تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قطر تؤدي دورا أساسيا في الاقتصاد العالمي بفضل رؤية الأمير



القائــد
06-04-2010, 05:46 AM
عضو مجلس الأعيان ورئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي لـ الشرق: قطر تؤدي دورا أساسيا في الاقتصاد العالمي بفضل رؤية الأمير

الأردنيون يفخرون بوجود بضائع ومنتجات قطرية في أسواقهم المحلية
الاستثمارات القطرية محل ترحيب واعتزاز وتقدير كبير في الأردن
قطر تشهد نموا متواصلا ونقلات نوعية في أسلوب الحياة
نثمن وقوف قطر إلى جانب الأردن في ظروفه الاقتصادية الصعبة
حوار: محمد خير الفرح:
ثمن عضو مجلس الأعيان الأردني ورئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي وقوف قطر إلى جانب بلاده في الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تتعرض لها، وقال إن الأردن والشعب الأردني لا ينسى وقوف الأشقاء القطريين إلى جانب الأردن عندما كان يواجه ظروفا اقتصادية صعبة.
ووصف الكباريتي العلاقات السياسية بين الأردن وقطر بأنها قوية ووثيقة وتاريخية، لكنه قال إن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين الشقيقين لا ترقى إلى مستوى الطموحات أو إلى مستوى السياسية.
ودعا الكباريتي الجانب القطري إلى تعزيز استثماراته في الأردن، مؤكدا أن استثمارات قطر والمستثمرين ورجال الأعمال القطريين مرحب بها من قبل القيادة والحكومة والشعب في الأردن، وهي محل ترحيب أكثر من غيرها.
ولفت القول إلى أن قطر استثمرت نحو 52 مليون دولار خلال العام الفائت في الأردن معظمها في القطاع الطبي والصحي، لكنه استدرك بقوله "إن هذا المبلغ أقل من متواضع لأننا نطمح بالمزيد من أشقائنا القطريين بالاستثمار في بلدهم الثاني الأردن".
ولم يفت الكباريتي التنويه بالتطور النوعي والكبير والمتواصل الذي تشهده قطر اليوم، مضيفا: هناك نهضة كبيرة وقفزات قياسية تشهدها البلاد.. هناك بعد نظر في كل ما تقوم به قطر، فكلمة تطور لا تكفي لوصف ما يشاهده المرء، لأن العالم كله يسعى للعمل والتطور لكن أحيانا بدون بعد نظر، لكن في قطر هناك بعد نظر ورؤية ثاقبة، وهذا يمكن ملاحظته خلال زيارة قطر في أوقات متقاربة، هناك نقلات نوعية في أسلوب الحياة وحتى في البنية التحتية، بعض الدول فيها تطور ولكن لا يشمل البنية التحتية، لكن في قطر هناك تطور كبير في البنية التحتية وفي كل ما فوق الأرض، وهذا يؤكد بعد النظر لدى القيادة الحكيمة لهذا البلد.
وإلى تفاصيل المقابلة:
* كيف تصف العلاقات السياسية والاقتصادية بين الأردن وقطر؟
- الأردن وقطر بلدان شقيقان بينهما رابط تاريخي قوي، والعلاقات بين البلدين مازالت في ذروتها على الصعيد السياسي، والحمد لله النظرة السياسية في قطر والأردن سواء كانت إقليمية أو عالمية فيها تقارب كبير وقوي لمصلحة الوطن العربي، نتمنى أن نرتقي في علاقاتنا الاقتصادية والتجارية إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين، لأن العلاقات التجارية بين قطر والأردن لا ترقى إلى مستوى الطموحات التي نتمناها ونسعى إليها نحن كقطاع تجاري واقتصادي، رابط الإخوة الموجود بين الشعبين الأردني والقطري قوي، ومعظم القطريين يحبون الأردن كمكان عائلي لقضاء إجازاتهم السنوية، لكن كل هذا لم ينعكس بشكل قوي على العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المشتركة بين البلدين، نتمنى أن نقرب الجسور بين البلدين بحيث نوجد شراكة حقيقية بين البلدين لخلق فرص أعمال أفضل للاستثمار وهي موجودة في البلدين كما الكفاءات والأفكار الخلاقة.
