مغروور قطر
05-03-2006, 06:49 AM
موظفون.. خارج الخدمة مؤقتا للبيع والشراء في الصالات
عمرو احمد عبدالواحد (جدة)
ينساق البعض وراء رغباته.. احلامه.. طموحاته.. من خلال البحث عن الربح السريع.. فالمال زينة الحياة، والسعي وراء طلب الرزق ليس عيباً ولكن العيب أن يتخاذل المرء عن وظيفته الاساسية لخدمة المجتمع في هذا الوطن الغالي، هذا التخاذل يؤثر على افراد المجتمع، يعطل اعمالهم.. مصالحهم.. ويزيد من همومهم ومعاناتهم.
فلا تستغرب ان كنت مراجعاً ووجدت معاملتك المهمة على مكتب فارغ وكرسي خاوٍ وان كنت طالبا وغاب معلمك بشكل متكرر عن اداء حصته بعذر وبدون، ولا تتعجب ابداً عندما تجد استقالات بالجملة على مكتب المدير العام.. أو تراخيا واهمالا وتثاوبا اثناء العمل.. فالمكاتب اصبحت شبه شاغرة.. لغياب الموظفين وتسربهم إلى صالات الأسهم.. وان سألت أين فلان.. أو فلان.. فإن الاجابة باختصار الجميع "خارج الخدمة مؤقتا" بين العاشرة إلى الثانية عشرة صباحاً وحتى لا تتسع ظاهرة "المتسربون من العمل" انتشاراً.. ويتفاقم الوضع.. استطلعنا آراء بعض المختصين لتقب عن حلول ايجابية تحمي مجتمعنا ووطننا.
في البداية أكد الدكتور فؤاد نواب "موجه تربوي بإدارة التعليم" أن ظاهرة التسرب إلى سوق الأسهم انتشرت بشكل لافت في القطاعين الخاص والعام.وقال: الجميع منشغل بين العاشرة والثانية عشرة صباحاً، وللأسف نواجه يومياً كما هائلاً من الأعذار للتسرب والخروج من العمل إلى صالات الأسهم، فهناك من يتعذر بمرضه وآخر بزوجته.. إلخ.واضاف قائلاً: للأسف يتغيب العديد من المعلمين عن حصصهم دون علم مديريهم وذلك بالتنسيق مع زملاء آخرين لتغطية الحصص المتضررة، بينما يحمل البعض جهاز "اللاب توب" معه لتداول الأسهم في غرفة اجتماعات المدرسين، والمشكلة تكمن في عدم جدوة الصلاحيات التي يملكها الرئيس لمعاقبة المتسربين من العمل ويضيف قائلاً: ظاهرة التسرب وصلت للقطاع الخاص، فعندما اشتريت سيارة جديدة من احدى الوكالات واخذت موعداً لاستلامها فوجئت بأن موظفي المعرض غير متواجدين لتسليمي سيارتي، فكلما ذهبت صباحاً لا أجد احداً، لكن عاملا في قسم آخر قال لي بالحرف: "تبغاهم" تجدهم في صالة تداول قريبة من هنا، وتأخرت المعاملة أكثر من 51 يوماً، وفي النهاية اضطر مديرهم لتسليمي السيارة.
الاستاذ سعيد باريان "نائب مدير فرع الشرفية للاتصالات" اتفق على أن الظاهرة خطرة جداً وتنتشر بسرعة كبيرة، وقال ان المتسربين بحاجة لرئيس قطاع قوي لتنفيذ قوانين العمل تجاههم بكل صرامة، وأكد أنهم استطاعوا بتر هذه الظاهرة من جذورها وذلك باستخدام مبدأ الثواب والعقاب.
الدكتور محمد باعبيد "مدير مركز جدة لرعاية مرضى السكري" وصف الظاهرة بأنها مؤثرة جدا على المجتمع، كون المتضررون هم المراجعون وقد يكونوا مرضى مثلاً، واضاف بأنه عانى كثيراً مع أحد موظفيه بسبب تداوله الأسهم أثناء اوقات الدوام الرسمي عبر الانترنت، مما عطل المرضى من نساء واطفال وشيوخ، لذلك حاولت جاهدا نقله من هذا الموقع، كوني لا أملك الصلاحيات الكافية من الجهات العليا للتصرف بحزم مع مثل هذا السلوك.
