ROSE
16-05-2010, 07:22 AM
اهتمام إعلامي فرنسي واسع بامتلاك قطر القابضة لهارودز
اعتبروه حدثاً استثمارياً استثنائياً
باريس- الراية :
لعل خبراً ينتمي إلى عالم الاقتصاد والاستثمار يحدث خارج التراب الفرنسي، لم يحظ في تاريخ الصحافة الفرنسية ، بما حظي به خبر شراء قطر لمحلات هارودز اللندنية الشهيرة. حيث تنافلت وسائل الاعلام الفرنسية على اختلافها وتعددها الخبر الذي أذاعته وكالة الأنباء الفرنسية، وتقاطرت على الفور على مختلف الصحف الفرنسية الكبرى والصغرى تقارير مراسليها في عاصمة الضباب يحللون هذا الحدث الاسثماري الاستثنائي الذي يتم بشجاعة غير معهودة في قلب إعصار الأزمة الاقتصادية التي ما زالت تعصف بأوروبا وتهدد كيانها الموحد على نحو جدي. وهي المادة الإعلامية التي استحوذت على اهتمام خبراء الاقتصاد في البلد، وتحولت إلى مادة لتحليلات متعددة اتفقت في مجملها على الشجاعة الاستثمارية النادرة لدولة قطر، والتي تعكس في ذاتها انتعاشة على درجة من الدلالة في سوق المال القطري الذي أثبت بأنه لم ينكسر أمام عواصف الأزمة العالمية. كما توقفت التحليلات الفرنسية على أهمية انتقال هذا الصرح التجاري العالمي المهم إلى ايدٍ قطرية باعتباره خطوة مهمة ستساهم في عودة العائلة المالكة البريطانية إلى رحاب هذا المحل الأسطوري، والذي اشتهر بالذات باعتباره المحل المفضل لملكة بريطانيا. إلا أن القصر البريطاني كان قد أخذ مسافة من هارودز بعد الخصامات الكبيرة التي نشبت بين الفايد صاحب المحل السابق وبين القصر البريطاني على خلفية حادث وفاة نجل الفايد عماد وصديقته أميرة أدنبرة الأميرة ديانا في باريس. حيث وصف الفايد أفراد الأسرة المالكة في بريطانيا ، التهمة التي سارعت الأسرة بالرد عليها بسحب الشعار الملكي الذي ارتبط بـ«هارودز» لعقود طويلة.
تكتب اللموند الذائعة الصيت حول الموضوع: عادت ملكية واحد من أشهر المحلات الفخمة في العالم، وهو محل هارودز اللندني الشهير إلى مالك جديد، وذلك بعد أن باعه مالكه الحالي محمد الفايد، الذي قرر الخلود للتقاعد بعد 25 قضاها على رأس المحل. حيث تسلمت قطر القابضة من الملياردير المصري مجموعة هارودز، والذي أكد رئيسها في هذا الصدد "اننا سعداء أن نتملك مجموعة هارودز لأنها مجموعة فريدة تجمع بين مجموعة من العلامات التجارية المميزة وتعتبر احد ارقى محلات البيع بالتجزئة في العالم، كما أنها تستند إلى آليات استثمارية مهنية". وتشدد اللموند بأنه وفي الوقت الذي لم يكشف فيه عن مبلغ الصفقة ، إلا أن قنوات بي بي سي وسكاي نيوز البريطانية تتحدث عن 1.5 مليار جنيه (1.7 مليار يورو). بينما كان محمد الفايد قد اشترى المحل عام 1985 بمبلغ 615،000،000 £ (714 مليون يورو).
من جهتها تكتب جريدة الأيكو الاقتصادية في هذا الصدد: إن اختيار محمد الفايد لمحفظة قطر القابضة، التي تمثل الذراع الاستثمارية لدولة قطر. « تحديداً نظراً لامتلاكهم الرؤية والقدرة المالية لدعم النمو الناجح لـ(هارودز)على المدى الطويل».
