الوسيط العقاري
15-05-2010, 02:28 PM
السبت 15 مايو 2010 11:21 ص بتوقيت القاهرة
- مايكل سلاكمان
يميل مواطنو دولة قطر إلى أسلوب الحياة «ذات المقاس الكبير» من قيادة السيارات الكبيرة، والعيش فى المنازل الواسعة، والحصول على قروض ضخمة لشراء السلع غالية الثمن. ولديهم جيش من الخدم يجلبونهم من دول العالم الفقيرة لبناء صورة حياة متألقة ولتأدية أى وظائف يشعرون من خلالها أنهم تحت إمرتهم. ولدى الأمة القطرية من النفط والغاز ما يكفى لجعلها تعيش فى ثراء لعقود قادمة. ورغم ذلك يشعر أغلب القطريين هنا بالغضب الشديد، فلماذا؟
تكمن المشكلة بحسب العديد من القطريين فى شعورهم بالاستياء من معاملاتهم كأقلية فى بلدهم وهو الأمر الحقيقى، حيث يمثل المواطنون 15% من عدد سكان البلاد البالغ 1.6 مليون نسمة، وهو ما يعد نوعا من الغرابة الديغرافية التى تدعم الشعور بالامتياز والتضحية. ويقول، على خالد، 23 سنة، الذى أنهى تعليمه فى لندن على نفقة الحكومة «الأولوية دائما ما تكون للأجنبى».
وافقه الرأى ابن عمه، عمرو على، 24 عاما الذى لم يكمل تعليمه الثانوى ويعمل فنيا فى شركة كهرباء قائلا: «دائما ما يعتقدون بأن الأجنبى أفضل من القطرى فى أى وظيفة، حتى لو كان القطرى يجيد هذه الوظيفة». وتابع «هناك نحو 300 موظف بالشركة بينهم 4 أو 5 قطريين فقط، أسير فى عملى وأشعر بأننى هندى». وقال إن الأجانب لا يرغبون أبدا فى إكسابه مهارت جديدة لذا فهو يفتقد الدافع.
واستكمل: «أعمل هنا منذ ثلاثة سنوات ومازلت لا أفهم الكثير من الأمور المتعلقة بالعمل، أذهب لتناول الشاى وقراءة الجرئد».
فى العديد من الجوانب يبدو أنهم على حق بشأن الطريقة التى ينظر إليهم بها. يقول، محمد سافارينى، وافد عربى «غير قطرى» ويعمل مدير أبحاث فى مركز قطر للعلوم والتكنولوجيا «إن القطريين مدللون للغاية.. وتكون قيمتهم فقط فى هذا السياق الثقافى والسياسى». معتبرا أن القطريين غالبا ما ينقصهم المهارات والتعليم والمؤهلات التى تمكنهم من منافسة العديد من الاقتصاديات الأخرى.
ويبدو أن شبه الجزيرة القطرية المطلة على الخليج العربى استفادت من ثروتها النفطية، وطموحها الجامح لكسب سمعة عالمية على عدة جبهات: مثل العلاقات الدولية والفن والتعليم العالى، لكن على الصعيد الداخلى هناك توتر وغضب وإحباط بين القطريين والأجانب. ويقول دكتور، معتز واصف، مدير أبحاث الطب الحيوى للمجلس الأعلى للصحة «إن الأمر بأكمله عبارة عن خدعة، ومظهر كاذب». ويقول إنه تحرر الآن من الوهم ويخطط لمغادرة البلاد. وأضاف «أنهم لا يعترفون أبدا بأنهم يرتكبون أخطاء.. يقولون فقط أنهم الأفضل فى العالم».
وطلبت زوجة دكتور واصف ألا ينشر كلامه حتى يغادر قطر، لكن دكتور واصف قال معقبا «أنا لا أبالى».
