تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصناعات الصغيرة والمتوسطة.. مرحلة جديدة من التطور



السندان
17-04-2010, 11:51 AM
[B]* الصناعات الصغيرة والمتوسطة.. مرحلة جديدة من التطور
الخبراء يؤكدون أن جهاز قطر للتمويل نقلة مهمة لتعزيز القطاع

http://www.raya.com/mritems/images/2010/4/17/2_523593_1_209.jpg


الرايه

الجهاز ينسق ويحفز قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة من خلال توفيره البيئة المناسبة
يدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ويوفر آليات لتسهيل الحصول على الخدمات
توجه استراتيجي متماشياً مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ الهادفة لبناء اقتصاد متنوع
الأنصاري: عدم توافر الأسواق أبرز تحديات المستقبلية للقطاع
د. آل شافي: بداية حقيقية لانطلاق وتقوية القطاع الخاص القطري
الخلف : دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة دفعة قوية لتنمية القطاع
الدوسري: المشروعات الصغيرة تقوم بدور رئيسي في توفير فرص العمل
الكعبي: الصناعات المتوسطة والصغيرة خيار استراتيجي لتنويع مصادر الدخل
الشهواني: يجب تفعيل الخطط الإستراتيجية لجهاز قطر
65% من استثمارات الخليج تتجه لمشاريع النفط وهي لا توفر فرص عمل كثيرة
ضرورة تمويل حوالي 70% من رأس المال العامل والثابت
تحقيق - عبداللاه محمد وعاطف الجبالي :

الصناعات المتوسطة والصغيرة تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد المحلي فهي عصب الاقتصاد المغذي والمورد للمصانع الكبرى وتقوم بدور تكاملي يؤدي لتنمية وتطوير القطاع الصناعي وتتميز منتجات الصناعات المتوسطة والصغيرة بقدرة تنافسية عالمية ما يهيئها لجذب الاستثمارات كما تتسم منتجاتها بسهولة التطويع والتوصية طبقاً لاحتياجات السوق اضافة الى انخفاض رأس مالها وتوسيع قاعدة الانتاجية مع استقطاب عمالة كبيرة في هذا القطاع الحيوي وحسب ما أشار اليه عبد العزيز عثمان رئيس مركز الخليج للدراسات والبحوث مؤخرا بالدوحة على هامش الاحتفال بتأسيس اتحاد الغرف الخليجية فان 65% من استثمارات دول الخليج تتركز في مجال النفط وهي لا توفر فرص عمل كبيرة .. ومن هنا فان الاهتمام ضروري بالصناعة الصغيرة والمتوسطة التي تستوعب اعدادا كبيرة من العمالة خاصة ان مشكلة البطالة تمثل ناقوس خطر في المنطقة حيث يبلغ المتوسط 7.7% وهناك بعض الدول ترتفع فيها النسبة بصورة كبيرة.
ومن هنا جاء تركيز دولة قطر على هذه الصناعات الحيوية والهامة من خلال دفع عجلة القطاع الخاص وتذليل العقبات وتعبيد الطريق امامه للانطلاق خاصة ان تطور القطاع الخاص يقاس به مؤشر الاقتصاد فقد اعلنت الدولة مؤخرا انه بناءً على توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، ودعم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين، يستعدّ جهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي أطلقه معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية في العام ٢٠٠٨، لريادة مرحلة جديدة في مسيرة تطوّر هذا القطاع الاقتصادي الحيوي في دولة قطر كاشفا عن تنظيم جهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ورشة عمل يوم ٢٦ أبريل تشارك فيها كل الجهات المعنية بقطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة في الدولة، بما فيها شركات عاملة وأخرى قيد التأسيس وقد صممت ورشة العمل هذه للمصادقة على آلية العمل التي سيعتمدها جهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تتخللها حلقات عمل ونقاش ستشكّل الخطوة الأولى نحو لعب الجهاز دوره التنسيقي والتحفيزي لقطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة من خلال توفيره البيئة المناسبة لها كي تنمو وتزدهر واكد الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، مدير إدارة شراكة القطاع الحكومي والقطاع الخاص في وزارة الأعمال والتجارة،: "ان جهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة انشئ ليكون المظلة التي تجمع كل الجهات المعنية بقطاع الأعمال المتوسطة والصغيرة وتوجد البيئة التي تسمح لهذه الأعمال بالتطوّر والازدهار وأضاف: «سوف يركّز الجهاز على دعم وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر توفير آليات لتسهيل الحصول على الخدمات المالية وغير المالية لإنشاء المشاريع الجديدة في الدولة، ولا سيما لدى الشباب، وإزالة المعوقات التي تعترض طريقهم نحو تأسيس الأعمال الخاصة بهم».
ويأتي تنظيم ورشة العمل الأسبوع المقبل انطلاقاً من الحاجة إلى تضافر جهود جميع المعنيين بقطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة لإنجاز هذه المهمّة.
إستراتيجية الجهاز وسيكون الجهاز بمثابة بوابة تتوفر عبرها الآليات اللازمة للحصول على الخدمات المالية وسائر أنواع خدمات الأعمال، ما يسهم في تسهيل المفاوضات بين الشركاء الماليين وغير الماليين للمساعدة في التشجيع على ابتكار مجموعة جديدة من المنتجات التمويلية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشمل خدمات الدعم للشركات القطرية مسائل التدريب والتوجيه في مجال الأعمال التجارية وتدريب التنفيذيين وتوفير معلومات عن الأسواق. وسيتم التركيز على تطوير وتشجيع ثقافة الابتكار في مجال الأعمال والمخاطرة والإبداع وهذا من شأنه أن يجعل التوجه الاستراتيجي لجهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة متماشياً مع رؤية قطر الوطنية للعام ٢٠٣٠ والهادفة إلى بناء اقتصاد متنوع. كما تتطلع قطر في المستقبل نحو قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتوفير الخدمات الحيوية لاقتصاد الدولة وسيدعم جهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة رجال الأعمال الشباب من خلال إزالة العقبات والحواجز لممارسة الأعمال التجارية وخلق بيئة تسمح للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ببدء أعمالها والازدهاروسوف يشكل قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحيوي محركاً للتنوع الاقتصادي في الدولة. ومع دخول قوى عاملة شابة ومثقفة إلى السوق، فإن قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة لديه إمكانات هائلة للنمو.

