ1800 طفل.
بعد الحادث بفترة قصيرة، كان هناك اهتمام بالتلوث باليود المشع
الذي له فترة نصف عمر تقدر بثمانية أيام. انتقل الاهتمام بعد ذلك
إلى تلوث التربة الإشعاعي بالسترانشيوم 90 والسيزيوم 137،
وكلاهما له فترة نصف عمر 30 عاما، وهذا يعني أن الأرض تحتاج
إلى ثلاثين عاما كي تتخلص من نصف كمية المواد المشعة التي
بها، ثم إلى ثلاثين عاما أخرى للتخلص من نصف النصف المتبقي
من المادة المشعة وهكذا.
وجد أعلى تركيز للسيزيوم المشع في الطبقات السطحية من
التربة، وهذا يعني أن النباتات المزروعة في المنطقة، بالإضافة
إلى عيش الغراب الذي يدخل في غذاء السكان، قد امتصت جزءا
من المواد المشعة وأصبحت ملوثة إشعاعيا.
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_200602271349054ae11af1.jpg
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227134940e2a56fd6.jpg
يعد انفجار المفاعل تشيرنوبل، الذي حدث في الاتحاد السوفيتي
عام 1986، أسوأ حادث نووي على الإطلاق، منذ بدأ استخدام
الطاقة النووية في الأغراض الصناعية عام 1940. نفث المفاعل
المنفجر حوالي سبعة أطنان من المواد المشعة في مساحات
شاسعة من العالم.
كانت أكثر المدن تأثرا مدينة كييف السوفيتية التي وصلتها
التحذيرات متأخرا، فأصيب عدد كبير من سكانها بحروق جسيمة،
ولم تسلم أوروبا بأكملها من التلوث الإشعاعي، فزادت نسبة
التلوث الإشعاعي في بعض أجزاء ألمانيا الشرقية 100 ضعف
المعدل الطبيعي، بينما بلغت في بولندا 500 ضعف.
وكانت النتيجة غير المباشرة عشرة آلاف حالة من السرطان في
الاتحاد السوفيتي، وألف حالة أخرى في أوروبا.
دعونا ننظر إلى ما حدث عن قرب
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227133444af363449.jpg
المحطة
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_2006022713480196f287bc.jpg
تقع محطة تشيرنوبل في قرية بريبيات
بأوكرانيا، على بعد 18 كيلومترا شمال
غرب مدينة تشيرنوبل، وعلى بعد 16
كيلومترا من حدود أوكرانيا مع بيلاروس،
ومائة وعشرة كيلومترات شمال مدينة
كييف.
تتكون المحطة من أربعة مفاعلات، كل منها ذو قدرة على توليد
ألف ميجاوات من الطاقة الكهربية. كانت المحطة تنتج 10% من
الكهرباء التي تحتاجها أوكرانيا كلها. بدأ بناء المحطة عام 1977
واكتمل بناؤها بإضافة المفاعل الرابع عام 1983.
فيما بعد بدأ بناء مفاعلين آخرين لكن الحادث سبق اكتمال البناء.
تعد المحطة واحدة من أكبر محطات الطاقة في الاتحاد
السوفيتي السابق.
الحادث
يوم السبت 26 إبريل عام 1986 في الساعة الحادية وثلاث
وعشرين دقيقة وثمانية وخمسين ثانية صباح ذلك اليوم، انفجر
المفاعل الرابع.
عُزِيَ الانفجار إلى عيب في تصميم المفاعل، وإلى أخطاء قام بها
المشتغلون به، الذين قيل إنهم انتهكوا إجراءات الأمان المفترض
اتباعها. قيل أيضا إن المشتغلين بالمفاعل لم يتلقوا التدريب
الكافي. سبب آخر هو ضعف الاتصال بين المشغلين وضباط الأمن.
كان المشغلون يقومون بإجراء تجربة أثناء الليل، ولم يكونوا على
دراية كافية ببعض خصائص المفاعل، التي تم الاحتفاظ بها كأسرار
عسكرية.
