المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النتائج الربعية للشركات تزيد من حمى شراء الأسهم وترفع الأسعار (دبي)



عليان
14-04-2005, 03:27 PM
النتائج الربعية للشركات تزيد من حمى شراء الأسهم وترفع الأسعار




تفاعل المستثمرون في اسواق الاسهم المحلية مع كل اعلان عن ارباح شركة من شركات المساهمة العامة عن الربع الاول، وزادوا من حجم السيولة المتجهة للاستثمار في الاسهم التي شهدت بالامس ارتفاعاً ملحوظاً في اسعارها استمراراً لطفرة الاسعار التي بدأتها الاسواق مطلع الاسبوع.


الطلب يتفوق على العرض


وتمكنت الاسواق من تعزيز مكاسبها مع تجاوز تداولاتها بالامس حاجز الملياري درهم لتصل الى 3. 2 مليار درهم حيث استحوذ سوق دبي بمفرده على 6. 82 في المئة من اجمالي تداولات الاسواق في الوقت الذي لايزال سهم اعمار يستقطب الحصة الاكبر من حجم طلبات الشراء القوية باستحواذ بمفرده على 4. 54 في المئة من تداولات سوق دبي وعلى 45 في المئة من اجمالي السوق ككل.


ورفعت الاسهم من مكاسبها السوقية الى 560 مليار درهم اجمالي القيمة السوقية بنهاية تداولات الامس من 6. 547 مليار درهم اول امس وبزيادة 4. 12 مليار درهم.


وبدا واضحاً مع بداية جلسة تداولات سوق دبي المالي أمس وجود رغبة قوية من جانب جموع المتداولين الذين تزايدت اعدادهم بشكل هائل داخل القائمة لشراء كميات كبيرة، الامر الذي جعل الطلب يتفوق على اوامر البيع مما انعكس بدوره على الاسعار التي اتجهت نحو الارتفاع.


كما اعطت الارباح القياسية التي اعلنت بالامس عن بنك دبي الاسلامي واتصالات رسالة تطمينات للمستثمرين مفادها ان ارباح جميع شركات المساهمة العامة عن الربع الاول ستكون على المنوال نفسه الامر الذي كسر حاجز التردد عن شريحة من المستثمرين جعلتهم يزيدون من حجم مشترواتهم لذلك شهدنا طلبا متناميا على اسهم دبي الاسلامي ودبي للاستثمار وشعاع والاتحاد العقارية وارتك وتبريد.


وفي حين اعتبر متعاملون ارتفاع سعر سهم اعمار واقترابه من الـ 20 درهماً له ما يبرره على خلفية الارباح التي فاقت التوقعات التي اعلنتها الشركة الا ان كثيرين لا يرون مبررات لارتفاعات اسعار اسهم اخرى.


واكد خبراء الاسهم ان المضاربين استغلوا اجواء التفاؤل بصعود السوق وتوقعات المستثمرين بأن تأتي ارباح بقية الشركات عن الربع الاول قياسية وتفوق التوقعات وقاموا برفع اسعار العديد من الاسهم.


وما بين الشائعات وتسريبات اخبار حقيقية عن ارباح الربع الاول شهدت اسعار دبي للاستثمار وتبريد والاتحاد العقارية وشعاع التي سيعلن عن ارباحها السنوية خلال الايام المقبلة ارتفاعات قياسية.


ولهذا السبب يحدد الخبراء تحذيراتهم لصغار المستثمرين من التورط في مضاربات كبار المضاربين ومراعاة العقلانية عند اتخاذ قرارات الشراء والبيع.


اتساع نطاق الذبذبات السعرية


هيثم عرابي مدير أول المحافظ الاستثمارية في شركة شعاع كابيتال يؤكد ان السوق ستستمر على وتيرة صعودها وربما تزيد اذا ما جاءت ارباح الربع الاول اعلى من توقعات المستثمرين، ولاشك ان جزءاً كبيراً من ارتفاعات الاسعار حاليا يعود الى ان المستثمرين يتوقعون ارباحاً قياسية للشركات، ولهذا السبب نستبعد حدوث حركات تصحيحة طالما ان وتيرة النشاط في تزايد بل ان الاسواق قد تشهد مزيداً من الارتفاعات الى حين اعلان النتائج.


ويؤكد عرابي ان التوقعات التي سبق وان اعلنت في السابق عن اداء الاسواق في الربع الاول صدقت بالفعل حيث سبق وان قلنا ان وتيرة النمو ستظل متصاعدة اذا ما جاءت ارباح الربع الاول متفوقة واعلى من توقعات المستثمرين.


ومن هذا المنطلق تستطيع القول إن نتائج الشركات عن الشهور الثلاثة الاولى من العام يمكن ان تعطينا مؤشراً اوليا عن اداء العام 2005 بأكمله، خصوصا اذا ما حافظت الشركات على نفس وتيرة نموها في الارباع الثلاثة المتبقية لكن اذا ما جاءت نتائج الربع الثاني اقل من الربع الاول او بنسب نمو بطيئة فهذا يعني اعادة تقييم من جديد لاسعار الاسهم.


