المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعقيب على مقال ابريل ( خدموها في ضعفها.. ونسيتهم في قوتها ) - سهلة ال سعد



مساهم شاطر
11-04-2010, 05:34 PM
يبدو أن بعضاً من قراء المقال السابق الخاص بميزانية الدولة «ما أبريل سوى هواء» لم يستوعبوا ما ورد فيه، فظنوا -وبعض الظن إثم- أنه يتحدث عن فئة المواطن القطري المشبع وظيفياً ومعاشياً؛ بينما هو يتحدث عن ثلاث فئات مغبونة راتبياً هي «فئة المقعدين – والمتقاعدين – ومن يماثلهم أو يقل عنهم في الراتب».

المقال السابق لا يدافع عن الشبِعين ولا يتحدث عنهم، ولا يتناول المرضيين والراضين راتبياً ولا يطالب لهم بزيادة، هو يتحدث عن الذين ظلت رواتبهم على حالها رغم تغير الزمن، والرواتب الأخرى من حولهم ومتطلبات الحياة على إطلاقها.

والغريب أنه حين طرح المقال للقراءة والنقاش في أحد المنتديات القطرية انبرى للتصدي لما ورد فيه عدد من المتشنجين المنكرين لوجود فئات مظلومة بالدولة، وإن اعترفوا بوجود حالات قليلة منهم (وكأن الإحصائية ملك أيديهم أو أنهم يعلمون بقلة عدد المعانين معيشيا أو كثرتهم!!) فإنهم يعتقدون بوجوب عدم التحدث عنها وإبرازها إعلامياً، أي لا يرحمون ولا يريدون غيرهم أن يرحم!!

قد لا يعرف هؤلاء أو يسمعون عن أشخاص مدينين أو مرهقين معيشياً لقلة رواتبهم وعدم وجود مصادر دخل أخرى لهم، ولكن هل عدم معرفتهم بوجود هذه الفئة من المواطنين دليل على عدم وجودها؟!

أولئك ينطبق عليهم بيتا الشعر التاليان:

لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
ولا يسهر الليل إلا من به ألم ولا تحرق النار إلا رجل واطيها

والسؤال: لماذا ينكر البعض وجود أشخاص مرهقين معيشياً في الدولة؟ لمصلحة من إنكار وجودهم وتعميته على المجتمع؟

وحتى على فرض أن أعدادهم ليست كبيرة، أليست العدالة واجبة في الواحد كما الألف؟ بل إن العدالة حينها يصبح أمرها أيسر وأسهل لقلة عدد المطلوب تحقيقها لهم، فما الضير من المطالبة بها؟ وما العيب في ذلك؟ وهل ستكون هذه هي نظرتهم لو كانوا هم المتعسرين لا أولئك؟ لمصلحة من تعالي الأصوات المرددة احمدوا ربكم واصمتوا؟ الجميع يحمد ربه ويعلم أفضاله ونعمه، ولكن هل ينفي شكر النعمة وجود مظلومين في الحياة؟ وهل يتنافى شكر الرب مع المطالبة بإحقاق حقوق الخلق وإعادة النظر في أوضاعهم؟ هل يتعارض الأمران؟! إن الله عدل ويحب العدل، ولا يرضى بالظلم.

إذا كانت تلك النوعية من المريشين لا تعي وجود نوعية أخرى منتوفة الريش فتلك مصيبة، وإن كانت تتجاهل وجودهم وتعمل عامدة على طمسه وإخفائه فالمصيبة أعظم.

وسأخبركم متى سينبري أمثال أولئك للحديث عن عدم وجود عدالة وظيفية وراتبية يترتب عليها بالتالي عدم وجود عدالة اجتماعية بل فروقات طبقية، سيتحدثون عن ذلك حينما يسحب البساط من تحت أرجلهم وتقتطع رواتبهم أو تبتر فجأة كما حصل مع موظفي كهرماء وأشغال، حينها ستعلو أصواتهم صارخة متشنجة مطالبة بإحلال العدالة ومساواتهم بزملائهم وإعانتهم على متطلبات الحياة الباهظة الثمن، فما الذي يفعله راتب مقداره خمسة أو ستة أو سبعة آلاف ريال؟ إنه حتى لا يساوي بدلاً واحداً من بدلات الموظفين الأجانب!!

