ROSE
19-04-2010, 07:07 AM
البورصة تنهي جلستها باللون الأحمر متأثرة بـ "جني الأرباح"
المؤشر يفقد حوالي 250 نقطة في ثلاث جلسات
البنوك تضغط على المؤشر والسيولة تسجل تراجعاً
اقتصاديون: الدلائل تشير إلى أن موجة جني الأرباح قاربت على الانتهاء
الخبراء: انخفاض التداولات أثناء تراجع السوق أمر صحي
الدرويش: قرارات المتعاملين متأثرة بتراجع الأسواق المجاورة
متابعة – طوخي دوام:
استهلت بورصة قطر أولى جلسات هذا الأسبوع بعمليات جني أرباح لتواصل بذلك مسلسل تراجعها لليوم الثالث على التوالي مع إغلاق تعاملات أمس مدفوعة بعمليات بيع هادئة من قبل المستثمرين.ليتخلى المؤشر عن بعض المكاسب التي حققها الفترة الماضية حيث أدت عمليات جني الأرباح المتواصلة،واستمرار ضغوط البيع خلال جلسة أمس إلى تراجع جديد للمؤشر بعد أن تأثرت نفسية المستثمرين بتراجع أسواق المال العربية ولم تستطع البورصة مخالفة اتجاه هذه الأسواق لتسير في ركب التراجع الذي خيم على تعاملات الأسواق العربية. وفقد المؤشر 74 نقطة بما نسبته 0.97% ليتخلى مرة أخرى عن حاجز 7600 نقطة ويصل بذلك إلى مستوى 7552 نقطة، وسط انخفاض واضح في قيم وأحجام التداول عن الجلسة السابقة فبلغت أحجام التداول أمس 8.14 مليون سهم قيمتها 266.05 مليون ريال محصلة لتنفيذ 4522 صفقة.
وقد حاول المؤشر تعويض بعض الخسائر في النصف ساعة الأخيرة إلا أنه ما لبث وتراجع مرة أخرى وسط تدني قيم وأحجام التداول للجلسة الثانية على التوالي وهذا يدل على امتناع الكثير من المستثمرين عن البيع بهذه الأسعار لقناعتهم الشخصية ان السوق مقبل على انتعاشة حقيقية.
وشهد المؤشر العام للسوق جلسة غلب عليها اللون الأحمر، وافتتحها على انخفاض طفيف، ثم واصل انحداره فاقداً نحو 74 نقطة، مقارنة بإغلاقه السابق وهو أدنى مستوياته خلال الجلسة، وذلك في ظل عمليات جني أرباح على جميع الأسهم المتداولة تقريبا.وبكل تأكيد لا نستطيع القول إن المؤشر قد تخلى عن الاتجاه الصاعد بسبب تراجعه في الثلاث الجلسات الأخيرة فقد شهد المؤشر تأسيسا لهذا الاتجاه الصاعد والاستعداد له من خلال تحرك حرضي فاق نصف العام تقريبا لذلك من الصعب هذه الفترة الحكم على أن المؤشر عكس الاتجاه نحو الهبوط وان تفسير ما يحدث لا يعدو كونه عمليات جني أرباح للمكاسب الماضية بالإضافة إلى أن تراجع الأسواق العربية شكلت ضغطا نفسيا على المستثمرين ما أدى إلى استمرار هذا التراجع..ولكن تشير الدلائل إلى أن موجة جني الأرباح هذه سوف تنتهي قريبا مع تواصل إعلان الشركات عن بياناتها المالية للربع الأول وقد نجح المؤشر في التماسك بنهاية الجلسة وبدأ الدخول في حركة تصحيحية لأعلى نجح فيها إيقاف مسلسل نزيف النقاط وهذا يشير إلى ان موجة جني الأرباح التي كبدت المؤشر خسائر قوية قاربت على الانتهاء.وأنه وبشكل عام مازالت رؤيتنا كما هي في أن المؤشر مازال يتحرك في اتجاه صاعد متوسط الأجل وإن كان هبوطه إلى مستوى ادنى من 7600 نقطة قد أحدث نوعا من التغيير الواضح في سلوك القوة الشرائية والقوة البيعية لصالح الأخير وهو ما قد يترتب عليه فشل المؤشر في تجاوز القمة الرئيسية عند الـ 7700نقطة على الأقل في الوقت الحالي كونه معرضا لضغوط بيعية قد تظهر بالقرب من هذا المستوى ما قد يعوقه على مواصلة ارتفاعه ولذا مازالت نصيحتنا قائمة بضرورة تقليل المراكز بشكل جزئي قرب هذه المستويات تحوطا من معاودة ظهور القوة البيعية مجددا وإعادة الشراء أقل أو حال نجاح المؤشر في تأكيد اختراقه لمستوى المقاومة المهم عند 7700 نقطة.