* حجم المبادلات التجارية بين الأردن وقطر مازال ضعيفا، قد يكون حجم الاستثمارات القطرية في الأردن البالغ حاليا 500 مليون دولار جيدا، لكن عند مقارنته باستثمارات قطر في العديد من الدول العربية الأخرى نجده ضعيفا للغاية، هل الأسباب مشتركة بين البلدين أم أن هناك جهات معينة تتحمل مسؤولية ذلك؟
- أشقاؤنا القطريون استثمروا بواقع 52 مليون دولار خلال العام الماضي معظمها في القطاع الطبي والصحي، أعتقد أن هذا المبلغ أقل من متواضع، القطريون لهم باع طويل في الاستثمار وخصوصا ما يتعلق بالطاقة، وقد أثبتت التجارب الواقعية أنهم قادرون على أن يكونوا روادا في هذا المجال، والأردن مكان خصب للاستثمار في هذا المجال ونحن نتمنى على أشقائنا القطريين أن ينظروا إلى الأردن بجدية بالتوجه إلى هذا الاستثمار الواعد، وهناك مشروعات للطاقة بين الأردن وسوريا ومصر تتمثل في مشروع الربط الكهربائي ومشروع نقل الغاز، ونتمنى أن يكون لدولة قطر تواجد قوي في هذه المشروعات، وحاليا هناك مشروعات ضخمة على أرض الواقع، ونحن ننظر إلى قطر صاحبة الخبرة الواسعة في هذا المجال أن يكون لها اهتمام واسع بالسوق الأردني.
* ما المطلوب من الأردن الآن حتى يتمكن من استقطاب الاستثمارات القطرية إليه؟.. سوريا على مرمى عصا من الأردن واستثمارات قطر فيها تتجاوز حاليا 5 مليارات دولار، يعني ما زالت الاستثمارات القطرية في الأردن تراوح مكانها منذ عدة سنوات؟
- الأردن بلد مضياف وهو بيت لكل العرب، يفتح أبوابه بلا استثناء لكل عربي، الأردن خلال السنوات الست الماضية تمكن من جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار معظمها عربية، لكن كانت حصة قطر قليلة فيها، لذلك نتمنى على أشقائنا القطريين النظر إلى الأردن كسوق واعد ومنطقة جذب استثماري، لأن معظم الاستثمارات العربية وغيرها هي استثمارات ناجحة في الأردن وأثمرت عوائد مجزية، لكن ربما عدم وجود المعلومة الكافية لدى الأشقاء القطريين يدفعهم للابتعاد قليلا عن السوق الأردني، لكن لا يوجد من داخل المملكة الأردنية الهاشمية سواء كانت قيادة أو قطاعا تجاريا أو مواطنا إلا كل محبة وتقدير للأشقاء القطريين، ونحن نتطلع إلى أشقائنا القطريين لتوجيه استثماراتهم نحو الأردن، ونحن نقول لهم إن الأردن يرحب بهم أكثر من غيرهم.
* تردد أن هناك شركة قطرية قابضة ستدخل السوق الأردني خلال الفترة القريبة المقبلة؟
- هناك صندوق مشترك قطري أردني يتجاوز حجمه مليار دولار، وهذا يؤكد وقوف قطر إلى جانب الأردن في مراحل اقتصادية صعبة قد يمر بها الأردن، وهو عبارة عن مشروع مازال في طور الإنشاء، ونحن نتمنى أن يكتمل بسرعة ويبدأ العمل، نتمنى على الأطراف المنفذة سرعة تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع.
* هل هناك حوافز معينة يقدمها صاحب القرار الاقتصادي في الأردن لرجال الأعمال والمستثمرين القطريين لاستقطابهم؟
- لا يوجد للأردن سياسة ثابتة فيما يتعلق بالاستثمار، لكن هناك ثوابت أساسية ورئيسية وما هو المتاح والفرص المتاحة للمستثمر، لكن إذا ارتأى الأردن أن أي مستثمر جدي ويرغب في بعض الأمور المضافة للأساسيات، فالأردن دائما على أستعداد لتقديم ما لا يستطيع غيره أن يقدمه، الأردن على استعداد لتقديم أي تسهيلات ممكنة لإيجاد المناخ المناسب للاستثمار، وهذا نعمل به في الأردن منذ عدة سنوات سابقة.
