(الفيصل)
10-05-2010, 04:15 AM
بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
إستراحة محارب !
ولكن كيف يستريح المحارب والمعركة لم تضع أوزارها ، ولم ينقشع غبارها ، هو لم ينتصر فيقرع الأنخاب ، ولم ينهزم فيجر أذيال الخيبة ، بل هو منذ الأزل في منطقة الـ "بين بين" . الله كم يتمنى لهذه الحرب أن تنتهي ، ولكن شيئا ما بداخله يخيفه من ذلك ، فيشحذ همته وما تبقى من فتات عزيمة ليعود إلى الجبهة من جديد .
يحدث أحياناً أن يكون منهمكاً في خضم إحدى معاركه فيتذكر (ثربانتس) وروايته المجنونة (دون كيخوته) ، فيشعر بالقهر وباليأس من هذا الصراع الأبدي ، ولماذا اُختير هو بالذات دوناً عن العالمين ليقاتل الأشباح نيابة عن التائهين . أحياناً يشعر بأنه شخصية وهمية في لعبة (نتيندو) مملة يتسلى بها مجموعة من المراهقين الأشرار الذين أرهقوا الشيطان نفسه بألعابهم العدوانية ومزاحهم المفترس الضال . "اذهبوا الى الجحيم" يقول مخاطباً أعداءه الذين كانوا حتى وقت قريب أصدقاء مفخخين ، " اذهبوا إلى الجحيم...انتحروا او اختاروا أي موت رحيم يليق بجبنكم وخزيكم ...المهم ألا تموتوا إلا بعيدًا بعيدًا ، وألا تتركوا شواهد على قبوركم فلن يزورها إلا الغربان وكلاب الطريق".
الأفق تغطيه الأسلاك الشائكة ، والأرض مليئة بالخنادق ، ومن بعيد-أو ربما عميقاً في داخله- ترتفع أصوات انفجارات ، ولكن على الرغم من هذا الهرج ، وعلى الرغم من شراسة وعدوانية هذا العالم المتجمع حول لحظة مجنونة ؛ يجد المحارب فرصة لقراءة كلام الله أو في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لينشط ذكرته(المُتعبه) وهذا كل ما يمكنه فعله ليشعر بمرور الوقت ولذة الوقت ، وبأنه لم يقع أسيراً لمشهد شيطاني عابث يكرره الأبد...إلى الأبد .
يتثاءب القدر بعد أن ملّ هذا المحارب "الزئبقي" ، ومعاركه "القعقعية" مع أشباح بدائية فرت من كوابيس طفل محروم من الشعور بالأمان ، وانقضّت عليه بدون أية مبررات واضحة ، ولكن كيف له أن يتوقع من أشباح أن تكون منطقية أو مؤدبة ، فهي في النهاية أشباح مهمتها إخافة الضعفاء والجبناء ، ولكنه حتماً ليس منهم ، أي الجبناء ، ربما يقبل أن يتحول إلى شبح أو غولة أو عفريت أو(خروف المقبره) ؛ ولكنه لا يقبل أبداً بأن يوصف بالجبن ، أو على الأقل هذا ما يظنه في نفسه .
الترقب هو سيد الموقف غالباً مع حركة (بهلوانية) من الشد والجذب ، فالحركة مهمة جداً لاستمرارية المشهد حتى لو كان عبثياً . ليس مهماً نوع تلك الحركة أو قوتها أو اتجاهها ؛ فالمهم هو وجودها المجرد ليواصل المحارب لعبته ، فهي تعطي قيمة للمشهد ، والمشهد يعطيه شعوراً سادياً لذيذاً يكون فيه هو البطل الوحيد ، حيث يقوم بتصفية حساباته مع كائنات ماضوية بائسة ، وأشباح مهرجة حمقاء ارتضت أن تكون كومبارسات في معركة افتراضية مبتذلة .
تُرى هل ينتصر؟ ...هو نفسه لا يتمنى ذلك ، كما لا يتمنى الهزيمة ، بل يريد أن يبقى معلّقاً في المنتصف ، فمنذ أن فقد الشعور بالزمن أصبح الترقب بالنسبة له وسيلة للتعويض ، ومنذ أن فقد وعيه بالمكان صار هذا البرزخ براحاً لانهائياً يُشعره بالتحرر والانطلاق نحو المجهول ! ؛ ذالك المجهول الذي يخشاه أعداؤه فلا يلجونه إلا عبر لعبة (النتيندو) ، أو عبر كوابيس طفل محروم .
فهل آن (للفيصل) أن يأخذ أستراحة مُحارب ؟؟
جزى الله خيراً من (بعث) وذكرنا بهذا :)
وصبراً جميلاً والله المستعان
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
إستراحة محارب !