تراجع جماعي للقطاعات
وقد واكب تراجع السوق خلال جلسة التداول أمس تراجعا في معظم القطاعات العاملة في السوق وكذلك تراجع في قيم وأحجام التداول..فرغم القرار الخاص بتدعيم البنوك إلا إن عمليات جني الأرباح كانت اقوى من تطلعات المستثمرين ويرجع ذلك الحالة الخوف التي تنتاب المتداولين من وقت لآخر تدفعهم إلى عمليات بيع لحصد المكاسب التي تحققت في آخر جلسات الأسبوع الماضي.
ولو ألقينا نظرة على جلسة التداول أمس فقد كان اللون الأحمر هو الغالب على شاشات السوق من بداية الجلسة وحتى نهايتها حيث استهل المؤشر الجلسة على تراجع قوي واستمر على نفس وتيرة الانخفاض وان كانت أقل حدة وواصل التراجع الهادئ مع انخفاض واضح في قوى البيع لنهاية الجلسة وان صاحبت عمليات جني الأرباح هذه عمليات شراء قام بها بعض المستثمرين ما خلق نوعا من التوازن بين عمليتي البيع والشراء وهو ما قلص من خسائر المؤشر. ورغم تراجع السوق أمس فإنه ما زال يتميز بأنه من أفضل الأسواق العاملة في المنطقة فلم نعد نرى التراجعات الحادة التي كانت تتسم به جلسات التداول السابقة.
وفي الوقت الذي تعددت فيه أسباب التراجع فبعض المتعاملين يميل إلى أن هذا الأمر طبيعي جدا بفعل جني الأرباح بعد أن صعدت أسعار الأسهم الفترة الماضية لمستويات قياسية فيما يذهب البعض إلى أن عملية الصعود في بعض الأحيان كان مفتعلا من كبار مضاربي السوق بغية رفع الأسعار والبيع مرة أخرى لتسجيل اكبر نسبة أرباح في محافظهم الاستثمارية والتخلص من كمية كبيرة من الأسهم التي يملكونها بحكم أنه لا يمكنهم البيع إلا في ظل الصعود السعري.
وقال وسطاء بالسوق إن تعاملات أمس شهدت عمليات بيع عشوائية من قبل المستثمرين الأفراد على أسهم المضاربات ما انعكس سلبا على بقية السوق خاصة مع استحواذ الأفراد على نسبة كبيرة من تعاملات السوق الكلية.وأضافوا إن الأفراد فضلوا البيع بهدف جني الأرباح وجمع أكبر قدر من السيولة تمهيدا لإعادة الشراء مرة أخرى فى حال حدوث تراجع أكبر للأسعار، لافتين إلى أن الإفراد يغلب عليهم السلوك العشوائي من خلال البيع مع تراجع الأسعار والشراء عندما ترتفع الأسهم وهو ما يجعلهم يتكبدون خسائر مستمرة.
