المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المزاح بين المشروع والممنوع



امـ حمد
12-05-2010, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المزاح بين المشروع والممنوع

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)ومن تلك الأعـمـــال التي لا بـد أن تضـبط بضوابط الشرع المزاح الذي يكثر في هذه الأزمنة المتأخرة؛ ويقل من يضبطه بضوابط الشرع,والمزاح, يراد به المباسطة, بحيث لا يفضي إلى أذى، فإذا بلغ الإيذاء فإنه يفضي إلى السخرية,وأن يكون على سبيل الملاينة والمباسطة وتتطييب خاطر صاحبك وإدخال السرورعلى قلبه,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) وعـن عـبـد الله,رضي الله عنه ,قال (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم)وأنه أنس للـمـصـاحـبـيـن وطـرد للوحشة وتأليف للقلوب ومظهر من مظاهر الأخوة والوفاء,فإن الإنسان إذا مزح أدخل على نفسه شيئاً من السرور والتسلية، وأزال ما يخاف منه أو خفف من ذلك,والـتـخـلـص من السأم والملل، كأن يعطي المدرس طلابه سؤالاً أو لغزاً كي يُذهب الملل عنهم,قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله رفـيـق يـحـب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه)والرفق ,هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف,وما الانبساط والـمـزاح ومــا يـتبع ذلك من لين القول والتبسم وانشراح الصدر إلا مظهر من مظاهر الرفق,وكذلك لتحصيل فائدة مع الإخوان والخلاَّن, ويزداد إستحبابها إذا كانت في نصح وتقريب قلوب وزيادة محبة ومودة وإزالة الكدر وإيجاد أجواء الحب والتعارف,ولقد كان المزاح نوعاً من طرد الهم والابتـعـاد عن مشاغل الدنيا وترويح للنفس؛ إذ لا بد للدنيا من مواقف تتجدد فيها الطاقة وتبعث فـيـهــــا الهـمــة؛ لأن القلوب إذا كلَّت عميت؛ وقد يكون مظهراً من مظاهر الرجولة في البيت ومع الزوجة والأولاد،كما يظن البعضٌ أن الرجولة بالتكلف والتصنع,قال ابن عمر,إنـه ليعجبني أن يكــون الرجل في أهله مثل الصبي، ثم إذا بُغي منه وُجِدَ رجلاً,وكان زيد بن ثابت من أفكه الناس في بيته، فإذا خرج كان رجلاً من الرجال,لـذلـك ينبغي ألاَّ يكـون مــن خُلُق الشاب الملتزم أو الداعيــة التبسم خــارج البيت وتصنُّع الغلظة والجفوة في بيتــه،والأصل هـو في إنكار الضحك المتكلَّف في القهقهة، أو الضحك في مواطن الجد، أو الإفراط فيه,وكان ألصحابه يضحكون, والإيمان في قلوبهم مثل الجبل,والـمـزاح المـنهـي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه؛ فإنه يورث الضحك قسوة القلب، ويشغل عن ذكـر الله تـعـالى،ويؤول إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار,ومن الضوابط الشرعية في المزاح,ألا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين,لقوله تعالى(ولَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وآيَاتِهِ ورَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُون)الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه,كالاستهزاء ببعض السنن على سبيل المزح، وببعض الأحكام الشرعية كتقصير الثوب وإعفاء اللحية أو الصلاة والصوم وغيرها,يقـول ابن عـبـاس ,من أذنـب ذنـبــاً وهــو يضحـك دخل النار وهو يبكي,ولا سيما أولئك المعتادين لذكر الطرائف الكاذبة بقصد إضحاك الناس,قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ويل للذي يحدِّث فيكذب ليُضحِكَ به القوم ويل له)ووقـعوا في ذلك بسبب الفراغ وضعف الإيمان والبعد عن ذكر الله تعالى ومصاحبتهم لجلساء السوء الذين يزينون لهم بعض المحرمات,والسخرية والاستهزاء بالآخرين,فتلك محرمة وتعد من الكبائر،المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والاستهزاء بهم، وهذا حرام، ويُعد من صفات المنافقين,أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إن المستهزئين بالـنـاس لَـيُفْـتَـحُ لأحـــدهم باب الجنة فيقال, هلم، فيجيء بكربه وغمه، فإذا جاء أُغلق دونه)ويُخشى على المستهزئ أن تعود عليه تلك الخصلة التي يسخر من غيره فيها فيتصف بها ويـبـتـلـى بـفـعـلـهـــا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك)

هذا ونسأل الله أن يؤدبنا بآداب الإسلام، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم.

مستثمره
25-05-2010, 12:07 AM
جزاااك الله خير

مستثمره
25-05-2010, 12:11 AM
جزاااك الله خير