المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "مشروع النهضة" للخبير الإستراتيجي القطري د. جاسم السلطان



المتأمل خيرا
22-05-2010, 12:30 PM
(("مشروع النهضة" للخبير الإستراتيجي القطري د. جاسم السلطان))


إخوتي الكرام.. أسعد المولى أوقاتكم بكل الخير والتوفيق..

يوم الجمعة قبل الفائت، "14 مايو 2010م"، شاهدت - وبالصدفة - جزءً من محاضرة على قناة "الجزيرة مباشر".. عرفت خلالها أن عنوانها "إطلاق ممكنات الإنسان".. وأن إسم المحاضر هو د. جاسم محمد السلطان.

وأنا أشاهد ذلك الجزء - حيث فاتني حوالي النصف الأول من البث - لم أشعر إلا وكأني تلميذ عدت لمقاعد الدراسة من جديد - بعد عهد بعيد - يستمع بكل الإصغاء والإعجاب لأستاذ يـُـلقي درساً جميلاً.. يلقيه بكل تواضع ووضوح وبطريقة سلسة تـُـسقــِط أي حواجز محتملة - وعادة هي كثيرة - عندما نشاهد من "يقدّم" محاضرة في أي شأن من الشؤون.. فما بالك بمحاضرة تتحدّث عن أمر عنوانه كفيل بأن يوحي كم هو "موضوع ليس سهلاً استيعابه"..

منذ ذلك الوقت والموضوع في بالي كي أطرحه هنا.. خاصة بعد أن عرفت أن هناك "مشروع نهضة" يقوم عليه الدكتور المحاضر، ولا يقتصر الأمر على محاضرة هنا أو هناك. فتمنيت أن يكون هناك شيئاً اقرأه عن المشروع، وكم كانت سعادتي عندما وجدت أنه بالفعل هناك موقعاً للمشروع.. وزاد اطمئناني "وتشجـّـعي" عندما عرفت - من خلال الموقع - أن الدكتور السلطان كان في ليبيا يـُـلقي محاضرة في دورة لـ "إعداد القيادات" في شهر ديسمبرالماضي بمدينة طرابلس بليبيا.. أي أنـّـه محل ثقة - بحكم علمه وتجربته - لتستعين به إحدى الدول العربية في مجال دقيق وذو أهمية خاصة تمس رفع مهارات قيادات إدارية لديها.

وحيث أنـّـه ستكون لي عودة لتكملة الكتابة حول الموضوع، فالذي أتمناه هو أن يسمح وقتكم بالإستماع إلى المحاضرة التي القاها - وأشرت لها آنفاً - والتي كانت بعنوان "إطلاق ممكنات الإنسان"..

والتي هي على رابط you tube التالي:

http://www.************/watch?v=YKie6AvqYsQ&feature=player_embedded#!



أما بالنسبة لموقع "مشروع النهضة" ذاته فهو على الرابط التالي:

http://www.4nahda.com

- يتبع -

هاب ريح
22-05-2010, 12:43 PM
(("مشروع النهضة" للخبير الإستراتيجي القطري د. جاسم السلطان))

عندما عرفت - من خلال الموقع - أن الدكتور السلطان كان في ليبيا يـُـلقي محاضرة في دورة لـ "إعداد القيادات" في شهر ديسمبرالماضي بمدينة طرابلس بليبيا.. أي أنـّـه محل ثقة - بحكم علمه وتجربته - لتستعين به إحدى الدول العربية في مجال دقيق وذاو أهمية خاصة تمس رفع مهارات قيادات إدارية لديها.


والتي هي على رابط you tube التالي:

http://www.************/watch?v=ykie6avqysq&feature=player_embedded#![/color][/size]



أما بالنسبة لموقع "مشروع النهضة" ذاته فهو على الرابط التالي:

http://www.4nahda.com

- يتبع - [/center]




وعندنا ليش ما يصير محل ثقة ويعطينا محاضرات في المدينة التعليمية او مركز التخطيط او اي جهة اخرى
ليش الدكتور جاسم ما يكون له مركز خاص مثل مركز الراشد ؟؟
الاقربون اولى بالمعروف والثقة والا ...؟

المتأمل خيرا
22-05-2010, 01:06 PM
وعندنا ليش ما يصير محل ثقة ويعطينا محاضرات في المدينة التعليمية او مركز التخطيط او اي جهة اخرى
ليش الدكتور جاسم ما يكون له مركز خاص مثل مركز الراشد ؟؟
الاقربون اولى بالمعروف والثقة والا ...؟

أخوي "هاب ريح"..

الذي فهمته - من بعض القراءات الأولية - أن الدكتور السلطان يرأس مركزاً للإستشارات.. وأحتاج أن ابحث لمعرفة أكثر..

إذا كان وقتك يسمح، فأقترح الدخول إلى موقع "مشروع النهضة".. حيث به كتابات جميلة.. كما أن هناك عدداً من الكتب من تأليف الدكتور السلطان يمكن تنزيلها من الموقع.. وسأشير لها في وقت لاحق.

مع خالص التحيـّـة،،،

المتأمل خيرا
22-05-2010, 01:41 PM
على هذه الصفحة

http://www.4nahda.com/node/361

توجد كتب "مشروع النهضة (سلسلة أدوات القادة)"، والتي يمكن قراءتها مباشرة عبر الضغط على الصورة التي تمثـّـل الكتاب، أو تنزيلها من خلال الروابط أسفل الصور:

وهذه الكتب هي:

1) "من الصحوة إلى اليقظة" - (إستراتيجية الإدراك للحراك)

2) "قوانين النهضة" - (القواعد الإستراتيجية في الصراع والتدافع الحضاري)

3) "فلسفة التاريخ" - (الفكر الإستراتيجي في فهم التاريخ)

4) "الذاكرة التاريخية" - (نحو وعي إستراتيجي بالتاريخ)

5) "قواعد في الممارسة السياسية"

6) "التفكير الإستراتيجي والخروج من المأزق الراهن" (قريباً)

هدوء العاصفة
22-05-2010, 02:15 PM
انزين ورحنا دورات وقرينا كتب اخرتها يقطونك على جنب ؟ شستفدنا بالله يالمتأمل خير .. وانت اخو كبير وعزيز وعارف هالشي اكثر منا

اعتذر ان ردي محبط لكنه واقعي

المتأمل خيرا
22-05-2010, 03:26 PM
انزين ورحنا دورات وقرينا كتب اخرتها يقطونك على جنب ؟ شستفدنا بالله يالمتأمل خير .. وانت اخو كبير وعزيز وعارف هالشي اكثر منا

اعتذر ان ردي محبط لكنه واقعي


الله يحيّـيك ِ "هدوء العاصفة"..

حسب فهمي.. المشروع ليس له علاقة مباشرة بالوضع الوظيفي للفرد..

مع خالص التقدير،،،

المتأمل خيرا
22-05-2010, 04:19 PM
نبذة عن مؤسس "مشروع النهضة" :


د جاسم محمد السلطان

مواليد 12-12-1953

- صاحب سلسلة أدوات القادة (والتي صدر منها إلى الآن ستة كتب للمؤلف):

1· من الصحوة إلى اليقظة
2· قوانين النهضة
3· فلسفة التاريخ
4· الذاكرة التاريخية
5· التفكير الاستراتيجي
6· قواعد الممارسة السياسية

- المؤطر العام لبرنامج أعداد القيادات بمنهجية أدوات القادة.

- رئيس مجلس إدارة بيت الخبرة للتدريب والتطوير.

- رئيس مجلس إدارة تنمية للدراسات والاستشارات التنموية

- خبير في التخطيط الاستراتيجي والإدارة الإستراتيجية.

- أشرف على التخطيط الاستراتيجي وتدريب الكوادر لعدة مؤسسات في أكثر من بلد عربي.

- المشرف العام على موقع النهضة.


