المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر والسعودية والإمارات أسواق ناشئة جديدة واعدة



الوعب
27-03-2010, 03:24 AM
إيمان عطية
تصنف بعض دول الخليج ضمن الأسواق الناشئة الجديدة الى جانب تصنيف الاسواق الناشئة التقليدي الذي يضم دولاً مثل البرازيل والهند وروسيا والصين.
وينصح خبراء استثمار بالنظر الى سوقي قطر والسعودية، حيث الاسهم مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، ويشير هؤلاء الى امكان ترفيع قطر والامارات ضمن الاسواق الناشئة الواعدة.

انسحب المستثمرون من الاسواق الناشئة الجديدة او ما يعرف بــ Markets Frontier خلال الازمة المالية تجنبا للاصول المحفوفة بالمخاطر، وبحثا عن الملاذات الامنة. غير ان الاهتمام بدأ ينتعش من جديد في تلك الاسواق الصغيرة والغريبة وغير القابلة للتسييل في غالب الاحيان، مع زيادة الشهية على المخاطر.
يقول اندري نانيني، كبير مديري المحافظ لصندوق الاسواق الناشئة الجديدة في اتش اس بي سي وقوامه 80 مليون دولار «الاسواق الناشئة الراسخة انطلقت في مسارها وبدأ المستثمرون الان في البحث عن الفرصة التالية. فاذا كان لديك قابلية لتقبل الاقدام على المخاطر، فان الاسواق الناشئة الجديدة هي المكان المناسب لذلك».
ويعتقد ان الاسواق الناشئة الجديدة تخلفت عن الاسواق الناشــئة على مدى الاشــهر الــ 18 الماضية، لكنها «تبرز كأسواق رخيصة بأساسيات جيدة». ويرى الكثير من مديري الصناديق ان شركات الاسواق الناشئة مبالغ في اسعارها.
وبدأت الاسواق الناشئة الجديدة بداية جيدة هذا العام. اذا ارتفع مؤشر «ام اس سي اي» للاسواق الناشئة الجديدة قرابة %7 من بداية السنة وحتى تاريخه مقارنة مع %0.3 فقط لمؤشر ام اس سي اي للاسواق الناشئة. ويتناقض ذلك مع ادائها في الاشهر الاثني عشر الماضية حين تفوق مؤشر الاسواق الناشئة على نظيره للاسواق الناشئة الجديدة بنحو %50.
ويقول براد دورهام، مدير عام مجموعة «اي بي اف آر» للبيانات الخاصة بالصناديق الاستثمارية «بعد ان تم تجاهلها الى حد كبير في اثناء الصعود الذي حصل في العام الماضي، لابد لزيادة الشهية على المخاطر ان تشجع تدفق المزيد من المستثمرين على الاسواق الاقل سيولة، لاسيما مع ترسخ القلق بشأن زيادة سخونة الاقتصاد الصيني وتقلص التوقعات بشأن اداء اسواق البريك (البرازيل والهند وروسيا والصين)».
وبلغ حجم صافي التدفقات النقدية الى الاسواق الناشئة الجديدة 187 مليون دولار حتى تاريخ 10 مارس مقارنة مع خروج للاموال بنفس القيمة تقريبا خلال نفس الفترة من العام الماضي، لكنه لا يزال يعد جزءاً ضئيلا مقارنة بحجم التدفقات المالية على الاسواق الناشئة التي بلغت 3.8 مليارات دولار خلال الفترة نفسها، وفقا لمجموعة «اي بي اف آر».
مصدر هذا الاهتمام بالاسواق الناشئة الجديدة هو المؤسسات الاستثمارية التي تعتبر على دراية بمخاطر تقلبات وعدم سيولة الاسواق الناشئة الجديدة، اما المستثمرون الافراد، الذين ابدوا اهتماما قبل ثلاثة اعوام، فلم يستعيدوا شهيتهم بعد.
