ملك الناقلات
06-03-2006, 02:17 AM
تزعم بعض الدراسات المتعلقة بالزواج أن هناك عمرا افتراضيا للحب بين الأزواج تبدأ بعده عدة ظواهر سلبية في الظهور والتأثير في الحياة الزوجية منها: الملل، والفتور العاطفي، وصمت الأزواج، والخيانة الزوجية، وزواج الرجل بثانية.
بعض الدراسات يقول إن هذا العمر الافتراضي هو ثلاث سنوات، ويطلقون على ما يحدث بعد هذه السنوات «هرشة السنة الثالثة»، بينما تؤكد دراسات أخرى أن هذه ««الهرشة»» تبدأ في السنة السابعة من الزواج، فهل هذه «الهرشة» حقيقة أم وهم؟ التحقيق التالي يحاول الإجابة.
لا أحد يعلم على وجه الدقة أيهما كان أكثر تأثيرا في رواج هذه «الهرشة»» على المستوى الشعبي، هل هي دراسات علم النفس والاجتماع المتعلقة بالحياة الزوجية؟ أم تلك الأعمال الدرامية في السينما والتلفزيون التي تناولت هذه «الهرشة» بأسلوب مأساوي أحيانا وبأسلوب كوميدي في أغلب الأحيان؟
ان أحد أشهر أعمال نجمة الإغراء الأميركية الراحلة مارلين مونرو يحمل عنوان «هرشة السنة السابعة» كما تناولت العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات العربية هذه «الهرشة» التي تصيب الأزواج حيث يختفي الحب والتفاهم بين الزوجين ويظهر الملل والفتور العاطفي وصمت الأزواج، بل قد يصل الأمر إلى الخيانة الزوجية وفي حالات كثيرة يكون الطلاق نهاية هذه «الهرشة» التي تصيب المتزوجين.
خالد العدواني على رغم أنه متزوج منذ خمس سنوات إلا أنه يؤكد وجود هذه «الهرشة»، بل يؤكد أنها تظهر في وقت قصير جدا بعد الزواج، وهو يحمل الزوجات مسؤولية هذه «الهرشة» التي تصيب الأزواج، يقول العدواني:
ـ الزوجة في أول سنة زواج تكون رائعة تهتم بنفسها وبزوجها وتشعره بالحب والحنان وكأنه يعيش في الجنة، ولكن بعد إنجاب الطفل الأول يشعر الزوج أن زوجته أصبحت امرأة أخرى غير تلك التي تزوجها، لا تهتم بزوجها أو بنفسها، فيرفض هذه الصورة الجديدة وتدب الخلافات في البيت. ولذا لا أتعجب من لجوء الزوج إلى الزواج مرة أخرى على رغم مرور وقت قصير على زواجه الأول.
كلام فارغ
وترى هناء اليوسف ـ وهي متزوجة منذ 9 سنوات ـ أن هذه ««الهرشة»» كلام فارغ، وتقول:
ـ الحب بين الزوجين يتعرض في بعض مراحل الحياة الزوجية الى بعض المطبات، ولو كان الحب حقيقيا فإنهما يتغلبان على كل العقبات التي تعترض طريقهما. المهم أن يكون هناك تفاهم بين الزوجين منذ البداية، فمن الطبيعي أن تتغير صورة الحب كلما تقدم العمر بالزوجين، ولكل مرحلة من الزواج طبيعتها، فلا يمكن أن تكون الحياة الزوجية كلها شهر عسل.
واعتقد أنه لو كانت هذه «الهرشة» حقيقية، فهي ستصيب الأزواج الذين لا يحبون زوجاتهم، ولا يقدرون الحياة الزوجية حق قدرها.
أسطورة شعبية
ولا يأخذ د. خضر بارون الاستشاري النفسي والاجتماعي هذه ««الهرشة»» على محمل الجد حيث يرى أنها لا تمت إلى العلم بصلة، وإنما هي اسطورة شعبية رُوّجت عن طريق بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية. يقول:
ـ مع احترامي لكل الدراسات التي تناولت هذه ««الهرشة»» التي تصيب الحياة الزوجية، إلا أننا لا يجب أن نأخذها على محمل الجد، ولا يجوز علميا أن نعمم نتائج دراسة أجريت هنا أو هناك على كل المتزوجين في كل المجتمعات.
فإذا خرجت دراسة تقول لنا إن هناك عمرا افتراضيا للحب بين الأزواج تبدأ بعده الخلافات الزوجية والملل والجفاء العاطفي، نرد عليها أن هناك ملايين الزيجات مرّ عليها عشرات السنوات وتعيش في حالة من الحب والتفاهم، بل في الكثير من الحالات لم يحدث بين الزوجين خلاف واحد على مر الحياة الزوجية الطويلة.