((المصدر: موقع مشروع النهضة))

قطرى مزمن
22-05-2010, 07:53 PM
اخى المتأمل خيرا

اذكرك ان هناك مشروع اخر اسمه مشروع اعداد القاده يشرف عليه دكتور عبدالله الحمادى منذ سنين ولم نرى قاده ,انا اتصور ان اسس النهضه عمليه لااراديه بمعنى لايمكن التخطيط لها وانما هى اقرب الى سنة التدافع والتغير الكونيه والتاريخ يشهد بان الامم جميعها مرت بمراحل نهضه ثم ركود فتدهور . تصل الامور الى مرحله من اللاتحمل تجعل هناك استجابه للتغيير والتضحيه من جانب الافراد فيتغير نتيجة ذلك حالهم, الاسلام احدث نهضه وهو عمل لم يخطط له وانا كان وحيا من السماء الثورات جميعها لم يخطط لها بالشكل الذى نسمعه كبناء انسان للنهضه وشكله ومواصفاته . انا اعتقد ان ما يقوم به دكتور جاسم عمل جيد وتربوى ولكن لايمكن ان يطلق عليه مشروع نهضه لان المشروع كمفهوم يتطلب وقت محددعلى الاقل لتنفيذه وامكانيات قادره على التنفيذ. يمكن التخطيط مثلا لمظاهره او حتى لانقلاب فى بلد ما ولكن للنهضه بالشكل الذى تحتاجه الامه اليوم فمن الصعب ذلك ولكن يمكن التخطيط لجزء معين من جوانب التنميه اقول هذا وفى ذهنى الامه وتاريخها , ثم ان النهضه عمل تكاملى يجب ان يحتوى جميع اطياف المجتمع او الامه السياسيه والدينيه والطائفيه ولا ينطلق من رؤى محدده من جانب واحد ايا كان توجهه وهذا لايبدو واضحا مما نقرأ ونسمع بل ونشاهد

المتأمل خيرا
22-05-2010, 11:47 PM
اخى المتأمل خيرا

اذكرك ان هناك مشروع اخر اسمه مشروع اعداد القاده يشرف عليه دكتور عبدالله الحمادى منذ سنين ولم نرى قاده ,انا اتصور ان اسس النهضه عمليه لااراديه بمعنى لايمكن التخطيط لها وانما هى اقرب الى سنة التدافع والتغير الكونيه والتاريخ يشهد بان الامم جميعها مرت بمراحل نهضه ثم ركود فتدهور . تصل الامور الى مرحله من اللاتحمل تجعل هناك استجابه للتغيير والتضحيه من جانب الافراد فيتغير نتيجة ذلك حالهم, الاسلام احدث نهضه وهو عمل لم يخطط له وانا كان وحيا من السماء الثورات جميعها لم يخطط لها بالشكل الذى نسمعه كبناء انسان للنهضه وشكله ومواصفاته . انا اعتقد ان ما يقوم به دكتور جاسم عمل جيد وتربوى ولكن لايمكن ان يطلق عليه مشروع نهضه لان المشروع كمفهوم يتطلب وقت محددعلى الاقل لتنفيذه وامكانيات قادره على التنفيذ. يمكن التخطيط مثلا لمظاهره او حتى لانقلاب فى بلد ما ولكن للنهضه بالشكل الذى تحتاجه الامه اليوم فمن الصعب ذلك ولكن يمكن التخطيط لجزء معين من جوانب التنميه اقول هذا وفى ذهنى الامه وتاريخها , ثم ان النهضه عمل تكاملى يجب ان يحتوى جميع اطياف المجتمع او الامه السياسيه والدينيه والطائفيه ولا ينطلق من رؤى محدده من جانب واحد ايا كان توجهه وهذا لايبدو واضحا مما نقرأ ونسمع بل ونشاهد

أخي "قطري مزمن".. حقـّـاً أسعدني ما تفضلت بذكره لا من زاوية موافقة أو عدمها، وإنما للمشاركة برأيك في هذا الموضوع.. وهو رأي كان دافعاً لي للبحث - ولو بشكل أولي - حول بعض جوانب هذا الأمر الكبير.. فأخذني ذلك إلى صفحة وجدت كم أني بحاجة لمطالعتها وقد استمتعت بقراءتها حقاً.. حيث تحدثت عن "خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي"، والتي سأشير لها لاحقاً في هذا الموضوع.

وأود أن أشير هنا إلى أني تلميذ مبتديء وبكل معنى الكلمة.. ودون أدنى ادعاء.. لمحاولة فهم بعض ما يتصل بهذا الأمر..

وبالنسبة لما تفضلت بذكره عن "مشروع إعداد القادة" للدكتور عبدالله الحمـّـادي، فحقيقة لم أكن على علم به إلا الآن.. ولست على بيـّـنة بشأن جوانب التماثل أو الإختلاف بينه وبين "مشروع النهضة" الذي يتبنـّـاه الدكتور جاسم السلطان، ولا شك أني سأحاول أن أقرأ شيئاً عنه.

وقد أتى في بالي تساؤل بعد الإستماع إلى محاضرة الدكتور السلطان "إطلاق ممكنات الإنسان"، بعد أن أشار إلى ما حصل من تقدّم في الصين والهند، كان التساؤل الذي طرأ هو:

"هل لو قدّر لمصر أن تظل في توجهاتها الأساسية - بعد 23 يوليو 52 - ، هل كان يمكن لنا أن نشهد واقعاً عربياً آخر غير الذي نحن فيه؟"..

أعلم جيداً أنه من المستحيل أن نضع "سيناريو" لأمر افتراضي ونجزم بأنه كان سيحدث، لكن مجريات الأمور.. وعندما تـُـطرح تجارب الآخرين.. تلقائياً يأتي هذا التساؤل، خاصة في ذهن من عايش ولو جزءً من تلك المرحلة.

أعود لمداخلتك أخي "قطري مزمن".. وأجد أني في حاجة أن أطالعها بتمعـّـن أكثر.. بهدف استيعاب مضمونها أكثر وأكثر.. والتفكير من جديد.. وأيضاً البحث من جديد.

المتأمل خيرا
23-05-2010, 12:01 AM
كما ذكرت أعلاه، فقد أخذني البحث - بعد قراءة مداخلة أخي "قطري مزمن" - إلى صفحة تتحدث عن "خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي".

وقد وجدت في ما تضمنته معلومات - بالنسبة لي - كم هي شيّقة.. ومطلوب الإلمام بها - ولو في خطوطها العريضة - لأي منا، مع علمي المسبق أن بعضنا يعرفها جيداً وليس بحاجة لتنويهي هنا بشأنها، لكن ربما يجد البعض الآخر أنها مفيدة.. لكونها معلومات مركـّـزة، وفي ذات الوقت شاملة.

لذا فإني سأضعها مجزّءة هنا - نظراً لطولها - ، آملاً أن تخدم الغرض الذي أشرت له.

المتأمل خيرا
23-05-2010, 12:27 AM
"خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي" (ج1)

اعتمدت الدولة العباسية علي شعوب البلاد المفتوحة. وكانت هذه الشعوب عريقة في حضارتها، فهناك الحضارة الساسانية التي سادت العراق وفارس، وكانت تحتفظ بتراث أسيوي خاص ساهمت في تكوينه الحضارتان الصينية والهندية بنصيب وافر. وهناك الحضارة البيزنطية التي سادت في الأقطار المطلّة على حوض البحر المتوسط، وهي حضارة ذات أصول يونانية شرقية، لأن البيزنطيين والرومان من قبلهم كانوا تلاميذ لليونان، وكانت الإسكندرية وحران والرها ونصيبين وإنطاكية من أهم مراكز الثقافة اليونانية الرومانية.

فالعرب، رغم تراثهم العريق القديم الذي تمثل في حضارات معين وسبأ وحـِـمـْـيـَـر في بلاد اليمن وحضارة الحجاز التي اشتهرت بنشاطها التجاري والديني، إلا أنهم وجدوا في البلاد التي فتحوها حضارات متطورة راقية لها إدارات حكومية منظمة ونظم اقتصادية متفوقة في الزراعة وأعمال الري والصناعة وفي ميادين العلوم العقلية والتجريبية كالرياضيات والفلك والفيزياء، فاغترفوا منها بما يتفق مع تقاليدهم وعقيدتهم.

وهكذا نرى أن الدولة العباسية باعتمادها على هذه الشعوب، عملت على مزجها وصهرها في البوتقة الإسلامية. وهذا الاتحاد هو السر في تلك النهضة العلمية العجيبة التي امتدت من قيام الدولة العباسية إلى نهاية القرن الرابع الهجري. فإن كان للدولة العربية الإسلامية في صدر الإسلام فضل الفتوح والانتشار والاتصال بالحضارات القديمة مما أدى إلى ظهور المنابت الأولى للحضارة الإسلامية في أواخر عهدها، فإن للدولة العباسية فضل رعاية هذه المنابت الحضارية والعمل على تنميتها وازدهارها. فالمسلمون نقلوا وترجموا وعربوا هذا التراث القديم إلى لغتهم العربية حتى إذا ما استوعبوا ما نقلوه، أخذوا ينتجون ويبدعون ويضيفون، حتى قدموا للعالم ما عرف بالحضارة العربية الإسلامية، وهي الحضارة التي توفرت لها تلك المزايا الثلاث التي لا تتوفر إلا في الحضارات الكبرى وهي: الامتياز، والأصالة، والإسهام في تطور البشرية.

لهذا أجمع العلماء علي أن الحضارة الإسلامية تحتل مكانة رفيعة بين الحضارات الكبرى التي ظهرت في تاريخ البشرية، كما أنها من أطول الحضارات العالمية عمراً، وأعظمها أثراً في الحضارة العالمية.

المصدر "وبتصرف لا يذكر": http://ar.wikibooks.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5_%D8%A7%D9%84%D8%AD% D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D 9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D 9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8 %A7%D8%B3%D9%8A

المتأمل خيرا
23-05-2010, 12:48 AM
"خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي" (ج2)

وتبدأ هذه النهضة الحضارية في العراق بعد أن أسس الخليفة العباسي "أبو جعفر المنصور" مدينة بغداد (145- 149 هـ) وجعلها عاصمة لدولته، ومقراً للخلافة العباسية صاحبة السلطان الشرعي على جميع الأقطار الإسلامية. فهي لم تكن مثل الفسطاط أو دمشق أو قرطبة، عاصمة قطر بعينه، بل كانت عاصمة العالم الإسلامي كله. ولهذا صارت مدينة دولية "COSMOPOLITE" واكتسبت صفة عالمية، وسكنتها عناصر من مختلف الأجناس، والملل والنحل، إسلامية وغير إسلامية، فهناك الفرس والهنود والسريان والروم والصينيون وغيرهم.