ويوصي المستشارون في الولايات المتحدة صناديق المعاشات التقاعدية بالانكشاف بعض الشيء على الاسواق الناشئة الجديدة ودين الاسواق الناشئة والسلع لمواجهة الخطر الناجم عن ارتفاع التضخم مع اتباع الاقتصادات المتقدمة سياسة نقدية تضخمية متراخية، بحسب ديفان كالو، رئيس أسهم الاسواق الناشئة في ابردين اسيت مانجمنت، ويضيف «هي اما اقل ارتباطا او اقل حساسية لتأثير التضخم المرتفع في الغرب».
ويتجدد الاهتمام في بعض دول الخليج على الرغم من انهيار العقار في دبي، ويفضل مديرو الصناديق قطر والسعودية حيث تتداول الاسهم باسعار تقل عن قيمتها الحقيقية، فكما يقول نانيني «لا وجود لديوان على قطر، وهي غنية بالغاز ولا تعاني من مشكلة في العقارات». وبالنسبة له فان كولومبيا هي الاقل جاذبية بسبب التقييمات غير الجاذبة.
موضوع آخر يقود قلة مختارة من الاسواق الناشئة الجديدة هو امكانية انتقالها الى منزلة الاسواق الناشئة، فمع احتمال انتقال كوريا وتايوان الى منزلة الاسواق المتقدمة هذا العام، فان الباب مفتوح امام العديد من الاسواق الناشئة الجديدة للانتقال الى مستوى ومرتبة الاسواق الناشئة.
الامارات وقطر هما «الخريجتان المقبلتان الواعدتان المتوقع ترفيعهما، كما ان نيجيريا يمكن ان تدخل السباق ايضا»، بحسب دور هام.
لكن ليس الجميع متفائلا بشأن الفرص المتاحة في الاسواق الناشئة الجديدة. اذ يخشى كالو من احتمال حدوث عمليات استرداد للأموال في حال وقوع تباطؤ اقتصادي، اذ يقول «ستحتاج الى عمليات تخارج محدودة مع مستثمرين يفهمون تماما البنود والشروط». ابردين التي عرف عنها استراتيجيتها الاستثمارية المتحفظة في السنوات الاخيرة، لا يتجاوز انكشافها الاجمالي على الاسواق الناشئة الجديدة الــ100 مليون دولار.
وتحظى افريقيا بجاذبية خاصة، اذ يرى مديرو الصناديق فرصا في نيجيريا وكينيا حيث ارتفعت الاسواق بنسبة بلغت %20 هذا العام، الا ان الاسهم تظل دون سعرها المستحق.
ويعتقد اخرون انه من السابق لأوانه القول بوجود انتعاش في الاسواق الناشئة الجديدة، ومن هؤلاء ماركوس سفيدبيرغ، كبير الاقتصاديين في ايست كابيتال الذي يرى مؤشرات على عودة الاهتمام في الاسواق غير المدرجة على المؤشر، وهو يعتقد ان افضل خمسة اسواق في اوروبا الشرقية هي اوكرانيا ورومانيا ودول البلطيق الثلاث، وجميعها غير مدرج على مؤشر المنطقة. ويقول «أي من تلك الدول لن تحقق على الارجح نموا قويا في اجمالي الناتج المحلي هذا العام، لكن الوضع الكلي يشهد استقرارا والتعافي اسرع مما هو متوقع سابقا».
ويعتقد ان الاهتمام سيعود الى الاسواق الناشئة الجديدة بصورة اوسع نطاقا خلال العام رغم تفاجئه بالانتعاش المبكر والقوي في المنطقة، وعلى الرغم من تباين الآراء حول قوة اهتمام المستثمرين في المنطقة، فإن عاملا واحدا يبقى جليا، فكما يقول كالوو «تظل فئة من الأصول المحفوفة بالمخاطر نسبيا ولا تناسب الجبناء».

¶ فايننشال تايمز ¶