المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انظر كيف فضلنا بعضم على بعض



امـ حمد
28-03-2010, 04:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى(انظر كيف فضلنا بعضهم على بعضٍ)


أن الله تعالى جعل التفضيل هنا عاماً، فلم يبين من المفضل ومن المفضل عليه،فلم يقل فضلت الأغنياء على الفقراء، أو فضلت الأصحاء على المرضى.
لكن الناس ينظرون إلى جهة واحدة في التفضيل، فيفضلون هذا لأنه غني، وهذا لأنه صاحب منصب الخ.
وهذه نظرة خاطئة فيجب أن ننظر للإنسان من كل زوايا الحياة وجوانبها؛ لأن الحق سبحانه - يريدنا أناساً متكاملين في حركة الحياة، فمن رحمة الله أن جعلك مفضلاً في خصلة، وجعل غيرك مفضلاً في خصال كثيرة،فأنت محتاج لغيرك فيما فضل فيه، وهم محتاجون إليك فيما فضلت فيه،
فإن زدت عني في المال فربما أزيد عنك في الصحة، وهكذا تكون المحصلة النهائية متساوية عند جميع الناس في مواهب الدنيا، ويكون التفاضل الحقيقي بينهم بالتقوى والعمل الصالح،
لذلك يجب على المسلم أن يلتزم أدب الإسلام، فمهما كنت مفضلاً فلا تحتقر غيرك، واعلم أن لهم أيضاً ما يفضلون به، وسوف يأتي اليوم الذي تحتاج إليهم فيه.
مهما كان الإنسان بسيطاً، فإن له مهمة يفضل بها عن غيره من الناس.
خذ الخياط مثلاً، وهو صاحب حرفة متواضعة بين الناس، ولا يكاد يجيد عملاً إلا أن يخيط للناس ثيابهم، فإذا ما كانت ليلة العيد وجدته من أهم الشخصيات، الجميع يقبلون عليه، ويتمنون أن يتكرم عليهم ويقضي حاجتهم من خياطة ثيابهم وثياب أولادهم.
وبهذا نستطيع أن نفهم قول الحق تبارك وتعالى
(أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون )
فالعاقل حين ينظر في الحياة لا ينظر إلى تميزه عن غيره كموهبة، بل يأخذ في اعتباره مواهب الآخرين، ويعرف مدى حاجته لغيره.
فهؤلاء البسطاء الذين تنظر إليهم نظرة احتقار، فإن الأمر يختلف في الآخرة؛ولو تأملت حالك في الدنيا، وقارنته بالآخرة لوجدت الآخرة اكبر درجات واكبر تفضيلاً، فعمرك في الدنيا موقوت، وسينتهي إلى الموت؛ لأن عمرك في الدنيا مدة بقائك فيها، فإن بقيت من بعدك فهي لغيرك، وكذلك ما فضلت به من نعيم الدنيا عرضة للزوال، فالغني قد يصير فقيراً، والصحيح سقيماً،
وأنك تنعمت في الدنيا بأعلى درجات النعيم، إما أن تفوت هذا النعيم بالموت، أما الآخرة فعمرك فيها ممتد لا ينتهي، والنعمة فيها دائمة لا تزول، وهي نعمة لا حدود لها؛ في دار خلود لا يعتريها الفناء، وهي متيقنة موثوق بها. فتاجر فيها ولا ترضى بها بديلاً.
فنعيم الدنيا ومظاهر الجمال فيها يجب أن تثير فينا الشوق لنعيم دائم في الجنة؛ لا أن يثير فينا الحقد والحسد، يجب أن نأخذ من مظاهر الترف والنعيم عند الآخرين وسيلة للإيمان بالله، وأن نصعد هذا الإيمان بالفكر المستقيم، فإن كان ما نراه من ترف وتقدم ورقي وعمارة في الدنيا من صنع مهندس أو عامل، فكيف الحال إن كان الصانع هو الخالق سبحانه وتعالى
ويجب ألا نغفل الفرق بين نعيم الدنيا الذي أعده البشر ونعيم
الجنة الذي أعده الخالق سبحانه لعباده الصالحين.
أسلك طريق ربك ، وهو الاستقامة على منهج الله الواحد والالتزام به.

cristal
28-03-2010, 08:55 PM
جزاك الله خير يا ام حمد

واثق بالله
28-03-2010, 09:24 PM
جزاك الله خير واحسن الله اليك

امـ حمد
29-03-2010, 02:26 AM
وجزاكم ربي جنة الفردوس يالغالين