وكل هذه العناصر لم تسكن بغداد بأشخاصها فقط، بل بثقافاتها وتجارتها وعلمها وفنها، فعرّبت ألفاظاً يونانية وفارسية وهندية كثيرة. وترجمت عن اليونانية "حكم سقراط وأفلاطون وأرسطو"، وظهرت كتب الأدب العربي مثل عيون الأخبار لابن قتيبة، والبيان والتبيين للجاحظ. وفي خلافة أبي جعفر المنصور (136- 158 هـ) ترجمت بعض أعمال العالم السكندري القديم بطليموس القلوذي CLAUDIUS PTOLOMY (ت. 17 م)، ومن أهمها كتابه المعروف، باسم "المجسطي ". واسم هذا الكتاب في اليونانية " (EMEGAL MATHEMATIKE ، " أي الكتاب الأعظم في الحساب. ويبدو أن المسلمين حوّلوا لفظ MEGALE في مجال إلى" مجسطي ". والكتاب عبارة عن دائرة معارف في علم الفلك والرياضيات. وقد أفاد منه علماء المسلمين وصحّحوا بعض معلوماته وأضافوا إليه.

وعن الهندية، تـُرجمت أعمال كثيرة مثل الكتاب الهندي المشهور في علم الفلك والرياضيات، "براهمسبهطسدهانت " وتختصر بسد هانتاSiddhanta أي " المعرفة والعلم والمذهـب ". وقد ظهرت الترجمة العربية في عهد أبي جعفر المنصور بعنوان "السند هند" وهو تحريف للعنوان الأصلي. ومع كتاب "السند هند" دخل علم الحساب الهندي بأرقامه المعروفة في العربية بالأرقام الهندية فقد تطور على أثرها علم العدد عند العرب، وأضاف إليها المسلمون نظام الصفر، والذي لولاه لما فاقت الأرقام العربية غيرها من الأرقام، ولما كان لها أية ميزة، ولما استطعنا أيضاً أن نحل كثيراً من المعادلات الرياضية من مختلف الدرجات، فقد سهل استعماله لجميع أعمال الحساب، وخلص نظام الترقيم من التعقيد. ولقد أدى استعمال الصفر في العمليات الحسابية إلى اكتشاف الكسر العشري الذي ورد في كتاب مفتاح الحساب للعالم الرياضى(؟) المسلم، جمشيد بن محمود غياث الدين الكاشي(ت 840 هـ ـ 1436 م)، وكان هذا الكشف المقدمة الحقيقية للدراسات والعمليات الحسابية المتناهية في الصغر، لقد كانت الأرقام العربية بصفرها وكسورها العشرية بحق هدية الإسلام إلى أوروبا. ومن هذا الكتاب أيضاً استخرج العالم "إبراهيم الفزاري "- الذي أشرف على ترجمته - جدولاً حسابياً فلكياً يبين مواقع النجوم ويحسب حركاتها، وهو ما يعرف باسم "الزيج ". أما الآلة الفلكية التي تستخدم لرصد الكواكب، فكانت تسمى بـ "الإصطرلاب ". ويعتبر إبراهيم الفزاري أول من صنع "الإصطرلاب" من المسلمين.

وعن الفارسية، ترجم كتاب "كليلة ودمنة" الذي كان هندياً في الأصل ثم ترجم إلى الفارسية وعنها نقله "عبد الله بن المقفع " إلى العربية في خلافة المنصور أيضاً. هذا إلى جانب ترجمته لعدة كتب أخرى في تاريخ وأدب الفرس ونظمهم وتقاليدهم. ومن المعروف أن الخليفة العباسي المأمون قد أوكل إلى سهل بن هارون، ترجمة الكتب الفارسية. كذلك نذكر كتاب "هزار افسانه " ومعناه ألف خرافة، إذ أن الخرافة بالفارسية يقال لها افسانه، والناس يسمون هذا الكتاب ألف ليلة وليلة وهو خبر الملك والوزير وابنته وجاريتيها وهما شيرازاد ودينازاد. ويبدو أن هذه القصص وصلت إلى المسلمين عن طريق الفرس، ويظهر في بعضها أثر أفكار الهنود في الأرواح وتناسخها، وقد وضعت هذه القصص في قالب عربي إسلامي في العصر العباسي الأول ثم زيد فيها في العصر الفاطمي بحيث لم يتبق من التأثير الفارسي سوى بعض الأسماء الفارسية. والشاهنامة للفردوس التي ترجمها نثرا الفتح بن علي البنداري سنة 697 هـ/1297 م، وهناك أيضا لعبة الشطرنج الهندية الأصل والتي انتقلت عن طريق الفرس إلى المسلمين، وألفت فيها كتب بالعربية وصار لها انتشار كبير في عالم الإسلام.

ذيب الغداري
23-05-2010, 12:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله ..

اولا جزاك الله خير ع الموضوع اللي في غاية الاهمية ..

والدكتور جاسم احنا نفتخر فيه كقطريين .. ولكن للاسف الاعلام ظالمه كثييييير.. وهالشي يحز فالخاطر ..

والله ان عنده من العلم ما لا عند ناس اشهر من نار على علم .. ولكن للاسف هذا الواقع ..

واتمنى من حكومتنا الرشيدة استغلال هذه العقلية في عمل الخطط الاستراتيجية للدولة .. وعرضها عليه .. او حتى المشاريع اللي تساعد على نهضة دولة قطر ..

تحياتي

المتأمل خيرا
23-05-2010, 01:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله ..

اولا جزاك الله خير ع الموضوع اللي في غاية الاهمية ..

والدكتور جاسم احنا نفتخر فيه كقطريين .. ولكن للاسف الاعلام ظالمه كثييييير.. وهالشي يحز فالخاطر ..

والله ان عنده من العلم ما لا عند ناس اشهر من نار على علم .. ولكن للاسف هذا الواقع ..

واتمنى من حكومتنا الرشيدة استغلال هذه العقلية في عمل الخطط الاستراتيجية للدولة .. وعرضها عليه .. او حتى المشاريع اللي تساعد على نهضة دولة قطر ..

تحياتي

شكراً أخوي الكريم على ذكر هذه النقاط، والحقيقة أن الرجل لو لم يكن لديه ما هو غير عادي لما تم الإستعانة به من دول عربيـّة أو على الأقل هذا ما أظـنـّـه.. وإن شاء الله سأنقل هنا لاحقاً المقابلة الصحفية التي تمت معه أثناء وجوده في ليبيا نظراً لأهمية ما ورد بها من معلومات، ولتوضيح فكرة هذا المشروع.

ولابد لي من الإعتراف أنني بكتابة هذا الموضوع هنا هو أمر بحد ذاته دافع لي لقراءة - وبتمعـّـن أكثر - على الأقل لبعض ما له صلة بهذا المشروع.

وآمل - كما تأمل أخي الكريم - أن يتم حقاً الإستفادة من علمه على أوسع نطاق في قطر.. ومن قـِــبـَـل أعلى الجهات.

المتأمل خيرا
23-05-2010, 01:24 AM
"خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي" (ج3)

وفي خلافة المهدي بن المنصور (158- 169 هـ) برز عالم عربي في الكيمياء يدعى "جابر بن حيان الأزدي" الذي نسبت إليه كتابات كثيرة في الكيمياء تضم ما وصل إليه هذا العلم من تقدم في هذا الوقت سواء في المركبات الكيميائية التي لم تكن معروفة في ذلك الوقت مثل: نترات الفضة المتبلورة وحامض الأزوتيك وحامض الكبريتيك (زيت الزاج)، ولاحظ ما يرسب من كلوروز الفضة عند إضافة ملح الطعام أو في وصف العمليات الكيميائية كالتقطير والتبخير والترشيح والتبلور والتذويب والتصعيد والتكليس ونحوها.

وفي خلافة هارون الرشيد (170 هـ/ 786 ـ 193هـ / 808 م) أسس في بغداد "بيت الحكمة" لأعمال النقل والترجمة، الذي ازدهر في عهد ولده عبد الله المأمون (198 هـ/813 م - 218 هـ/833 م)، فـتـُرجمت فيه أمهات الكتب اليونانية القديمة، وأقيمت فيه المراصد، ورسمت فيه الرسوم (الخرائط) الجغرافية على أحدث ما توصل إليه العلم في الأرصاد وأعمال المساحة. كما تخرج منه مشاهير العلماء أمثال "محمد بن موسى الخوارزمي (ت 232 هـ846 م)" الذي عهد إليه المأمون بوضع كتاب في علم الجبر، فوضع كتابه " المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، وهذا الكتاب هو الذي أدى إلى وضع لفظ الجبر وإعطائه مدلوله الحالي. قال ابن خلدون: "علم الجبر والمقابلة (أي المعادلة) من فروع علوم العدد، وهو صناعة يستخرج بها العدد المجهول من العدد المعلوم إذا كان بينهما صلة تقتضي ذلك فيقابل بعضها بعضاً، ويجبر ما فيها من الكسر حتى يصير صحيحاً".

