المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبراء: سكك حديد قطر.. الشبكة الأحدث في العالم



سيف قطر
14-04-2010, 05:42 AM
خبراء: سكك حديد قطر.. الشبكة الأحدث في العالم

قمة الشرق الأوسط للجسور تختتم أعمالها

* د. زين العابدين: تشغيل قطار جسر الجمرات في حج العام الحالي

الدوحة – أحمد سيــد:

اختتم أمس في الدوحة مؤتمر قمة الشرق الأوسط للجسور بالتأكيد على اهمية استخدام الجديد في تكنولوجيا تشييد الكباري والجسور في المشاريع التي يتم تنفيذها في منطقة الخليج العربي.
وقال المشاركون في جلسات العمل المتعددة التي شهدها المؤتمر: إن دولة قطر سوف تشهد السنوات المقبلة عددا من مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية لاسيما في قطاع بناء الجسور والكباري التي تربط أرجاء الدولة ، مشيرين الى مشروع شبكة السكك الحديد القطرية الذي يعتبر أحد المشاريع الضخمة في منطقة الخليج، اضافة الى مشروع تنفيذ جسر قطر البحرين الذي يعد الأطول في العالم وسيتم تنفيذه وفق أحدث التكنولوجيا المستخدمة في بناء الجسور في العالم.
وقد شهدت احدى جلسات المؤتمر عرضا من الدكتور مهندس حبيب زين العابدين نائب وزير البلدية والشؤون القروية في المملكة العربية السعودية لمشروع تطوير منطقة وجسر الجمرات، حيث اكد انه مع زيادة عدد الحجاج وكثرة ازدحامهم حول هذه الجمرات التي كانت تلتف من حولها المباني ولضيق الشوارع اضطرت المملكة إلى توسعة الساحة وإزالة المباني.
وقال ان توسعة الساحة لم تخفف من اكتظاظ الحجاج من حول الجمرة ما ادى الى نشوء الحوادث ، الأمر الذي اضطر المملكة إلى التفكير في توفير مستوى آخر لرمي الجمرات وأنشيء في عام 1395هـ (1975م) ما سمي بجسر الجمرات، ومن أهم المميزات توسعة دائرة الرجم في المستوى العلوي إلى حوالي 15متراً في حين ظلت الدوائر في الدور الأرضي على حالها حوالي 5 أمتار.
وأضاف نائب الوزير السعودي انه بعد تكرر حوادث الجسر بسبب بعض أخطاء التصميم والتنفيذ والتشغيل ، فقد توالت أعمال التحسين والتوسعة، ناهيك عن ارتفاع عدد الحجاج من الخارج ليتراوح عددهم ما بين 1.8 - 2.8 مليون حاج، اضافة الى حجاج الداخل والمتأخرين من العمرة ليصل العدد إلى حوالي ثلاثة ملايين حاج وقد يصل في حجة الجمعة إلى أربعة ملايين حاج في حج عام 1427هـ، موضحا أن وزارة الحج سعت إلى محاولة تفويج الحجاج للتخفيف من الازدحام أثناء رمي الجمرات، لكن هذه الوسائل والأساليب لم تفلح في درء الحوادث بشكل ملموس خاصة في يوم الثاني عشر حيث يرغب الحجاج في التعجيل والنفرة من منى.. ويوم العاشر حيث يفد الحجاج من كل حدب وصوب.

المشكلات بالجسر القديم
وحول مشاكل جسر الجمرات القديم ، أشار الدكتور حبيب زين العابدين الى أن عدة مشكلات منها وجود مدخل واحد للمستوى العلوي للقادمين من جميع الاتجاهات، يختفي مدخل الدور الأرضي خلف المنحدر للحجاج القادمين من جهة منى، لا يمكن إغلاق المدخل إلا بحائط بشري من قوات الأمن يصعب أن يصمد أمام حشود الحجاج المكتظة في الساحة ورغبتهم في أداء الشعيرة مهما كان الأمر، عدم كفاية الطاقة الاستيعابية الكلية لمستوى الجسر القديم وهي250ألف حاج/ساعة بينما يقوم 400-500ألف حاج/ساعة بالرجم في وقت واحد، عدم توفر مخارج كافية للطوارئ (سلالم منحدرات)، صعوبة التدخل السريع للإنقاذ والإسعاف بسبب بعد الأفراد والمعدات عن مكان الحادث ويستغرق جلبها وقتاً طويلاً، عدم وجود الأجهزة الحديثة التي تساعد على اكتشاف الأزمة قبل تفاقمها وعلى تنظيم وإدارة الحشود، انخفاض ارتفاع الدور الأرضي وقلة الهواء وانتشار الأعمدة وصغر حوض الرمي فيه، عدم تظليل الدور العلوي وصعوبة التنظيف وإزالة المخلفات وأمتعة الحجاج.

غابة من الأعمدة تعيق الحركة في الجسر القديم
ونوه نائب وزير البلدية الى مميزات الشكل الجديد لأحواض الرجم، حيث إطالة وتوسعة المساحة التي يوجه إليها الحصى، يقوم الحاج بالرمي وهو يمشي (قدر المستطاع)، يفصل الراجمين إلى مسارين ما يقلل من تضارب الحركات وتشعبها، يحسن الانسيابية ويزيد الطاقة الاستيعابية، استعمال أحد المسارين للرجم وقفل الآخر عند أي طارئ.

الحلول
وقال ان فكرة انشاء مخطط شامل لتطوير منطقة وجسر الجمرات بدأت بطرح وزارة الأشغال العامة والإسكان سابقاً في عام (1420هـ / 2000م) مخطط اشاملا يستغرق خمسة أعوام يعتمد على النظرة الشمولية: من حيث فصل حركة المشاة عن المركبات. تطوير منطقة وساحتي الجمرات. النظرة المستقبلية، وكان لسمو الأمير متعب بن عبد العزيز رأي بارز فيها باعتمادها الرئيسي على السلالم الكهربائية المماثلة لما هو قائم في الحرم المكي الشريف، وتم تخطيط الساحة حول الجمرات بحيث تتوزع الشوارع وبالتالي الحجاج على الساحة بشكل متوازن يسمح للحجاج برؤية مداخل الجسر ومنحدراته المختلفة ليتخذ الحاج الوجهة المناسبة،وفصل حركة المركبات عن المشاة عن طريق نفق سوق العرب والجوهرة ونفق شارع الملك فيصل.

الفكرة المعمارية
بنيت الفكرة المعمارية لجسر الجمرات الجديد على أساس وجود ثلاث مناطق مركزية بيضاوية ذات أهمية متكافئة وهي أحواض الرجم الثلاثة بشكل يتناسب مع تصميم الشكل الجديد للأحواض ما يساعد على حسن توزيع الحجاج حول الأحواض وشعورهم بوصولهم إلى المنطقة التي يقصدونها، تسيير قطار مرتفع عن الأرض مع محطة ترتكز على عمود وسط الشوارع لتفادي التقاطعات، مع سرعة التنفيذ وإخلاء الشوارع للمشاة وسيارات الطوارئ والخدمات.
وأوضح نائب الوزير السعودي ان بحر جسر الجمرات يبلغ حوالي 100 متر من محور الأعمدة والارتفاع الصافي للدور في وسط الجسر يبلغ عشرة أمتار.. ويتحمل الجسر أحمالا مرتفعة جدا، كما انه يتحمل الزلازل والسرعة الشديدة للرياح ليتحمل سرعة رياح على مستوى الأرض تبلغ (130كم / ساعة)، كما يتضمن ممرا يصل بين الجمرة الثانية (الوسطى) والثالثة (جمرة العقبة) والطول الكلي للجسر يبلغ 1.5 كم بما في ذلك المنحدرات، والعرض يصل إلى 115 م، وتم تشغيل المشروع في حج عام 1427، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الأسلوب العلمي في إدارة منشأة منطقة الجمرات وتطبيق نظريات إدارة الحشود وضبطها في تشغيل المنشأة الحديثة.

أهم عناصر النجاح
ولفت الدكتور مهندس حبيب زين العابدين الى ان أهم عناصر نجاح مشروع جسر الجمرات الجديد هو التخطيط الجيد لساحة ومنطقة الجمرات والطرق المؤدية إليها ومنها حيث يعتمد بشكل رئيسي على السير في اتجاه واحد، القدوم إلى الجسر من الوسط والعودة من الأطراف، تحديد الاتجاه لكل شارع إلى الدور الأول أو الأرضي بمسار واضح لايعطي للراجم أي اختيار، الأماكن بين المسارات محجوزة بحواجز بلاستيكية لعدة أغراض (قوات الأمن، معالجة المرضى، جمع العفش...) منع الافتراش في الساحات ومنطقة الجسر، مشددا على انه باستعمال القطار سيتحسن توزيع الكتلة البشرية بين المستويات الخمسة بمنشأة الجمرات في حج العام الحالي (1431هـ ) والعام القادم (1432هـ) إن شاء الله.
جدير بالذكر ان مشروع جسر الجمرات بالسعودية حصل على جوائز عالمية عديدة مثل جائزة البحث من الاتحاد الدولي للطرق، وجائزة الإنجاز في طرق البناء من الاتحاد الدولي للطرق، ثم جائزة هيئة اتحاد المهندسين الخليجيين، وجائزة مكة المكرمة للتميز في خدمة الحجاج والمعتمرين، وجائزة الإنجاز من الجمعية السعودية لعلوم العمران.