دور إيجابي
يرى د. ناصر آل شافي الخبير الاقتصادي ان خطوة إنشاء جهاز قطر لتمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة خطوة ايجابية وبداية لنجاح هذا القطاع و يمثل بداية حقيقية لانطلاق وتقوية القطاع الخاص القطري وفرصة للنجاح وتوظيف الرؤية ووضع اللبنات لنجاح البناء مشيرا إلى أن نجاح أي مشروع يعتمد على مدى الالتزام الحكومي في الدعم إضافة إلى ضرورة وجود الأفكار الاستثمارية لأن نجاح وتنوع الأفكار من نجاح المشروع، لافتاً إلى ان قطر يوجد بها مشاريع وأفكار كثيرة وتحتاج الى جهة متخصصة لدعمها وتسيير المشاريع ومراقبتها ووضع التسهيلات اضافة الى تبني الفكرة والاليات المطلوبة لنجاح المشروع.
وقال الخبير الاقتصادي ان عملية التمويل والتسهيلات من اهم مقومات نجاح واستمرارية المشروع لان الدعم الحكومي هو اساس نجاح المشاريع اضافة الى عدم المطالبة بضمانات تعجيزية.. وتابع قائلا: «من هنا تتضح الرؤية امام المستثمرين ويصبح الامر سهلا وميسرا ويتولد عنه سرعة دوران الحركة المالية» مشددا على ضرورة وجود رقابة ومتابعة حكومية ودعم الفكر الاستثماري بقوة.
واكد د. ناصر آل شافي ان انشاء مثل هذا الجهاز خطوة ايجابية وجاءت في وقتها الصحيح لسعي الدولة الى تنويع مصادر الدخل لافتا الى ان كثيرا من القطريين يعتمدون على الدولة في عملية الدخل بعد اصدار قانون الموارد البشرية مطالبا في الوقت ذاته ان يتجه المواطن القطري الى عملية زيادة دخله من خلال مشاريع صغيرة لا تحتاج الى رؤوس اموال ضخمة وتستوعب عمالة كبيرة .. وتابع: «ومن هنا لابد ان يكون هناك بلورة ورؤية سليمة وواضحة امام المستثمر القطري لافتا الى ضرورة اعطاء الفرصة للجميع وعدم اعطائها لفئة معينة للاستفادة منها».
ولفت الخبير الاقتصادي الى ان القطاع الخاص القطري في طور النمو ويحتاج الى التنسيق وبلورة المشاريع لانه ينعكس ايجابا على المؤشرات الاقتصادية للدولة اضافة الى ان التسهيلات المحدودة والمقيدة للقطاع تؤثر سلبا على المؤشرات الاقتصادية مشددا على ضرورة وجود فرصة للقطاع الخاص لنجاح الاقتصاد لان هذا القطاع يحتاج إلى معالجة ومساندة لدعم مسيرة الحركة الاقتصادية إضافة إلى ضرورة وجود تصورات اقتصادية وخلق مناخ استثماري صحي لإعطاء الفرصة للقطريين لنجاح المشروع وتابع «من هنا يأتي النجاح».