ويعتقد د. بارون أن السينما والتلفزيون هما السبب في رواج هذه ««الهرشة»» حيث يقول:
ـ أعتقد أن تأثير الأعمال الدرامية التي تناقش الحياة الزوجية في السينما والتلفزيون وتصور التناقض الصارخ بين فترة ما قبل الزوج حيث يغلب عليها الحب والتفاهم والوئام وبين سنوات ما بعد الزواج التي تصورها هذه الأعمال على أنها فترة مليئة بالخلافات والملل والخيانة والطلاق وحنين الأزواج للعودة إلى العزوبية باعتبارها هي الحرية وتصوير الحياة الزوجية على أنها سجن كبير تقيد حرية الأزواج هي السبب في رواج هذه ««الهرشة»»، فهذه الصورة المتباينة ساهمت إلى حد بعيد في تثبيت هذه ««الهرشة»» المزعومة وأنا اعتقد أن هذه ««الهرشة»» من ضمن الخرافات والأساطير الشعبية الرائجة في حياتنا مثل الكثير من الأساطير التي تسيطر على حياتنا بصفة عامة.
الخلافات بهارات الحياة الزوجية
ويرى د. بارون أن ما يعتري الحياة الزوجية من ملل وخلافات زوجية شيء طبيعي يحدث في كل حياة زوجية، فمن غير المعقول أن نتصور حياة زوجية مليئة بالحب من بدايتها إلى نهايتها، ولكن ما يحدث أن بعض الأزواج لا يتمتعون بالواقعية اللازمة للتعامل مع هذه الحياة المليئة بالتحديات والمشاكل والخلافات، فالذين يتعاملون معها بعقلانية يستمر زواجهم، بل إن البعض يرى أن هذه الخلافات مثل البهارات التي تعطي للحياة الزوجية طعما، وتخرجها من الرتابة، وهؤلاء يجتهدون ويحاولون حل الخلافات والتغلب عليها فور حدوثها.
بينما لا يستطيع البعض الأخر التعامل مع هذه الخلافات ويهرب منها بطرق سيئة مثل تجاهل الطرف الآخر أو خوض تجارب أخرى أو زواج الرجل على زوجته. ونجد أن حجة البعض المضحكة للقيام بذلك أنه يمر بـ«هرشة».
المودة التي تقوم عليها الحياة الزوجية هي السبب الأهم لاستمرار هذه الحياة وليس الحب على طريقة الأفلام العربية التي تخلو من الواقعية وتقترب من الخيال الجامح.
هرشة السنة الأولى
أما المحامي عبدالله التركيت فله رأي آخر حيث يتفق مع القائلين بهذه ««الهرشة»» مع تعديل بسيط، حيث يؤكد من واقع خبرته في قاعة المحاكم أن هذه ««الهرشة»» تصيب المتزوجين في السنة الأولى وليس في السنة الثالثة أو السابعة كما هو رائج. يقول التركيت:
ـ ما نشاهد من خلافات زوجية في قاعات المحاكم يؤكد أن هذه «الهرشة» موجودة بقوة، ولكن أستطيع أن أضيف وصفا جديدا لها وهي «هرشة السنة الأولى»، فالغريب أن الكثير من الأزواج الجدد الذين لم يمض على زواجهم سوى أشهر قليلة يلجأون إلى القضاء طلبا للطلاق بعد استفحال الخلافات الزوجية بينهم، والأغرب أن الكثير من هذه الزيجات تمت عن حب وتفاهم، لكن سرعان ما ينقلب هذا الحب بعد الأشهر الأولى من الزواج إلى ملل وخلافات حادة تنتهي بطلب الطلاق من أحد الطرفين.
هرشة متأخرة
ويؤكد التركيت أن هذه «الهرشة» لا تصيب المتزوجين الجدد فقط، وإنما انتقلت عدواها إلى المتزوجين القدامى الذين مرت على زواجهم سنوات طويلة، فيقول:
ـ من المتعارف عليه أن المتزوجين القدامى الذين مرت على زواجهم سنوات طويلة ولديهم عدد من الأبناء يكون زواجهم مستقرا، لكن الواقع يقول أن عدوى «هرشة» السنة الأولى انتقلت إليهم، حيث من المفروض أن تكون حياة الأزواج الذين مرت على زواجهم سنوات طويلة مستقرة، فنراها تتعرض إلى خلافات عاصفة ويلجأ أحد الطرفين إلى طلب الطلاق. لكن المؤكد أن هناك شيئا خطأ في مثل هذه العلاقات الزوجية منذ البداية، حيث أن الكثير من هذه الحالات تشير إلى وجود خلافات منذ السنوات وربما الشهور الأولى للزواج، لكن الاستمرار كان بسبب الأبناء حيث يؤكد الطرفان أنهما تحملا هذه الخلافات طوال هذه السنوات بسبب الأبناء، لكن أحيانا يفيض الكيل ويتم الطلاق بغض النظر عن وجود الأبناء.