أسباب التراجع
وأشار الوسطاء إلى أن المضاربات تغلب على سلوك الأفراد وهو ما يجعل قراراتهم لا تخضع للعقلانية أو التحليل السليم، لافتين إلى أن تعاملات المستثمرين الأجانب تحولت للشراء خلال تعاملات الفترة الماضية مع تراجع الأسعار.ورغم كل المحاولات التي يبذلها البعض لتبديد مخاوف المستثمرين وتشجيعهم على الشراء نظرا لجاذبية الأسعار، فإن الخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها منذ فترة كبيرة قاربت العام لم تدع مجالا لإعادة الحسابات سوى محاولة التفكير في أفضل السبل للخروج من البورصة بأقل الخسائر أو دون تحقيق المزيد منها، مشيرين إلى أن الشراء من جديد والاستثمار في الأسهم بحاجة إلى التفكير عشرات المرات والدخول بحرص شديد حتى لا تتكرر مأساة الخسائر الراهنة مرة أخرى.
وأكد محللون أن التراجع الحالي للسوق جاء نتيجة لضغوط البيع وعمليات المضاربة استهدفت جني مكاسب سريعة من جانب عدد من المضاربين والمتداولين بشكل عام ، وأشاروا إلى أن التذبذب المتواصل للمؤشر، وعمليات جني الأرباح الهادئة تعتبر صحية ما دامت في مستويات مقبولة، ولا تأكل المكاسب التي تسجلها الأسهم..إضافة إلى أنها تشير إلى حالة معنوية جيدة لدى المستثمرين ، وعدم الاندفاع بالبيع العشوائي عند أي تراجع، مما أسهم بشكل قوي في تماسك الأسهم أمام ضغوط البيع المتسارعه من قبل المضاربين.
ولفت الخبراء إلى أن السوق شهد خلال النصف الأخير من الشهر الماضي وبداية الشهر الحالي ارتفاع قوي وتخطي الكثير من نقاط المقاومة فقد وجدنا مؤشر السوق يرتفع بالحدود العليا في أواخر شهر مارس الماضي ويتخطى حاجز 7500 نقطة وتواصل تحركه الصاعد ليتخطى حاجز 7800 نقطة الأسبوع الماضي ليصل لأعلى مستوى له من بداية الأزمة العالمية ولكن بسبب عمليات جني أرباح وعمليات بيع واسعة من قبل المحافظ الأجنبية هبط مؤشر السوق الى ما دون 760نقطة مرة أخرى وسط عمليات بيع واسعة من قبل المحافظ الأجنبية قبل أن يرتد صاعاد ليستقر فوق هذا الحاجز الفترة الحالية.
جلسة التداول
ولو عدنا إلى مجريات جلسة التداول أمس فقد استهل مؤشر السوق الجلسة على تراجع هادئ مدفوعا بعمليات بيع على الأسهم المضاربات وهو ما افقده في منتصف الجلسات حوالي 22 نقطة وواصل التراجع لينهي الجلسة خاسرا 74 نقطة بما نسبته 0.97% ليصل بذلك إلى مستوى 7552نقطة،. بعد ان تم تداول 38 سهما من الـ44 شركة المدرجة، حيث جاء 9 أسهم منها على ارتفاع، بينما تراجع 28 سهما وظل سهما واحدا بلا تغير.
وسجلت قيم وأحجام التداول ادنى مستوى لها منذ فترة وذلك بسبب حالة الحذر التي تنتاب المستثمرين في مثل هذه الفترة حيث بلغت أحجام التداول أمس 8.14 مليون سهم مقارنةً مع 11.85 مليون سهم بنهاية جلسة الخميس، كما تراجعت قيم التداولات عن الجلسة السابقة لتسجل 266.05 مليون ريال مقارنةً مع 410.42 مليون ريال بنهاية جلسة الخميس، وسجلت الصفقات تراجعا كذلك حيث بلغت 4522 صفقة مقارنة مع 6117 صفقة بنهاية الجلسة السابقة.
