طبشور
19-05-2010, 04:59 PM
http://www.almomayzon.com/image.php?source=images/12721445451.jpg&width=120
عند تصفحي لعددِ اليوم من جريدة الشرق القطرية .. لفت نظري مقال لكاتبٍ قطري .. لهُ أسقاطات غير واضحه إلاّ لذي لُب فطّن .. زرع بين سطور مقالته بذكاء- أعتقد خوفاً من مقصلة الرقيب - شيء من الحزن والقهر على أبناء شعبه اللاهث وراء سراب البطولات المزيّفة والذين أنجرفو مع تيارالمؤامرة المحبوكه ضده ..من كل جانب
أترككم مع المقالة ..
( أقلام قطرية )
19/5/2010
أفرح كثيراً عندما أجد شاباً قطرياً يختار الأدب والثقافة.. طريقاً له ليمارس فيه نشاطه ويستفيد فيه من وقته ويطوّر من قدراته ويصقل موهبته ويكوّن ويؤسس فيه شخصيته وعقليته..
وقد يسأل سائل: لماذا تفرح؟ وما شأنك أنت؟ وما تأثير ذلك عليك؟
فأقول: إن اختيار شاب قطري لهذا الطريق في مثل هذه الظروف المحيطة بنا لدليل واضح على رغبته القوية وطموحه الكبير في أن يخط طريقه عكس التيار بخلاف ما يهتم به أغلب الشباب القطري من اهتمامات لا ينبغي لها أن تأخذ حيّزاً في حياة المسلم المدرك لأهمية الوقت في حياته، حيث يهدر الكثيرون أوقاتهم في متابعة المباريات والتعصب الجاهلي لها ، بل ويتمادى آخرون بمتابعة البطولات الأوروبية والعالمية بحجة أنهم يعشقون الكرة لدرجة أنهم يتنابزون بالألقاب ويستهزئون ببعضهم البعض شماتة واستهزاءً "بخصومهم " من مشجعي الفرق المنافسة، وما أعجب ذلك التفكير وما أسوأ ذلك التعصب وما أقبح تلك الأخلاق التي اكتسبوها من جراء متابعتهم لتلك الهواية التي لا ينبغي أن تأخذ حجماً أكثر من كونها رياضة بدنية لا أكثر ولا أقل، فما من أمة ولا حضارة في التاريخ القديم ولا المعاصر نشأت من وراء الاهتمام برياضة بدنية معينة وإنما هي أنشطة مكمّلة "العقل السليم في الجسم السليم" كما نسمع ذلك كثيراً.
بينما يقبع عدد آخر أمام شاشات التلفاز في المجالس يقضون الساعات والساعات في لهو وهرج وضحك وسخرية، متخذين الغيبة والنميمة وخبيث الأخلاق عنصراً رائجاً في مجالسهم، لا يتناصحون في الله، ولا يعظ بعضهم بعضاً، ولا يتواصوا بالحق ولا يتواصوا بالصبر كما أمرنا الله عزوجل.. فنحزن لذلك الوقت الكبير الذي أضاعه هؤلاء في مجالس لا يذكر فيها الله ولا يتناصحون بل ولا يتحاورون في شؤون أمتهم، بل لا يعرفون ماذا حلّ مؤخراً في العراق أو في فلسطين، على الرغم من كثرة الفضائيات الإخبارية وتلك التي تغص بالأذكار والمحاضرات الدينية التي جعلت طالب العلم يأخذ العلم وهو في بيته ومجلسه، فبأقل جهد يمكنه الاستماع إلى محاضرة أو ندوة أو حلقة علمية أو ثقافية أو شرعية يستفيد منها في حياته، ولكن البعض اختار طريق اللهو وضياع الأوقات.. متأثراً ببيئته ومن حوله من أصدقاء السوء ورفاق الهوى.
إن وجود فئة من الشباب القطري الذي يهتم بالثقافة والأدب ويمارس الكتابة لهو أمر رائع ويدل على وجود الخير في هذا المجتمع الذي لن يخذله شبابه بإذن الله، وسيعودون إلى رشدهم بالاهتمام بما ينفعهم ويعود عليهم وعلى حياتهم وعلى وطنهم بالنفع والخير العميم، ففي الثقافة رقي للعقل وسمو بالأخلاق، ورفع لمستوى الطموحات، لا أن يجعل الشاب طموحاته أن يهزم فريق كروي أو أن ينتصر آخر، فتلك سفاهة عقل وخسران لوقت ثمين سيسأل عنه المرء يوم الحساب (اغتنم خمساً قبل خمس.. ومنها فراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك) فليس لدى المرء المسلم وقت فراغ ولا وقت ليضيعه، ومن يضيع وقته فهو يضيع حياته بمعنى آخر، فأين العبادة والأذكار وطلب العلم ومجالسة الصالحين والاهتمام بشؤون الأمة والمسلمين من مجمل وقتك أيها الشاب المسلم؟.. فهل ستستمر في ضياع وقتك بعد ذلك.
