المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قل الحق, ولا تخش في الله لومة لائم!!



فيصل الشمري
27-04-2010, 08:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه.

أما بعد!!

فقد كثر اللغط حول أساليب الدعوة الى الله وأتهم الناس بالتعصب وبعضهم بالتميع والتساهل المفرط وقد احتار الناس بين هذا وذاك
من الذي على الحق ومن المخطيء
وماهو منهج السلف الصالح في هذا

فأقول موجزاً وبالله مستعيناً
أولاً سأنقل لكم بعض الآيات والأحاديث والآثار عن السلف
وسيتضح منها هل اللين والشدة وسائل تستعمل في الدعوة والنصح؟


قال الله (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة, وجادلهم بالتي هي أحسن)
وأقول هذا هو أساس الدعوة الى الله
أولاً العلم وهذا يدخل تحته من التفاصيل الشيء الكثير ليس هذا مكانها
وثانياً اختيار الموعظة المفيدة التي حصل بها النفع بدون تكلف العبارات وإدخال الخلافات وما شابه
وثالثاً اللين في هذه المعاملة والنصيحة

السؤال الآن هل هذا النمط يكون في جميع ألأحوال؟؟

الجواب : لا
هل من دليل؟

الدليل على الصورتين من السنة النبوية

الصورة الأولى
اللين والتودد في المعاملة ومصالحها!

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏رضي الله عنه قال دخل أعرابي المسجد ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏جالس فقال اللهم اغفر لي ‏ ‏ولمحمد ‏ ‏ولا تغفر لأحد معنا فضحك رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وقال ‏ (‏لقد ‏ ‏احتظرت ‏ ‏واسعا) ثم ولى حتى إذا كان في ناحية المسجد فشج يبول فقال الأعرابي بعد أن فقه فقام إلي بأبي وأمي فلم يؤنب ولم يسب فقال (إن هذا المسجد لا يبال فيه وإنما بني لذكر الله وللصلاة ثم أمر بسجل من ماء فأفرغ على بوله) سنن ابي داود

صلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين
لقد هم الصحابة رضي الله عنهم أن يبطشوا به ولكنه منعهم صلى الله عليه وسلم وخاطبه باللين لأنه أعرابي! والأعراب معروف عنهم الجهل لأنهم يعيشون في صحراء قد تمر على أحدهم الشهور ولا يرى فيها سوى الوحوش والسباع فلا يصلح معه التعنيف والشدة فأثر هذا الأمر فيه تأثيراً عظيماً.

وهذا الذي ينبغي على الدعاة اتباعة
هذا الأسلوب هو الأصل في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهذا دين أدين الله به!

الصورة الثانية
الشدة والتعنيف ومصالحها!
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال (يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده) فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به قال لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم

أما هذا فقد شدد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنفه ومع هذا فقد نفع معه هذا الأسلوب ولم يتكبر على أمر نبيه صلى الله عليه وسلم
بل أنه من شدة إتباعه رفض ان يأخذ الخاتم بعد أن طرحه النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه ملك له ويجوز له أخذه

فما الفرق بين هذا وذاك
الفرق بين هذا وذاك ان هذا وقع في أمر أعظم مما وقع فيه الأعرابي فلا يصلح مع عظم الوعيد أن يلين الخطاب
هذا يتنافى مع الترهيب وهو من عقيدة أهل السنة والجماعة الترغيب والترهيب
وهذا أيضاً دين أدين الله به!


وأذكر قصة طريفة حدثت لي مع بعض الأخوة في موضوع الأنكار
(كنا جلوس عند احد الأخوة فتكلم احد العوام وتحمس في كلامه فقال (وحياتك فعلت كذا وكذا) فقلت له بارك الله فيك لا يجوز ان تقول وحياتك هذا حلف بغير الله وقد قال صلى الله عليه وسلم (من حلف بغير الله فقد أشرك) فقل لا اله الا الله فهذه كفارتها
فقال ولكنه بعد لحظات وقع في هذا الخطاء مره أخرى, فقال أحد الأخوة في احدى المرات كنت جالساً مع بعض الأصحاب فقال أحدهم (وحياتك كان كذا وكذا) فأنكر عليه أحد الأخوة بأسلوب شدد عليه قليلاً وقال (لماذا لا تسجد لي أيضاً) فقال كيف أسجد لك؟ قال أنت حلفت بحياتي الآن فلم يبق الا ان تسجد لي!
يقول صاحبي هذا يقول والله فما عاد اليها الى يومنا هذا
واعلموا أني لم اغير من اسلوبي مع من خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم أشدد مع بعض المسلمين حتى رأيته يرد احكام الله ويتجاهلها ويضرب بالفتاوى عرض الحائط مستكبرا

هناك أمور لا يصلح معها اللين أبداً وهي المخالفات العقدية وفعل الكبائر
يخرج من هذا أصحاب الشهوات للمصلحة المرجوه من ذلك!
فهؤلاء لا يتعمدون ان يعصوا ربهم ولكنهم مبتلون بهذا البلاء فيريد من يتودد اليه ويلاطفه ليوصل له حكم الله في هذا وخطورة مايفعل ليحصل المراد!