ولكن كيف يستريح المحارب والمعركة لم تضع أوزارها ، ولم ينقشع غبارها ، هو لم ينتصر فيقرع الأنخاب ، ولم ينهزم فيجر أذيال الخيبة ، بل هو منذ الأزل في منطقة الـ "بين بين" . الله كم يتمنى لهذه الحرب أن تنتهي ، ولكن شيئا ما بداخله يخيفه من ذلك ، فيشحذ همته وما تبقى من فتات عزيمة ليعود إلى الجبهة من جديد .
يحدث أحياناً أن يكون منهمكاً في خضم إحدى معاركه فيتذكر (ثربانتس) وروايته المجنونة (دون كيخوته) ، فيشعر بالقهر وباليأس من هذا الصراع الأبدي ، ولماذا اُختير هو بالذات دوناً عن العالمين ليقاتل الأشباح نيابة عن التائهين . أحياناً يشعر بأنه شخصية وهمية في لعبة (نتيندو) مملة يتسلى بها مجموعة من المراهقين الأشرار الذين أرهقوا الشيطان نفسه بألعابهم العدوانية ومزاحهم المفترس الضال . "اذهبوا الى الجحيم" يقول مخاطباً أعداءه الذين كانوا حتى وقت قريب أصدقاء مفخخين ، " اذهبوا إلى الجحيم...انتحروا او اختاروا أي موت رحيم يليق بجبنكم وخزيكم ...المهم ألا تموتوا إلا بعيدًا بعيدًا ، وألا تتركوا شواهد على قبوركم فلن يزورها إلا الغربان وكلاب الطريق".
الأفق تغطيه الأسلاك الشائكة ، والأرض مليئة بالخنادق ، ومن بعيد-أو ربما عميقاً في داخله- ترتفع أصوات انفجارات ، ولكن على الرغم من هذا الهرج ، وعلى الرغم من شراسة وعدوانية هذا العالم المتجمع حول لحظة مجنونة ؛ يجد المحارب فرصة لقراءة كلام الله أو في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لينشط ذكرته(المُتعبه) وهذا كل ما يمكنه فعله ليشعر بمرور الوقت ولذة الوقت ، وبأنه لم يقع أسيراً لمشهد شيطاني عابث يكرره الأبد...إلى الأبد .
يتثاءب القدر بعد أن ملّ هذا المحارب "الزئبقي" ، ومعاركه "القعقعية" مع أشباح بدائية فرت من كوابيس طفل محروم من الشعور بالأمان ، وانقضّت عليه بدون أية مبررات واضحة ، ولكن كيف له أن يتوقع من أشباح أن تكون منطقية أو مؤدبة ، فهي في النهاية أشباح مهمتها إخافة الضعفاء والجبناء ، ولكنه حتماً ليس منهم ، أي الجبناء ، ربما يقبل أن يتحول إلى شبح أو غولة أو عفريت أو(خروف المقبره) ؛ ولكنه لا يقبل أبداً بأن يوصف بالجبن ، أو على الأقل هذا ما يظنه في نفسه .
الترقب هو سيد الموقف غالباً مع حركة (بهلوانية) من الشد والجذب ، فالحركة مهمة جداً لاستمرارية المشهد حتى لو كان عبثياً . ليس مهماً نوع تلك الحركة أو قوتها أو اتجاهها ؛ فالمهم هو وجودها المجرد ليواصل المحارب لعبته ، فهي تعطي قيمة للمشهد ، والمشهد يعطيه شعوراً سادياً لذيذاً يكون فيه هو البطل الوحيد ، حيث يقوم بتصفية حساباته مع كائنات ماضوية بائسة ، وأشباح مهرجة حمقاء ارتضت أن تكون كومبارسات في معركة افتراضية مبتذلة .
تُرى هل ينتصر؟ ...هو نفسه لا يتمنى ذلك ، كما لا يتمنى الهزيمة ، بل يريد أن يبقى معلّقاً في المنتصف ، فمنذ أن فقد الشعور بالزمن أصبح الترقب بالنسبة له وسيلة للتعويض ، ومنذ أن فقد وعيه بالمكان صار هذا البرزخ براحاً لانهائياً يُشعره بالتحرر والانطلاق نحو المجهول ! ؛ ذالك المجهول الذي يخشاه أعداؤه فلا يلجونه إلا عبر لعبة (النتيندو) ، أو عبر كوابيس طفل محروم .
فهل آن (للفيصل) أن يأخذ أستراحة مُحارب ؟؟
جزى الله خيراً من (بعث) وذكرنا بهذا :)
وصبراً جميلاً والله المستعان