ثم تشرح بعد أن تتناول تفاصيل الصفقة إن المليونير المصري ، الذي حرم من الجنسية البريطانية، قد أدخل تعديلات ضخمة على هذا المتجر العملاق. حتى أن المنتقدين له يقولون إنه قد حول هذا الصرح التجاري من أيقونة للإناقة الإنجليزية إلى بازار شرقي.
حيث ظهرت في المبنى الواقع في حي نايتسبريدج الفخم الذي يتميز بعمارته التي تجمع بين فني الباروك والارت ديكو، تماثيل فرعونية مذهبة وفوانيس بشكل ورق البردي. وتخليداً لذكرى ابنه دودي وصديقته الأميرة ديانا اللذين لقيا مصرعهما في حادث سير في باريس في 1997 أقام الفايد نصبين صغيرين من الرخام زينا بالشموع والصور وكأس نبيذ يحمل آثار شفتي "الليدي دي".
من جهتها تضيف جريدة لوفيغارو التي أوردت الخبر في تفاصيله المتناقلة عبر وكالات الأنباء إن محمد الفايد قد خاض معركة قضائية استمرت عشر سنوات في محاولة لإثبات ان دودي وديانا قتلا في اإطار مؤامرة نسجها الامير فيليب زوج ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية.
وتشرح بشأن متجر هارودز: الذي أنشئ في القرن التاسع عشر، إلى أنه يستند إلى عدد من الارقام القياسية: فهو اكبر متجر في لندن بمساحته البالغة تسعين الف متر مربع. ويرفع شعار "كل شيء لكل الناس في كل مكان". وكل سنة، يزور 15 مليون شخص المتاجر ويباع مئة طن من الشوكولاته. ويزين 12 الف مصباح واجهة المبنى يتم تغيير 300 منها يوميا.
وتؤكد مجموعة هارودز التي تشمل مصرفا ووكالة عقارية انها تستطيع تلبية اي طلب من صنع يخت الى ارسال اطعمة طازجة الى هوليوود. ويمكنها تلبية رغبة اي شخص في صنع تمثال من الشمع له لقاء 250 الف جنيه (290 الف يورو). وفي 330 قسما، تضم المتاجر كل البضائع الفخمة من الكافيار الى العطور مرورا بـ 350 من انواع الجبنة.
وترى الجريدة الفرنسية الواسعة الانتشار أن بيع الفايد للمحل يشكل تغييرا جوهريا في نيته في هذا الشأن فهو ما فتيء يؤكد بأنه يأمل في دفنه بعد موته في هذا المكان. حيث كان الفايد قد أكد في مقابلة أجرتها معه صنداي تايمز الشهر الماضي، أنه لن يتخلى عن عمله على رأس المحل حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة".
وأورد التلفزيون الفرنسي "فرنس 24" تقريرا حول الحدث موضحا أن قطر القابضة التي اشترت مجموعة هارودز بما فيها المتاجر الفخمة الواقعة في وسط لندن، شركة استثمارية تعمل باسم حكومة قطر وتساهم في رأسمال عدد كبير من الشركات الاوروبية خصوصا.
ويواصل: من جهة أخرى اعلن مصرف "لازارد انترناشيونال" الذي يدير عمليات الفايد لوكالة فرانس برس ان "شركة ادارة اعمال عائلة الفايد مالكة هارودز تعلن انها باعت يوم (السبت) مجموعة هارودز لقطر القابضة". ولم يكشف المصرف الشروط المالية للاتفاق. لكن البي بي سي والشبكة الاخبارية سكاي نيوز ذكرتا ان البيع تم لقاء 1,5 مليار جنيه استرليني (1,7 مليار يورو، 2,2 مليار دولار).
ويضيف التقرير: "إن مجموعة قطر القابضة هي الفرع الرئيسي للصندوق السيادي القطري سلطة قطر للاستثمار المكلفة استثمار وادارة الموارد الهائلة للنفط والغاز في هذه الدولة الخليجية الغنية الصغيرة وتنويع محفظتها".
ويذكر: "قال معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية ايضا في مارس ان الصندوق استثمر ثلاثين مليار دولار في 2009 وينوي استثمار مبلغ مماثل في 2010. وتقدر موجودات السلطة بـ65 مليار يورو، حسب معهد "اس دبليو اف".