فالجبر إذن، علم عربي سماه العرب بلفظ من لغتهم، والخوارزمي هو الذي خلع عليه هذا الاسم الذي انتقل إلى اللغات الأوروبية بلفظه العربي algebraولقد ترجم كتاب الخوارزمي إلى اللغة اللاتينية في سنة 1135 م بواسطة مستعرب إنجليزي اسمه "رو برت أوف تشستر" robert of chester " درس وعاش في أسبانيا حيث كان أسقف بامبلونه، ومن هناك انتقلت ترجمته إلى أوروبا حيث ظلت تدرس في جامعاتها حتى القرن السادس عشر الميلادي. كما انتقلت الأرقام العربية إلى أوروبا عن طريق مؤلفات "الخوارزمي". ومن الملاحظ أن اسم "الخوارزمي" استعمل في اللغة اللاتينية على شكل "الجور تمي "algorismo ثم حور في قالب "الجورزمو " algorismo "للدلالة على نظام الأعداد وعلم الحساب والجبر وطريقة حل المسائل الحسابية .

هذا، وتظهر عبقرية "الخوارزمي" في "الزيج" أو الجدول الفلكي الذي صنعه وأطلق عليه اسم "السند هند الصغير"، وقد جامع فيه بين مذهب الهند ومذهب الفرس ومذهب بطليموس (اليونان)، فاستحسن أهل زمانه ذلك وانتفعوا به مدة طويلة فذاعت شهرته وصار لهذا الزيج أثر كبير في الشرق والغرب.

وللخوارزمي مأثرة أخرى، وهي أنه رسم للمأمون خريطة كبيرة للعالم المعمور على أيامه، كما وضع كتاباً جغرافياً بعنوان "صورة الأرض" اعتمد فيه على كتاب "المجسطي" لبطليموس مع إضافات وشروح وتعليقات. وقد نشر هذا الكتاب وترجم إلى الألمانية سنة 1926 م.

وفي مجال الطب والعناية بالمرضى أنشأ العباسيون عدداً كبيراً من البيمارستانات (المستشفيات)، ومخازن الأدوية، واستأثرت العاصمة بغداد بالعديد منها، فنسمع عن البيمارستان الذي أنشأه الرشيد في الجانب الغربي من بغداد على يد الطبيب "جبرائيل بن بختيشوع"، والبيمارستان الصاعدي أيام المعتضد في الجانب، الشرقي من بغداد، والبيمارستان المقتدري الذي بناه المقتدر سنة 306 هـ 918م، وبيمارستان السيدة الذي أنشأته أمه في الأعظمية، وبيمارستان ابن الفرات الذي أنشأه وزيره أبو الحسن علي بن الفرات، والبيمارستان العضدي... الخ. وكانت هذه محاولة لإيجاد أماكن تعالج فيها المرضى ويخضعون للملاحظة والتسجيل، وهي أساس المستشفيات الحديثة.

وقد توصل الأطباء المسلمون إلى أراء جديدة في الطب تخالف أراء القدماء في معالجة كثير من الأمراض، واستخدموا في مستشفياتهم الكاويات في الجراحة، ووصفوا صب الماء البارد لقطع النزف أو معالجة الحميات، وعالجوا الأورام الأنفية وخياطة الجروح، وقطع اللوزتين، وشق أوراق الحلق، وقطع الأثداء السرطانية، وإخراج الحصاة من المثانة، وجراحة الفتق وجراحة العيون، وإخراج الجنين بالآلة، وإخراج العظام المكسورة، واستخدام المرقد (البنج) (ويدخل في تركيبه الأفيون والحشيش وست الحسن) كما فرقوا بين الحصبة والجدري... الخ.

وكانت الدولة تراقب الممارسات الطبية والأطباء، فكانوا يمتحنون الأطباء والصيادلة. فقد اُمتحن الصيادلة زمن المأمون والمعتصم، وأمر الخليفة المقتدر الطبيب الكبير سنان بن ثابت بن قرة سنة 316 هـ بمنع سائر المتطببين من التصرف وممارسة مهنتهم إلا بعد إجراء امتحان لهم، فامتحن يومئذ أكثر من ثمانمائة طبيب. وكان كل من يقوم بممارسة مهنة الطب، يؤخذ عليه قسم الطبيب المسلم والذي كان يعتمد على المحافظة على سر المريض وعلاجه دون تمييز وأن يحفظ كرامة المهنة وأسرارها.

وكان المحتسب هو الذي يأخذ عليه هذا القسم، لأن من عمله مراقبة هذه المهنة ونصه "برئت من قابض أنفس الحكماء، ورافع أوج السماء، فاطر الحركات العلوية، إن خبأت نصحا وبدأت ضرا، أو قدمت ما يقل عمله. إذا ما عرفت ما يعظم نفعه، وعليك بحسن الخلق بحيث تسمع الناس، واستفرغ لمن ألقى إليك زمامه ما في وسعك فإن ضيعته فأنت الضائع والله الشاهد علىّ وعليك والسامع لما تقول، فمن نكث عهده فقد استهدف لقضائه، إلا أن يخرج من أرضه وسمائه ".

ومن مشاهير الأطباء الذين برزوا في العصر العباسي الأول نذكر الطبيب "جورجيوس (جرجس) ابن بختيشوع " الذي استدعاه الخليفة المنصور من "جنديسابور" (شرقي البصرة) لعلاج معدته التي كان يشكو منها. وبعد معالجة قصيرة شفي على يديه، فجعله طبيبه الخاص فكان ذلك أول صلة بين بلاط بغداد وبين أسرة "بختيشوع " التي لعبت بعد ذلك دوراً هاماً في البلاط العباسي وفي الحضارة الإسلامية.

وفي أيام المعتصم وولديه الواثق والمتوكل، برز الطبيب "يحيى بن ماسويه(ت 243 هـ) " الذي تنسب إليه مؤلفات طبية عديدة من أهمها: "كتاب دغل العين" أي ما يضر العين ويؤذيها، وهو أول كتاب عربي في علم الرمد. كذلك يؤثر عن هذا الطبيب أنه كان يدرس التشريح عن طريق تقطيع أجسام القردة. وكان الخليفة المعتصم يعتمد على مشورته، ولهذا كان يحتفظ ببنية قوية. ويعرف "ابن ماسويه" في الغرب باسم "ماسو الكبير" mesue maior . كذلك نذكر الطبيب اللامع "حنين بن إسحاق (ت 260 هـ ) الذي عرف عند علماء الغرب باسم يوهانيتس yohantus درس "حنين" الطب على أستاذه "يحيى بن ماسويه" ثم واصل دراسته في بلاد الروم والإسكندرية وفارس، والف كتباً كثيرة أهمها كتاب في الرمد باسم "العشر مقالات في الـعين "، وكتاب "السموم والترياق"، وكتاب في أوجاع المعدة، وكتاب في الحميات، وكتاب في الفم والأسنان. وهذا الكتاب الأخير أعجب به الخليفة الواثق لأنه يصف الفم والأسنان وصفاً دقيقاً. وقد نقل المسعودى في كتابه "مروج الذهب (ج 4 ص 80- 81) " قسماً منه، ذكر فيه أن عدد الأسنان في الفم اثنتان وثلاثون سناً، منها في اللحى (الفك) الأعلى " ستة عشر سناً، وفي اللحى الأسفل كذلك.

وهكذا ازدهرت العلوم العقلية والتجريبية الإسلامية نتيجة لهذه الاستراتيجية العباسية التي قدمت كل تشجيع لحركة النقل والترجمة، مما أدى إلى ذيوع الكتب العلمية المنقولة إلى العربية، ومن ثم صارت اللغة العربية لغة علمية بعد أن كانت لغة شعر وأدب فقط.

$hamad$
23-05-2010, 01:26 AM
مشكور

المتأمل خيرا
23-05-2010, 01:40 AM
"خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي" (ج4)

ومما يجب ملاحظته بهذا الصدد ما تميـّـز به علماء الإسلام من الجمع بين العلوم الفقهية والعلوم الطبيعية، فالكندي مثلاً (ت 260 هـ/873م) جمع بين الفلسفة والمنطق والحساب والفلك والهندسة والسياسة والطب والفقه وأصول العقيدة، وابن سينا (ت 428 هـ 1036م) جمع بين الطب والفلسفة والرياضيات والعلوم الطبيعية والموسيقى والفلك والحدود والشعر واثبات التنبؤات والقدر، ومثلهما الفارابي والرازي وعمر الخيام وابن النفيس وعبد اللطيف البغدادي وابن رشد وابن الطفيل والسمعاني وغيرهم.