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227133658665e434a.jpg
الذي حدث
كان يتم إجراء تجربة على المفاعل لاختبار الإمداد الارتجاعي
للكهرباء الذي يسمح للمفاعل بالعمل بأمان أثناء عملية فقد
للطاقة. تم تقليل خروج الطاقة للمفاعل من السعة الأساسية
التي تبلغ 3.2 جيجاوات إلى 1 جيجاوات فقط، وذلك من أجل إتمام
التجربة في ظروف أقل طاقة، وبالتالي أكثر أمانا. لكن مستوى
الطاقة الفعلي هبط إلى 30 ميجاوات فقط على غير المتوقع، مما
أدى إلى ارتفاع تركيز الزينون 135 الناتج عن الانشطار النووي.
حاول المشغلون زيادة مستوى الطاقة إلى 1 جيجاوات، لكن
مستوى الزينون الذي ارتفع حد من القدرة الكلية لتصبح
حوالي 200ميجاوات فقط، وكمحاولة للحد من قدرة الزينون على
امتصاص النيوترونات، تم سحب قضبان التحكم خارج المفاعل
حتى مستوى بعد خط الأمان المحدد. نتج عن هذه الخطوة تقليل
سريان ماء نظام التبريد، وبدأ الماء في الغليان. تكونت جيوب من
البخار في أنابيب التبريد.
ارتفعت الحرارة بسرعة وارتفعت مستويات الطاقة بشكل هائل.
حاول المشغلون إغلاق المفاعل يدويا بإعادة إدخال قضبان التحكم
بسرعة. كانت أطراف قضبان التحكم مصنوعة من الجرافيت،
وحيث إن إدخال القضبان تم بسرعة (والمفروض أن يتم هذا ببطء
أوتوماتيكيا) فإن الجرافيت أدى إلى زيادة سرعة التفاعل وزيادة
معدلات الطاقة إلى معدلات غير مسبوقة.
أدى هذا إلى تحلل قضبان التحكم. انحشرت الأجزاء المتحللة من
القضبان في ثلث الطريق وبالتالي لم تستطع الدخول بشكل كاف
لإغلاق المفاعل. في ثوان ارتفعت الطاقة إلى 30 جيجاوات وهو
معدل أعلى حوالي 10 مرات من معدل التشغيل الآمن. انصهرت
القضبان وزاد ضغط البخار بسرعة مسببا انفجارا أطار سقف
المفاعل. عندما دخل الهواء إلى المفاعل وتلامس مع الجرافيت بدأ
الجرافيت يشتعل، وقامت النيران بنشر الملوثات النووية التي
خرجت مع البخار الساخن إلى الجو.
التعامل الفوري مع الأزمة
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227133755eed4435e.jpg
بعد الانفجار بوقت قصير، وصل
رجال الإطفاء محاولين إخماد
النيران، لكن أحدا لم يخبرهم
بمدى خطورة الدخان الذي يحمل
الإشعاع. تم إخماد النيران في
الخامسة صباحا، لكن رجال الإطفاء كانوا قد تلقوا جرعة كبيرة من
الإشعاع.
وصلت اللجان الحكومية التي ستحقق في الحادث في مساء
اليوم. حتى ذلك الوقت كان هناك اثنان من القتلى واثنان
وخمسون في المستشفيات. تحققت اللجنة من وجود مستوى
مرتفع جدا من الإشعاع، وكانت هناك حالات عديدة من التعرض
لهذا الإشعاع. أمرت اللجنة بإخلاء بلدة بربيات القريبة من السكان.
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227133853283d428f.jpg
أرسلت حكومة الاتحاد السوفيتي، في
محاولة للسيطرة على الوضع، فرقا من
العمال من أجل تنظيف المكان، مصحوبة
بأفراد من الجيش. لكنها لم تخبر أحدا عن
الخطر المحدق بالمكان. لم تكن هناك عدَدٌ أو ملابس خاصة
لمواجهة الإشعاع. قامت الفرق بجمع البقايا المتخلفة عن الانفجار
إلى داخل المفاعل نفسه، وتم إلقاء حوالي 5000 طن من أكياس
الرمل على المفاعل بواسطة طائرات الهليكوبتر، وذلك على مدى
الأسبوع التالي للحادث, ثم تم بناء هيكل محكم من الصلب فوق
ما تبقى من المفاعل من أجل عزل بقاياه بإحكام.