لا يرى القطريون أنفسهم كمدللين. فالقطرى غير مضطر لدفع فواتير الكهرباء والمياه والتعليم والرعاية الصحية، وعندما يقدمون على الزواج يتم منحهم الأراضى والقروض منخفضة التكلفة لبناء مساكنهم. وتقدم لهم الدولة الدعم المادى إذا لم تكن لديهم وظيفة، وغالبا ما يحصلون على معاشات سخية ويعترفون بأنهم لن يعملوا بالوظائف التى يعتبرونها غير مناسبة لهم.
ولكنهم يشتكون أنهم لا يتقاضون بقدر ما يتقاضى الأجانب، وأن الأجانب يتقلدون معظم الوظائف الحيوية فى المالية والتعليم العالى والإعلام. ومما يزيد من الإحباط أن اللغة الإنجليزية وليست العربية أصبحت لغة العمل هناك، وتزدحم المستشفيات المحلية والمطاعم والأسواق والشوارع بالأجانب. ويقول محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية فى جامعة قطر «هناك أزمة.. الأجانب يزاحموننا».
إن التوتر فى قطر يشبه ما ظهر فى دبى بالإمارات العربية المتحدة حيث فاق عدد الأجانب بكثير عدد السكان المحليين وأصبحوا أشبه، فى كثير من الأحيان، بالمستعمرين فى وطنهم.
يقول إبراهيم المهيرى، (29 عاما) لم يكمل تعليمه الثانوى «لكى نكون صادقين، أنا أشعر بالراحة والرواتب جيدة» ويتقاضى المهيرى نحو 41 ألف دولار فى السنة حيث يعمل حارس أمن فى مركز تجارى.
وتابع «كل منا يحصل على ما يستحقه وأكثر». ولكن هناك الكثير ممن لا يرغبون فى التزام الصمت مثل، أحمد عبدالرحمن عبدالملك، مذيع أخبار سابق، الذى شعر بالغضب لأن قناة الجزيزة الإخبارية الفضائية التى تبث من قطر لم تسمح له بالعمل بها، وكتب مقالات رأى لصحيفة محلية يشكو فيها أن القطريين يتم معاملاتهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية فى بلدهم.
المصدر : صحيفة الشروق المصرية
رابط المقال : http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=228926
- مايكل سلاكمان
يميل مواطنو دولة قطر إلى أسلوب الحياة «ذات المقاس الكبير» من قيادة السيارات الكبيرة، والعيش فى المنازل الواسعة، والحصول على قروض ضخمة لشراء السلع غالية الثمن. ولديهم جيش من الخدم يجلبونهم من دول العالم الفقيرة لبناء صورة حياة متألقة ولتأدية أى وظائف يشعرون من خلالها أنهم تحت إمرتهم. ولدى الأمة القطرية من النفط والغاز ما يكفى لجعلها تعيش فى ثراء لعقود قادمة. ورغم ذلك يشعر أغلب القطريين هنا بالغضب الشديد، فلماذا؟
تكمن المشكلة بحسب العديد من القطريين فى شعورهم بالاستياء من معاملاتهم كأقلية فى بلدهم وهو الأمر الحقيقى، حيث يمثل المواطنون 15% من عدد سكان البلاد البالغ 1.6 مليون نسمة، وهو ما يعد نوعا من الغرابة الديغرافية التى تدعم الشعور بالامتياز والتضحية. ويقول، على خالد، 23 سنة، الذى أنهى تعليمه فى لندن على نفقة الحكومة «الأولوية دائما ما تكون للأجنبى».
وافقه الرأى ابن عمه، عمرو على، 24 عاما الذى لم يكمل تعليمه الثانوى ويعمل فنيا فى شركة كهرباء قائلا: «دائما ما يعتقدون بأن الأجنبى أفضل من القطرى فى أى وظيفة، حتى لو كان القطرى يجيد هذه الوظيفة». وتابع «هناك نحو 300 موظف بالشركة بينهم 4 أو 5 قطريين فقط، أسير فى عملى وأشعر بأننى هندى». وقال إن الأجانب لا يرغبون أبدا فى إكسابه مهارت جديدة لذا فهو يفتقد الدافع.
