المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياأصحاب القرار ألم يحن الوقت بعد؟



alfaqeer
02-04-2010, 07:28 PM
في خضّم الثورة التي تجتاح قطر في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والعلمية, والتي يجب أن نقف لها احتراماً وإجلالاً كونها تهدف إلى تأمين مجتمع ودولة ما بعد نضوب النفط لا سمح الله, وحيث أن المجتمع هو الركيزة الأساسية لبلوغ الأهداف المرجوة, كان من الطبيعي أن يحظى المجتمع باهتمامٍ قد يفوق المجالات الأخرى لا شيء سوى أن تحقيق الأهداف يتوقف على استعداد المجتمع لها.
لقد خَطَتْ قطر على الصعيد الاجتماعي خُطىً جريئةً وجبارةً لتأهيل المجتمع القطري لاستيعاب الفكر العلمي لبناء دولة حضارية علمية , وليس المجال يتسع لذكرها كونها من المعلوم بالضرورة, حيث أن قطر اليوم غير قطر أمس فيما يتعلق بنمط التفكير, ولا أقول ذلك جزافا , بل بحكم قربي من المجتمع القطري ونمط تفكيره منذ نعومة أظفاري حتى يومنا هذا, فلا يكاد يمرُّ شهرا دون أن اسعد بتواجدي في قطر, ولكن ما لفت نظري مما دفعني للكتابة هو إهمال جانب مهم يكاد يدمر النسيج الاجتماعي على المدى البعيد ويحَول دون تحقيق الأهداف التي رُسمت لتحقيق حياة كريمة للمجتمع فيما بعد نضوب النفط ويهدد المشروع القطري في تقديم دولة صغيرة الحجم"الدول لا تقاس بمساحتها" كبيرة الطموح"حق مشروع للكل" تقوم على أسس علمية حضارية في مجتمع لطالما صُوِّر على أنه مجتمع غير قابل للتطور, هذا الجانب المهم والذي يجب أن يُعنى به من قبل أصحاب القرار هو الجانب الفكري لدى الشباب القطري, وبالرغم من أن الدولة لا تقوم على جنس الذكور دون الإناث, ولكن المحرِّك الرئيس هو الرجل, والمعنى بالفكري هنا هو ظاهرة الإدمان, حيث أن إدمان المخدرات في قطر يأخذ منحى خطير دون التفات من أصحاب القرار إلى هذه المشكلة التي اعتقد أنها بلغت مرحلة الظاهرة في قطر, ولكن ولاعتبارات لا يتسع المقام لذكرها كطبيعة الأسرة في التحفظ على الاعتراف بالمشكلة إلى الإحصائيات التي تثبت ذلك, لا تبدُ بالنسبة للمجتمع والمسئولين بأنها كذلك, ولكن من خلال الاحتكاك بالأُسرِ والشبابِ تدرك أن هذه المشكلة تتفاقم يوما يعد يوم, ولا أعلم ما إن كان المعنيين بهذه المشكلة كالأمن والصحة يدركون حجمها أم لا, ولكن الواضح أنهما بعيدا كليا عن استطلاعها بشكل علمي يسهم في حلها, فلا اعتقد أن هناك إحصائيات تثبت معالجة هذه المشكلة سوى بعض الأرقام التي قد يقدمها مستشفى الطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية عن عدد المنومين وقد يأتون عنوةً إلى المستشفى مُقادين من قبل أسرهم, والعدد فيما أعلم لا يُذكر مقارنة مع الدول المجاورة, ولا يعتقد البعض أن قلة العدد مؤشر على عدم وجود المشكلة, فأنا أعتقد أن المشكلة موجودة وبقوة في قطر أكثر منها في البحرين, ولكن وبحكم ثقافة المجتمع نجد أن الشاب البحريني لديه القدرة على طلب المساعدة في حل هذه المشكلة وبتشجيع من الأسرة, أما بالنسبة لقطر فلا أعتقد ذلك, وقد كانت الحكومة السعودية تتهرب من موضوع علاج