* كيف وجدت الدوحة؟.. بماذا أوحى لك كل هذا التطور والنهضة العمرانية التي تشهدها المدينة؟
- أود أن أؤكد في البداية أن سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد حفظه الله يتمتع ببعد نظر وحكمة، هناك بعد نظر في وجود قطر كلاعب أساسي على أكثر من صعيد في القضايا العربية والعمل بجد على إيجاد الحلول الناجعة لها، لقد أثبت سموه تواجده القوي في هذا الخصوص، ونحن كأردنيين وعرب أيضا، ننظر إلى قطر وإلى سمو الأمير بالذات على أنه عندما يتدخل في قضية معينة يكون هناك حلول لها، لأنه يبذل جهودا كبيرة لحلها، وهذا يعزز الثقة والإيمان والحب بقطر.
كما أن دور سمو الشيخة موزة كبير جدا في مجال دعم التعليم وتعزيز دور المرأة في المجتمع إلى جانب الرجل، وهذا ليس على مستوى قطر فقط وإنما على مستوى الوطن العربي، هذا كله يجعلنا نشعر بأننا في دولة عظيمة وكبيرة بدورها وثقلها ومكانتها رغم صغر مساحتها الجغرافية.
في قطر، التطور والنهضة مستمران، والمشروعات متواصلة، قد تكون الأزمة المالية أدت إلى تأخر بعض المشروعات هنا أو هناك، لكنها لم تؤد إلى توقف أي مشروع، فهذا يؤكد أن قطر ما زالت بخير وستبقى كذلك إن شاء الله، والتأخير بحد ذاته لا يعني نهاية المطاف، وإنما قد يكون ضروريا لإعادة النظر في بعض الأمور أو إعادة النظر في حسابات معينة.
قطر تشهد اليوم تطورا نوعيا كبيرا ومتواصلا، هناك نهضة كبيرة وقفزات قياسية تشهدها الدولة، فقد زرت سوق واقف وهو مكان جميل يؤكد تمسك قطر رغم كل هذا التطور والنهضة التي تعيشها، بتراثها وتقاليدها العريقة، وهذا يؤكد ضرورة إبقاء الأصالة والتاريخ في مراحل تطور حياتنا.
هناك بعد نظر في كل ما تقوم به قطر، فكلمة تطور لا تكفي لوصف ما تشهده قطر، لأن العالم كله يسعى للعمل والتطوير لكن أحيانا بدون بعد نظر، لكن في قطر هناك بعد نظر ورؤية ثاقبة، وهذا يمكن ملاحظته خلال زيارة قطر في أوقات متقاربة، هناك نقلات نوعية في أسلوب الحياة وحتى في البنية التحتية، بعض الدول فيها تطور ولكن لا يشمل البنية التحتية، لكن في قطر هناك تطور كبير في البنية التحتية وفي كل ما فوق الأرض، وهذا يؤكد بعد النظر لدى صاحب القرار في قطر والقيادة الحكيمة لهذا البلد.
* كيف تصف العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الأردن ومختلف الدول العربية في الوقت الحاضر؟
- الأردن يرتبط بعلاقات متميزة بجميع الدول العربية، وهي سياسته منذ زمن بعيد، هذا ينعكس على العامل التجاري، علاقاتنا التجارية مع الدول العربية مميزة جدا، الميزان التجاري بين الأردن وسوريا مثلا بحدود 300 مليون دولار، ومع السعودية مليار دولار ومع مصر مليار دولار أيضا، 80% من مستوردات الأردن الحالية وخصوصا الغذائية هي من دول عربية، و90% من صادراتنا غير المرتبطة بالسوق الأمريكي هي للأسواق العربية، فالعلاقات التجارية جيدة جدا، لكننا نطمح إلى أن تكون العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين جميع الدول العربية أقوى وأكبر مما هي عليه، لكن طموحاتنا تحتاج إلى دعم وجهود من كافة الدول العربية وليس فقط من الأردن.