بعض الدراسات يقول إن هذا العمر الافتراضي هو ثلاث سنوات، ويطلقون على ما يحدث بعد هذه السنوات «هرشة السنة الثالثة»، بينما تؤكد دراسات أخرى أن هذه ««الهرشة»» تبدأ في السنة السابعة من الزواج، فهل هذه «الهرشة» حقيقة أم وهم؟ التحقيق التالي يحاول الإجابة.
لا أحد يعلم على وجه الدقة أيهما كان أكثر تأثيرا في رواج هذه «الهرشة»» على المستوى الشعبي، هل هي دراسات علم النفس والاجتماع المتعلقة بالحياة الزوجية؟ أم تلك الأعمال الدرامية في السينما والتلفزيون التي تناولت هذه «الهرشة» بأسلوب مأساوي أحيانا وبأسلوب كوميدي في أغلب الأحيان؟
ان أحد أشهر أعمال نجمة الإغراء الأميركية الراحلة مارلين مونرو يحمل عنوان «هرشة السنة السابعة» كما تناولت العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات العربية هذه «الهرشة» التي تصيب الأزواج حيث يختفي الحب والتفاهم بين الزوجين ويظهر الملل والفتور العاطفي وصمت الأزواج، بل قد يصل الأمر إلى الخيانة الزوجية وفي حالات كثيرة يكون الطلاق نهاية هذه «الهرشة» التي تصيب المتزوجين.
خالد العدواني على رغم أنه متزوج منذ خمس سنوات إلا أنه يؤكد وجود هذه «الهرشة»، بل يؤكد أنها تظهر في وقت قصير جدا بعد الزواج، وهو يحمل الزوجات مسؤولية هذه «الهرشة» التي تصيب الأزواج، يقول العدواني:
ـ الزوجة في أول سنة زواج تكون رائعة تهتم بنفسها وبزوجها وتشعره بالحب والحنان وكأنه يعيش في الجنة، ولكن بعد إنجاب الطفل الأول يشعر الزوج أن زوجته أصبحت امرأة أخرى غير تلك التي تزوجها، لا تهتم بزوجها أو بنفسها، فيرفض هذه الصورة الجديدة وتدب الخلافات في البيت. ولذا لا أتعجب من لجوء الزوج إلى الزواج مرة أخرى على رغم مرور وقت قصير على زواجه الأول.
كلام فارغ
وترى هناء اليوسف ـ وهي متزوجة منذ 9 سنوات ـ أن هذه ««الهرشة»» كلام فارغ، وتقول:
ـ الحب بين الزوجين يتعرض في بعض مراحل الحياة الزوجية الى بعض المطبات، ولو كان الحب حقيقيا فإنهما يتغلبان على كل العقبات التي تعترض طريقهما. المهم أن يكون هناك تفاهم بين الزوجين منذ البداية، فمن الطبيعي أن تتغير صورة الحب كلما تقدم العمر بالزوجين، ولكل مرحلة من الزواج طبيعتها، فلا يمكن أن تكون الحياة الزوجية كلها شهر عسل.
واعتقد أنه لو كانت هذه «الهرشة» حقيقية، فهي ستصيب الأزواج الذين لا يحبون زوجاتهم، ولا يقدرون الحياة الزوجية حق قدرها.
أسطورة شعبية
ولا يأخذ د. خضر بارون الاستشاري النفسي والاجتماعي هذه ««الهرشة»» على محمل الجد حيث يرى أنها لا تمت إلى العلم بصلة، وإنما هي اسطورة شعبية رُوّجت عن طريق بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية. يقول:
ـ مع احترامي لكل الدراسات التي تناولت هذه ««الهرشة»» التي تصيب الحياة الزوجية، إلا أننا لا يجب أن نأخذها على محمل الجد، ولا يجوز علميا أن نعمم نتائج دراسة أجريت هنا أو هناك على كل المتزوجين في كل المجتمعات.
فإذا خرجت دراسة تقول لنا إن هناك عمرا افتراضيا للحب بين الأزواج تبدأ بعده الخلافات الزوجية والملل والجفاء العاطفي، نرد عليها أن هناك ملايين الزيجات مرّ عليها عشرات السنوات وتعيش في حالة من الحب والتفاهم، بل في الكثير من الحالات لم يحدث بين الزوجين خلاف واحد على مر الحياة الزوجية الطويلة.
