عبدالله العذبة
27-04-2010, 11:17 AM
مجلس «عدم» التعاون الخليجي
((بزارين)) ( (صايعين)) ((حرامية)) ((بلطجية)) ((يشفطون باتكس=الغراء))
هذه المصطلحات السوقية حفل بها مقال نشر للأسف في صحيفة قطرية ترفع شعار الوطن والمواطن والمقال بعنوان ((مجلس البزران الكويتي)) للكاتب بدر صفوق، والغريب في أمر هذا المقال أنه استبدل كلمة البزران بكلمة الأمة في عنوانه وهو يقصد من ذلك نعت أعضاء مجلس الأمة بمسمى البزران =الأطفال، وهذا جهل مركب من الكاتب لأن كلمة الأمة مصطلح يدلل على الشعب الكويتي ككل ولا يرمز للأعضاء فقط، فكأنه بجهالته وجه سهام شططه إلى الشعب ككل، وذلك بإطلاق مسمى ((البزران)) عليهم.
وهو في الحقيقة مقال سفيه من قلم أرعن، استغل مساحة حرية التعبير وحق الرأي ليرفع عقيرته بأحط أنواع السب والشتم لمجلس منتخب من غالبية الشعب الكويتي.
فهل الاختلاف في الرأي ومشروعية الانتقاد تبرر له ذلك السباب.
والعجيب في الأمر أن الكاتب يرد على نفسه بنفسه، فبداية مقاله تنسف كل التبريرات التي قد يدعيها لتسويق سبه المباشر لأعضاء مجلس الأمة الكويتي، فهو عندما يقرر أن ((الديمقراطية حلوة جداً.. لمن يتعامل معها بشكل راق.. ويقبل بنتيجتها.. أيا كانت فهي عبارة عن لعبة شد وجذب)) يوجه علامة استفهام كبيرة إلى نفسه التي لم تتقبل نتيجة ما أفرزته الديمقراطية الكويتية من أعضاء يمثلون الأغلبية للشعب الكويتي!!
إن نشر هذا المقال على صفحات جريدة قطرية هي سقطة تحتاج من القائمين على هذه الصحيفة إلى مراجعة للنفس، فما هكذا تورد الإبل يا سادة.
وذلك لأن أسلوب هذا المقال للأسف، ليس من حرية التعبير في شيء فليس هناك وقائع تسرد أو قرارات تنتقد، وإنما كل ما ذكر فيه اتهامات عشوائية، تتوافر فيها أركان جريمة السب العلني.
فهل وصل الإسفاف بحرية التعبير إلى هذا الدرك الأسفل من الابتذال.
غريب أمر هذا المقال وغريب أمر من سمح بنشره، لأن ما حدث فيه تطاول شديد على حكومة نكن لها كل الاحترام بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع سياساتها، وفيه تجريح شديد اللهجة وبشكل صبياني بحق مجلس تشريعي منتخب لا ندعي العصمة له، ولكن التاريخ يشهد له بالأفضلية على كثير من الهيئات البرلمانية الأخرى.
والمقال من أوله إلى آخره خارج نطاق النقد المباح فقد فيه الكاتب التحكم في انفعالاته والاختيار الحكيم لعباراته، واستعاض عن ذلك بالتهويل والتشهير حتى فقد المقال جدارته واستحقاقه لشرف مسمى (مقال)!
وفي الأخير إن هذا الأسلوب فيه استباحة لحرم قدسية الكلمة وانتهاك لرفعة سمو شعار حرية التعبير واغتصاب لمسمى حق الرأي وحق الرأي الآخر في الإفصاح عن نفسه، وذلك لأن المقال من أوله إلى آخره تحريض على العنف اللفظي والسب العلني وليس فيه من أسلوب الكتابة الراقية إلا الخراب، ولا يوجد من بين سطوره من النقد إلا السراب.
وحتى لا تصبح المهاترات الإعلامية والمقالات الاستفزازية حجر عثرة في طريق بناء وحدة خليجية في المشاعر ومسيرة مشتركة في الطموحات والآمال يجب أن نوقف هذا الخبال الذي يرفع شعار حرية التعبير بدون وجه حق.
وزبدة القول إن الاعتراف بالذنب فضيلة، ونشر هذا الكلام البلطجي من قبل قلم ناقص الأهلية، ذنب يستدعي التوبة والاعتذار من جريدتنا الموقرة حتى لا يصبح عنوان مقالي اسما على واقع تعيشه التجربة الخليجية في التعاون والسلام.