وفي سياق متصل يشرح التقرير: "تملك قطر القابضة 17 بالمئة من رأسمال مجموعة فولكسفاغن الالمانية لصناعة السيارات، الشركة الاولى في اوروبا في هذا القطاع، وسبعة بالمئة من مصرف باركليز البريطاني. وشاركت قطر وابوظبي في 2008 في جمع 10,4 مليار دولار (بسعره الحالي) لباركليز عندما كان المصرف يسعى الى تجنب دخول الحكومة في رأسماله. وباعت ابوظبي بعد ذلك حصتها بينما بقيت قطر القابضة اكبر مساهم في البنك. كما تملك قطر القابضة 14,7 بالمئة اسهما في مجموعة كاناري وورف وهي شركة لتنمية واستثمار وادارة حي الاعمال في لندن. واشترت قطر القابضة 15 بالمئة من بورصة لندن. وعن طريق الصندوق دلتا تو، تملك قطر القابضة ربع رأسمال شركة التوزيع البريطانية سينسبوري. كما تملك المبنى الذي يضم السفارة الامريكية في لندن. ويفترض ان تغادر البعثة الامريكية هذا المبنى في 2017 عندما يصبح مقرها الجديد جاهزا لاستقبالها. ولقطر القابضة ممتلكات، خصوصا عقارية في آسيا واوروبا. وتملك قطر احتياطيا من الغاز الطبيعي يقدر باكثر من 25 الف مليار متر مكعب وتحتل بذلك المرتبة الثالثة عالميا في هذا المجال بعد روسيا وايران. وتنتج قطر العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) 800 الف برميل يوميا من النفط".
مجلة لو نوفل أبزرفاتور المعروفة كتبت من جهتها بعد أن تعرضت للحدث في تفاصيله الواردة في تقارير مشابهة مؤكدة نية قطر على الاستثمار المعني في هذا الصرح التجاري العالمي الذي يلعب بذاته دورا مهما في اقتصادات بريطانيا، ونقلت على لسان معالي رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أنه سيتم استثمار جهود أكثر ليستمر «هارودز» في أن يكون أكثر أهمية، ليس كأيقونة للبريطانيين فقط، ولكن لكل من يرغب في زيارة المتجر من حول العالم".
حيث اعتبر الشيخ حمد، خلال مؤتمر صحفي داخل مبنى «هارودز»، هذه الصفقة باعتبارها من أهم العمليات التي نفذتها قطر القابضة في لندن، نظرا لأهمية هذا المتجر الفخم لبريطانيا والعالم، وأنه سيزيد كثيرا لمحفظة الشركة.
وقد شددت المجلة القريبة من اليسار على أن الإدارة الجديدة ستحتفظ بكل الأيدي العاملة التي تدير المحل في الوقت الحاضر وستستفيد من خبراتها المهنية لصالح تطوير العمل على حراك العمل في أقسام المحل. حيث إن التساؤلات التي ظهرت في الصالونات السياسية الباريسية قد دارت في مجملها حول جدية هذا الاستثمار بالمعنى الاقتصادي للكلمة أم أنه مجرد خبطة دعائية من طرف دولة غنية، بكل ما قد يسببه ذلك من تداعيات على اقتصاد المحل ومواقع العاملين فيه. وقد نفى السيد أحمد محمد السيد رئيس قطر القابضة في هذا الصدد في تصريح لصحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية الصادرة في اليوم التالي لتوقيع الصفقة، أن يكون شراء هارودز من أجل الشهرة دون النظر إلى السعر أو صيرورة العمل في المحل. وقال "إن قطر القابضة مؤسسة مالية في المقام الأول، وتبحث عن استثمارات ذات عوائد مجزية". وأشار الرئيس التنفيذي لقطر القابضة إلى أن المالك الجديد سوف يدعم الإدارة التنفيذية الحالية والعاملين في هارودز، واصفا عملهم بأنه ممتاز. وقال "نحن نتعامل مع الإدارة الحالية بود بصفتنا مستثمرين محترفين، ونتطلع إلى إضافة قيمة لاستثماراتنا".