لقد عرض هؤلاء العلماء لكبريات المشكلات المنطقية فعالجوها بأصالة المنهج في الملاحظة والتشخيص والكشف عن الأسباب والعلامات، فإن الشيء لا يعلم العلم اليقين إلا من جهة أسبابه، ولذلك كان علم الأسباب واجباً، لم يقع العلماء المسلمون فريسة التفريق بين الإلهام الإلهي والنظر الاستنباطي، وإنما جعلوهما يلتقيان على نحو من التكامل، فغاية العلوم الفقهية تعليم الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورسم نهج الحياة، وغرض العلوم الطبيعية الوقوف على الحقيقة والتوجه إلى الخير والتحويل عن الشر، فالدرس والتفحص مقرون بالقياس واستخراج الحكمة هي السبل الصحيحة للوصول إلى الحقيقة العلمية، قال الله تعالى: " أولم ينظروا في ملكوت السموت والأرض وما خلق الله من شيء" (سورة الأعراف - آية 185)، وقال تعالى: " فاعتبروا يأولى الأبصر" (الحشر - أية 2)، فكانت محصلة كل ذلك دراسة العلوم الدنيوية دون أن تؤثر على العقيدة الإسلامية، إذ عملوا على سد الثغرات التي يمكن أن تؤثر على علمهم وذلك بالبحث والدرس. وهذا ما جعلهم يربطون بين ما تلقوه من تعاليم القرآن وتصوراتهم وآرائهم الفلسفية والعلمية بتوازن تام ونسق منهجي باهر. إن أعظم نشاط فكري قام به العلماء المسلمون، يبدو جلياً في حقل المعرفة التجريبية ضمن دائرة ملاحظاتهم واختباراتهم، فإنهم كانوا يبدون نشاطاً واجتهاداً عجيبين حين يلاحظون ويمحصون، وحين يجمعون ويرتبون ما تعلموه من التجربة أو أخذوه من الرواية والتقليد، لقد كانت الشمولية المدعمة بالبحث والتفحص أهم ظاهرة تميز بها العلماء المسلمون، حيث أن العالم هو العالم الشامل ولا خطر على العلم من الدين ولا خوف من تأثير العلوم الدنيوية على تعاليم الدين. فجاءت مصنفاتهم وثيقة العرى بالشريعة، موصولة بالعلوم الفقهية.

وإلى جانب هذا الازدهار العلمي التجريبي والعقلاني، اشتهرت بغداد أيضاً بالعلوم النقليـّـة أو الشرعية التي تتصل بالقرآن الكريم والسنة النبوية مثل التفسير، والقراءات والحديث والفقه واللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا... الخ. وقد حرص خلفاء بني العباس منذ بداية دولتهم على الاهتمام بهذه العلوم الإسلامية وتشجيع العلماء المشتغلين بها ولا سيما علماء أهل الحجاز الذين كانوا على دراية واختصاص بعلوم القرآن والحديث والسنة. ومثال ذلك الخليفة "أبو جعفر المنصور" الذي حض علماء أهل المدينة على القدوم إلى بغداد ويسـّـر لهم مكانة مرموقة. وتابعه في هذا الاهتمام ابنه "المهدي" الذي أكرم وفادة القادمين من أهل المدينة وقرّبهم إليه وأجزل لهم العطاء وأطلق عليهـم اسم الأنصار، وصارت لهم في بغداد قطيعة وقنطرة ومسجد ومقابر خاصة بهم، كما كان لهم نقيب خاص. لهذا كان من أوائل قضاة بغداد عدد من أهل الحجاز مثل "يحيى بن سعيد الأنصاري"، و، " سعيد بن عبدا لرحمن الجمحي" . هذا إلى جانب المحدث والإخباري المعروف "محمد بن إسحاق بن يسار (ت102 هـ)" الذي رحب المنصور بمقدمه. ويقال أنه لما دخل على الخليفة المنصور وكان بين يديه ابنه المهدي، قال له المنصور: "أتعرف من هذا يا ابن إسحاق؟ "، فقال نعم، هذا ابن أمير المؤمنين. قال. " اذهب وصنف " كتاباً منذ خلق الله تعالى أدم عليه السلام إلى يومك هذا".. فصنف ابن إسحاق كتابه "المغازي والسير وأخبار المبتدأ ". على أن هذا الكتاب للأسف لم يصل إلينا إلا في رواية مختصرة له كتبها"عبد الملك بن هشام (ت 218 هـ) " وتعرف باسم سيرة رسول الله وتعرف عموما بسيرة ابن هشام. غير أنه يلاحظ من الحوار الذي دار بين المنصور وابن إسحاق " أن الكتاب الذي طلبه المنصور لا يقتصر على السيرة النبوية فقط، بل يشمل تاريخاً منذ خلق الله آدم إلى اليوم الذي يعيشه ابن إسحاق، أي أنه يجمع بين ماضي الأمة الإسلامية وحاضرها، وهذا يدل على أن كتاب المغازي لابن إسحاق كان أشمل وأوسع بكثير مما وصل إلينا عن طريق ابن هشام ، وقد يؤيد ذلك أن ابن إسحاق كان موضع مديح العلماء الذين جاءوا بعده، إذ وصفوه بأنه لم ينزع في كتابه إلى تدوين تاريخ النبي فحسب، بل إلى تاريخ النبوة بذاتها. وقال فيه "الإمام الشافعي (ت 204 هـ) "من أراد التبحـّـر في المغازي، فهو عيـال على ابن إسحاق".

وعلى أية حال، فإن هذه النقلة التي أقدم عليها ابن إسحاق من رواية الحديث إلى الاشتغال برواية الأخبار، تعتبر بداية انفصال التاريخ عن الحديث، على اعتبار أن التاريخ كان نوعاً من أنواع الحديث. وهكذا صار التاريخ علماً مستقلاً، وأخذ يتطور تدريجياً حتى أخذ مظهره الرائع كعلم من أجل علوم المسلمين، وأخذ المؤرخون مكانتهم بين علماء الدولة الإسلامية كرجال لهم خطرهم في الحياة العامة، سياسية كانت أو علمية، بينما تضاءل مدلول لفظ إخباري حتى صار يطلق فقط على من يروي الحكايات والقصص.

ولقد كانت بغداد مركزا لتطور الدراسات التاريخية والحضارية على مستوى عالمي، فلم يعد إنتاجها في هذا الصدد قاصراً على العراق فحسب، بل شمل العالم الإسلامي والحياة الإسلامية. ومثال ذلك "تاريخ الرسل والأمم والملوك للطبري" (ت 310 هـ)، وكتابا "مروج الذهب " و"التنبيه والأشراف " للمسعودى (ت 346 هـ)، وكتب المسالك والممالك، وكتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني(ت 355هـ) "، وقصص "ألف ليلة وليلة".. كلها صور عامة للحياة الإسلامية بمختلف مظاهرها التاريخية والحضارية.

المتأمل خيرا
23-05-2010, 01:42 AM
مشكور


أهلاً بأخي "$hamad$".. شاكراً لك متابعتك للموضوع،،،

المتأمل خيرا
23-05-2010, 02:07 AM
"خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي" (ج5)

وما يقال عن التاريخ يقال أيضاً عن علم الفقه الذي يقوم على البحث في الأحكام الشرعية، ومعرفة حكم الدين في القضايا التي تحدث للمسلمين سواء في قضايا دينهم (العبادات) أو في قضايا دنياهم (المعاملات). ومع قيام الدولة العباسية كان المسلمون قد بدأوا في تدوين فقههم واستنبطوا الأحكام والشرائع في القرون الأولى للهجرة، وهو ما لم يتفق لدولة من الدول السابقة، فالقانون الروماني مثلاً لم يستقر أمره إلا زمن الإمبراطور "جستنيان" أي بعد تأسيس الدولة الرومانية بأكثر من عشرة قرون.

وهكذا ظهرت المذاهب الفقهية في عصر الدولة العباسية، واحتلت بغداد مكان الصدارة لهذه الدراسات الفقهية، إذ ظهر فيها الإمام "أبو حنيفة النعمان" (ت 150هـ) في "خلافة أبي جعفر المنصور"، وكان مذهبه يعتمد على الرأي والقياس والاجتهاد، بسبب تعقد الحياة وتطور المدنية في البيئة العراقية لكونها مجمعاً لمختلف الأجناس والملل والنحل.. مما أدى إلى ظهور قضايا ومشاكل جديدة لا تنطبق عليها نصوص القرآن والسنة، وتحتاج إلى وضعها محل الاجتهاد، والحكم فيها عن طريق الاستنباط العقلي القائم على المنطق الدقيق وهو القياس أو الرأي.

وقد عاصر الإمام أبو حنيفة كلاً من الأئمة "مالك بن أنس في المدينة" (ت 791هــ)، و "الليث بن سعد في الفسطاط" (ت 175هـ)، وهم جميعاً من أهل الحديث، أي أنهم يتمسكون عند إصدار أحكامهم بنصوص القرآن والحديث، ولا يرضون عما استحدثه الأحناف من أقيسه ذات طابع فلسفي.

وفي السنة التي توفى فيها الإمام أبو حنيفة (150 هـ)، ولد الإمام "محمد بن إدريس الشافعي" في غزة، وعاش في الحجاز حيث حفظ موطأ الإمام "مالك بن أنس" بالمدينة المنورة وقرأه عليه وهو صبي في العاشرة من عمره، ثم رحل إلى العراق حيث تعلم في بغداد فقه "أبي حنيفة" قبل رحيله واستقراره قي مصر. ومن ثم جاء مذهبه وسطاً بين مذهب " أبي حنيفة" المتوسع في الرأي، ومذهب "مالك بن أنس " المعتمد على الحديث. وتوفي "الشافعي " قي الفسطاط سنة (204هـ) ومقامه معروف هناك، ومن أشهر مؤلفاته "كتاب الأم " في الفقه، و "رسالة في أصول الفقه " تعتبر الأولى من نوعها، إذ وضع فيها لأول مرة قواعد الاستنباط في الأحكام الشرعية وهو ما يسمى بأصول الفقه.