ويعتقد د. بارون أن السينما والتلفزيون هما السبب في رواج هذه ««الهرشة»» حيث يقول:
ـ أعتقد أن تأثير الأعمال الدرامية التي تناقش الحياة الزوجية في السينما والتلفزيون وتصور التناقض الصارخ بين فترة ما قبل الزوج حيث يغلب عليها الحب والتفاهم والوئام وبين سنوات ما بعد الزواج التي تصورها هذه الأعمال على أنها فترة مليئة بالخلافات والملل والخيانة والطلاق وحنين الأزواج للعودة إلى العزوبية باعتبارها هي الحرية وتصوير الحياة الزوجية على أنها سجن كبير تقيد حرية الأزواج هي السبب في رواج هذه ««الهرشة»»، فهذه الصورة المتباينة ساهمت إلى حد بعيد في تثبيت هذه ««الهرشة»» المزعومة وأنا اعتقد أن هذه ««الهرشة»» من ضمن الخرافات والأساطير الشعبية الرائجة في حياتنا مثل الكثير من الأساطير التي تسيطر على حياتنا بصفة عامة.
الخلافات بهارات الحياة الزوجية
ويرى د. بارون أن ما يعتري الحياة الزوجية من ملل وخلافات زوجية شيء طبيعي يحدث في كل حياة زوجية، فمن غير المعقول أن نتصور حياة زوجية مليئة بالحب من بدايتها إلى نهايتها، ولكن ما يحدث أن بعض الأزواج لا يتمتعون بالواقعية اللازمة للتعامل مع هذه الحياة المليئة بالتحديات والمشاكل والخلافات، فالذين يتعاملون معها بعقلانية يستمر زواجهم، بل إن البعض يرى أن هذه الخلافات مثل البهارات التي تعطي للحياة الزوجية طعما، وتخرجها من الرتابة، وهؤلاء يجتهدون ويحاولون حل الخلافات والتغلب عليها فور حدوثها.
بينما لا يستطيع البعض الأخر التعامل مع هذه الخلافات ويهرب منها بطرق سيئة مثل تجاهل الطرف الآخر أو خوض تجارب أخرى أو زواج الرجل على زوجته. ونجد أن حجة البعض المضحكة للقيام بذلك أنه يمر بـ«هرشة».
المودة التي تقوم عليها الحياة الزوجية هي السبب الأهم لاستمرار هذه الحياة وليس الحب على طريقة الأفلام العربية التي تخلو من الواقعية وتقترب من الخيال الجامح.
هرشة السنة الأولى
أما المحامي عبدالله التركيت فله رأي آخر حيث يتفق مع القائلين بهذه ««الهرشة»» مع تعديل بسيط، حيث يؤكد من واقع خبرته في قاعة المحاكم أن هذه ««الهرشة»» تصيب المتزوجين في السنة الأولى وليس في السنة الثالثة أو السابعة كما هو رائج. يقول التركيت:
ـ ما نشاهد من خلافات زوجية في قاعات المحاكم يؤكد أن هذه «الهرشة» موجودة بقوة، ولكن أستطيع أن أضيف وصفا جديدا لها وهي «هرشة السنة الأولى»، فالغريب أن الكثير من الأزواج الجدد الذين لم يمض على زواجهم سوى أشهر قليلة يلجأون إلى القضاء طلبا للطلاق بعد استفحال الخلافات الزوجية بينهم، والأغرب أن الكثير من هذه الزيجات تمت عن حب وتفاهم، لكن سرعان ما ينقلب هذا الحب بعد الأشهر الأولى من الزواج إلى ملل وخلافات حادة تنتهي بطلب الطلاق من أحد الطرفين.
هرشة متأخرة
ويؤكد التركيت أن هذه «الهرشة» لا تصيب المتزوجين الجدد فقط، وإنما انتقلت عدواها إلى المتزوجين القدامى الذين مرت على زواجهم سنوات طويلة، فيقول:
ـ من المتعارف عليه أن المتزوجين القدامى الذين مرت على زواجهم سنوات طويلة ولديهم عدد من الأبناء يكون زواجهم مستقرا، لكن الواقع يقول أن عدوى «هرشة» السنة الأولى انتقلت إليهم، حيث من المفروض أن تكون حياة الأزواج الذين مرت على زواجهم سنوات طويلة مستقرة، فنراها تتعرض إلى خلافات عاصفة ويلجأ أحد الطرفين إلى طلب الطلاق. لكن المؤكد أن هناك شيئا خطأ في مثل هذه العلاقات الزوجية منذ البداية، حيث أن الكثير من هذه الحالات تشير إلى وجود خلافات منذ السنوات وربما الشهور الأولى للزواج، لكن الاستمرار كان بسبب الأبناء حيث يؤكد الطرفان أنهما تحملا هذه الخلافات طوال هذه السنوات بسبب الأبناء، لكن أحيانا يفيض الكيل ويتم الطلاق بغض النظر عن وجود الأبناء.