ومن ناحية أخرى فقد شهدت جلسة أمس تراجعا جماعيا للقطاعات ليتصدرها قطاع التأمين بما نسبته 1.44%، تلاه البنوك بتراجع نسبته 1.29%، وحل الصناعة بالمرتبة الثالثة بتراجع نسبته 0.83%، ليأتي الخدمات أخيرا بأقل التراجعات بما نسبته 0.14%
محطة جني الأرباح
وفي تعليقه على أداء السوق قال المستثمر محمد بن سالم الدرويش: ان السوق شهد على مدار عدة جلسات ارتفاعات متتالية لذلك فمن الأمور الصحية للسوق أن يتوقف في محطة جني الأرباح لالتقاط الأنفاس ومن ثم معاودة الصعود مرة أخرى.
وأشار إلى ان تراجع أمس كان سببه الأساسي تأثر المستثمرين بتراجع أسواق المال المجاورة ما دعاهم للقيام بعمليات بيع تخوفا من اي تراجع آخر وهذا يرجع لنقص الوعي الاستثماري لديهم. وإننا لو القينا نظرة على خراطة أسواق المال في المنطقة العربية نجد أن معظمها أنهى جلسة التداول أمس أيضا على تراجع وهذا يؤكد أن هناك ارتباطا قويا بين البورصات العالمية والمحلية.
وأكد الدرويش أن أحجام التداول كانت ضعيفة للغاية خلال تعاملات الأيام امس نتيجة إحجام القوى الشرائية عن التدخل القوي، مشيرا إلى وجود قوى بيعية تنتظر عند أي ارتفاع للأسعار.
وأوضح أن السوق يتعرض حاليا إلى موجة بيع ترغمه على التراجع مشيرا إلى ان هذا التراجع لا يمثل إلا حركة تصحيح في اتجاه المؤشر على المدى المتوسط، حيث استطاع المؤشر الصعود بقوة من مستوى 6550 نقطة تقريبا في شهر يناير الماضي إلى مستوى 7800 نقطة في الأسبوع الماضي، وفي الحقيقة إن ذلك الصعود على المدى المتوسط جاء بحركة شبه رأسية لأعلى ولم يشهد المؤشر أي حركة تصحيحية طوال تلك الفترة وهو ما بدأه فعلا الآن وهي حركة تصحيحية طبيعية ومتوقعة تحدث في أي اتجاه سواء صاعدا أو هابطا.
ولفت الدرويش إلى ان عمليات التصريف التي حدثت في الجلسة كانت منطقية ومبررة في ظل الظروف الحالية التي يعيشها السوق واعتماده على النهج المضاربي، متوقعاً أن يعود السوق إلى حال الارتفاع مجدداً في جلسة اليوم بعد عودة الهدوء للسوق خاصة واستطرد بقوله: أن بورصة قطر تعد من الأسواق المتماسكة والقوية لتوافر عوامل دفع ايجابية كبيرة أهمها وجود الصناديق الاستثمارية إضافة إلى وجود سيولة كبيرة وتدفقات نقدية من خلال تزايد أعداد المستثمرين ودخول مستثمرين أفراد وأجانب للاستثمار في السوق المحلي كما ان العمل الجاري والإنفاق الحكومي للمشاريع يعززان من قوة ومتانة السوق نحو الاتجاه التصاعدي نافيا وجود أي مخاوف من انخفاضات كبيرة.
وأكد الدرويش أن عمليات جني الأرباح هذه هي صحية للسوق ليواصل بعده السوق صعوده الهادئ ولا خوف على السوق في الفترة الحالية من الهبوط الحاد كما كان في الماضي لان المحفزات التي دعمت السوق ما زالت متوفرة وانه لا يوجد أخبار تعمل على هبوط السوق في الفترة الحالية بل على العكس كل الأخبار المتداولة داخل السوق كلها أخبار ايجابية سواء عن صحة الاقتصاد العالمي وقرب تعافيه أو عن الوضع الاقتصادي الداخلي أو عن نتائج الشركات المالية والتي كانت كلها ايجابية. وحول توقعاته المستقبلية على المدى القريب، قال: إن أسعار الشركات في مستوياتها الحالية تعتبر مغرية للشراء وهناك انتقائية حاليا في عمليات بناء المراكز المالية، لكن غياب السيولة الذي ينتج عن تشدد البنوك المبالغ فيه في تمويل شراء الأسهم يساهم في تقليل مصادر السيولة المتاحة للتداول.