لكن دعونا نعود الى النصوص السابقة لمناقشة بسيطة!
ماذا كان سيفعل النبي صلى الله عليه وسلم لو عاد الأعرابي الى المسجد وبال مره اخرى؟؟؟
قطعاً كان سيعاقبه!
ما السبب؟؟
هو بلوغ الحجة!
اذا وصل الحكم الى مرتكب الخطاء وأصر عليه
فهذا لا يصلح معه التودد والتلاطف أبداً لأنه على أنه على خطاء وأصر عليه بل قد يصل الأمر الى الهجر اذا رد أمر رسول الله
فعن أبي سعيد عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخذف وقال إنه لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو وإنه يفقأ العين ويكسر السن متفق عليه وفي رواية أن قريبا لابن مغفل خذف فنهاه وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وقال إنها لا تصيد صيدا ثم عاد فقال أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثم عدت تخذف لا أكلمك أبدا
وهذا ابن عمر هجر ابنه حتى مات لأنه قال والله لنمنعهن مع أن الرسول أذن لهن وهكذا يجب على كل مؤمن أن يعظم سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولا يخالف هذا حديث النهي عن هجر المسلم فهذا من باب التعزير وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم المتخلفين وأمر الناس بهجرهم خمسين ليلة

فعلى الأخوة من طلبة العلم والوعاظ التقيد بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأساليبه وأسليب الصحابة في الدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يلتفتوا لمن رماهم بالتعصب والتشدد او الجهل فنحن لنا منهج واضح كوضوح الشمس نسير عليه ونتبع في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والأصل فيه كما قال صلى الله عليه وسلم (ﺒﻌﺜﺘﻡ ﻤﻴﺴﺭﻴﻥ ﻭﻟﻡ ﺘﺒﻌﺜﻭﺍ ﻤﻌﺴﺭﻴﻥ) ومن أصر على الخطاء فقد علمتم كيفية التعامل معه

واختم بفتوى من الشبكة الإسلامية أعجبني كثيراً ما قاله المفتي في آخر فتواه

السؤال
سؤالي هو كيف يجب التعامل مع أهل البدع والضلالات في الحياة اليومية لأن أحد العلماء أفتى بأنه يجب مقاطعتهم ولا يجوز حتى إلقاء السلام عليهم رغم أن هذا التصرف يفرق بين المسلمين ويولد النفرة أكثر وبالفعل فهذه الفتوى أدت إلى فتنة في البلاد إضافة إلى أن هؤلاء المنتسبين إلى هذه الفرق الضالة من الدعوة والتبليغ أو التكفيريين هم موحدون وفي بعض الأحيان يكون متلبس عليهم الأمر؟
وجزاكم الله خيراً.


الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نقول أولاً للسائل الكريم إنه لا يجوز أن يرمى أي شخص أو جماعة بالبدعة والضلال اعتباطاً، وأن واجب المسلم هو أن يحترم المسلمين عموماً، وخاصة أهل الفضل منهم، والعلماء والدعاة.

ثم إذا ثبت أن شخصاً معيناً أو جماعة معينة تمارس نوعاً من البدع، فالواجب أولاً إنكار ذلك عليها حسب الاستطاعة استجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

فإن لم يفد الإنكار عليهم، فإن مقاطعتهم وترك السلام عليهم يمكن أن يلجأ إليها لواحد من سببين:

الأول: أن يظن من مقاطعتهم إرجاعهم عن بدعتهم وضلالتهم.

والثاني: أن يخشى على نفسه أن يؤثروا عليه، أو يفسدوا عليه دينه، وقيل بمقاطعتهم وترك السلام عليهم ولو لغير ما ذكر، وراجع في مجالات التعامل مع أهل البدع فتوانا رقم: 19998.

واعلم أن جماعة التبليغ هي إحدى الجماعات الدعوية التي لا ينكر أثرها الواضح ودورها في نشر الدين، وهي مع ذلك لا تخلو من المآخذ، ولك أن تراجع آراء أهل العلم في فتوانا رقم: 9565.

ثم ما سميته بالتكفيريين، فإن كنت تعني بها الجماعة التي قد ظهرت في مصر عام 1971م والتي من أصولها تكفير مرتكب الكبيرة، فهذه قد بينا حقيقة أمرها في فتاوى سابقة، ولك أن تراجع فيها فتوانا رقم: 24860.

وإن كنت تعني أولئك الذين سخروا أنفسهم للدفاع عن العقيدة السليمة على منهج أهل السنة والجماعة، فإن الضال -حقاً- هو من وصف هؤلاء بالضلال.

والله أعلم.


وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد

سمو الأميرة
27-04-2010, 09:40 AM
بارك الله فيك

فيصل الشمري
27-04-2010, 01:30 PM
وفيك
جزاك الله خير

امـ حمد
27-04-2010, 05:09 PM
الله يجزيك جنة الفردوس أخوي على الفتوى

قطرية فذة
27-04-2010, 05:46 PM
جزاك الله خيراً

فيصل الشمري
27-04-2010, 10:27 PM
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء

راعي المواجب
27-04-2010, 10:54 PM
بارك لله فيك والى الامام

فيصل الشمري
28-04-2010, 05:13 AM
وفيك
أحسن الله اليك

بوسلمان 2010
28-04-2010, 09:14 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خير

فيصل الشمري
28-04-2010, 11:08 AM
وفيك
جزاك الله خير