مـــــنــاف
04-04-2010, 04:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاه والسلام على أفضل الخلق أجمعين , سيدّنا ونبيّنا (محمد)(صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعـــين .
الســـلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هــــذهِ ذكريات قطفتــُها وجمعتها لكم من هُــنا وهُــناك , فـــي زمــنٍ كــثُرت فيه المغريات , وتنوعــت الشهوات , وزلــّت بكثير من الناس الأقدام , فقارفوا المعاصي والآثام , فضعُف إيمانـــهم , وقوي عليهم شيطانــهم .
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : قال (الله) تعالى (يا أبن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي , يا أبن آدم لوبلغت ذنوبك عنان السماء ثم أستغفرتني غفرت لك ولا أُبالي , يا أبن آدم لو أنك أتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لاتشرك بـي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفره) .
( المشهــــــــد الاول )
ذكـر صاحب الحليه .. (أن عمر بعث إليه أميره في الشام زيتاً في قرب , ليبيعه ويجعل المال في بيت مال المسلمين , فجعل عمر يفرغه للناس في آنيتهم , وكان كلما فرغت قربه من قرب الزيت , قلبها ثم عصرها وألقاها بجانبه .
وكان بجواره أبن صغير له , فكان الصغير كلما ألقى أبوه قربه من القرب أخذها ثم قلبها فوق رأسه حتى يقطر منها قطره , أو قطرتان , ففعل ذلك بأربع قرب أو خمس , فالتفت إليه عمر فجأه , فإذا شعر الصغير حسن , ووجهه حسن , فقال : أدهنت .؟
قال : نعم , قال : من أين .؟ قال : مما يبقى في هذه القرب , فقال عمر : إني أرى رأسك قد شبع من زيت المسلمين من غير عوض , لا والله لا يحاسبني الله على ذلك , ثم جّره بيده إلى الحلاق (وحلق رأسه) , خوفاً من قطره وقطرتين ..!!
(هذا هـــو حال المتقين , الأوابين الخاشعين , أما المتهالكون في الشهوات , فهم في شقوه في حياتهم , وحسره عند مماتهم) .
( المشهـــد الثانـــــي )
حدثني أحد الأطباء , قال : دخلت إلى غرفه العنايه المركزه في المستشفى , ولفت إنتباهي شاب في (الخامسه والعشرين) من عمره مصابٌ بمرض (الإيدز) حالته خطره جداً , كلّمته برفق ولكنه أجاب بكلماتٍ غير مفهومه .
إتصلت بأهله فحضرت أمه , فسألتُها عن حال إبنها فقالت : كان حاله على مايُرام حتى عرف تلك (الفتاه) , قلتُ : هل كان يصلي .؟ قالت : لا , ولكن كان ينوي ان يتوب ويحج في آخر عمره , فأقتربت من الفتى المسكين فإذا هو يعاني سكرات الموت .
أقتربت من اذنه وقلت : (لا إله إلا الله) , قُل : (لا اله الا الله) , بدأ يفيق وينظر إلّي . المسكين يحاول بكل جوارحه , والدموع تسيل من عينيه , وجه يتغير الى السواد وانا اردد قل : (لا اله الا الله) , بدأ يتكلم بصوت متقطع (آه آه) ألمٌ شديد (آه) اريد مسّكنا للآلام (آه آه) , بدأت ادافع عبراتي واقول : قل (لا اله الا الله) , بدأ يحرّك شفتيه بصعوبه , (فرحت) .. وقلت سينطقها الآن ولكنه قال : (لا استطيع) أُريد (صديقتي) لا استطيع .!! , والأٌم تنظر وتبكي , النبض يتناقص ويتلاشى , ولم اتمالك نفسي , أخذت ابكي بحرقه , امسكت بيده عاودت المحاوله : ارجوك.. قل (لا اله الا الله) , وهو يردد (لا استطيع لا استطيع) , ثم بدأ يشهق ويشهق , توقف النبض وانقلب وجه الفتى اسود ثـــّم .. (مات) .. وانهارت الام وارتمت على صدره تصرخ وتصرخ وأنــّى ينفعها صراخها او حزنها ونحيبها .
(نـــــعم .. لقد مضى الفتى الى (ربه) , لم تنفعه شهواته ولا ملذاّته طالما اغتر بشبابه وجمال سيارته وثيابه , ثم هو اليوم تجالسه في قبره (اعماله وتحيط به افعاله) .
( المشـــهد الثالث )
شـــاب .. بلغ من عُمرهِ (سته عشر) عاما , كان في المسجد يتلوا القرآن , وينتظر إقامه صلاه (الفجر) , فلما أُقيمت الصلاه قام بِرّد المصحف الى مكانه ثم نهض ليقف في الصف , فاذا بهِ يقع على الارض فجأه (مغمى عليه) .