المؤشر يفقد حوالي 250 نقطة في ثلاث جلسات
البنوك تضغط على المؤشر والسيولة تسجل تراجعاً
اقتصاديون: الدلائل تشير إلى أن موجة جني الأرباح قاربت على الانتهاء
الخبراء: انخفاض التداولات أثناء تراجع السوق أمر صحي
الدرويش: قرارات المتعاملين متأثرة بتراجع الأسواق المجاورة
متابعة – طوخي دوام:
استهلت بورصة قطر أولى جلسات هذا الأسبوع بعمليات جني أرباح لتواصل بذلك مسلسل تراجعها لليوم الثالث على التوالي مع إغلاق تعاملات أمس مدفوعة بعمليات بيع هادئة من قبل المستثمرين.ليتخلى المؤشر عن بعض المكاسب التي حققها الفترة الماضية حيث أدت عمليات جني الأرباح المتواصلة،واستمرار ضغوط البيع خلال جلسة أمس إلى تراجع جديد للمؤشر بعد أن تأثرت نفسية المستثمرين بتراجع أسواق المال العربية ولم تستطع البورصة مخالفة اتجاه هذه الأسواق لتسير في ركب التراجع الذي خيم على تعاملات الأسواق العربية. وفقد المؤشر 74 نقطة بما نسبته 0.97% ليتخلى مرة أخرى عن حاجز 7600 نقطة ويصل بذلك إلى مستوى 7552 نقطة، وسط انخفاض واضح في قيم وأحجام التداول عن الجلسة السابقة فبلغت أحجام التداول أمس 8.14 مليون سهم قيمتها 266.05 مليون ريال محصلة لتنفيذ 4522 صفقة.
وقد حاول المؤشر تعويض بعض الخسائر في النصف ساعة الأخيرة إلا أنه ما لبث وتراجع مرة أخرى وسط تدني قيم وأحجام التداول للجلسة الثانية على التوالي وهذا يدل على امتناع الكثير من المستثمرين عن البيع بهذه الأسعار لقناعتهم الشخصية ان السوق مقبل على انتعاشة حقيقية.
وشهد المؤشر العام للسوق جلسة غلب عليها اللون الأحمر، وافتتحها على انخفاض طفيف، ثم واصل انحداره فاقداً نحو 74 نقطة، مقارنة بإغلاقه السابق وهو أدنى مستوياته خلال الجلسة، وذلك في ظل عمليات جني أرباح على جميع الأسهم المتداولة تقريبا.وبكل تأكيد لا نستطيع القول إن المؤشر قد تخلى عن الاتجاه الصاعد بسبب تراجعه في الثلاث الجلسات الأخيرة فقد شهد المؤشر تأسيسا لهذا الاتجاه الصاعد والاستعداد له من خلال تحرك حرضي فاق نصف العام تقريبا لذلك من الصعب هذه الفترة الحكم على أن المؤشر عكس الاتجاه نحو الهبوط وان تفسير ما يحدث لا يعدو كونه عمليات جني أرباح للمكاسب الماضية بالإضافة إلى أن تراجع الأسواق العربية شكلت ضغطا نفسيا على المستثمرين ما أدى إلى استمرار هذا التراجع..ولكن تشير الدلائل إلى أن موجة جني الأرباح هذه سوف تنتهي قريبا مع تواصل إعلان الشركات عن بياناتها المالية للربع الأول وقد نجح المؤشر في التماسك بنهاية الجلسة وبدأ الدخول في حركة تصحيحية لأعلى نجح فيها إيقاف مسلسل نزيف النقاط وهذا يشير إلى ان موجة جني الأرباح التي كبدت المؤشر خسائر قوية قاربت على الانتهاء.وأنه وبشكل عام مازالت رؤيتنا كما هي في أن المؤشر مازال يتحرك في اتجاه صاعد متوسط الأجل وإن كان هبوطه إلى مستوى ادنى من 7600 نقطة قد أحدث نوعا من التغيير الواضح في سلوك القوة الشرائية والقوة البيعية لصالح الأخير وهو ما قد يترتب عليه فشل المؤشر في تجاوز القمة الرئيسية عند الـ 7700نقطة على الأقل في الوقت الحالي كونه معرضا لضغوط بيعية قد تظهر بالقرب من هذا المستوى ما قد يعوقه على مواصلة ارتفاعه ولذا مازالت نصيحتنا قائمة بضرورة تقليل المراكز بشكل جزئي قرب هذه المستويات تحوطا من معاودة ظهور القوة البيعية مجددا وإعادة الشراء أقل أو حال نجاح المؤشر في تأكيد اختراقه لمستوى المقاومة المهم عند 7700 نقطة.