ويضيف عرابي ان نطاق التذبذب السعري يتسع لان نسبة السيولة عالية وعامل المضاربة موجود ولهذا السبب نلحظ صعود الاسعار بنسبة 10 في المئة ثم تنحفض 5 في المئة، وهكذا فان مضاعفات الاسعار اذا ما استندت على ارباح 2004 تعتبر مرتفعة لكن اذا ما وضعنا في الاعتبار الارباح المتوقعة لعام 2005 وأخذنا معدلات النمو التي تحققت في الربع الاول يمكن القول ان مضاعفات اسعار بعض الاسهم مقبولة مثل سهم اعمار حيث يعتبر مضاعف الربح اقل من مضاعف السوق.


حماس المستثمرين


ويرى زهير الكسواني المدير الشريك في الشرهان للاسهم والسندات ان صعود السوق جاء على خلفية الحماس الزائد لدى المستثمرين لشراء الاسهم خوفاً من ضياع الفرصة اذا ما جاءت ارباح الشركات عن الربع الاول اعلى من التوقعات، وبالتالي مزيداً من ارتفاع اسعار اسهمها على غرار مالا حظنا في سعر اعمار.


ولهذا السبب نجحت نتائج الشركات التي اعلنت حتى الآن في انقاذ السوق من تصحيح سعري كان متوقعاً، حيث ادرك المستثمرون أن ارباح بقية الشركات ستكون بنفس مستويات الارباح المعلنة للشركات التي سبقت واعلنت مثل اعمار ودبي الاسلامي واتصالات ويضيف «لاحظنا في اليومين الماضيين قيام المحافظ الاستثمارية وكبار المستثمرين بشراء كميات كبيرة من اسهم معينة خصوصا سهم اعمار، وهؤلاء لا يقبلون على الشراء بهذا الحجم الكبير الا بناء على دراسات دقيقة تستند الى ارباح الربع الاول وتوقعات العام بأكمله.


والمؤكد ان الارتفاعات القياسية التي شهدتها اسعار بعض الاسهم والتي قد تبدو انها غير مبررة وتثير الاستغراب ستتحول مع اعلان نتائج شركاتها الى ارتفاعات طبيعية اذا ما جاءت الارباح قياسية وتفوق توقعات المستثمرين.


وحسب الكسواني فان الاستثمارات والسيولة الضخمة المتجهة الى الاسهم حاليا تعود الى المستثمرين المحليين والوافدين المقيمين في الامارات، والذين تزايد عددهم وحجم استثمارتهم بشكل كبير مع نشاط جيد وان لم يكن كبيرا لمستثمرين سعوديين، والمؤكد ان السوق ستحافظ على وتيرة صعودها وربما تشهد ارتفاعاً في اسعار اسهم معينة الى مستويات قياسية في ظل الطلب المحموم من قبل المستثمرين للشراء.


الحيطة والحذر.. مطلوبان


ويرى محمد علي ياسين ان قوة الدفع لشراء الاسهم اقوى من عمليات البيع الامر الذي جعل السوق تستوعب اية عمليات تصحيح سعري وباتت قادرة على استيعاب اية هزة سعرية في فترة قصيرة على عكس ما كان يحدث في السابق، حيث كانت عادة ما تستمر عملية التصحيح السعري.


النقطة الثانية التي تقف وراء استمرار صعود السوق ونشاطه تتمثل في ان نتائج الشركات للربع الاول يبدو وانها ستفوق التوقعات كما لاحظنا في نتائج اعمار واتصالات ودبي الاسلامي، الامر الذي يعطي مؤشراً على ان نسب النمو في الربحية عن الربع الاول ستتراوح بين 40ـ 50 في المئة مما يدعم نشاط السوق ويساعد على صعود الاسعار.


والمؤكد كما يقول ياسين ان ارتفاعات اسعار اسهم شركات معينة حاليا لها ما يبررها في جزئيات معينة منها توقعات ربحيتها المرتفعة لكن لا يستبعد وجود مضاربات حادة من جانب المضاربين الذين استغلوا اجواء التفاؤل لدى صغار المستثمرين وزادوا من مضارباتهم على هذه الاسهم ـ الامر الذي رفع اسعارها.


لكن التجارب السابق سواء في سوقنا المحلية او في الاسواق الخليجية المجاورة علمتنا ان يتخذ المستثمرون الحيطة ويراعوا العقلانية في اتخاذ قرار البيع والشراء، حيث عادة ما تشهد الاسواق عقب كل ارتفاع كبير في الاسعار حركة تصحيحة سعرية قوية تهز الاسواق، كما حدث في نهاية مارس في السوق القطرية والتي بلغت فيها الاسعار حدا قياسيا بمجرد الاعلان عن دخول الاجانب للسوق واعقب ذلك هبوط حاد بلغ 35 في المئة في اسعار عدة اسهم.


ويضيف ياسين ان صعود السوق وارتفاع اسعار الاسهم يجب الا ينسينا الحيطة والحذر خصوصا من جانب صغار المستثمرين الذين يرهنون الاسهم لدى البنوك مقابل تمويلات مصرفية لشراء المزيد من الاسهم والخطورة في رأي تكمن في ان سوق الاسهم المحلية بدأت تتسم بالمضاربة اكثر من كونها سوقاً للاستثمار على المدى الطويل، حيث ان غالبية المستثمرين اصبحوا يشترون اليوم ويبيعون غداً او على الاقل بعد اسبوع او شهر ولم يعد هناك مستثمر يريد الاستثمار في الاسهم لمدة عام او نصف عام وهذا مكمن الخطر.


كتب عبدالرحمن اسماعيل: