كــرت احمــر
05-05-2010, 02:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحث بيئي يحذر منطقة الخليج العربي من عواقب وخيمة للتغير المناخي.. ويدعو إلى «اتخاذ تدابير»
حصد جائزة دولية.. وحذر من غمر جزر وكوارث طبيعية واقتصادية
يتزايد القلق من تأثر التنوع البيولوجي الحيوي في منطقة الخليج جراء التغير المناخي («الشرق الأوسط»)
جدة: علي شراية جريدة الشرق الاوسط السعوديه
دق بحث بيئي سعودي ناقوس الخطر من التغير المناخي الذي يتوقع أن يلحق أضرارا بالغة في منطقة الخليج العربي في العقود القادمة، وذلك نتيجة لحزمة من الأسباب، في مقدمتها التسارع الاقتصادي والعمراني على ضفاف الخليج الذي شهدته العقود الثلاثة الماضية.
وحذر البحث الذي أعده الخبير البيئي السعودي نايف الشلهوب، الذي يشغل منصب مدير العلاقات العامة والإعلام في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية، من نتائج وخيمة لهذا التغير إذا لم تُواجه بخطط وتدابير مسبقة، في مقدمتها ارتفاع منسوب المياه البحرية الذي قد يغمر بعض الجزر ويضرب بعض المواقع، إضافة إلى قلة المخزون السمكي وتدمير البيئات الطبيعية وارتفاع لمعدل الأمواج التي قد تكون مصحوبة بأعاصير وأمواج مدمرة.
ودعا الباحث والخبير البيئي السعودي نايف الشلهوب إلى ضرورة سرعة البدء في العمل فورا في اتخاذ الإجراءات المناسبة، التي قد تساعد في الوقاية من جراء العواقب الكارثية المتوقعة التي سيتحملها الخليج العربي والعالم من جراء التغير المناخي.
البحث الذي قدم تحت عنوان «الآثار المتوقعة من التغير المناخي على دول الخليج العربي» وحصد جائزة المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية لأفضل بحث بيئي في العام الميلادي الماضي تناول بين دفتيه عددا من النقاط المتعلقة بالتغير المناخي والخليج، محذرا من نتائج وخيمة مستقبلا على المنطقة، حيث أعرب عن قلقله من توقعات تشير إلى ارتفاع مستوى سطح مياه الخليج العربي، مخصصا جزءا من حديثه عن شط العرب وجنوب العراق وشمال الكويت، معربا عن قلق إضافي على الجزر الخليجية الصغيرة، وجزيرة مملكة البحرين مستندا على تقارير تشير إلى فقدان 11 في المائة من مساحتها عند ارتفاع مستوى مياه الخليج إلى مقدار 50 سم.
إلى ذلك أكد نايف الشلهوب في حديثه عن البحث وما تناوله لـ«الشرق الأوسط» قلقه من تأثر التنوع البيولوجي الحيوي بمنطقة الخليج باضمحلال الكثير من الموارد البيئية ودمار البيئات والمواطن الرئيسية للحيوانات البحرية.
وبين «أن الخليج العربي الذي يعد اليوم منطقة بحرية خاصة وبسبب حجم الإشكاليات البيئية التي يعانيها قد يكون أكثر خطورة على ساكنيه من جراء تأثيرات التغيرات المناخية التي يشهدها العالم».
وتابع الشلهوب «إن الأنشطة والبنى الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية في المنطقة البحرية للمنظمة شهدت تنمية متسارعة غير مسبوقة خلال العقود الثلاث الماضية، تجلت في تنامي صناعة النفط ومعامل تحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية وإقامة الصناعات المختلفة، وأدى ذلك النمو المتسارع في هذه الأنشطة، الذي فاق مقدرة الطاقة الاستيعابية للبيئة البحرية، إلى تدهور في البيئتين البحرية والساحلية في بعض الأماكن، وفقدان قدرتها الطبيعية على استدامة الإنتاجية وسبل العيش لبعض سكان المناطق الساحلية».
وأضاف: «إن منطقة الخليج تعد من أكثر الطرق البحرية التجارية كثافة وخاصة في نقل النفط وتجارته وحركة الناقلات والبواخر التجارية، والمنطقة من أكثر مناطق العالم تعرضا للتلوث، سواء كان ذلك التلوث من المصادر البرية أو البحرية لكثرة المنشآت البحرية وموانئ تحميل النفط، وتداخل أنشطة الصيد والسياحة واستغلال الموارد الحيوية والصناعة، وبخاصة تحلية المياه المالحة والتلوث الناجم من المخلفات ومجاري البلديات والصرف الصحي، من التحديات البيئية التي تحد من مواصلة التقدم في مجال الإدارة البيئية التامة بالمنطقة». وتوقع الخبير الشلهوب «أن تشمل التأثيرات المتوقعة للتغير المناخي ارتفاعا في منسوب مياه للبحر وتتضمن التأثيرات المباشرة لذلك غمر المناطق والجزر المنخفضة في المناطق الساحلية في بعض البحار وتراجع الشواطئ بفعل التعرية، وقد يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر أيضا إلى ارتفاع الأمواج إلى ما فوق مستوى الشعاب المرجانية، وهذا يزيد من درجة تعرض السواحل للنحر والتعرية والأعاصير».
واستطرد «وفي هذه الحالة تتضاعف معدلات قابلية التأثر والمخاطر، وقد تشمل المنتجعات السياحية وعددا من المناطق المأهولة والبنى التحتية في المناطق الساحلية مثل الموانئ والمنشآت وخطوط الأنابيب ومحطاتها الساحلية والطرق، ومناطق الإرث الطبيعي والتاريخي والموارد الساحلية وارتفاع في معدلات درجة حرارة مياه البحر».
وتابع «ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيرات في الخصائص الكيميائية لمياه البحر وتغيرات في حركة التيارات ومعدلات التبخر، والتوزيع المكاني والموسمي للأنواع وتكاثرها والتركيب النوعي للعشائر. ويؤدي ارتفاع درجة الحرارة أيضا إلى ابيضاض الشعب المرجانية، مع تعرض جميع سواحل الدول العربية بالخليج للخطر، وكذا كثير من الجزر الخليجية الصغيرة والكبيرة معرضة بشدة إلى عواقب ارتفاع مستوى سطح البحر، ومن بينها مملكة البحرين، وقد أشارت التقارير العالمية إلى نحو 11 في المائة من مساحة أراضيها سيضيع بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 50 سنتيمترا إن لم تبدأ بأعمال الحماية فورا».
وحول انعكاسات التغير المناخي في مختلف المجالات على المنطقة قال الشلهوب: «إن التغير المناخي سيعمل على تغيير أنماط الطقس الطبيعية وسوف تظهر تأثيراته السريعة على قطاعات كثيرة في المنطقة البحرية، ومنها الأضرار التي سوف تنتج من قلة المخزون السمكي بسبب تغير درجات الحرارة لمياه الخليج، وتدمير البيئات الطبيعية لموارد ومناطق تربية الأسماك، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحر إلى اختلال في مسار التيارات البحرية وارتفاع معدل الأمواج، التي قد تكون مصحوبة بأعاصير وأمواج مدمرة، مما يتسبب بسرعة تواتر تآكل الشواطئ بسبب التعرية والنحر وغمر الجزر، وتعمل على تغيير الخصائص الكيميائية لمياه الخليج مما يؤدي إلى ابيضاض وموت الشعاب المرجانية، وهي إحدى المقومات السياحية والبيئية المهمة والأساسية بالمنطقة».
ووجه الباحث في نهاية المطاف دعوة عاجلة إلى ضرورة تضافر جهود جميع الدول المطلة على الخليج واتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهة الأخطار المتوقعة ودعم الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، وتكثيف دور التوعية في هذا الجانب والالتفاف حول الاتفاقيات والبروتوكولات التي أبرمت من أجل حماية شواطئ الخليج وبيئته.
بحث بيئي يحذر منطقة الخليج العربي من عواقب وخيمة للتغير المناخي.. ويدعو إلى «اتخاذ تدابير»
حصد جائزة دولية.. وحذر من غمر جزر وكوارث طبيعية واقتصادية
يتزايد القلق من تأثر التنوع البيولوجي الحيوي في منطقة الخليج جراء التغير المناخي («الشرق الأوسط»)
جدة: علي شراية جريدة الشرق الاوسط السعوديه
دق بحث بيئي سعودي ناقوس الخطر من التغير المناخي الذي يتوقع أن يلحق أضرارا بالغة في منطقة الخليج العربي في العقود القادمة، وذلك نتيجة لحزمة من الأسباب، في مقدمتها التسارع الاقتصادي والعمراني على ضفاف الخليج الذي شهدته العقود الثلاثة الماضية.
وحذر البحث الذي أعده الخبير البيئي السعودي نايف الشلهوب، الذي يشغل منصب مدير العلاقات العامة والإعلام في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية، من نتائج وخيمة لهذا التغير إذا لم تُواجه بخطط وتدابير مسبقة، في مقدمتها ارتفاع منسوب المياه البحرية الذي قد يغمر بعض الجزر ويضرب بعض المواقع، إضافة إلى قلة المخزون السمكي وتدمير البيئات الطبيعية وارتفاع لمعدل الأمواج التي قد تكون مصحوبة بأعاصير وأمواج مدمرة.
ودعا الباحث والخبير البيئي السعودي نايف الشلهوب إلى ضرورة سرعة البدء في العمل فورا في اتخاذ الإجراءات المناسبة، التي قد تساعد في الوقاية من جراء العواقب الكارثية المتوقعة التي سيتحملها الخليج العربي والعالم من جراء التغير المناخي.
البحث الذي قدم تحت عنوان «الآثار المتوقعة من التغير المناخي على دول الخليج العربي» وحصد جائزة المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية لأفضل بحث بيئي في العام الميلادي الماضي تناول بين دفتيه عددا من النقاط المتعلقة بالتغير المناخي والخليج، محذرا من نتائج وخيمة مستقبلا على المنطقة، حيث أعرب عن قلقله من توقعات تشير إلى ارتفاع مستوى سطح مياه الخليج العربي، مخصصا جزءا من حديثه عن شط العرب وجنوب العراق وشمال الكويت، معربا عن قلق إضافي على الجزر الخليجية الصغيرة، وجزيرة مملكة البحرين مستندا على تقارير تشير إلى فقدان 11 في المائة من مساحتها عند ارتفاع مستوى مياه الخليج إلى مقدار 50 سم.
إلى ذلك أكد نايف الشلهوب في حديثه عن البحث وما تناوله لـ«الشرق الأوسط» قلقه من تأثر التنوع البيولوجي الحيوي بمنطقة الخليج باضمحلال الكثير من الموارد البيئية ودمار البيئات والمواطن الرئيسية للحيوانات البحرية.
وبين «أن الخليج العربي الذي يعد اليوم منطقة بحرية خاصة وبسبب حجم الإشكاليات البيئية التي يعانيها قد يكون أكثر خطورة على ساكنيه من جراء تأثيرات التغيرات المناخية التي يشهدها العالم».
وتابع الشلهوب «إن الأنشطة والبنى الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية في المنطقة البحرية للمنظمة شهدت تنمية متسارعة غير مسبوقة خلال العقود الثلاث الماضية، تجلت في تنامي صناعة النفط ومعامل تحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية وإقامة الصناعات المختلفة، وأدى ذلك النمو المتسارع في هذه الأنشطة، الذي فاق مقدرة الطاقة الاستيعابية للبيئة البحرية، إلى تدهور في البيئتين البحرية والساحلية في بعض الأماكن، وفقدان قدرتها الطبيعية على استدامة الإنتاجية وسبل العيش لبعض سكان المناطق الساحلية».