مجلة لوبوان من جهتها اعتبرت الصفقة بأنها حديث الساعة بالقياس إلى شهرة المحل التي تجعل منه أيقونة الفخامة في العالم، ولكن أيضا شهرة المالك السابق الذي تطايرت أخباره في الخارج نتيجة لنشاطه التجاري ولكن وبصورة خاصة بعد حادث وفاة نجله مع الأميرة ديانا، محط اهتمام الأوساط الفرنسية على نحو خاص لوقوع الحادثة على التراب الفرنسي، ولارتباط الشارع الفرنسي بالأميرة الراحلة. يضاف إلى ذلك شهرة قطر القابضة التي تحقق صفقة استثمارية بالغة الضخامة في ظروف مالية عالمية صعبة. وتشير لو بوان في هذا السياق إلى أن قطر القابضة قد أصبحت المالك الخامس لهذا المحل الأسطوري منذ تأسيسه عام 1851 على يد تشارل هارود، كمجرد محل بقالة متواضع في قلب لندن.
وكانت كالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب» قد أوردت على لسان الملياردير المصري محمد الفايد أنه يأمل بعد بيعه لمجموعة هارودز الشهيرة لشركة قطر القابضة "أن يتواصل ارثه والتقاليد التي بناها في متاجرها الفخمة في وسط لندن". مشددة في هذا الصدد على نية القطريين الذين اقترحوا على الفايد الرئاسة الفخرية للمحل على الالتزام بإرث هذا الصرح العالمي. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن القطرية في هذا السياق تأكيد معالي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني " ان هذا الانتقال لملكية هارودز رغم كونه انتقالا ماليا، الا انه معنوي بالنسبة للشعب البريطاني وللشعب القطري ايضا"'. واضاف الشيخ حمد' " مع شعورنا بالمسؤولية، مع الفخر والفرح، فاننا ندرك مسؤولية المحافظة على هذا المعلم والعمل على تطويره".
اعتبروه حدثاً استثمارياً استثنائياً
باريس- الراية :
لعل خبراً ينتمي إلى عالم الاقتصاد والاستثمار يحدث خارج التراب الفرنسي، لم يحظ في تاريخ الصحافة الفرنسية ، بما حظي به خبر شراء قطر لمحلات هارودز اللندنية الشهيرة. حيث تنافلت وسائل الاعلام الفرنسية على اختلافها وتعددها الخبر الذي أذاعته وكالة الأنباء الفرنسية، وتقاطرت على الفور على مختلف الصحف الفرنسية الكبرى والصغرى تقارير مراسليها في عاصمة الضباب يحللون هذا الحدث الاسثماري الاستثنائي الذي يتم بشجاعة غير معهودة في قلب إعصار الأزمة الاقتصادية التي ما زالت تعصف بأوروبا وتهدد كيانها الموحد على نحو جدي. وهي المادة الإعلامية التي استحوذت على اهتمام خبراء الاقتصاد في البلد، وتحولت إلى مادة لتحليلات متعددة اتفقت في مجملها على الشجاعة الاستثمارية النادرة لدولة قطر، والتي تعكس في ذاتها انتعاشة على درجة من الدلالة في سوق المال القطري الذي أثبت بأنه لم ينكسر أمام عواصف الأزمة العالمية. كما توقفت التحليلات الفرنسية على أهمية انتقال هذا الصرح التجاري العالمي المهم إلى ايدٍ قطرية باعتباره خطوة مهمة ستساهم في عودة العائلة المالكة البريطانية إلى رحاب هذا المحل الأسطوري، والذي اشتهر بالذات باعتباره المحل المفضل لملكة بريطانيا. إلا أن القصر البريطاني كان قد أخذ مسافة من هارودز بعد الخصامات الكبيرة التي نشبت بين الفايد صاحب المحل السابق وبين القصر البريطاني على خلفية حادث وفاة نجل الفايد عماد وصديقته أميرة أدنبرة الأميرة ديانا في باريس. حيث وصف الفايد أفراد الأسرة المالكة في بريطانيا ، التهمة التي سارعت الأسرة بالرد عليها بسحب الشعار الملكي الذي ارتبط بـ«هارودز» لعقود طويلة.