على الجانب الآخر استغرب ماجد القحطاني أحد متداولي الأسهم عدم قبول اجازته الاضطرارية التي رفعها لرئيسه، بالرغم من أنه أوضح له بأن ذلك من أجل اتمام صفقة في سوق الأسهم، لأن تأخيرها يعني الخسارة، واضاف ماجد بأن على هيئة سوق المال الغاء فترة التداول الصباحية لأنها تتسبب في خسائر لكثير من المساهمين في السوق، واعترف بأن التسرب من الدوام ظاهرة سيئة ولكن البعض يضطر لهذا السلوك في ظل البحث عن فرص تحسين المعيشة على حد قوله.
واتفق بندر مسكي على أن فترة العمل الصباحية تحرمه من تداول الأسهم بسبب رئيسه الذي يصر على انجاز معاملات المواطنين رغم أنه يراني احمل معي جهازي اللاب توب من أجل المضاربة والتداول في سوق الأسهم.ويضيف قائلاً: للأسف اضطر لاختلاق الاعذار لمديري بشكل دائم، واحيانا اتداول على النت واوهمه بأنني أقوم بالعمل على برنامج يخص الوظيفة، مع العلم أن رئيسي يتداول ايضاً الأسهم ويغلق دائماً باب مكتبه وهو بالداخل أثناء التداول، مما يعطيني الفرصة للمضاربة، الا أنه يعنفني أن رآني اتداول الأسهم.واضاف: الحل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة هو الغاء الفترة الصباحية ليقوم كل منا بدوره دون أن يشغل باله بالأسهم.
واعتبر ممدوح العبدلي "موظف قطاع حكومي" أن تداول الأسهم في أوقات العمل الرسمية لا مفر منه.
قائلاً: هذا رزق، لا يمكن التفريط به على حد تعبيره في ظل دعم الدولة لتحسين معيشة كل فرد منا، على هيئة سوق المال أن تتخذ الاجراء المناسب بشأن الفترة الصباحية التي تؤثر على تركيزنا في أعمالنا.
واضاف: لا تلوموني أنا وغيري فلدي خمسة اولاد، ودخل الأسهم يفوق راتبي البسيط 5 مرات في الشهر الواحد، فلا تحسدونا على هذا الرزق الكريم.
عمرو احمد عبدالواحد (جدة)
ينساق البعض وراء رغباته.. احلامه.. طموحاته.. من خلال البحث عن الربح السريع.. فالمال زينة الحياة، والسعي وراء طلب الرزق ليس عيباً ولكن العيب أن يتخاذل المرء عن وظيفته الاساسية لخدمة المجتمع في هذا الوطن الغالي، هذا التخاذل يؤثر على افراد المجتمع، يعطل اعمالهم.. مصالحهم.. ويزيد من همومهم ومعاناتهم.
فلا تستغرب ان كنت مراجعاً ووجدت معاملتك المهمة على مكتب فارغ وكرسي خاوٍ وان كنت طالبا وغاب معلمك بشكل متكرر عن اداء حصته بعذر وبدون، ولا تتعجب ابداً عندما تجد استقالات بالجملة على مكتب المدير العام.. أو تراخيا واهمالا وتثاوبا اثناء العمل.. فالمكاتب اصبحت شبه شاغرة.. لغياب الموظفين وتسربهم إلى صالات الأسهم.. وان سألت أين فلان.. أو فلان.. فإن الاجابة باختصار الجميع "خارج الخدمة مؤقتا" بين العاشرة إلى الثانية عشرة صباحاً وحتى لا تتسع ظاهرة "المتسربون من العمل" انتشاراً.. ويتفاقم الوضع.. استطلعنا آراء بعض المختصين لتقب عن حلول ايجابية تحمي مجتمعنا ووطننا.