* وماذا عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الأردن ودول الجوار العربي تحديدا وخصوصا مع سوريا.. حيث إن البضائع السورية التي تتسم بأسعار منخفضة وجودة ضعيفة مازالت تغزو السوق الأردني وتلقى رواجا كبيرا بين المستهلكين، كيف تعلق على ذلك؟
- أعترض بداية على وصف البضائع السورية بأنها "ذات جودة ضعيفة"، هي بضائع جيدة ونحن في الأردن نحترم الاتفاقيات المبرمة بيننا وبين الدول الأخرى سواء العربية أو غير العربية، والأردن لم يوقع أبدا أي اتفاقية مع أي دولة ثم تراجع عنها، فاتفاقية التبادل التجاري بين الأردن وسوريا كانت مدروسة ونحن نفتخر بوجود بضائع قطرية أو سورية أو أي بضائع عربية في السوق الأردني، نحن نفتح أبوابنا وأسواقنا للجميع، نحن نفضل أن تكون البضائع في السوق الأردني عربية وليست أجنبية، الميزان التجاري بين الأردن وسوريا يميل لصالح سوريا بأكثر من 300 مليون دولار مقابل 200 مليون دولار للأردن، ولكن هذا لا يقلقنا، لأن في ذلك تكاملا ودعما للسلع والبضائع العربية، في أي دولة في العالم هناك بضائع ومنتجات ذات جودة عالية وأخرى ذات جودة متدنية، فلذلك يجب ألا نستاء من وجود البضائع السورية في الأردن، أتمنى أن أذهب إلى أي سوبر ماركت في عمان وأجد 90% من بضائعه عربية، البضائع العربية تتمتع بجودة كبيرة، يجب أن ندعم المنتجات العربية وتكاملها فيما بين الأسواق العربية، الأردن يعتمد بشكل قوي على سوريا في العديد من السلع والبضائع الأساسية وخصوصا الحبوب، فقد مرت على الأردن ظروف معينة لولا وقفة سوريا في هذا الجانب معنا لكنا عانينا الكثير، لذلك نحن نشكرهم كثيرا على هذه الوقفة.
* الاقتصاد الأردني يواجه خلال هذه الفترة تحديات كبيرة يتمثل أبرزها بطبيعة الحال بالارتفاع المتصاعد لعجز الموازنة الكلي وارتفاع حجم مديونية البلاد إلى مستويات غير مسبوقة، إلى أي مدى يمكن للاقتصاد الأردني أن يصمد أمام هذه التحديات؟.. وما السبيل لمعالجتها؟
* الأردن عانى الكثير خلال السنوات الماضية، وهذه ليست أول مرة يشهد الأردن فيها خللا أو مشكلة اقتصادية، وخلال السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية شهدت المنطقة تقلبات كثيرة معظمها انعكس على الأردن، لموقعه الجغرافي وتركيبته السكانية، لكن الحمد لله استطاع الأردن دائما تجاوز هذه الصعوبات وأن يستفيد منها الدروس وأن ينهض منها بأفضل مما كان عليه.
نحن لا ننكر أن في الأردن حاليا عجز مالي وخصوصا في الموازنة يفوق حجمه 1.6 مليار دولار، لكن الحكومة بدأت تخطو عدة خطوات جيدة باتجاه معالجة هذا الوضع من خلال خفض الإنفاق، وقامت بحملة إرسال رسائل للمواطنين بضرورة العمل على تغيير النمط الاستهلاكي السائد، وقامت بتعزيز شراكتها مع القطاع الخاص للتحاور والتشاور معه بالبحث في كيفية الوصول إلى مخرج للأزمة، كما بدأت في تغيير العديد من القوانين مثل قوانين ضريبة الدخل وضريبة المبيعات، كل ذلك من أجل الوصول إلى حلول ناجعة للوضع الاقتصادي القائم حاليا.
* كيف يمكن لكم أنتم معشر رجال الأعمال والقطاع الخاص المساعدة في التغلب على التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة؟
* لا توجد عصا سحرية يمكن من خلالها معرفة ماذا سيحصل على الصعيد الاقتصادي، الأزمة المالية العالمية وقعت وحدث ما حدث، وتأثرت بها جميع الدول، وأشببها دائما بقطار تعرض لحادث، فتضرر جميع من فيه، وإن تباين حجم الضرر من راكب في الأمام إلى الوسط والمؤخرة، لكن الجميع تضرر، نحن كقطاع خاص يجب أن يكون لدينا الوعي بأن هذه الأزمة لن تكون أزمة مدمرة، وإنما أزمة تمر، ووضعنا في الأردن حاليا أفضل بكثير من الأيام السابقة، الاحتياطي النقدي لدينا جيد بل ومرتفع، لكن القطاع الخاص مطالب بأن يغير سياسته في السوق، وألا يستمر في عدم توظيف أمواله في مختلف الأنشطة، يجب أن يدرك أنه آن الأوان الآن للعمل على توظيف تلك الأموال التي لديه، وأن يحاول أن يستوعب أكبر عدد من العمالة الأردنية، لأن كل ذلك بالتالي ينعكس إيجابا على الاقتصاد الأردني.