تكتب اللموند الذائعة الصيت حول الموضوع: عادت ملكية واحد من أشهر المحلات الفخمة في العالم، وهو محل هارودز اللندني الشهير إلى مالك جديد، وذلك بعد أن باعه مالكه الحالي محمد الفايد، الذي قرر الخلود للتقاعد بعد 25 قضاها على رأس المحل. حيث تسلمت قطر القابضة من الملياردير المصري مجموعة هارودز، والذي أكد رئيسها في هذا الصدد "اننا سعداء أن نتملك مجموعة هارودز لأنها مجموعة فريدة تجمع بين مجموعة من العلامات التجارية المميزة وتعتبر احد ارقى محلات البيع بالتجزئة في العالم، كما أنها تستند إلى آليات استثمارية مهنية". وتشدد اللموند بأنه وفي الوقت الذي لم يكشف فيه عن مبلغ الصفقة ، إلا أن قنوات بي بي سي وسكاي نيوز البريطانية تتحدث عن 1.5 مليار جنيه (1.7 مليار يورو). بينما كان محمد الفايد قد اشترى المحل عام 1985 بمبلغ 615،000،000 £ (714 مليون يورو).
من جهتها تكتب جريدة الأيكو الاقتصادية في هذا الصدد: إن اختيار محمد الفايد لمحفظة قطر القابضة، التي تمثل الذراع الاستثمارية لدولة قطر. « تحديداً نظراً لامتلاكهم الرؤية والقدرة المالية لدعم النمو الناجح لـ(هارودز)على المدى الطويل».
ثم تشرح بعد أن تتناول تفاصيل الصفقة إن المليونير المصري ، الذي حرم من الجنسية البريطانية، قد أدخل تعديلات ضخمة على هذا المتجر العملاق. حتى أن المنتقدين له يقولون إنه قد حول هذا الصرح التجاري من أيقونة للإناقة الإنجليزية إلى بازار شرقي.
حيث ظهرت في المبنى الواقع في حي نايتسبريدج الفخم الذي يتميز بعمارته التي تجمع بين فني الباروك والارت ديكو، تماثيل فرعونية مذهبة وفوانيس بشكل ورق البردي. وتخليداً لذكرى ابنه دودي وصديقته الأميرة ديانا اللذين لقيا مصرعهما في حادث سير في باريس في 1997 أقام الفايد نصبين صغيرين من الرخام زينا بالشموع والصور وكأس نبيذ يحمل آثار شفتي "الليدي دي".
من جهتها تضيف جريدة لوفيغارو التي أوردت الخبر في تفاصيله المتناقلة عبر وكالات الأنباء إن محمد الفايد قد خاض معركة قضائية استمرت عشر سنوات في محاولة لإثبات ان دودي وديانا قتلا في اإطار مؤامرة نسجها الامير فيليب زوج ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية.
وتشرح بشأن متجر هارودز: الذي أنشئ في القرن التاسع عشر، إلى أنه يستند إلى عدد من الارقام القياسية: فهو اكبر متجر في لندن بمساحته البالغة تسعين الف متر مربع. ويرفع شعار "كل شيء لكل الناس في كل مكان". وكل سنة، يزور 15 مليون شخص المتاجر ويباع مئة طن من الشوكولاته. ويزين 12 الف مصباح واجهة المبنى يتم تغيير 300 منها يوميا.
وتؤكد مجموعة هارودز التي تشمل مصرفا ووكالة عقارية انها تستطيع تلبية اي طلب من صنع يخت الى ارسال اطعمة طازجة الى هوليوود. ويمكنها تلبية رغبة اي شخص في صنع تمثال من الشمع له لقاء 250 الف جنيه (290 الف يورو). وفي 330 قسما، تضم المتاجر كل البضائع الفخمة من الكافيار الى العطور مرورا بـ 350 من انواع الجبنة.