وجاء بعده تلميذه الإمام "أحمد بن حنبل الشيباني "، الذي ولد وعاش ومات في بغداد (164- 241 هـ) وكان يرى أن يقوم الفقه على النص من الكتاب أو الحديث، وأنكر على أستاذه "الشافعي" أخذه بالرأي، واعتبر الحديث أفضل من الرأي، فعاد بذلك إلى رأي الإمام مالك. ومن أشهر كتبه "المسند" الذي يعتبر موسوعة لأحاديث الرسول (r ) .

وأخيراً يعتبر الشيعة "الإمامة" ضرورية ومن أساس الدين، والإمام عندهم هو الذي يسير بالأمة إلى الهدف الأعلى ويدفعها إلى السير في الطريق المستقيم، والفقه من اختصاص الإمام وحده فهو المجتهد المطلق، ومن كتبهم كتاب الكافي للكليبي (ت 328 هـ/939م) والنهاية في الفقه لمحمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ/1067م).

وهكذا نرى أن بغداد عرفت من الفقهاء الذين أقاموا أو درسوا فيها، عدة اتجاهات فقهية، فهناك المتمسك بالرأي، "كأبي حنيفة"، وهناك المتمسك بالنصوص "كابن حنبل "، وهناك من لاءم بينهما واتخذ مذهباً وسطاً "كالشافعي". والواقع أن كل المذاهب الفقهية الإسلامية تتفق معاً في العمل بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة والتابعين، ولكنها تختلف في فهم واستنباط الأحكام الشرعية وتطبيقها.

أما دراسات العلوم اللغوية والنحوية، فقد شهدت العراق فيها ثورة واسعة ضخمة على أيدي علماء البصرة والكوفة الذين حققوا إنجازات وابتكارات علمية في هذا المجال للحفاظ على كلام العرب وتقويم اللسان العربي، بعد أن فشا اللحن في كلام المسلمين، نتيجة لاختلاطهم بالأعاجم في البلاد المفتوحة. لهذا قام هؤلاء العلماء بجمع وتدوين ألفاظ اللغة العربية وأشعارها من منابعها الصافية في نجد بقلب الجزيرة العربية. كذلك وضعوا قواعد نحوية للغة العربية، وابتكروا النقط والشكل على الحروف لمعرفة نطق الكلمات نطقاً سليماً، ولا سيما القرآن الكريم، حتى لا يتعرض للتحريف. هذا إلى جانب تصنيف المعاجم اللغوية، ووضع علم العروض لمعرفة أوزان الشعر وأحكامه وبحوره. ومن أشهر الرواد الذين حققوا هذه الابتكارات العلمية مع بداية العصر العباسي العالم البصري العربي، الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ/791م) "، وتلميذه وشيخ البصريين بعده العالم الفارسي "أبو بشر عمرو بن عثمان الملقب بسييويه (ت 177 هـ/793 م) ". ولم تلبث العاصمة بغداد أن شاركت في هذه النهضة العلمية، حيث انتقل إليها عدد من علماء الكوفة والبصرة أمثال " أبي حنيفة" و"، المفضل الضبي " و "الكسائي "الفراء "، و "ابن السكيت "، بحيث صارت بغداد مسرحاً لمناظرات علمية حامية الوطيس بين أشهر علماء العصر.

أما الأدب، فقد تطور هو الآخر في العصر العباسي تطوراً كبيراً، ونهج الشعراء فيـه مناهج جديدة في المعاني والموضوعات والأساليب والأخيلة، وغير ذلك من فنون الشعر المختلفة التي تناسب ما انتشر في العصر العباسي من حضارة وترف ولا سيما في رصافة بغداد أو بغداد الشرقية. ومن أشهر هؤلاء الشعراء "أبو نواس" الذي ذاعت قصائده في الخمر والغزل والصيد.. الخ، و"أبو تمام الطائي" المشهور بنزعته العقلية والفلسفية في الشعر، وتلميذه "أبو عبادة البحتري" صاحب المدائح الخالدة، و "ابن الرومي" المعروف بطول نفسه وغزارة شعره، و"أبو العتاهية" الذي اشتهر بالحكمة والغزل الرقيق، و"المتنبي" الذي اشتهر بالفخر ، و"أبوالعلاء المعرّي" شاعر الحكمة، وغيرهم كثيرون. ويكفي أن نشير إلى ما قاله الخليفة الشاعر، "عبد الله بن المعتز" (ت 296 هـ) في كتابه "طبقات الشعراء" من أن عدد شعراء الدولة العباسية في أواخر القرن الثالث الهجري فقط بلغ أكثر من مائة وثلاثين شاعراً. هذا إلى جانب الشاعرات والأديبات من النساء اللائى لعبن دوراً هاماً في الحياة الأدبية وفي الأحداث المهمة في المجتمع الإسلامي مثل "رابعة بنت إسماعيل العدوية" التي سلكت طريق الزهد والتصوف والأميرة، علية بنت المهدي " التي وصفها "الحصري" بأنها "تعدل الكثير من أفاضل الرجال في فضل العقل وحسن المقال، ولها شعر رائق وغناء رائع". ومثل الأميرة "العباسة بنت المهدي" التي لعب الخيال دوراً كبيراً في القصص التي أحاطت بها، إذ تروى لها أشعار تدل على ذكاء وحسن تأت للموضوع الذي تقصد إليه. ومثل "عابدة الجهنية" التي قال "السيوطي" عنها أنها"أديبة شاعرة فصيحة فاضلة كاتبة".

هذا، ويروي "ابن الفوطي" أن الخليفة العباسي "الناصر لدين الله (ت 622هـ) كانت لديه جارية تركية تسمى "شجرة الدر"، مقربة إليه، وكانت تكتب خطاً جيداً.. وتقرأ له المطالعات الواردة عليه لمـّـا تغير نظره.. ويملي عليها الأجوبة، وقد توفيت سنة (634 هـ 1236م) ودفنت في تربة الخلاطية ببغداد.

ومن الطريف أن هذه الأديبة العراقية "شجرة الدر"، عاصرت ملكتين مسلمتين في العالم الإسلامي: أولاهما الملكة رضيـّـة الدين "سلطانة دلهي بالهند الإسلامية"، وهي تعتبر أول ملكة مسلمة جلست على عرش مملكة إسلامية (634 - 638 هـ ، 1236- 1240م)، والملكة الثانية هي سميـّـتها في الإسم، سلطانة مصر المعروفة "شجرة الدر" صاحبة الفضل الأول في إخفاق الحملة الصليبية السابعة التي قادها ملك فرنسا لويس التاسع عن مصر سنة 647 هـ (1249م).

المتأمل خيرا
23-05-2010, 02:25 AM
"خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي" (ج6) - الجزء الأخير -

وإذا انتقلنا إلى عالم الفنون والعمـارة، نجد أن العباسيين لم يكونوا أقل اهتماماً من الأمويين في مجال التشييد والتعمير، ففي العمارة بنى "أبو جعفر المنصور" على نهر دجلة عاصمته" بغداد (145- 149 هـ) على شكل دائري، وهو اتجاه جديد في بناء المدن الإسلامية، لأن مـعظم المدن الإسلامية، كانت إما مستطيلة كالفسطاط، أو مربعة كالقاهرة، أو بيضاوية كصنعاء. ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أن هذه المدن نشأت بجوار مرتفعات حالت دون استدارتها، ولعل الخليفة "المنصور" تأثر بهندسة بعض العواصم القديمة مثل مدينة الحضر جنوب غرب الموصل ومثل مدينة همذان مثلاً. المهم هنا أن خطة المدينة المدورة بغداد، تعتبر ظاهرة جديدة في الفن المعماري الإسلامي. هذا إلى جانب المدن الأخرى التي شيدها العباسيون مثل مدينة سامراء وما حوته من مساجد وقصور خلافية فخمة.

وإلى جانب العمارة وجدت الزخرفة التي وصفت بأنهما لغة الفن الإسلامي، وتقوم على زخرفة المساجد والقصور والقباب بأشكال هندسية أو نباتية جميلة تبعث في النفس الراحة والهدوء والانشراح. وسمّي هذا الفن الزخرفي الإسلامي في أوروبا باسم أرابسك بالفرنسية " arabesque وبالأسبانية ( ataurique) أي التوريق. وقد عرف الفنان المسلم ما يسمى الآن بالفن التجريدي ( surrealism abstract ) لأنه كثيراً ما كان يأخذ الوحدة الزخرفية النباتية كالورقة أو الزهرة، ويجردها من شكلها الطبيعي حتى لا تعطى إحساسا بالذبول والفناء، فيجردها ويحورها في أشكال هندسية حتى تعطي الشعور بالدوام والبقاء والخلود .