الإدمان من خلال فتح مصحات كي لا يوسم المجتمع بالخزي والعار كونه مجتمع محافظ, مما آل بالشباب إلى أفكار لا تعكس فكر المجتمع المحافظ, وعندما أدركت خطورة المشكلة اتجهت إلى فتح المصحات ووضعت لها معايير تساهم في الحد من هذه الظاهرة على الأقل, وكون المجتمع القطري فكريا كالمجتمع السعودي وكلاهما أقرب لبعضهما من ناحية العادات والتقاليد والتدين من باقي دول المنطقة وهذا واقع لا يجب أن يفسر في غير سياقه, فلماذا لا يبادر أصحاب القرار إلى الالتفات إلى هذه المشكلة والتي اكرر بأنها ظاهرة في قطر ولكن لم تُكتشف خيوطها للأسباب أعلاه .
وبحكم خبرتي في الشئون القطرية, لا أعتقد أن الأمر بالغ الصعوبة خاصة أن المجتمع القطري بدأ يستوعب أفكار كانت من المحرمات في السابق بالرغم من عدم تعارضها مع الثوابت الشرعية, كعمل المرأة وقيادة السيارة وغيرها, ولا يستعصى عليه تشجيع ابنه أو دفعه للعلاج في المصحات بدلا من التستر عليه بحجة السمعة هذا من جانب المجتمع , أما من ناحية الإمكانات , فالله أنعم على قطر بخير يستحقونه وأسأل الله أن يزيدهم من فضله ويُسخَّر فيما يخدم الإسلام والمسلمين والإنسانية, فلا عوائق مالية أمام إعطاء هذه المشكلة حجمها الطبيعي , مستشفى الطب النفسي ليس مصح متخصص, فهو متخصص من ناحية طبية في التعامل مع المدمن , ووجوده ضروري في مساعدة المدمن على التوقف عن التعاطي, ولكن الإدمان ليس توقف عن تعاطي فقط, بل هناك المرحلة التالية التي تعد الأهم في مرحلة التعافي, وهي مرحلة تغيير النمط الفكري والذي يُعدُّ حجر الزاوية في التعافي, فالكثير يدخل المصح ويخرج ويعود مرات ومرات, والسبب بسيط أنه توقف جسمانيا ولكن فكريا مازال نشيط, والمقام لا يتسع في الخوض في التفاصيل.
يا أصحاب القرار , إن قطر بفكرها الجديد خرج عن النمطية والمثالية المعهودة لدينا في منطقة الخليج, وبدأت ترى الأمور كما هي وتسميها بمسمياتها, وهذه السمة تسجل لهم فأتمنى أن لا ننكر مشكلة تفشي الإدمان بين الشباب القطري ويجب أن تولي الدولة هذه المشكلة اهتماما كبيرا من خلال تقديم برامج أثبتت فعاليتها في علاج المشكلة كإنشاء مستشفيات متخصصة للإدمان, والاستعانة بخبراء في هذا المجال لتساعد المدمن على التطوع للعلاج ومن ثم نستطيع أن نحافظ على المجتمع من هذه الآفة الخطيرة , كونها العائق الرئيس مستقبلا في تحقيق أهداف الدولة القطرية المنشودة سواءً قبلْ آو بعد نضوب النفط لا سمح الله, فلا يمكن أن نتخيل قطر أن تدار بغير القطريين على المدى البعيد, مع احترامنا وتقديرنا لأشقائنا وأصدقائنا وان كانت مرافقتهم لنا مسيرة الثورة ضرورية جدا.
أسأل الله أن يحفظ المسلمين كافة من هذه الآفة, وان نتعاطَ معها بحجمها الطبيعي كونها مشكلة عالمية ونحن جزء من العالم.

الفقير أبوعبدالرحمن

دلة الرسلان
02-04-2010, 07:34 PM
جزاك الله خير ونحن بحاجة لحملة تثقيفية مستمرة عن الأدمان .

بلوتنيوم
02-04-2010, 07:55 PM
ما اشوف انها وصلت الى مرحلة الظاهرة المتفشية
بس عموما الوقاية خير من العلاج
والتوعية المبكرة احسن من العلاج المتاخر