وترى الجريدة الفرنسية الواسعة الانتشار أن بيع الفايد للمحل يشكل تغييرا جوهريا في نيته في هذا الشأن فهو ما فتيء يؤكد بأنه يأمل في دفنه بعد موته في هذا المكان. حيث كان الفايد قد أكد في مقابلة أجرتها معه صنداي تايمز الشهر الماضي، أنه لن يتخلى عن عمله على رأس المحل حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة".
وأورد التلفزيون الفرنسي "فرنس 24" تقريرا حول الحدث موضحا أن قطر القابضة التي اشترت مجموعة هارودز بما فيها المتاجر الفخمة الواقعة في وسط لندن، شركة استثمارية تعمل باسم حكومة قطر وتساهم في رأسمال عدد كبير من الشركات الاوروبية خصوصا.
ويواصل: من جهة أخرى اعلن مصرف "لازارد انترناشيونال" الذي يدير عمليات الفايد لوكالة فرانس برس ان "شركة ادارة اعمال عائلة الفايد مالكة هارودز تعلن انها باعت يوم (السبت) مجموعة هارودز لقطر القابضة". ولم يكشف المصرف الشروط المالية للاتفاق. لكن البي بي سي والشبكة الاخبارية سكاي نيوز ذكرتا ان البيع تم لقاء 1,5 مليار جنيه استرليني (1,7 مليار يورو، 2,2 مليار دولار).
ويضيف التقرير: "إن مجموعة قطر القابضة هي الفرع الرئيسي للصندوق السيادي القطري سلطة قطر للاستثمار المكلفة استثمار وادارة الموارد الهائلة للنفط والغاز في هذه الدولة الخليجية الغنية الصغيرة وتنويع محفظتها".
ويذكر: "قال معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية ايضا في مارس ان الصندوق استثمر ثلاثين مليار دولار في 2009 وينوي استثمار مبلغ مماثل في 2010. وتقدر موجودات السلطة بـ65 مليار يورو، حسب معهد "اس دبليو اف".
وفي سياق متصل يشرح التقرير: "تملك قطر القابضة 17 بالمئة من رأسمال مجموعة فولكسفاغن الالمانية لصناعة السيارات، الشركة الاولى في اوروبا في هذا القطاع، وسبعة بالمئة من مصرف باركليز البريطاني. وشاركت قطر وابوظبي في 2008 في جمع 10,4 مليار دولار (بسعره الحالي) لباركليز عندما كان المصرف يسعى الى تجنب دخول الحكومة في رأسماله. وباعت ابوظبي بعد ذلك حصتها بينما بقيت قطر القابضة اكبر مساهم في البنك. كما تملك قطر القابضة 14,7 بالمئة اسهما في مجموعة كاناري وورف وهي شركة لتنمية واستثمار وادارة حي الاعمال في لندن. واشترت قطر القابضة 15 بالمئة من بورصة لندن. وعن طريق الصندوق دلتا تو، تملك قطر القابضة ربع رأسمال شركة التوزيع البريطانية سينسبوري. كما تملك المبنى الذي يضم السفارة الامريكية في لندن. ويفترض ان تغادر البعثة الامريكية هذا المبنى في 2017 عندما يصبح مقرها الجديد جاهزا لاستقبالها. ولقطر القابضة ممتلكات، خصوصا عقارية في آسيا واوروبا. وتملك قطر احتياطيا من الغاز الطبيعي يقدر باكثر من 25 الف مليار متر مكعب وتحتل بذلك المرتبة الثالثة عالميا في هذا المجال بعد روسيا وايران. وتنتج قطر العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) 800 الف برميل يوميا من النفط".
مجلة لو نوفل أبزرفاتور المعروفة كتبت من جهتها بعد أن تعرضت للحدث في تفاصيله الواردة في تقارير مشابهة مؤكدة نية قطر على الاستثمار المعني في هذا الصرح التجاري العالمي الذي يلعب بذاته دورا مهما في اقتصادات بريطانيا، ونقلت على لسان معالي رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أنه سيتم استثمار جهود أكثر ليستمر «هارودز» في أن يكون أكثر أهمية، ليس كأيقونة للبريطانيين فقط، ولكن لكل من يرغب في زيارة المتجر من حول العالم".
