المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعيدوا لهم صورهم - للكاتبة :سهلة آل سعد



umabdulla77
08-04-2010, 11:22 PM
تأملات



وأقصد بها المعنى الحسي المادي وليس المعنوي، وإن كان المعنى المعنوي جميلا أيضاً ومطلوباً إن كان بإمكان أحد أن يعيد لأحد صورته المعنوية التي فقدها وتشكيلة نفسه السابقة، وهل منا من لم تعبث به يد الأيام؟!
قبل بضعة أشهر أعادت لنا والدتي –حفظها الله وأمدها بالصحة والعافية– صورنا الفوتوغرافية التي بحوزتها، أعادت جميع ما لنا لديها من ذكريات، سواء أكانت صوراً أو أوراقاً مطوية أو كتباً، رغم أننا نملك حزمنا الخاصة من الصور والأوراق والكتب والهدايا التذكارية، ونملك كذلك صور الآخرين، الأقارب والمعارف والأصدقاء، ففي زمن من الأزمان كان التصوير الفوتوغرافي مباحاً حلالاً بلالاً للجميع، وبإمكان سائق بيت الجيران أن يصور عائلة بيت جيرانه دون حرج، وربما ما زال سائق جيراننا يمتلك صورنا ونحن صغار ويريها أقاربه في الهند الآن، إن كان ما زال على قيد الحياة أو كانت الصور بحوزته.
كنا نصور الجميع في أعراسهم ومناسباتهم وأوقاتهم العادية وحالاتهم الرثة، لم يكن التصوير غير لائق أو ممنوعا، ولم تكن المحرمات والمحللات الدينية قد برزت وقتها كما الآن.
كانت النفوس أصفى وأنقى، والتزاور بين الناس أكثر، والكاميرات الفورية وغير الفورية «شغالة» ومتاحة للكبار والصغار على حد سواء، وكانت صناعة الذكريات رائجة جدا وقتها، سواء في المفكرات ودفاتر التواقيع، أو في الصور المؤرخة من الخلف، أوالهدايا الصغيرة ذات الطابع التذكاري، أو البطاقات المهداة من الأقارب والأصدقاء داخل البلد، أو المرسلة منهم من خارجه.
أعادت لنا الوالدة حفظها الله صورنا وذكرياتنا، وطلبت منا أن نعيد أيضا للناس صورهم التي بحوزتنا لهم، وكان منطقها في ذلك سليما عقليا، وغير سليم عاطفيا ووجدانياً، منطقها يقول إنه بعد أن نمضي عن هذه الحياة لمن سنترك هذه الصور، وهي تصاوير تشمل القاصي والداني، الكبير والصغير، القريب والبعيد، الأفراح ورث الحال.
منطقها يقول من الأفضل أن تذهب هذه الصور لأصحابها قبل أن تقع في أيدي غيرهم -خاصة حين يكون غيرهم غير محارم لأصحاب الصور- ونأثم لتركنا ذلك يحدث، ونندم لأننا لم نخرجها في وقتها حين لايفيد الندم.
ولكن ما الحيلة حين يكون الناس ممن يقدرون الذكريات ويحترمونها، ويشعرون حين يعيدون لكل إنسان صوره أنهم أعدموا وجوده السابق في حياتهم، وهو وجود كان مؤثرا ذات يوم، وجميلا ذات يوم، سيشعرون حينها أنهم أشخاص بلا مرجع إنساني حين تخلو صورهم من جميع الأقارب والمعارف والأصدقاء الذين شاركوهم فترات سعيدة أو مؤلمة أو عادية من حياتهم، أو شاركوهم طفولتهم وشبابهم، بماذا سيشعرون حينما يقتصر ما يملكون من صور على أطفال فقط، كأنه لم يوجد شباب أو بالغون في تلك المراحل المتتابعة من أعمارهم؟!!
بتر جزء من الماضي مؤلم ومحزن في الوقت ذاته، وإن كان البتر لغاية مبررة وحكيمة، لذا يحتاج وقتا وتأهيلا للنفس للإقدام عليه دون ألم أو بمقدار أخف من الألم، وقد لا يتمكن المرء من الإقدام عليه أبدا، خاصة إذا كان يملك صوراً لمعظم من مروا عليه في حياته، وربما لو أراد إعادة صورهم لن يجد كثيرا منهم، وأيضا لا بد أنهم بالمقابل يمتلكون صورا له، ثم هل سيتقبلون إعادة صورهم لهم من هذا المنطلق أم سيزعجهم الأمر؟!
بالنسبة لي لا أستطيع أن أعيد للآخرين صورهم، على الأقل الآن، ولكن أنصحكم أعزائي القراء إن كنتم ممن يستطيعون الإقدام على ذلك العمل أن تقدموا عليه مع أناس يهمهم استرجاع صورهم.. قد تستغربون النصيحة ممن لايطبقها، ولكن إن لم يفعل المرء الصواب أقلّها يدل غيره عليه، فالدال على الخير كفاعله.. فهل بإمكانكم أن تعيدوا للآخرين صورهم؟


منقول من جريدة العرب

الخميس : 2010-04-08

http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=126469&issueNo=843&secId=16



الكاتبة حفظها الله بهذه المقالة أعادة الينا الذكريات الجميلة وخاصة المتمثلة في الصور الفوتغرافية التي كثيرا ماكنا نلتقطها وفي اي وقت بقصد الذكرى والمزح والمرح

اتمنى ان تنال هذه المقالة اعجابكم مثل ما اعجبتني

يعطيج العافية كاتبتنا المبدعة

هبوب الشمال
08-04-2010, 11:40 PM
صحيح انا عملت هالشي من فتره

الدنيا صارت تخرع وانا ما اضمن عمري باجر لين مت من بيشوفهم في الشنطه ولا في الخزنه مش ريلي وعيالي وبناتي وازواجهم

فكرت في الموضوع كثير ورجعت كل صوره لصاحبها والباقي حرقتهم