كذلك وجد الفنانون المسلمون في الحروف العربية أساسا لزخارف جميلة، ومن ثم صار الخط العربي فنـّاً رائعاً، على يد خطاطين مشهورين. فهناك الخط الكوفي الذي يستعمل في الشئون الهامة مثل كتابة المصاحف والنقش على العملة، وعلى المساجد، وشواهد القبور. ومن أبرز من اشتهر بكتابة الـخط الكوفي، مبارك المكي " في القرن الثالث الهجري في خلافة "المتوكل على الله العباسي "، وهناك خط النسخ الذي استعمله الناس في التراسل والتدوين وفي نسخ الكتب، ولهذا عرف بهذا الاسم، وقد نبغ في كتابته عدد من الخطاطين أمثال "ابن مقلة" (ت 328 هـ) ، و"لابن البواب" (ت 13 4 هـ)، "وياقوت المستعصمي" في القرن السابع الهجري ".

أما فن التصوير، أي رسم الإنسان والحيوان، فبالرغم من أن بعض علماء المسلمين الأولين، اعتبروه مكروهاً، إلا أنهم لم يفتوا بتحريمه. والظاهر أن خلفاء بني أمية وبني العباس قد ترخصوا في ذلك إذ توجد صور آدمية متقنة على جدران قصورهم التي اكتشفت آثارها منذ عهد قريب في شرق الأردن وسامراء،كذلك ورد في كلام المؤرخين أن الخليفة "الأمين " كان لديه قوارب لنزهته في دجلة على هيئة الأسد والنسر والدلفين، وأن قصر "المقتدر بالله" اشتمل على تماثيل متحركة لفرسان بخيلها تتقدم وتتأخر كما في الحرب. هذا إلى جانب قبة القصر الخلافي في بغداد التي أقيم في أعلاها على عهد "المنصور" تمثال لفارس بيده رمح يتحرك في اتجاه الريح. كذلك وصلت إلينا كتب عربية موضحة بالصور الجميلة التي رسمها المصورون المسلمون مثل "الو اسطي" وغيره في مقامات "الحريري" وكتاب "كليلة ودمنة".

كذلك ازدهرت الموسيقى وتطورت آلاتها ولا سيما في مدينة بغداد التي صار لها مركز الصدارة والشهرة في هذا الفن. ومن أشهر المغنين والمغنيات في العصر العباسي الأول: قمر البغدادية" و"إبراهيم الموصلي"، وابنه "إسحاق" وتلميذه "أبو الحسن علي بن نافع" الملقب "بزرياب" الذي هاجر إلى المغرب والأندلس وحمل معه إلى هناك الموسيقى الشرقية التي ما زال تأثيرها باقيا في الموسيقى التي تعرف إلى اليوم في المغرب والجزائر وتونس باسم "الموسيقى الأندلسية". كذلك برع في دراسة الموسيقى من الناحيتين النظرية والعملية عدد من كبار العلماء وعلية القوم أمثال "الكندي"، و"الفارابي"، والخليفة "الواثق العباسي". وكل هذا يدلّ ُ على أن الحضارة المزدهرة التي اختصت بها بغداد قد غذت الروح الإسلامية في مختلف الأقطار غذاء تاماً.

ولقد واكب هذه النهضة العلمية نشاط صناعة الورق، ونسخ الكتب وتصحيحها وتجليدها مما ساعد على انتشار الفكر الجديد في مختلف الأمصار،فأصبحت بغداد بذلك المدينة الممتازة في العالم الإسلامي ( city parexcellence)، وهذه الصفة العالمية التي تميزت بها بغداد جعلتها كعبة يحج إليها المسلمون من جميع أنحاء العالم الإسلامي، كما جعلت حضارتها تطغى على جميع الحضارات الإسلامية الأخرى.

قطرى مزمن
23-05-2010, 06:21 AM
اخوى المتأمل خير
سبب ازدهار الحضاره العباسيه قبل فترة الافول كان يتمثل فى قدرتها فى التفاعل مع الحضارات الاخرى وعدم الانغلاق فكان هناك اتصال مع الحضاره اليونانيه وفلسفتها وكذلك مع جميع الحضارات الشرقيه الاخرى الامر الذى ادى الى ازدهار العلوم والاداب الحضاره يقتلها الانغلاق والتشرنق كان الاخطل المسيحى شاعر البلاط لاحد الخلفاء العباسين واعتقد انه ابو جعفر المنصور او هارون الرشيد وكانت الفلسفه اليونانيه تدرس فى بيت الحكمه هنا تكمن قوة الاسلام فى قدرته على الاستيعاب هنا تكمن شموليته وتبرز درر ه مانشاهده اليوم هو اسلام الخائفين الاسلام المخطوف من دوره ومن مجاله فلذلك اى نهضه قادمه لابد لها من اعادة المعادله بين الاسلام كدين والمسلمين كامه الى وضعها الطبيعى الملاحظ اليوم ان المسلمين اصبحوا هم الاسلام وهذا غير صحيح الاسلام مثال والمسلمون واقع فهو دائما كمثال فى المقدمه بمعنى ان نحاول ان نصل الى اكبر قدر من مثاليته المشكله اليوم ان هناك من يعتبر نفسه الاسلام المثال يمشى الارض من هنا بدأت الازمه فى الاقتتال والتكفير بين المسلمين انفسهم

بنت سيف
23-05-2010, 10:29 AM
شكرا لك .. على الموضوع .. المتأمل خيرا ..

الدكتور جاسم سلطان .. وهو طبيب ..
انسان خلوق .. وله الكثير من المحاضرات الطيبة في المجالات المذكورة ..
وتقديره .. أمر مطلوب .. لكفاءته ..

**

بخصوص الدولة العباسية ..
استمتعت بما قرأت هنا ..

وفي اعتقادي .. أن الدولة العباسية ..
بالفعل هي العصر الذهبي للمسلمين .. في جميع المجالات ..
والعلوم المختلفة ..

لا إضافة ولا تعليق .. فقط أحببت أن أسجل مرور باستفادة ..

تحياتي

بنت سيف

الجني
23-05-2010, 10:50 AM
أخي المتأمل خيراً,

انا عندي شكوى عليك شخصياً

دخلت المنتدى البارحه على عجاله

و دخلت هذا الموضوع

و حمّلت محاضرة الدكتور جاسم السلطان

و سهرت معه حتى الساعة 1:30 صباحاً

محاضرة رائعة لأنني متمرد على ماهو متحجر

و اعطاني جرعة حماس للتمرد أكثر

اشكرك على تسببك في قلة نومي البارحة

اضطررتني ان اسيقظ لصلاة الفجر بعد ساعتين

و انا اقول اللهم إجزي أخي المتأمل خيراً خيرا

هاب ريح
23-05-2010, 02:03 PM
اخوى المتأمل خير
سبب ازدهار الحضاره العباسيه قبل فترة الافول كان يتمثل فى قدرتها فى التفاعل مع الحضارات الاخرى وعدم الانغلاق فكان هناك اتصال مع الحضاره اليونانيه وفلسفتها وكذلك مع جميع الحضارات الشرقيه الاخرى الامر الذى ادى الى ازدهار العلوم والاداب الحضاره يقتلها الانغلاق والتشرنق كان الاخطل المسيحى شاعر البلاط لاحد الخلفاء العباسين واعتقد انه ابو جعفر المنصور او هارون الرشيد وكانت الفلسفه اليونانيه تدرس فى بيت الحكمه هنا تكمن قوة الاسلام فى قدرته على الاستيعاب هنا تكمن شموليته وتبرز درر ه مانشاهده اليوم هو اسلام الخائفين الاسلام المخطوف من دوره ومن مجاله فلذلك اى نهضه قادمه لابد لها من اعادة المعادله بين الاسلام كدين والمسلمين كامه الى وضعها الطبيعى الملاحظ اليوم ان المسلمين اصبحوا هم الاسلام وهذا غير صحيح الاسلام مثال والمسلمون واقع فهو دائما كمثال فى المقدمه بمعنى ان نحاول ان نصل الى اكبر قدر من مثاليته المشكله اليوم ان هناك من يعتبر نفسه الاسلام المثال يمشى الارض من هنا بدأت الازمه فى الاقتتال والتكفير بين المسلمين انفسهم





اخى المتأمل خيرا

اذكرك ان هناك مشروع اخر اسمه مشروع اعداد القاده يشرف عليه دكتور عبدالله الحمادى منذ سنين ولم نرى قاده ,انا اتصور ان اسس النهضه عمليه لااراديه بمعنى لايمكن التخطيط لها وانما هى اقرب الى سنة التدافع والتغير الكونيه والتاريخ يشهد بان الامم جميعها مرت بمراحل نهضه ثم ركود فتدهور . تصل الامور الى مرحله من اللاتحمل تجعل هناك استجابه للتغيير والتضحيه من جانب الافراد فيتغير نتيجة ذلك حالهم, الاسلام احدث نهضه وهو عمل لم يخطط له وانا كان وحيا من السماء الثورات جميعها لم يخطط لها بالشكل الذى نسمعه كبناء انسان للنهضه وشكله ومواصفاته . انا اعتقد ان ما يقوم به دكتور جاسم عمل جيد وتربوى ولكن لايمكن ان يطلق عليه مشروع نهضه لان المشروع كمفهوم يتطلب وقت محددعلى الاقل لتنفيذه وامكانيات قادره على التنفيذ. يمكن التخطيط مثلا لمظاهره او حتى لانقلاب فى بلد ما ولكن للنهضه بالشكل الذى تحتاجه الامه اليوم فمن الصعب ذلك ولكن يمكن التخطيط لجزء معين من جوانب التنميه اقول هذا وفى ذهنى الامه وتاريخها , ثم ان النهضه عمل تكاملى يجب ان يحتوى جميع اطياف المجتمع او الامه السياسيه والدينيه والطائفيه ولا ينطلق من رؤى محدده من جانب واحد ايا كان توجهه وهذا لايبدو واضحا مما نقرأ ونسمع بل ونشاهد