حيث اعتبر الشيخ حمد، خلال مؤتمر صحفي داخل مبنى «هارودز»، هذه الصفقة باعتبارها من أهم العمليات التي نفذتها قطر القابضة في لندن، نظرا لأهمية هذا المتجر الفخم لبريطانيا والعالم، وأنه سيزيد كثيرا لمحفظة الشركة.
وقد شددت المجلة القريبة من اليسار على أن الإدارة الجديدة ستحتفظ بكل الأيدي العاملة التي تدير المحل في الوقت الحاضر وستستفيد من خبراتها المهنية لصالح تطوير العمل على حراك العمل في أقسام المحل. حيث إن التساؤلات التي ظهرت في الصالونات السياسية الباريسية قد دارت في مجملها حول جدية هذا الاستثمار بالمعنى الاقتصادي للكلمة أم أنه مجرد خبطة دعائية من طرف دولة غنية، بكل ما قد يسببه ذلك من تداعيات على اقتصاد المحل ومواقع العاملين فيه. وقد نفى السيد أحمد محمد السيد رئيس قطر القابضة في هذا الصدد في تصريح لصحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية الصادرة في اليوم التالي لتوقيع الصفقة، أن يكون شراء هارودز من أجل الشهرة دون النظر إلى السعر أو صيرورة العمل في المحل. وقال "إن قطر القابضة مؤسسة مالية في المقام الأول، وتبحث عن استثمارات ذات عوائد مجزية". وأشار الرئيس التنفيذي لقطر القابضة إلى أن المالك الجديد سوف يدعم الإدارة التنفيذية الحالية والعاملين في هارودز، واصفا عملهم بأنه ممتاز. وقال "نحن نتعامل مع الإدارة الحالية بود بصفتنا مستثمرين محترفين، ونتطلع إلى إضافة قيمة لاستثماراتنا".
مجلة لوبوان من جهتها اعتبرت الصفقة بأنها حديث الساعة بالقياس إلى شهرة المحل التي تجعل منه أيقونة الفخامة في العالم، ولكن أيضا شهرة المالك السابق الذي تطايرت أخباره في الخارج نتيجة لنشاطه التجاري ولكن وبصورة خاصة بعد حادث وفاة نجله مع الأميرة ديانا، محط اهتمام الأوساط الفرنسية على نحو خاص لوقوع الحادثة على التراب الفرنسي، ولارتباط الشارع الفرنسي بالأميرة الراحلة. يضاف إلى ذلك شهرة قطر القابضة التي تحقق صفقة استثمارية بالغة الضخامة في ظروف مالية عالمية صعبة. وتشير لو بوان في هذا السياق إلى أن قطر القابضة قد أصبحت المالك الخامس لهذا المحل الأسطوري منذ تأسيسه عام 1851 على يد تشارل هارود، كمجرد محل بقالة متواضع في قلب لندن.
وكانت كالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب» قد أوردت على لسان الملياردير المصري محمد الفايد أنه يأمل بعد بيعه لمجموعة هارودز الشهيرة لشركة قطر القابضة "أن يتواصل ارثه والتقاليد التي بناها في متاجرها الفخمة في وسط لندن". مشددة في هذا الصدد على نية القطريين الذين اقترحوا على الفايد الرئاسة الفخرية للمحل على الالتزام بإرث هذا الصرح العالمي. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن القطرية في هذا السياق تأكيد معالي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني " ان هذا الانتقال لملكية هارودز رغم كونه انتقالا ماليا، الا انه معنوي بالنسبة للشعب البريطاني وللشعب القطري ايضا"'. واضاف الشيخ حمد' " مع شعورنا بالمسؤولية، مع الفخر والفرح، فاننا ندرك مسؤولية المحافظة على هذا المعلم والعمل على تطويره".