المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتعاملون في سوق بغداد للاوراق المالية يعملون خلف اكياس الرمل



نديم
27-02-2006, 10:05 PM
العراق/اقتصاد/بورصة متوقع
المتعاملون في سوق بغداد للاوراق المالية يعملون خلف اكياس الرمل
بقلم جاي دشموخ

بغداد 27-2 (اف ب)- يخال لمن يشاهد المبنى العادي المؤلف من ثلاث طبقات والواقع
عند زاوية احد شوارع بغداد, بانه مجرد فندق ام صالة سينما الا ان ذلك المبنى
المحاط بالحراس المسلحين وباكياس الرمل هو في الواقع سوق بغداد للاوراق المالية.
ولا ينبض هذا المبنى بالحياة الا يومي الاثنين والاربعاء عندما ياتي مئات
المستثمرين والوسطاء للتداول, وبعد الخضوع للتفتيش طبعا, في اعمال البورصة التي
تبدا عند العاشرة صباحا وتنتهي مع حلول الظهر.
وتقول الوسيطة ريتا الياس (35 عاما), وهي من النساء القليلات اللواتي يعملن في
هذا المجال, "انه المكان الوحيد في العراق الذي يزخر بالحياة. ففيه يمكننا ان
ننسى الهموم اليومية وان نقوم ببعض الاعمال في الوقت ذاته".
وبالرغم من ان البورصة البغدادية تصنف خلف نظيراتها العالمية باشواط, الا انها
تتشاطر معها بعض الطقوس. فهي كما في نيويورك, تبدا مداولاتها عند قرع الجرس.
وما ان يقرع الجرس, تبعث الحركة في المكان ويبدا الوسطاء باعلان اسعار اسهمهم
بصوت عال. اما زبائنهم فيقفون في الخلف بثيابهم الغربية الانيقة, ام بالعباءة
التقليدية.
وتقول ريتا الياس وهي تحاول شق طريقها بين المتعاملين للبت في طلبية لاحد
زبائنها, "ان الاسهم المصرفية رائجة في هذه الايام". في الوقت نفسه, ترد على
اتصال عبر هاتفها الجوال لتلقي طلبية من زبون آخر.
وعلى الجدار, تظهر شاشتا كمبيوتر تحركات المؤشر الرئيسي للبورصة, ولو ان هذا
المؤشر يبدو في معظم الاوقات وكانه لا يتحرك.
اما الاسعار الجديدة للاسهم, فتدون باليد على الواح بيضاء.
ويقول مدير سوق الاوارق المالية في بغداد طه عبد السلام في مكتبه الانيق في
الطبقة الاولى من المبنى "نحن نخطط للبدء بالتداولات الالكترونية".
ويضيف "لقد انتقلنا للتو الى هذا المبنى الجديد. يجب ان يستقر الوضع الامني
والسياسي في البلد ونحن على ثقة باننا سنكون في المستقبل المؤسسة المالية
الاساسية في العراق".
وانطلقت البورصة العراقية عام 2004 وبدات عملها في فندق في حي الكرادة لتحل
مكان بورصة بغداد التي كان ينهشها الفساد ويتحكم بها مسؤولو النظام العراقي
السابق واقرباء رئيسه صدام حسين.
ويقول عبد السلام الذي لا يخفي خوفه من التعرض لهجمات ان "العديد من المصارف
العراقية والمؤسسات ومكاتب الوسطاء كانت في هذه المنطقة. لذا قررنا الانتقال الى
هذا المبنى".
ويضيف "منذ اسابيع قليلة, تعرضت كنيسة قريبة لهجوم (..) ان الذين ياتون الى
سوق بغدد للاوراق المالية هم عادة مستثمرون صغار. اما الاغنياء منهم فيجرون
تعاملاتهم عبر الهاتف".
الا انه بالرغم من المخاوف يبدو متفائلا.
ويؤكد ان هناك ثمانين شركة على الاقل مكتتبة في سوق بغداد للاوراق المالية
(مقابل 15 عند الافتتاح) وقد تضاعفت القيمة السوقية لهذه البورصة اذ وصلت
الى 2,14 مليار دولار مع نهاية العام 2005.
وبالرغم من اشارته الى تراجع في حركة السوق, يؤكد عبد السلام ان التداولات
مستمرة.
ويقول في هذا السياق "هناك مصارف اجنبية عدة تتحد مع مصارف عراقية مثل مصرف
دار السلام للاستثمار الذي ارتبط بمصرف +اتش اس بي سي+" البريطاني.
اما مؤشر هذه السوق, "اي اس اكس", فقد خسر اكثر من نصف قيمته بين 2004 و2005
لينتقل من 111 نقطة الى 46 نقطة.
ويقول الطبيب نبيل عباس (35 عاما) الذي يدير صيدلية في بغداد وانما يقوم ببعض
التداولات الصغيرة في البورصة "نحن بحاجة الى المزيد من المال".
وعباس الذي استثمر حوالى مئة الف دولار لا يخفي خوفه من الوضع الامني ومن غياب
تبادل رؤوس الاموال. وهو يرى ان البورصة خلال عهد صدام حسين كانت اكثر استقرارا
ولو انها كانت تؤمن ربحا بنسب اقل.
ويقول "اليوم هناك حالة عارمة من عدم الاستقرار بالتالي ان المستثمرين
الاغنياء يغادرون العراق".
ويعتقد عباس ان الحل يكمن في "فتح السوق امام المستثمرين الاجانب" الا انه
يعتقد ان الحكومة تخشى من ان يتمكن احد المستثمرين الكبار من ان يهيمن كليا على
هذه السوق ببضع مليارات الدولارات.
وتقول ريتا الياس "السوق يتراجع نعم ولكن ما العمل؟ احب الاثارة الموجودة في
هذا العمل والجو الحماسي في التعاملات".
ـــــــــــــــــــــــــــ
جش/واك/رض موا


افب 271325 جمت فبر 06