اندماجية المشاريع
ويرى د. ناصر آل شافي ان اندماجية المشاريع «وهي الارتباط بين القطري والاجنبي» ينتج عنها بعض المشاكل المالية . وحول وجود جزء قليل يعمل من المشاريع التي اعلن عنها والتي تجاوزت اكثر من 250 مشروعا حسب المخطط اكد ان عملية وجود مشاريع وحركة اقتصادية مؤشر ايجابي معتبرا في الوقت ذاته ان نجاح 10 مشاريع من مجموع 100 مشروع مؤشر ايجابي ودليل على الحركة الاقتصادية والنمو المتسارع مشيرا الى ان طرح الافكار والالتزام بها تحتاج الى وقت وتفكير وربما ينبثق عنها فكرة ثانية افضل من الاولى.
ومن جانبه يثمن راشد الدوسري رجل الاعمال والخبير والمثمن العقاري ان خطوة الدولة نحو تأسيس جهاز لدعم الصناعات المتوسطة والصغيرة ايجابية وتصب في الاتجاه الصحيح وتوسع قاعدة الانتاجية وتجذب الاستثمارات الخارجية.
وقال رجل الاعمال ان المشروعات الصغيرة تقوم بدور رئيسي في توفير فرص العمل، الى جانب مساهمتها بنصيب كبير في اجمالي القيمة المضافة وقيامها بتوفير السلع والخدمات بأسعار لذوي الدخل المحدود، واعتبر الدوسري ان جهاز قطر وسيلة مفيدة لتوجيه المدخرات الصغيرة الى الاستثمار،كما أنه قادر على تدعيم التجديد والابتكار وإجراء التجارب التي تعتبر أساسية للتغيير الهيكلي من خلال ظهور مجموعة من رواد الأعمال ذوي الكفاءة والطموح والنشاط، وهو قادر على لعب دور أكثر ايجابية في تنمية الصادرات وفي المساعدة على استحداث منتجات جديدة، وهي عند مستويات معينة من الإنتاجية يمكنها العمل كصناعات مغذية للمشروعات الصناعية الكبيرة وبهذا يتم توفير النقد الأجنبي الذي ينفق على استيراد السلع الوسيطة أو الرأسمالية.
وشدد الدوسري ان قطاع الصناعات المتوسطة والصغيرة يلعب دورا اساسيا في عملية الحراك الاستثماري ويوضح ما يتسم به السوق من حيوية وحركة الدور التنموي للمشروعات الصغيرة بقطر في ضوء الاهتمام المتزايد لها وأهم التحديات التي تواجه تنميتها، وتفعيل هذا القطاع الهام لافتا الى ان اهم المعوقات التي تواجه هذه الصناعة والرافد الهام هي توفير التمويل اللازم لدفع وتقوية هذا القطاع لانه مؤشر قياس التطور الاقتصادي بالبلاد لافتا الى ان الدولة وضعت جل اهتمامها بهذا القطاع لتنميته وتقويته.

B]