النتائج الفورية
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_200602271339320202b2b3.jpg
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_200602271339560c7fdc4c.jpg
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227134019aaeb0dd9.jpg
203 أشخاص تم علاجهم في المستشفيات بعد الحادث، مات 31
منهم بعد ذلك نتيجة التعرض الإشعاعي. معظمهم كانوا من
العمال الذين كانوا يحاولون السيطرة على الوضع بعد الانفجار،
والذين لم يتم تحذيرهم بخطورة الوضع أو تجهيزهم بالتجهيزات
اللازمة.
تم إجلاء 135 ألف شخص من المناطق المجاورة، منهم 50 ألف
شخص هم سكان بلدة بيبيات الأوكرانية القريبة. تنبأ الأطباء بأنه
خلال السبعين عاما التالية ستكون هناك زيادة قدرها 2% في
معدل الإصابة بالسرطان في المنطقة.
انتشرت المواد المشعة بطريقة عشوائية وفقا لحالة الجو. تلقت
بيلاروس حوالي 60% من الكمية المتسربة. حدث تلوث أيضا في
الشمال الغربي لأوكرانيا وفي جزء كبير من روسيا جنوب
بريانسك.
تم حفظ الكارثة كسرّ في البداية. في اليوم التالي للكارثة لاحظ
العمال في محطة فورسمارك النووية، على بعد 1100 كليومتر
في السويد، وجود جزيئات مشعة على ملابسهم. تم فحص
المحطة والتأكد من أنه لا يوجد أي تسرب إشعاعي. وكانت هذه
أول إشارة إلى المشكلة النووية في الاتحاد السوفيتي.
في يناير 1993 قامت لجنة بإعادة تقييم الحادث، انتهت إلى أن
الحادث ناجم عن خطأ في تصميم المفاعل وليس عن خطأ في
التشغيل، بينما كانت لجنة عام 1986 قد انتهت إلى كون الحادث
ناجما عن خطأ في التشغيل. قال التقرير إن المفاعل كان يحتوي
على 190 طنا متريا من ثاني أكسيد اليورانيوم، تسرب منه كمية
تتراوح بين 13 إلى 30% من الكمية.
جذب الحادث الانتباه عالميا للحاجة لمزيد من الإجراءات لتأمين
المحطات النووية حول العالم. زاد الوعي الشعبي العام حول
خطورة الطاقة النووية. وقد قدمت الحكومات الأجنبية والمنظمات
الدولية الكثير من المساعدات من أجل السيطرة على الوضع.
انتشار الرعب
ارتفعت نسبة هرمون الثيوريد (هرمون الغدة الدرقية) لدى الكثير
من الأطفال في المنطقة نتيجة لتعرضهم لشرب ألبان ملوثة باليود
المشع. ظهرت أيضا حالات إصابة بسرطان الغدة الدرقية لدى كثير
من الأطفال تحت سن الرابعة عشرة في بيلاروس وأوكرانيا
وروسيا. قدر عدد هذه الحالات فيما بعد بـ1800 طفل.
بعد الحادث بفترة قصيرة، كان هناك اهتمام بالتلوث باليود المشع
الذي له فترة نصف عمر تقدر بثمانية أيام. انتقل الاهتمام بعد ذلك
إلى تلوث التربة الإشعاعي بالسترانشيوم 90 والسيزيوم 137،
وكلاهما له فترة نصف عمر 30 عاما، وهذا يعني أن الأرض تحتاج
إلى ثلاثين عاما كي تتخلص من نصف كمية المواد المشعة التي
بها، ثم إلى ثلاثين عاما أخرى للتخلص من نصف النصف المتبقي
من المادة المشعة وهكذا.
وجد أعلى تركيز للسيزيوم المشع في الطبقات السطحية من
التربة، وهذا يعني أن النباتات المزروعة في المنطقة، بالإضافة
إلى عيش الغراب الذي يدخل في غذاء السكان، قد امتصت جزءا
من المواد المشعة وأصبحت ملوثة إشعاعيا.
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_200602271349054ae11af1.jpg
http://up3.w6w.net/upload/27-02-2006/w6w_20060227134940e2a56fd6.jpg