واستكمل: «أعمل هنا منذ ثلاثة سنوات ومازلت لا أفهم الكثير من الأمور المتعلقة بالعمل، أذهب لتناول الشاى وقراءة الجرئد».
فى العديد من الجوانب يبدو أنهم على حق بشأن الطريقة التى ينظر إليهم بها. يقول، محمد سافارينى، وافد عربى «غير قطرى» ويعمل مدير أبحاث فى مركز قطر للعلوم والتكنولوجيا «إن القطريين مدللون للغاية.. وتكون قيمتهم فقط فى هذا السياق الثقافى والسياسى». معتبرا أن القطريين غالبا ما ينقصهم المهارات والتعليم والمؤهلات التى تمكنهم من منافسة العديد من الاقتصاديات الأخرى.
ويبدو أن شبه الجزيرة القطرية المطلة على الخليج العربى استفادت من ثروتها النفطية، وطموحها الجامح لكسب سمعة عالمية على عدة جبهات: مثل العلاقات الدولية والفن والتعليم العالى، لكن على الصعيد الداخلى هناك توتر وغضب وإحباط بين القطريين والأجانب. ويقول دكتور، معتز واصف، مدير أبحاث الطب الحيوى للمجلس الأعلى للصحة «إن الأمر بأكمله عبارة عن خدعة، ومظهر كاذب». ويقول إنه تحرر الآن من الوهم ويخطط لمغادرة البلاد. وأضاف «أنهم لا يعترفون أبدا بأنهم يرتكبون أخطاء.. يقولون فقط أنهم الأفضل فى العالم».
وطلبت زوجة دكتور واصف ألا ينشر كلامه حتى يغادر قطر، لكن دكتور واصف قال معقبا «أنا لا أبالى».
لا يرى القطريون أنفسهم كمدللين. فالقطرى غير مضطر لدفع فواتير الكهرباء والمياه والتعليم والرعاية الصحية، وعندما يقدمون على الزواج يتم منحهم الأراضى والقروض منخفضة التكلفة لبناء مساكنهم. وتقدم لهم الدولة الدعم المادى إذا لم تكن لديهم وظيفة، وغالبا ما يحصلون على معاشات سخية ويعترفون بأنهم لن يعملوا بالوظائف التى يعتبرونها غير مناسبة لهم.
ولكنهم يشتكون أنهم لا يتقاضون بقدر ما يتقاضى الأجانب، وأن الأجانب يتقلدون معظم الوظائف الحيوية فى المالية والتعليم العالى والإعلام. ومما يزيد من الإحباط أن اللغة الإنجليزية وليست العربية أصبحت لغة العمل هناك، وتزدحم المستشفيات المحلية والمطاعم والأسواق والشوارع بالأجانب. ويقول محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية فى جامعة قطر «هناك أزمة.. الأجانب يزاحموننا».
إن التوتر فى قطر يشبه ما ظهر فى دبى بالإمارات العربية المتحدة حيث فاق عدد الأجانب بكثير عدد السكان المحليين وأصبحوا أشبه، فى كثير من الأحيان، بالمستعمرين فى وطنهم.
يقول إبراهيم المهيرى، (29 عاما) لم يكمل تعليمه الثانوى «لكى نكون صادقين، أنا أشعر بالراحة والرواتب جيدة» ويتقاضى المهيرى نحو 41 ألف دولار فى السنة حيث يعمل حارس أمن فى مركز تجارى.
وتابع «كل منا يحصل على ما يستحقه وأكثر». ولكن هناك الكثير ممن لا يرغبون فى التزام الصمت مثل، أحمد عبدالرحمن عبدالملك، مذيع أخبار سابق، الذى شعر بالغضب لأن قناة الجزيزة الإخبارية الفضائية التى تبث من قطر لم تسمح له بالعمل بها، وكتب مقالات رأى لصحيفة محلية يشكو فيها أن القطريين يتم معاملاتهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية فى بلدهم.
المصدر : صحيفة الشروق المصرية
رابط المقال : http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=228926