إن من المؤسف أن يجاهد الشاب القطري من أجل أن يقتحم مجالاً انصرف عنه كثيرون، بل وأغفلته جهات رسمية كثيرة، ففي حين نجد أن هناك أندية ثقافية وأدبية في بعض الدول الخليجية في كل منطقة وكل مدينة لا نجد ذلك في مجتمعنا، وإن كان ثمة نادٍ ثقافي في قطر فهو يهتم في أغلب أنشطته بجلب محاضرين من "الخارج" من أجل ملء فراغ جدول البرامج والأنشطة طوال العام، وقد كنت قريباً من الأنشطة الشبابية وأعرف ذلك جيداً، باستثناء حالة أو مشروع واحد فقط كان يخدم الشاب القطري في أوائل التسعينيات من القرن الماضي وكان بداية لنواة طيبة في تأسيس أدباء ومثقفين قطريين من الشباب ألا وهو "ملتقى الأدباء والكتّاب" الذي كان يترأسه الدكتور الفاضل والشاعر القطري محمد قطبه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهذا المشروع قد تم وأده منذ زمن طويل، وفيما عدا ذلك فهي برامج لا تخدم الشاب القطري إلا كما ذكرت لمجرد ملء فراغات هنا وهناك في جدول البرامج والأنشطة التي كثيراً ما تلبس لباس البريق الزائف الذي لا يصنع أدباء ولا يؤسس لمثقفين ولا نخب فكرية.
يوسف الجديع وأحمد الربيع.. قلمان قطريان مميزان، عندما قرأت لهما وجدت نفسي متشوقاً لمعرفتهما وراغباً في قراءة المزيد من إبداعاتهما وكتاباتهما، فقلم "يوسف" يمتاز بجمال الأسلوب وحسن الوصف ودقة التعبير وروعة المفردات.. ولهذا راهنت عليه ليصبح أديباً أو قاصاً قطرياً في المستقبل بإذن الله.. وإن لم يجد في القصة مبتغاه.. فيكفينا أننا قد كسبناه كاتباً للمقالات ومناقشاً لقضايا مجتمعه بأسلوب ووصف رائعين. وقلم "أحمد" يمتاز بالأسلوب المشوّق والموضوعات غير التقليدية والتي يندر أن يتطرق لها أحدهم، بينما يصوغها أحمد في شكل مشوّق وأسلوب ممتع يشد القارئ حتى النهاية، ناهيك عن أنهما- ي يوسف وأحمد- تمتعان بثقافة عالية وأخلاق رفيعة لمستهما جيداً في الأفكار التي يطرحانا عبر مقالاتهما في "موقع المميزون" القطري أو عبر الصحف، فما يكتبه الكاتب إنما هو جزء من شخصيته وانعكاس لأفكاره وتصوراته.. وطالما أن شبابنا قادر على مجاهدة الظروف المحيطة والسير بخطى واثقة نحو لمجالات التي تنير عقولهم وتهذب من أخلاقهم فهو دليل على أن في مجتمعنا الكثير والكثير من الأقلام التي ستظهر في القريب العاجل لتنير للآخرين طريقهم وتؤسس بداية لنهضة فكرية وثقافية في جيل الشباب.
إن عدم ذكري أسماء أخرى لا يعني كما يقال في المثل "ما في بهالبلد غير هالولد" وإنما أعزوه إلى جهلي وعدم معرفتي وقراءتي لأسماء شبابية جديدة في مجال الأدب والثقافة، كما لا يعني ذلك بشكل من الأشكال "تجاهلي " لأسماء قطرية شبابية بارزة في الصحف المحلية فليس أمثالهم من المقصودين لأنهم أصبحوا ضمن مقولة "المعروف لا يعرّف ".. وفي كل منهم خير بإذن الله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنتهى المقال ولم تنتهي الاسئلة التي احدثت في عقلي فجوه .. جعلت مني شخصاً تائهً بين دهاليز الإجابات الخجولة
فأترك لكم حرية التعليق
عند تصفحي لعددِ اليوم من جريدة الشرق القطرية .. لفت نظري مقال لكاتبٍ قطري .. لهُ أسقاطات غير واضحه إلاّ لذي لُب فطّن .. زرع بين سطور مقالته بذكاء- أعتقد خوفاً من مقصلة الرقيب - شيء من الحزن والقهر على أبناء شعبه اللاهث وراء سراب البطولات المزيّفة والذين أنجرفو مع تيارالمؤامرة المحبوكه ضده ..من كل جانب
أترككم مع المقالة ..