بقلم محمد فهد القحطاني
mohdwaves@hotmail.com
المصدر العرب الثلاثاء الموافق 27-4-10
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=129109&issueNo=862&secId=16
((بزارين)) ( (صايعين)) ((حرامية)) ((بلطجية)) ((يشفطون باتكس=الغراء))
هذه المصطلحات السوقية حفل بها مقال نشر للأسف في صحيفة قطرية ترفع شعار الوطن والمواطن والمقال بعنوان ((مجلس البزران الكويتي)) للكاتب بدر صفوق، والغريب في أمر هذا المقال أنه استبدل كلمة البزران بكلمة الأمة في عنوانه وهو يقصد من ذلك نعت أعضاء مجلس الأمة بمسمى البزران =الأطفال، وهذا جهل مركب من الكاتب لأن كلمة الأمة مصطلح يدلل على الشعب الكويتي ككل ولا يرمز للأعضاء فقط، فكأنه بجهالته وجه سهام شططه إلى الشعب ككل، وذلك بإطلاق مسمى ((البزران)) عليهم.
وهو في الحقيقة مقال سفيه من قلم أرعن، استغل مساحة حرية التعبير وحق الرأي ليرفع عقيرته بأحط أنواع السب والشتم لمجلس منتخب من غالبية الشعب الكويتي.
فهل الاختلاف في الرأي ومشروعية الانتقاد تبرر له ذلك السباب.
والعجيب في الأمر أن الكاتب يرد على نفسه بنفسه، فبداية مقاله تنسف كل التبريرات التي قد يدعيها لتسويق سبه المباشر لأعضاء مجلس الأمة الكويتي، فهو عندما يقرر أن ((الديمقراطية حلوة جداً.. لمن يتعامل معها بشكل راق.. ويقبل بنتيجتها.. أيا كانت فهي عبارة عن لعبة شد وجذب)) يوجه علامة استفهام كبيرة إلى نفسه التي لم تتقبل نتيجة ما أفرزته الديمقراطية الكويتية من أعضاء يمثلون الأغلبية للشعب الكويتي!!
إن نشر هذا المقال على صفحات جريدة قطرية هي سقطة تحتاج من القائمين على هذه الصحيفة إلى مراجعة للنفس، فما هكذا تورد الإبل يا سادة.
وذلك لأن أسلوب هذا المقال للأسف، ليس من حرية التعبير في شيء فليس هناك وقائع تسرد أو قرارات تنتقد، وإنما كل ما ذكر فيه اتهامات عشوائية، تتوافر فيها أركان جريمة السب العلني.
فهل وصل الإسفاف بحرية التعبير إلى هذا الدرك الأسفل من الابتذال.
غريب أمر هذا المقال وغريب أمر من سمح بنشره، لأن ما حدث فيه تطاول شديد على حكومة نكن لها كل الاحترام بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع سياساتها، وفيه تجريح شديد اللهجة وبشكل صبياني بحق مجلس تشريعي منتخب لا ندعي العصمة له، ولكن التاريخ يشهد له بالأفضلية على كثير من الهيئات البرلمانية الأخرى.
والمقال من أوله إلى آخره خارج نطاق النقد المباح فقد فيه الكاتب التحكم في انفعالاته والاختيار الحكيم لعباراته، واستعاض عن ذلك بالتهويل والتشهير حتى فقد المقال جدارته واستحقاقه لشرف مسمى (مقال)!
وفي الأخير إن هذا الأسلوب فيه استباحة لحرم قدسية الكلمة وانتهاك لرفعة سمو شعار حرية التعبير واغتصاب لمسمى حق الرأي وحق الرأي الآخر في الإفصاح عن نفسه، وذلك لأن المقال من أوله إلى آخره تحريض على العنف اللفظي والسب العلني وليس فيه من أسلوب الكتابة الراقية إلا الخراب، ولا يوجد من بين سطوره من النقد إلا السراب.
وحتى لا تصبح المهاترات الإعلامية والمقالات الاستفزازية حجر عثرة في طريق بناء وحدة خليجية في المشاعر ومسيرة مشتركة في الطموحات والآمال يجب أن نوقف هذا الخبال الذي يرفع شعار حرية التعبير بدون وجه حق.
وزبدة القول إن الاعتراف بالذنب فضيلة، ونشر هذا الكلام البلطجي من قبل قلم ناقص الأهلية، ذنب يستدعي التوبة والاعتذار من جريدتنا الموقرة حتى لا يصبح عنوان مقالي اسما على واقع تعيشه التجربة الخليجية في التعاون والسلام.
بقلم محمد فهد القحطاني
mohdwaves@hotmail.com
المصدر العرب الثلاثاء الموافق 27-4-10
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=129109&issueNo=862&secId=16