هذه الخمسة أو السبعة فقط تأتي لصاحبها بخادمة من مكتب الخدم لو أراد، أم سنطالبه أيضا بعدم جلب خادمة وطبخ طعامه وغسل ملابسه وكيها وكنس منزله بنفسه؟! أم سنطلب منه تقبل جلب خادمة من دولة أخرى أقل تكلفة قد لا يرغبها... يا مترفي الأرض رحمة بضعفائها.

وهذه الخمسة أو السبعة سيدفع منها راتب الخادمة والسائق إن تمكن من جلبهما أم سيشتري بها تموين منزله أم سيصلح بها أعطال سيارته (إن تمكن من شرائها بأقساط أو غيره؟!!) أم سيدفع ثمن بترولها (أم لاداعي لأن يركب سيارة؟!) أم سيدفع فواتير كيوتل (أم لا حاجة له بالموبايل والنت لأنه فقير؟!!)، أم سيدفع بها أسعار الخدمات التي ارتفعت أسعارها جميعا من خدمات كهربائيين و «فيترية» وحدادين ونجارين وغيرهم، أم سيسدد بها رسوم خدمات حكومية على اختلافها، أم سيصرف منها على مصاريف مدارس أبنائه واحتياجاتهم (أم لا داعي لأن يلبس جديدا هو وأسرته؟!) أم...أم.... أم.....

ما الذي تفعله الخمسة والسبعة في هذا الزمن للضروريات ناهيك عن أن لو أحب الشخص أن يرفه عن نفسه بإضافة ولو شيء بسيط من الكماليات فلا نستطيع أن نقول للناس: عيشوا في أضيق حدود المعيشة وبلا محاولات ترفيه أو ادخار، ليس ذلك عدلا لأي إنسان، وللقطري بالذات حين يعد ويصنف على أنه من أغنياء العالم.

لذا أقول للقائلين احمدوا ربكم واصمتوا: احمدوا ربكم واصمتوا أنتم ولا توجعوا الضعفاء بإنكارهم مرتين، مرة حين تتشدقون بذلك، ومرة حين تخففت من زيادة رواتبهم الدولة، فيكفي من جور الزمن عدم تكريمهم وتقديرهم والاعتراف بخدماتهم الطويلة ليأتي مترفو زمن الطفرة الجديدة ويحاولوا إنكار وجودهم.
لقد خدم هؤلاء الدولة ما يربو على الـ 20 والـ 30 عاما، بذلوا مايستطيعون من جهود حسب متطلبات المراحل التي وجدوا فيها، قدموا عرقهم وخبراتهم وصحتهم وأعمارهم في سبيل خدمة بلدهم، وحينما كبروا عوملوا كمخلفات زمن ماض ولم يعاملوا كرواد طفرة ماضية، لم يرفعوا مع من رفع ممن قدّروا في الزمن الجديد، ولكن طووا في طيات زمنهم المنصرم كأن لم يعطوا ذات يوم، وأبقيت رواتبهم على حالها وكأن الزمن الجديد عجز عن أن يستوعبهم مع من استوعب، ويرفعهم مع من رفع، ويعاملهم على أنهم أحد مكوناته الحاضرة ويتعامل معهم بناء على معطياته وظروف معيشته الحالية لأنهم ما زالوا موجودين فيه ولم يختفوا باختفاء المرحلة القديمة.

فما زالوا يرتادون مع أبناء المؤسسات والشركات الحديثة المجمعات والجمعيات نفسها، ويستهلكون مثلهم نفس البضائع، ويدفعون مثلهم نفس النقود، ويحتاجون مثلهم نفس الاحتياجات، ويشبهونهم في الشكل والنفس والانتماء، فقط رواتبهم ليست نفس الرواتب لا غير.

رحمة بضعفاء الأرض يا أقوياءها، لا تنكروا وجودهم لأنهم موجودون ولا تحاولوا سلبهم ما ليس من أفضالكم، وسواء أكانت أعدادهم بالعشرات أم بالآلاف فمنهم موظفون وموظفات بضعة وزارات مندثرة، ومنهم من سبق هؤلاء بالتقاعد، ولا بد أن غير المعترفين بوجودهم والمتذمرين من المطالبة لهم بحقوقهم كانوا صغارا يافعين حينها، حينما كان الجيل السابق لهم يكد ويكدح ويعمل العمل الإضافي ليوفر لمن يعولهم لقمة العيش، ومن الإجحاف أن يكبر هؤلاء لينكروا هذا الفضل، وهم في ذلك ينطبق عليهم قول الشاعر:

أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني

ما أقسى جحود الأقربين، ولكن لا عجب فهناك من يرمون والديهم في مستشفيات العجزة فكيف بغير الوالدين!!