في البداية أكد الدكتور فؤاد نواب "موجه تربوي بإدارة التعليم" أن ظاهرة التسرب إلى سوق الأسهم انتشرت بشكل لافت في القطاعين الخاص والعام.وقال: الجميع منشغل بين العاشرة والثانية عشرة صباحاً، وللأسف نواجه يومياً كما هائلاً من الأعذار للتسرب والخروج من العمل إلى صالات الأسهم، فهناك من يتعذر بمرضه وآخر بزوجته.. إلخ.واضاف قائلاً: للأسف يتغيب العديد من المعلمين عن حصصهم دون علم مديريهم وذلك بالتنسيق مع زملاء آخرين لتغطية الحصص المتضررة، بينما يحمل البعض جهاز "اللاب توب" معه لتداول الأسهم في غرفة اجتماعات المدرسين، والمشكلة تكمن في عدم جدوة الصلاحيات التي يملكها الرئيس لمعاقبة المتسربين من العمل ويضيف قائلاً: ظاهرة التسرب وصلت للقطاع الخاص، فعندما اشتريت سيارة جديدة من احدى الوكالات واخذت موعداً لاستلامها فوجئت بأن موظفي المعرض غير متواجدين لتسليمي سيارتي، فكلما ذهبت صباحاً لا أجد احداً، لكن عاملا في قسم آخر قال لي بالحرف: "تبغاهم" تجدهم في صالة تداول قريبة من هنا، وتأخرت المعاملة أكثر من 51 يوماً، وفي النهاية اضطر مديرهم لتسليمي السيارة.
الاستاذ سعيد باريان "نائب مدير فرع الشرفية للاتصالات" اتفق على أن الظاهرة خطرة جداً وتنتشر بسرعة كبيرة، وقال ان المتسربين بحاجة لرئيس قطاع قوي لتنفيذ قوانين العمل تجاههم بكل صرامة، وأكد أنهم استطاعوا بتر هذه الظاهرة من جذورها وذلك باستخدام مبدأ الثواب والعقاب.
الدكتور محمد باعبيد "مدير مركز جدة لرعاية مرضى السكري" وصف الظاهرة بأنها مؤثرة جدا على المجتمع، كون المتضررون هم المراجعون وقد يكونوا مرضى مثلاً، واضاف بأنه عانى كثيراً مع أحد موظفيه بسبب تداوله الأسهم أثناء اوقات الدوام الرسمي عبر الانترنت، مما عطل المرضى من نساء واطفال وشيوخ، لذلك حاولت جاهدا نقله من هذا الموقع، كوني لا أملك الصلاحيات الكافية من الجهات العليا للتصرف بحزم مع مثل هذا السلوك.
على الجانب الآخر استغرب ماجد القحطاني أحد متداولي الأسهم عدم قبول اجازته الاضطرارية التي رفعها لرئيسه، بالرغم من أنه أوضح له بأن ذلك من أجل اتمام صفقة في سوق الأسهم، لأن تأخيرها يعني الخسارة، واضاف ماجد بأن على هيئة سوق المال الغاء فترة التداول الصباحية لأنها تتسبب في خسائر لكثير من المساهمين في السوق، واعترف بأن التسرب من الدوام ظاهرة سيئة ولكن البعض يضطر لهذا السلوك في ظل البحث عن فرص تحسين المعيشة على حد قوله.
واتفق بندر مسكي على أن فترة العمل الصباحية تحرمه من تداول الأسهم بسبب رئيسه الذي يصر على انجاز معاملات المواطنين رغم أنه يراني احمل معي جهازي اللاب توب من أجل المضاربة والتداول في سوق الأسهم.ويضيف قائلاً: للأسف اضطر لاختلاق الاعذار لمديري بشكل دائم، واحيانا اتداول على النت واوهمه بأنني أقوم بالعمل على برنامج يخص الوظيفة، مع العلم أن رئيسي يتداول ايضاً الأسهم ويغلق دائماً باب مكتبه وهو بالداخل أثناء التداول، مما يعطيني الفرصة للمضاربة، الا أنه يعنفني أن رآني اتداول الأسهم.واضاف: الحل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة هو الغاء الفترة الصباحية ليقوم كل منا بدوره دون أن يشغل باله بالأسهم.
واعتبر ممدوح العبدلي "موظف قطاع حكومي" أن تداول الأسهم في أوقات العمل الرسمية لا مفر منه.
قائلاً: هذا رزق، لا يمكن التفريط به على حد تعبيره في ظل دعم الدولة لتحسين معيشة كل فرد منا، على هيئة سوق المال أن تتخذ الاجراء المناسب بشأن الفترة الصباحية التي تؤثر على تركيزنا في أعمالنا.
واضاف: لا تلوموني أنا وغيري فلدي خمسة اولاد، ودخل الأسهم يفوق راتبي البسيط 5 مرات في الشهر الواحد، فلا تحسدونا على هذا الرزق الكريم.