تراجع جماعي للقطاعات
وقد واكب تراجع السوق خلال جلسة التداول أمس تراجعا في معظم القطاعات العاملة في السوق وكذلك تراجع في قيم وأحجام التداول..فرغم القرار الخاص بتدعيم البنوك إلا إن عمليات جني الأرباح كانت اقوى من تطلعات المستثمرين ويرجع ذلك الحالة الخوف التي تنتاب المتداولين من وقت لآخر تدفعهم إلى عمليات بيع لحصد المكاسب التي تحققت في آخر جلسات الأسبوع الماضي.
ولو ألقينا نظرة على جلسة التداول أمس فقد كان اللون الأحمر هو الغالب على شاشات السوق من بداية الجلسة وحتى نهايتها حيث استهل المؤشر الجلسة على تراجع قوي واستمر على نفس وتيرة الانخفاض وان كانت أقل حدة وواصل التراجع الهادئ مع انخفاض واضح في قوى البيع لنهاية الجلسة وان صاحبت عمليات جني الأرباح هذه عمليات شراء قام بها بعض المستثمرين ما خلق نوعا من التوازن بين عمليتي البيع والشراء وهو ما قلص من خسائر المؤشر. ورغم تراجع السوق أمس فإنه ما زال يتميز بأنه من أفضل الأسواق العاملة في المنطقة فلم نعد نرى التراجعات الحادة التي كانت تتسم به جلسات التداول السابقة.
وفي الوقت الذي تعددت فيه أسباب التراجع فبعض المتعاملين يميل إلى أن هذا الأمر طبيعي جدا بفعل جني الأرباح بعد أن صعدت أسعار الأسهم الفترة الماضية لمستويات قياسية فيما يذهب البعض إلى أن عملية الصعود في بعض الأحيان كان مفتعلا من كبار مضاربي السوق بغية رفع الأسعار والبيع مرة أخرى لتسجيل اكبر نسبة أرباح في محافظهم الاستثمارية والتخلص من كمية كبيرة من الأسهم التي يملكونها بحكم أنه لا يمكنهم البيع إلا في ظل الصعود السعري.
وقال وسطاء بالسوق إن تعاملات أمس شهدت عمليات بيع عشوائية من قبل المستثمرين الأفراد على أسهم المضاربات ما انعكس سلبا على بقية السوق خاصة مع استحواذ الأفراد على نسبة كبيرة من تعاملات السوق الكلية.وأضافوا إن الأفراد فضلوا البيع بهدف جني الأرباح وجمع أكبر قدر من السيولة تمهيدا لإعادة الشراء مرة أخرى فى حال حدوث تراجع أكبر للأسعار، لافتين إلى أن الإفراد يغلب عليهم السلوك العشوائي من خلال البيع مع تراجع الأسعار والشراء عندما ترتفع الأسهم وهو ما يجعلهم يتكبدون خسائر مستمرة.
أسباب التراجع
وأشار الوسطاء إلى أن المضاربات تغلب على سلوك الأفراد وهو ما يجعل قراراتهم لا تخضع للعقلانية أو التحليل السليم، لافتين إلى أن تعاملات المستثمرين الأجانب تحولت للشراء خلال تعاملات الفترة الماضية مع تراجع الأسعار.ورغم كل المحاولات التي يبذلها البعض لتبديد مخاوف المستثمرين وتشجيعهم على الشراء نظرا لجاذبية الأسعار، فإن الخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها منذ فترة كبيرة قاربت العام لم تدع مجالا لإعادة الحسابات سوى محاولة التفكير في أفضل السبل للخروج من البورصة بأقل الخسائر أو دون تحقيق المزيد منها، مشيرين إلى أن الشراء من جديد والاستثمار في الأسهم بحاجة إلى التفكير عشرات المرات والدخول بحرص شديد حتى لا تتكرر مأساة الخسائر الراهنة مرة أخرى.
وأكد محللون أن التراجع الحالي للسوق جاء نتيجة لضغوط البيع وعمليات المضاربة استهدفت جني مكاسب سريعة من جانب عدد من المضاربين والمتداولين بشكل عام ، وأشاروا إلى أن التذبذب المتواصل للمؤشر، وعمليات جني الأرباح الهادئة تعتبر صحية ما دامت في مستويات مقبولة، ولا تأكل المكاسب التي تسجلها الأسهم..إضافة إلى أنها تشير إلى حالة معنوية جيدة لدى المستثمرين ، وعدم الاندفاع بالبيع العشوائي عند أي تراجع، مما أسهم بشكل قوي في تماسك الأسهم أمام ضغوط البيع المتسارعه من قبل المضاربين.
ولفت الخبراء إلى أن السوق شهد خلال النصف الأخير من الشهر الماضي وبداية الشهر الحالي ارتفاع قوي وتخطي الكثير من نقاط المقاومة فقد وجدنا مؤشر السوق يرتفع بالحدود العليا في أواخر شهر مارس الماضي ويتخطى حاجز 7500 نقطة وتواصل تحركه الصاعد ليتخطى حاجز 7800 نقطة الأسبوع الماضي ليصل لأعلى مستوى له من بداية الأزمة العالمية ولكن بسبب عمليات جني أرباح وعمليات بيع واسعة من قبل المحافظ الأجنبية هبط مؤشر السوق الى ما دون 760نقطة مرة أخرى وسط عمليات بيع واسعة من قبل المحافظ الأجنبية قبل أن يرتد صاعاد ليستقر فوق هذا الحاجز الفترة الحالية.
جلسة التداول
ولو عدنا إلى مجريات جلسة التداول أمس فقد استهل مؤشر السوق الجلسة على تراجع هادئ مدفوعا بعمليات بيع على الأسهم المضاربات وهو ما افقده في منتصف الجلسات حوالي 22 نقطة وواصل التراجع لينهي الجلسة خاسرا 74 نقطة بما نسبته 0.97% ليصل بذلك إلى مستوى 7552نقطة،. بعد ان تم تداول 38 سهما من الـ44 شركة المدرجة، حيث جاء 9 أسهم منها على ارتفاع، بينما تراجع 28 سهما وظل سهما واحدا بلا تغير.
وسجلت قيم وأحجام التداول ادنى مستوى لها منذ فترة وذلك بسبب حالة الحذر التي تنتاب المستثمرين في مثل هذه الفترة حيث بلغت أحجام التداول أمس 8.14 مليون سهم مقارنةً مع 11.85 مليون سهم بنهاية جلسة الخميس، كما تراجعت قيم التداولات عن الجلسة السابقة لتسجل 266.05 مليون ريال مقارنةً مع 410.42 مليون ريال بنهاية جلسة الخميس، وسجلت الصفقات تراجعا كذلك حيث بلغت 4522 صفقة مقارنة مع 6117 صفقة بنهاية الجلسة السابقة.
ومن ناحية أخرى فقد شهدت جلسة أمس تراجعا جماعيا للقطاعات ليتصدرها قطاع التأمين بما نسبته 1.44%، تلاه البنوك بتراجع نسبته 1.29%، وحل الصناعة بالمرتبة الثالثة بتراجع نسبته 0.83%، ليأتي الخدمات أخيرا بأقل التراجعات بما نسبته 0.14%
محطة جني الأرباح
وفي تعليقه على أداء السوق قال المستثمر محمد بن سالم الدرويش: ان السوق شهد على مدار عدة جلسات ارتفاعات متتالية لذلك فمن الأمور الصحية للسوق أن يتوقف في محطة جني الأرباح لالتقاط الأنفاس ومن ثم معاودة الصعود مرة أخرى.