السندان
17-04-2010, 11:52 AM
تمويل المشاريع
من جهته يرى أحمد الخلف رجل الأعمال أن هذا التوجه الكريم من قيادتنا الرشيدة يوضح مدى الحرص على دعم ونجاح هذا القطاع الهام والرافد للصناعات الثقيلة مشيرا الى ان جهاز قطر للاستثمار دائما يأخذ موضع الريادة في عملية تمويل المشاريع معتبرا ان جهاز دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة دفعة قوية لتنمية هذا القطاع.
وحدد رجل الاعمال ان المعوق الرئيسي والتحدي الاساسي يكمن في عملية التمويل لان الدولة لابد ان تعطي تمويلا حوالي 70 % على الاقل من راس المال العامل والثابت لان المشاريع الصناعية تحتاج الى تمويلات وتمويل البنوك لا يتناسب مع زيادة الفوائد لافتا الى ان بنك قطر للتنمية يمول حوالي 50 % من المعدات وهو ما يوازي حوالي 25% من قيمة الاستثمار الكلي ونحن نحتاج الى تمويل يوازي 70 % من راس المال العامل والثابت ومن هنا يرى الخلف ضرورة دعم القروض التي تمنح الى المشاريع الصناعية بفوائد بسيطة مشددا على وجود عوامل النجاح للمشاريع من المواد الخام اضافة الى تكامل البنية التحتية بيد ان رجل الاعمال طالب بضرورة سرعة انجاز تراخيص المشاريع وتوفير الاراضي الصناعية.
واشار الخلف الى ان السوق القطري به العديد من المزايا والمشاريع المتنوعة ونحن نحتاج الى تنفيذ المشاريع وليس تحديد المشاريع لان السوق به دراسات كثيرة للصناعات المتوسطة والصغيرة وتحتاج هذا المشاريع الى شركاء استراتيجيين مشددا على ان الشريك الاجنبي والمحلي يحتاج الى دعم الدولة

القروض الميسرة
من جهته يرى د. خضير جيرة الله الخبير الاقتصادي والمحلل المالي ان اداء وعمل جهاز قطر لدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة يتوقف على وضع حلول وقروض تمويلية ميسرة مشيرا الى ان تمويل المشروعات من قبل الدولة له اثار ايجابية ويدفع هذه المشاريع الى التوسعة وزيادة الانتاجية من خلال زيادة راس المال مشيرا الى ضرورة دراسة المزايا النسبية للمشروعات والاسواق الخارجية وتقديم الدراسات وتوفير قاعدة معلومات مهمة مشيرا الى ان اهم مزايا هذه القطاعات والمشاريع انها لا تحتاج الى رأس مال كبير مع توفير وخلق فرص عمل كثيرة.
وطالب الخبير الاقتصادي بضرورة وجود مزايا نسبية في عملية تمويل المشاريع داخل وخارج الدوحة لتشجيع المشاريع الخارجية والتوسع مستقبلا خارج الدوحة مع امكانية المنافسة مشيرا الى ضرورة التغلب على الصعاب التي تواجه هذا القطاع من تقليل التكلفة وتوفير المعدات وخلق حضانات للمشاريع المتوسطة والصغيرة مع التوسع في البنية الاساسية وتوفير الطاقة الكهربائية والاقامة للعمال.
رجل الاعمال علي عيسى الكعبي يشدد على انها خطوة تدعم وتقوي القطاع الخاص وتدفعه الى الامام لافتا الى ان قطر دائما لها السبق في مثل هذه المشاريع فهي تتحرك في كل اتجاه استثماري مفيد وذي مردود ايجابي على المستثمرين ما جذب الاستثمارات الخارجية نتيجة دعم الدولة ورؤيتها السديدة في هذا الجانب.
وقال الكعبي المشروعات الصغيرة تمثل وسيلة ناجحة لتعبئة المدخرات الصغيرة وإعادة ضخها في صورة استثمارات كما تعد من الآليات الفعالة في إنتاج وتوفير سلع وخدمات منخفضة التكلفة والسعر خاصة لقطاعات المواطنين من ذوي الدخول المنخفضة لافتا الى ان مساندة هذه المشروعات يعد مساندة وتدعيما لدور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي نتيجة استقطابها قدرا غير قليل من الاستثمارات الأجنبية والدخول في مشروعات مشتركة مع شركاء أجانب،ما قد يساهم في نقل وتوطين التقنية الحديثة وتوسيع القاعدة الانتاجية وتحسين جودة المنتج وتعزيز القدرة التصديرية خاصة في القطاعات الانتاجية الناشئة في الدولة.
كما تكمن أهمية قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة في قدرته على المساهمة في تحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى تنشيط العجلة الاستثمارية المحلية مع استقطاب الاستثمارات الخارجية وتوسيع قاعدة السوق.