حمله بعض المصلين الى المستشفى , فحدثني الدكتور الذي عاين حالته قائلاً : أُتي الينا بهذا الشاب محمولا كالجنازه , فلما كشفت عليه فاذا هو مصاب بجلطه في القلب لو أُصيب بها جمل (لأردته ميتاً) ونظرت الى الشاب فاذا هو يصارع الموت ويودّع انفاس الحياه , فسارعنا الى نجدته وتنشيط قلبه , واوقفت عنده طبيب الاسعاف يراقب حالته وذهبت لاحضار بعض الاجهزه لمعالجته . فلما اقبلت عليه مسرِعاً فاذا الشاب متعّلق بيد طبيب الاسعاف والطبيب قد الصق إذنه بفم الشاب والشاب يهمس في اذنه بكلمات فوقفت انظر اليهما لحظات وفجاه , اطلق الشاب يد الطبيب وحاول جاهداٌ ان يلتفت لجانبه الايمن ثم قال بلسان ثقيل (اشهد ان لا اله إلا الله واشهد ان محمدا رسول الله) واخذ يكررها ونبظه يتلاشى وضربات القلب تختفي ونحن نحاول انقاذه ولكن قضاء الله كان اقوى (ومات الشاب) .
عندها انفجر طبيب الاسعاف باكياً حتى لم يستطع الوقوف على قدميه , فعجبنا وقلنا له : يا فلان مالك تبكي ..؟ ليست هذه اول مره ترى فيها ميتاً , لكن الطبيب استمر في بكائه ونحيبه فلما خفّ عليه البكاء سألناه : ماذا كان يقول لك الفتى , فقال : لما رآك يا دكتور تذهب وتجئ وتأمر وتنهي , علِم بأنك الطبيب المختص به , فقال لي : يا دكتور قل لصاحبك دكتور القلب لا يتعب نفسه لا يتعب , انا ميت لا محاله (والله اني ارى مقعدي من الجنه الآن) .
(هذا هو الفرق بين المطيع والعاصي , اما الذين صبروا انفسهم عن الشهوات ومنعوها من المحرمات فقد وعدهم ربهم بجنات تجري من تحتها الانهار تلك الجنه التي جعلها الله لعباده المؤمنين نزلا) .
هــــذه هــي الدنيا أيــهّا الإنسان .. (ورود وأشواك) .. فتخــيّر لنفسك ما تُريد .!
(أسأل الله باسمائــه الحسنى , أن يقسم لنا من خشيته ما يحول به بيننا وبين معصيته , ومن طاعته مايبلغنا به جنته , وأن يغفر لنا ذنوبنا , وإسرافنا في أمرنا , وأن يغنينا بحلاله عن حرامه , وبفضله عــمن سواه , وأن يتقبل توبتنا , ويغسل حوبتنا , إنــه سميع مجيب) .
ودمــــــتم بحـــفظ الــــــرحمن
الحمدلله رب العالمين , والصلاه والسلام على أفضل الخلق أجمعين , سيدّنا ونبيّنا (محمد)(صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعـــين .
الســـلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هــــذهِ ذكريات قطفتــُها وجمعتها لكم من هُــنا وهُــناك , فـــي زمــنٍ كــثُرت فيه المغريات , وتنوعــت الشهوات , وزلــّت بكثير من الناس الأقدام , فقارفوا المعاصي والآثام , فضعُف إيمانـــهم , وقوي عليهم شيطانــهم .
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : قال (الله) تعالى (يا أبن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي , يا أبن آدم لوبلغت ذنوبك عنان السماء ثم أستغفرتني غفرت لك ولا أُبالي , يا أبن آدم لو أنك أتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لاتشرك بـي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفره) .
( المشهــــــــد الاول )
ذكـر صاحب الحليه .. (أن عمر بعث إليه أميره في الشام زيتاً في قرب , ليبيعه ويجعل المال في بيت مال المسلمين , فجعل عمر يفرغه للناس في آنيتهم , وكان كلما فرغت قربه من قرب الزيت , قلبها ثم عصرها وألقاها بجانبه .
وكان بجواره أبن صغير له , فكان الصغير كلما ألقى أبوه قربه من القرب أخذها ثم قلبها فوق رأسه حتى يقطر منها قطره , أو قطرتان , ففعل ذلك بأربع قرب أو خمس , فالتفت إليه عمر فجأه , فإذا شعر الصغير حسن , ووجهه حسن , فقال : أدهنت .؟
قال : نعم , قال : من أين .؟ قال : مما يبقى في هذه القرب , فقال عمر : إني أرى رأسك قد شبع من زيت المسلمين من غير عوض , لا والله لا يحاسبني الله على ذلك , ثم جّره بيده إلى الحلاق (وحلق رأسه) , خوفاً من قطره وقطرتين ..!!
(هذا هـــو حال المتقين , الأوابين الخاشعين , أما المتهالكون في الشهوات , فهم في شقوه في حياتهم , وحسره عند مماتهم) .
( المشهـــد الثانـــــي )
حدثني أحد الأطباء , قال : دخلت إلى غرفه العنايه المركزه في المستشفى , ولفت إنتباهي شاب في (الخامسه والعشرين) من عمره مصابٌ بمرض (الإيدز) حالته خطره جداً , كلّمته برفق ولكنه أجاب بكلماتٍ غير مفهومه .