( أقلام قطرية )
19/5/2010
أفرح كثيراً عندما أجد شاباً قطرياً يختار الأدب والثقافة.. طريقاً له ليمارس فيه نشاطه ويستفيد فيه من وقته ويطوّر من قدراته ويصقل موهبته ويكوّن ويؤسس فيه شخصيته وعقليته..
وقد يسأل سائل: لماذا تفرح؟ وما شأنك أنت؟ وما تأثير ذلك عليك؟
فأقول: إن اختيار شاب قطري لهذا الطريق في مثل هذه الظروف المحيطة بنا لدليل واضح على رغبته القوية وطموحه الكبير في أن يخط طريقه عكس التيار بخلاف ما يهتم به أغلب الشباب القطري من اهتمامات لا ينبغي لها أن تأخذ حيّزاً في حياة المسلم المدرك لأهمية الوقت في حياته، حيث يهدر الكثيرون أوقاتهم في متابعة المباريات والتعصب الجاهلي لها ، بل ويتمادى آخرون بمتابعة البطولات الأوروبية والعالمية بحجة أنهم يعشقون الكرة لدرجة أنهم يتنابزون بالألقاب ويستهزئون ببعضهم البعض شماتة واستهزاءً "بخصومهم " من مشجعي الفرق المنافسة، وما أعجب ذلك التفكير وما أسوأ ذلك التعصب وما أقبح تلك الأخلاق التي اكتسبوها من جراء متابعتهم لتلك الهواية التي لا ينبغي أن تأخذ حجماً أكثر من كونها رياضة بدنية لا أكثر ولا أقل، فما من أمة ولا حضارة في التاريخ القديم ولا المعاصر نشأت من وراء الاهتمام برياضة بدنية معينة وإنما هي أنشطة مكمّلة "العقل السليم في الجسم السليم" كما نسمع ذلك كثيراً.
بينما يقبع عدد آخر أمام شاشات التلفاز في المجالس يقضون الساعات والساعات في لهو وهرج وضحك وسخرية، متخذين الغيبة والنميمة وخبيث الأخلاق عنصراً رائجاً في مجالسهم، لا يتناصحون في الله، ولا يعظ بعضهم بعضاً، ولا يتواصوا بالحق ولا يتواصوا بالصبر كما أمرنا الله عزوجل.. فنحزن لذلك الوقت الكبير الذي أضاعه هؤلاء في مجالس لا يذكر فيها الله ولا يتناصحون بل ولا يتحاورون في شؤون أمتهم، بل لا يعرفون ماذا حلّ مؤخراً في العراق أو في فلسطين، على الرغم من كثرة الفضائيات الإخبارية وتلك التي تغص بالأذكار والمحاضرات الدينية التي جعلت طالب العلم يأخذ العلم وهو في بيته ومجلسه، فبأقل جهد يمكنه الاستماع إلى محاضرة أو ندوة أو حلقة علمية أو ثقافية أو شرعية يستفيد منها في حياته، ولكن البعض اختار طريق اللهو وضياع الأوقات.. متأثراً ببيئته ومن حوله من أصدقاء السوء ورفاق الهوى.
إن وجود فئة من الشباب القطري الذي يهتم بالثقافة والأدب ويمارس الكتابة لهو أمر رائع ويدل على وجود الخير في هذا المجتمع الذي لن يخذله شبابه بإذن الله، وسيعودون إلى رشدهم بالاهتمام بما ينفعهم ويعود عليهم وعلى حياتهم وعلى وطنهم بالنفع والخير العميم، ففي الثقافة رقي للعقل وسمو بالأخلاق، ورفع لمستوى الطموحات، لا أن يجعل الشاب طموحاته أن يهزم فريق كروي أو أن ينتصر آخر، فتلك سفاهة عقل وخسران لوقت ثمين سيسأل عنه المرء يوم الحساب (اغتنم خمساً قبل خمس.. ومنها فراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك) فليس لدى المرء المسلم وقت فراغ ولا وقت ليضيعه، ومن يضيع وقته فهو يضيع حياته بمعنى آخر، فأين العبادة والأذكار وطلب العلم ومجالسة الصالحين والاهتمام بشؤون الأمة والمسلمين من مجمل وقتك أيها الشاب المسلم؟.. فهل ستستمر في ضياع وقتك بعد ذلك.