لا عجب أنه حين يشبع المتخمون ينسون الجياع، وحين تنمو لهم أجنحة يحلقون بعيدا وينسون ضعيفي الأجنحة، وحين تدب القوة في أوصالهم يستأسدون على الضعفاء، وحين ينامون ملء جفونهم ينسون من تؤرقهم مطالب الحياة ولقمة العيش.. قليلون من البشر من لا يفعلون ذلك.

لا غرابة، فالإنسان ظلوم بطبعه وآفته النسيان ولذلك سمي إنسانا، ينسى في نعمته جوعه، وفي قوته ضعفه، وفي رفعته ضعته، ولا يتذكر ذلك إلا حين تدور عليه الدنيا وتتبدل أحواله.

ألم أقل لكم.. بلاؤنا منا وفينا ليس في ذلك شك.

هذه دعوة للدولة لإعادة النظر في رواتب الفئات الثلاث (المقعدين – المتقاعدين – من يماثلهم أو يقل عنهم في الراتب) فالدولة ولله الحمد بخير، وهم أبناؤها وخدموها بكل طاقاتهم في ماضيها ويجب ألا تنساهم حين قويت وتقدمت.


سهلة آل سعد
2010-04-11


المصدر - جريدة العرب

http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=126880&issueNo=846&secId=16


sehla.alsaad@yahoo.com

كركم
11-04-2010, 05:38 PM
تهقون اي منتدى تقصد ؟؟:discuss:
سهلة ال سعد شكلها معانا في المنتدى
:nice:

يعطيك العافية اخوي على النقل

مساهم شاطر
11-04-2010, 05:43 PM
والله ياكركم الكل متابع هالمنتدى

الله يعافيك شاكر مرورك

rashid-1
12-04-2010, 12:59 AM
السلام عليكم

الكويتبة بعد مابهتنا وفندنا إدعاءاتها جاءت ( لترقع ) ماكانت تهذي به وبالعربي تريدنا أن نفهم أن مقالها فهم على غير سياقة وأنا أسألها لماذا لم تحددي الفئات الثلاثة بكل وضوح والشىء الثاني لماذا ذكرتي في مقالج الشوارع والجسور وأريد أن أفهم ماعلاقة البنية التحتية بالفئات الثلاث وماعلاقة التصحر بالمظلومين


بل مقالج كان تحريضي ضد الحكومة مع سبق الإصراد والترصد فأنتي لاتعرفين سوى النقد السلبي اللي ينكد على المواطن سواء متضرر او لم يكن متضرر


وبالنسبه للي يخالفون تواجهاتك فهؤولاء شكورين لله والحكومة ويشرفهم ذلك وليسوا من الذين يرفسون النعمة من أشكالج وتعليقج بالإستهزاء على الشكورين لله دليل على أنج في عمرج وحياتج ماقلتي الحمدلله......... ( الله يعافينا )


أنتي تريدين مجتمع 100 % وهذا عمره لن يحدث فنحن لسنا في مجتمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه حتى الكل يأخذ حقة 100 % لكن الحكومة تطبق الآية ( أعدلوا هو أقرب للتقوى ) وهذا ما أنا الاحظة وكل إيمان وثقة بأن الدولة ستحل كل مشاكل المواطن


روحي السعودية او البحرين بعدها ستعرفين قيمة حكومة قطر وأنتي بمقالك تظنين أنك تدافعين عنه فئة بالمجتمع القطري لكن أنتي قاعده تهينينهم وتسمينهم بالجياع وتتسولين لهم بكل قبح


وشكرا

العثماني
12-04-2010, 02:41 AM
في فرق بين بعد النظر:discuss: وقصر النظر:tease:

الدولة لها بعد نظر مرحلة مابعد النفط مثل الأستثمار وصندوق الأجيال

وخطط تنموية للدولة وهنا يوضع الفائظ

لكن قصر النظر للأخت الكاتبة تنادي بتوزيع الفائظ و الدولة تستثمر الفائظ
فماهو وأفضل في وجهت نظرها
وأقولها كل أبريل وأنتي طيبة

هذا كان ردي وأعيده لها لعلها تقراه