إتصلت بأهله فحضرت أمه , فسألتُها عن حال إبنها فقالت : كان حاله على مايُرام حتى عرف تلك (الفتاه) , قلتُ : هل كان يصلي .؟ قالت : لا , ولكن كان ينوي ان يتوب ويحج في آخر عمره , فأقتربت من الفتى المسكين فإذا هو يعاني سكرات الموت .
أقتربت من اذنه وقلت : (لا إله إلا الله) , قُل : (لا اله الا الله) , بدأ يفيق وينظر إلّي . المسكين يحاول بكل جوارحه , والدموع تسيل من عينيه , وجه يتغير الى السواد وانا اردد قل : (لا اله الا الله) , بدأ يتكلم بصوت متقطع (آه آه) ألمٌ شديد (آه) اريد مسّكنا للآلام (آه آه) , بدأت ادافع عبراتي واقول : قل (لا اله الا الله) , بدأ يحرّك شفتيه بصعوبه , (فرحت) .. وقلت سينطقها الآن ولكنه قال : (لا استطيع) أُريد (صديقتي) لا استطيع .!! , والأٌم تنظر وتبكي , النبض يتناقص ويتلاشى , ولم اتمالك نفسي , أخذت ابكي بحرقه , امسكت بيده عاودت المحاوله : ارجوك.. قل (لا اله الا الله) , وهو يردد (لا استطيع لا استطيع) , ثم بدأ يشهق ويشهق , توقف النبض وانقلب وجه الفتى اسود ثـــّم .. (مات) .. وانهارت الام وارتمت على صدره تصرخ وتصرخ وأنــّى ينفعها صراخها او حزنها ونحيبها .
(نـــــعم .. لقد مضى الفتى الى (ربه) , لم تنفعه شهواته ولا ملذاّته طالما اغتر بشبابه وجمال سيارته وثيابه , ثم هو اليوم تجالسه في قبره (اعماله وتحيط به افعاله) .
( المشـــهد الثالث )
شـــاب .. بلغ من عُمرهِ (سته عشر) عاما , كان في المسجد يتلوا القرآن , وينتظر إقامه صلاه (الفجر) , فلما أُقيمت الصلاه قام بِرّد المصحف الى مكانه ثم نهض ليقف في الصف , فاذا بهِ يقع على الارض فجأه (مغمى عليه) .
حمله بعض المصلين الى المستشفى , فحدثني الدكتور الذي عاين حالته قائلاً : أُتي الينا بهذا الشاب محمولا كالجنازه , فلما كشفت عليه فاذا هو مصاب بجلطه في القلب لو أُصيب بها جمل (لأردته ميتاً) ونظرت الى الشاب فاذا هو يصارع الموت ويودّع انفاس الحياه , فسارعنا الى نجدته وتنشيط قلبه , واوقفت عنده طبيب الاسعاف يراقب حالته وذهبت لاحضار بعض الاجهزه لمعالجته . فلما اقبلت عليه مسرِعاً فاذا الشاب متعّلق بيد طبيب الاسعاف والطبيب قد الصق إذنه بفم الشاب والشاب يهمس في اذنه بكلمات فوقفت انظر اليهما لحظات وفجاه , اطلق الشاب يد الطبيب وحاول جاهداٌ ان يلتفت لجانبه الايمن ثم قال بلسان ثقيل (اشهد ان لا اله إلا الله واشهد ان محمدا رسول الله) واخذ يكررها ونبظه يتلاشى وضربات القلب تختفي ونحن نحاول انقاذه ولكن قضاء الله كان اقوى (ومات الشاب) .
عندها انفجر طبيب الاسعاف باكياً حتى لم يستطع الوقوف على قدميه , فعجبنا وقلنا له : يا فلان مالك تبكي ..؟ ليست هذه اول مره ترى فيها ميتاً , لكن الطبيب استمر في بكائه ونحيبه فلما خفّ عليه البكاء سألناه : ماذا كان يقول لك الفتى , فقال : لما رآك يا دكتور تذهب وتجئ وتأمر وتنهي , علِم بأنك الطبيب المختص به , فقال لي : يا دكتور قل لصاحبك دكتور القلب لا يتعب نفسه لا يتعب , انا ميت لا محاله (والله اني ارى مقعدي من الجنه الآن) .
(هذا هو الفرق بين المطيع والعاصي , اما الذين صبروا انفسهم عن الشهوات ومنعوها من المحرمات فقد وعدهم ربهم بجنات تجري من تحتها الانهار تلك الجنه التي جعلها الله لعباده المؤمنين نزلا) .
هــــذه هــي الدنيا أيــهّا الإنسان .. (ورود وأشواك) .. فتخــيّر لنفسك ما تُريد .!
(أسأل الله باسمائــه الحسنى , أن يقسم لنا من خشيته ما يحول به بيننا وبين معصيته , ومن طاعته مايبلغنا به جنته , وأن يغفر لنا ذنوبنا , وإسرافنا في أمرنا , وأن يغنينا بحلاله عن حرامه , وبفضله عــمن سواه , وأن يتقبل توبتنا , ويغسل حوبتنا , إنــه سميع مجيب) .
ودمــــــتم بحـــفظ الــــــرحمن