إن من المؤسف أن يجاهد الشاب القطري من أجل أن يقتحم مجالاً انصرف عنه كثيرون، بل وأغفلته جهات رسمية كثيرة، ففي حين نجد أن هناك أندية ثقافية وأدبية في بعض الدول الخليجية في كل منطقة وكل مدينة لا نجد ذلك في مجتمعنا، وإن كان ثمة نادٍ ثقافي في قطر فهو يهتم في أغلب أنشطته بجلب محاضرين من "الخارج" من أجل ملء فراغ جدول البرامج والأنشطة طوال العام، وقد كنت قريباً من الأنشطة الشبابية وأعرف ذلك جيداً، باستثناء حالة أو مشروع واحد فقط كان يخدم الشاب القطري في أوائل التسعينيات من القرن الماضي وكان بداية لنواة طيبة في تأسيس أدباء ومثقفين قطريين من الشباب ألا وهو "ملتقى الأدباء والكتّاب" الذي كان يترأسه الدكتور الفاضل والشاعر القطري محمد قطبه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهذا المشروع قد تم وأده منذ زمن طويل، وفيما عدا ذلك فهي برامج لا تخدم الشاب القطري إلا كما ذكرت لمجرد ملء فراغات هنا وهناك في جدول البرامج والأنشطة التي كثيراً ما تلبس لباس البريق الزائف الذي لا يصنع أدباء ولا يؤسس لمثقفين ولا نخب فكرية.
يوسف الجديع وأحمد الربيع.. قلمان قطريان مميزان، عندما قرأت لهما وجدت نفسي متشوقاً لمعرفتهما وراغباً في قراءة المزيد من إبداعاتهما وكتاباتهما، فقلم "يوسف" يمتاز بجمال الأسلوب وحسن الوصف ودقة التعبير وروعة المفردات.. ولهذا راهنت عليه ليصبح أديباً أو قاصاً قطرياً في المستقبل بإذن الله.. وإن لم يجد في القصة مبتغاه.. فيكفينا أننا قد كسبناه كاتباً للمقالات ومناقشاً لقضايا مجتمعه بأسلوب ووصف رائعين. وقلم "أحمد" يمتاز بالأسلوب المشوّق والموضوعات غير التقليدية والتي يندر أن يتطرق لها أحدهم، بينما يصوغها أحمد في شكل مشوّق وأسلوب ممتع يشد القارئ حتى النهاية، ناهيك عن أنهما- ي يوسف وأحمد- تمتعان بثقافة عالية وأخلاق رفيعة لمستهما جيداً في الأفكار التي يطرحانا عبر مقالاتهما في "موقع المميزون" القطري أو عبر الصحف، فما يكتبه الكاتب إنما هو جزء من شخصيته وانعكاس لأفكاره وتصوراته.. وطالما أن شبابنا قادر على مجاهدة الظروف المحيطة والسير بخطى واثقة نحو لمجالات التي تنير عقولهم وتهذب من أخلاقهم فهو دليل على أن في مجتمعنا الكثير والكثير من الأقلام التي ستظهر في القريب العاجل لتنير للآخرين طريقهم وتؤسس بداية لنهضة فكرية وثقافية في جيل الشباب.
إن عدم ذكري أسماء أخرى لا يعني كما يقال في المثل "ما في بهالبلد غير هالولد" وإنما أعزوه إلى جهلي وعدم معرفتي وقراءتي لأسماء شبابية جديدة في مجال الأدب والثقافة، كما لا يعني ذلك بشكل من الأشكال "تجاهلي " لأسماء قطرية شبابية بارزة في الصحف المحلية فليس أمثالهم من المقصودين لأنهم أصبحوا ضمن مقولة "المعروف لا يعرّف ".. وفي كل منهم خير بإذن الله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنتهى المقال ولم تنتهي الاسئلة التي احدثت في عقلي فجوه .. جعلت مني شخصاً تائهً بين دهاليز الإجابات الخجولة
فأترك لكم حرية التعليق