وأشار إلى ان تراجع أمس كان سببه الأساسي تأثر المستثمرين بتراجع أسواق المال المجاورة ما دعاهم للقيام بعمليات بيع تخوفا من اي تراجع آخر وهذا يرجع لنقص الوعي الاستثماري لديهم. وإننا لو القينا نظرة على خراطة أسواق المال في المنطقة العربية نجد أن معظمها أنهى جلسة التداول أمس أيضا على تراجع وهذا يؤكد أن هناك ارتباطا قويا بين البورصات العالمية والمحلية.
وأكد الدرويش أن أحجام التداول كانت ضعيفة للغاية خلال تعاملات الأيام امس نتيجة إحجام القوى الشرائية عن التدخل القوي، مشيرا إلى وجود قوى بيعية تنتظر عند أي ارتفاع للأسعار.
وأوضح أن السوق يتعرض حاليا إلى موجة بيع ترغمه على التراجع مشيرا إلى ان هذا التراجع لا يمثل إلا حركة تصحيح في اتجاه المؤشر على المدى المتوسط، حيث استطاع المؤشر الصعود بقوة من مستوى 6550 نقطة تقريبا في شهر يناير الماضي إلى مستوى 7800 نقطة في الأسبوع الماضي، وفي الحقيقة إن ذلك الصعود على المدى المتوسط جاء بحركة شبه رأسية لأعلى ولم يشهد المؤشر أي حركة تصحيحية طوال تلك الفترة وهو ما بدأه فعلا الآن وهي حركة تصحيحية طبيعية ومتوقعة تحدث في أي اتجاه سواء صاعدا أو هابطا.
ولفت الدرويش إلى ان عمليات التصريف التي حدثت في الجلسة كانت منطقية ومبررة في ظل الظروف الحالية التي يعيشها السوق واعتماده على النهج المضاربي، متوقعاً أن يعود السوق إلى حال الارتفاع مجدداً في جلسة اليوم بعد عودة الهدوء للسوق خاصة واستطرد بقوله: أن بورصة قطر تعد من الأسواق المتماسكة والقوية لتوافر عوامل دفع ايجابية كبيرة أهمها وجود الصناديق الاستثمارية إضافة إلى وجود سيولة كبيرة وتدفقات نقدية من خلال تزايد أعداد المستثمرين ودخول مستثمرين أفراد وأجانب للاستثمار في السوق المحلي كما ان العمل الجاري والإنفاق الحكومي للمشاريع يعززان من قوة ومتانة السوق نحو الاتجاه التصاعدي نافيا وجود أي مخاوف من انخفاضات كبيرة.
وأكد الدرويش أن عمليات جني الأرباح هذه هي صحية للسوق ليواصل بعده السوق صعوده الهادئ ولا خوف على السوق في الفترة الحالية من الهبوط الحاد كما كان في الماضي لان المحفزات التي دعمت السوق ما زالت متوفرة وانه لا يوجد أخبار تعمل على هبوط السوق في الفترة الحالية بل على العكس كل الأخبار المتداولة داخل السوق كلها أخبار ايجابية سواء عن صحة الاقتصاد العالمي وقرب تعافيه أو عن الوضع الاقتصادي الداخلي أو عن نتائج الشركات المالية والتي كانت كلها ايجابية. وحول توقعاته المستقبلية على المدى القريب، قال: إن أسعار الشركات في مستوياتها الحالية تعتبر مغرية للشراء وهناك انتقائية حاليا في عمليات بناء المراكز المالية، لكن غياب السيولة الذي ينتج عن تشدد البنوك المبالغ فيه في تمويل شراء الأسهم يساهم في تقليل مصادر السيولة المتاحة للتداول.