دعم حكومي
يذكر أنّ معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء أشار في شهر يوليو من العام ٢٠٠٨ إلى اتجاه جديد يتمثل بدعم الحكومة لقطاع المشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم في قطر وأعلن معاليه إنشاء ركيزة مؤسسية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر احتضان وتنمية القدرات على انشاء المشاريع الجديدة، حيث تم تشكيل لجنة برئاسة سعادة الشيخ فهد بن جاسم آل ثاني "رحمه الله" (وزير الأعمال والتجارة السابق) لدراسة وتحديد أفضل السبل لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وقد بحثت اللجنة مبادرات ناجحة مماثلة من مختلف أنحاء العالم وقامت بتطوير نموذج خصيصاً لدولة قطر.
وفي وقت لاحق، تم تشكيل فريق للمشروع في شهر يوليو من العام ٢٠٠٩ برئاسة سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الدولة للتعاون الدولي والقائم بأعمال وزير الأعمال والتجارة، و بإدارة الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، مدير إدارة شراكة القطاع الحكومي والقطاع الخاص في وزارة الأعمال والتجارة، وذلك لتطوير نموذج مناسب للكيان الجديد تحت اسم "جهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة".

توافر المواد الأولية
أكد رجل الأعمال عبدالهادي الشهواني أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصاد الوطني ، وأشار إلى دورها في إحداث تنوع مصادر الدخل القومي القطري ، خاصة في ظل توافر المواد الأولية لإنشاء هذه الصناعات.
وشدد الشهواني على ضرورة دعم الحكومة القطرية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير البنية التحتية لانطلاقها، بالإضافة إلى قيام جهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بدوره التنسيقي والتحفيزي لقطاع الأعمال من خلال توفيره البيئة المناسبة للنمو والازدهار.
وأشار إلى أن القطاع يحتاج إلى تضافر جهود الجهات المعنية لأجل البناء على أسس تنسيقية متناغمة دون اللجوء نحو الاتجاهات والطموحات الفردية لرجال الأعمال بما يخدم المصالح الشخصية دون التأثير الفعلي في وضعية قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وقال عبدالهادي الشهواني إن جهاز قطر لابد أن يعمل لدعم وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر توفير آليات لتسهيل الحصول على الخدمات المالية وغير المالية لإنشاء المشاريع الجديدة في الدولة، ولا سيما لدى الشباب، بالإضافة إلى إزالة المعوقات التي تعترض طريقهم نحو تأسيس الأعمال الخاصة بهم.
وأشار إلى أن الجهاز يمثل البوابة الحقيقة لتوافر الآليات اللازمة للحصول على الخدمات المالية وسائر أنواع خدمات الأعمال، ونوه الشهواني إلى أن دعم الشركات القطرية يتمثل في التدريب والتوجيه في مجال الأعمال التجارية وتدريب التنفيذيين وتوفير معلومات عن الأسواق ، بالإضافة إلى تطوير وتشجيع ثقافة الابتكار في مجال الأعمال والمخاطرة والإبداع.
وتمنى الشهواني أن تحظى الصناعات الصغيرة والمتوسطة بدعم أكبر خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل التوجه الحكومي نحو التنوع الاقتصادي بما يخدم الرؤية الوطنية للاقتصاد القطري، الذي حقق نتائج مميزة في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الأمين.
وشدد عبدالهادي الشهواني في أخر حديثه على ضرورة تفعيل الخطط الإستراتيجية لجهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأشار إلى أن دور الجهاز مازال غائبا عن الواقع العملي الذي يخدم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

تنوع اقتصادي
وقال رجل الأعمال محمد كاظم الأنصاري أن معدل نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة لا يرتقي إلى طموحات المجتمع القطري، رغم الدعم الحكومي الواضح للنهوض بهذا القطاع الحيوي لإحداث تنوع بموارد الدخل القومي القطري.
وشدد الأنصاري على ضرورة توافر الأسواق الخارجية لاستيعاب المنتجات التي تطرحها المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأرجع ذلك إلى محدودية الأسواق المحلية، وأشار إلى أن القطاع الخاص يستطيع اكتشاف هذه الأسواق في ظل الدعم الجمركي الذي تحظى به المنتجات القطرية .
وأوضح الأنصاري أن الدعم الحكومي يتمحور حول ثلاثة اتجاهات رئيسية: (الأول) : توفير مساحات الأرض اللازمة لإقامة هذه المشاريع بأسعار مناسبة ، (ثانياً) : توفير الإمدادات الكهربائية، (ثالثاً): الإعفاء الجمركي للمواد الخام المستوردة من الخارج.
وقال الأنصاري إن قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة يشكل محركاً حيوياً للتنوع الاقتصادي في الدولة، خاصة مع دخول قوى عاملة شابة ومثقفة إلى السوق، وأعرب رجل الأعمال عن تفاؤله الكبير بزيادة معدلات نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات القليلة الماضية.