وأضاف: «إن منطقة الخليج تعد من أكثر الطرق البحرية التجارية كثافة وخاصة في نقل النفط وتجارته وحركة الناقلات والبواخر التجارية، والمنطقة من أكثر مناطق العالم تعرضا للتلوث، سواء كان ذلك التلوث من المصادر البرية أو البحرية لكثرة المنشآت البحرية وموانئ تحميل النفط، وتداخل أنشطة الصيد والسياحة واستغلال الموارد الحيوية والصناعة، وبخاصة تحلية المياه المالحة والتلوث الناجم من المخلفات ومجاري البلديات والصرف الصحي، من التحديات البيئية التي تحد من مواصلة التقدم في مجال الإدارة البيئية التامة بالمنطقة». وتوقع الخبير الشلهوب «أن تشمل التأثيرات المتوقعة للتغير المناخي ارتفاعا في منسوب مياه للبحر وتتضمن التأثيرات المباشرة لذلك غمر المناطق والجزر المنخفضة في المناطق الساحلية في بعض البحار وتراجع الشواطئ بفعل التعرية، وقد يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر أيضا إلى ارتفاع الأمواج إلى ما فوق مستوى الشعاب المرجانية، وهذا يزيد من درجة تعرض السواحل للنحر والتعرية والأعاصير».
واستطرد «وفي هذه الحالة تتضاعف معدلات قابلية التأثر والمخاطر، وقد تشمل المنتجعات السياحية وعددا من المناطق المأهولة والبنى التحتية في المناطق الساحلية مثل الموانئ والمنشآت وخطوط الأنابيب ومحطاتها الساحلية والطرق، ومناطق الإرث الطبيعي والتاريخي والموارد الساحلية وارتفاع في معدلات درجة حرارة مياه البحر».
وتابع «ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيرات في الخصائص الكيميائية لمياه البحر وتغيرات في حركة التيارات ومعدلات التبخر، والتوزيع المكاني والموسمي للأنواع وتكاثرها والتركيب النوعي للعشائر. ويؤدي ارتفاع درجة الحرارة أيضا إلى ابيضاض الشعب المرجانية، مع تعرض جميع سواحل الدول العربية بالخليج للخطر، وكذا كثير من الجزر الخليجية الصغيرة والكبيرة معرضة بشدة إلى عواقب ارتفاع مستوى سطح البحر، ومن بينها مملكة البحرين، وقد أشارت التقارير العالمية إلى نحو 11 في المائة من مساحة أراضيها سيضيع بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 50 سنتيمترا إن لم تبدأ بأعمال الحماية فورا».
وحول انعكاسات التغير المناخي في مختلف المجالات على المنطقة قال الشلهوب: «إن التغير المناخي سيعمل على تغيير أنماط الطقس الطبيعية وسوف تظهر تأثيراته السريعة على قطاعات كثيرة في المنطقة البحرية، ومنها الأضرار التي سوف تنتج من قلة المخزون السمكي بسبب تغير درجات الحرارة لمياه الخليج، وتدمير البيئات الطبيعية لموارد ومناطق تربية الأسماك، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحر إلى اختلال في مسار التيارات البحرية وارتفاع معدل الأمواج، التي قد تكون مصحوبة بأعاصير وأمواج مدمرة، مما يتسبب بسرعة تواتر تآكل الشواطئ بسبب التعرية والنحر وغمر الجزر، وتعمل على تغيير الخصائص الكيميائية لمياه الخليج مما يؤدي إلى ابيضاض وموت الشعاب المرجانية، وهي إحدى المقومات السياحية والبيئية المهمة والأساسية بالمنطقة».
ووجه الباحث في نهاية المطاف دعوة عاجلة إلى ضرورة تضافر جهود جميع الدول المطلة على الخليج واتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهة الأخطار المتوقعة ودعم الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، وتكثيف دور التوعية في هذا الجانب والالتفاف حول الاتفاقيات والبروتوكولات التي أبرمت من أجل حماية شواطئ الخليج وبيئته.