كلام علمي ومنهجي ويقول به الباحثون والمفكرون في كل مكان :nice:
ومما سمعته من الدكتور جاسم سلطان نفسه.. في محاضرة هنا ولقاء هناك فانا متاكد ان هذا هو منهج الدكتور جاسم ولا يمكن لاي عاقل الا ان يقره

هذا ما يجعلني اتمنى ان يكون هناك ملتقى او مركز يتواجد فيه جاسم سلطان ويلتقي بالشباب ويستفيدون من ارائه وشرحه ويتناقشون معه لانه اقدر واعلم بمشروعه ..
كما ان اختلاط د جاسم بمجتمعه يقع في مصلحة الطرفين الباحث والمبحوث

ومع احترامي وتقديري للاخ الفاضل المتامل فان د جاسم سلطان يحتاج الى تقديمه وتركيز الضوء على منهجه الفكري واعتداله واستنارته اكثر من رص الفقرات المعلبة والمحفوظة عن ملامح العصر العباسي الاحيائية او الانهيارية

المتأمل خيرا
25-05-2010, 11:48 AM
إخوتي الكرام :

"قطري مزمن" ، "بنت سيف" ، "الجني" ، و "هاب ريح"،


جزيل الإمتنان والتقدير لاهتمامكم بالموضوع، ولمشاركاتكم التي تفضلتم بطرحها حوله، والتي سأجتهد في التعقيب عليها في وقت لاحق..

وبودي هنا أن اذكر أنني طالعت هذا الصباح أسئلة مكتوبة طـُـرحت على المفكّـر الدكتور "جاسم السلطان" وإجاباته عليها وذلك في موقع "الجزيرة توك"، وقد رأيت نقلها هنا بعد مطالعة اوليـّـة نظراً لما بدا لي من أنها تكتسب أهمية خاصة على ضوء شمولية الأسئلة المطروحة والإجابات المقدّمة.

وقد بدت لي هذه الأهمية الخاصة بالنظر للحوارات المتجددة بمنتدى الحوار العام بشبكة الأسهم بشأن دور الإسلام في حياتنا، نظراً لما نعايشه من تعقيدات على مستويات كثيرة.. والإجتهادات المتنوعة في الفهم لهذا الدور وما يجب أن يكون عليه الحال، وبالتالي رأيت أنـّه سيكون مفيداً وضع هذه الأسئلة والإجابات ضمن هذا الموضوع، آملاً أن تخدم الغرض الذي ستوضع من أجله..


- يتبع -

المتأمل خيرا
25-05-2010, 12:20 PM
((الأسئلة التي طـُـرحت على المفكّـر الدكتور جاسم السلطان، وإجاباته عليها))
عن موقع "الجزيرة توك" - تاريخ النشر 29 أغسطس 2009م


السؤال: الكثير يريد عودة الحكم الإسلامي، لكن يختلفون في أمرين، منهم من يقول أنه وجب البدء بإصلاح الشعب لأنه القاعدة في الهرم، و لأن الحاكم مرآة شعبه. و منهم من يقول أنه وجب البدء بتغيير الحكم و السلطة، لأن الحاكم هو الذي يقود قاطرة البلد إما في الطريق الصحيح أو الهلاك، و في مثال آخر هو السائق وهو راعي الغنم... وهو المؤثر الذي يحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية فيتحكم في التعليم و الإعلام. و أنا شخصيا أرى أن الحل هو في إصلاح كل شيء في نفس الوقت، و تجربة كل الحلول الممكنة، بإصلاح الحاكم و الشعب و الوزراء و التعيلم وغيره. فما هو رأيكم؟

الإجابة: موضوع التغيير يقرا في علم الاجتماع السياسي وهو فضاء واسع للفهم ولا يختزل في أما القمة أو القاعدة فقد يكون الحراك في كليهما وقد يقتصر على واحد منهما والاختيارات عملية بحته بمعنى ما هو الممكن في زمان ومكان وظروف ذاتية ومحلية وإقليمية وعالمية معينه . وهو سؤال يختلف عن أي المناطق الأقدر على تسريع عملية النهضة ..هل هي القاعدة أو القمة ..وهنا الإجابة المباشرة ..انه في الدولة الحديثة تلعب القمة الدور الأهم في حشد الطاقات واختزال الزمن نظرا لتمركز القرار في مكان واحد .

السؤال: لا أخفي خوفي من فشل مستقبلي لأشخاص وصلوا للسلطة بالقوة أو بالتصويت، و يدعون أنهم إسلاميون و يطبقون الشريعة الإسلامية، وبعد فشلهم بسبب الحروب و الضغوطات الخارجية و غياب الوعي الشعبي و العزلة السياسية، يقوم المنافقون بمحاربتهم و النيل منهم شماتة. و في بعض الأحيان يكون المشكل في تسرع الشباب إلى الحكم و رغم أن نيتهم حسنة في تطبيق الشريعة الإسلامية إلا أنهم فاقدون للخبرة و للتحضير لبرنامج عملي طويل و قصير المدى. كما أن هناك مشكلة التدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية أو تطبيقها دفعة واحدة. و مشكلة تعدد الفرق الإسلامية المختلفة صوفية و إخوان مسلمون و سلفية و غيرهم!

فكيف نبدأ إعادة بناء حكوماتنا، تحت راية الإسلام؟ هل بالتدرج و تغيير الميادين كل مرة حسب الظروف أم دفعة واحدة، و هل إلغاء التعددية الحزبية و إعتماد تعددية فردية لأهل الحل و العقد من الثقات (النخبة الصالحة) يكونون مجلس شورى و تنفيذي في نفس الوقت أصلح لنا؟

الإجابة: سؤال هل يفشل الإسلاميون في إدارة الدولة في العصور الحديثة ...يجب أن يعدل لماذا يفشل بعض الإسلاميون ...فهناك في قائمة النجاح التجربة التركية والتجربة الماليزية والإيرانية مع تفاوت بينهم ولكنها تجارب عبرت ببلادها منطقة التخلف بدرجة من الدرجات ...والسؤال عن من فشل أو من هو مرشح للفشل في حالة استلامه للسلطة يتم بدراسة المنظومات الفكرية التي يتخذ بها هذا الفريق أو ذاك قراراته...ذاتيا ومحليا وإقليميا ودوليا ...ويمكن قراءتها في برامجه وكتاباته وتاريخ تحركاته ...فالنجاح والفشل ليس وليد الإسلامية من عدمها ولكنه وليد منظومة اتخاذ القرارات والتي تستجيب لظروف محددة .

والتحديات التي تواجه الحالة الإسلامية التي تفكر في السياسة المعاصرة تكمن في أن العصر فرض شروطه من حيث توازن القوى والمقبول والمرفوض عقلا في البيئات المعاصرة .. فقضايا المواطنة في الدولة القطرية الحديثة وقضايا المرأة في الفكر المعاصر وقضايا الأقليات وقضايا الحدود وقضايا التعددية السياسية ...وقضايا الاستقرار الإقليمي...وقضايا الفن والأدب وقلة الأدب...وحرية التعبير ...والجريمة المنظمة ...وقبول أو رفض المنظومة الدولية والاتفاقات الدولية القائمة وقضايا العلم وثورة الاتصالات وما تفرضه من وقائع ...كل هذه ...تحتاج لقرارات تسندها إمكانات...وإجابتها لا تخضع للأمثل ولكن لنظام الممكنات ورسم الخط بين الدين كمطلق والتدين كنسبي هو ما يميز الناجحين عن الفاشلين .

سؤال نظام الشورى ...الشورى قيمة ...والقيمة عندما تترجم لنظام إجرائي قد تأخذ إشكالا متعددة فالشورى في الصين ذات المليار وربع من البشر تفرق عن تطبيق مثل دولة المدينة ذات الخمسة وعشرين إلفا من البشر. والديمقراطية المباشرة التي كانت في أثينا التي يجتمع فيها الشعب في ساحة واحدة لاتخاذ القرارات تختلف عن نظيرتها في الولايات المتحدة ذات المئات من الملايين ...فالتفريق بين القيمة والشكل العملي المحتمل لها يجب أن يكون حاضرا دائما .


- يتبع -

المتأمل خيرا
25-05-2010, 12:26 PM
السؤال: فشل أغلب التجارب الإسلامية في هذا القرن جاء لأسباب ذاتية أم لظروف تحوم حول هذه التجارب بمعنى أن الفشل يكمن في أن الإسلاميين أنفسهم لا يمتلكون أدوات التغيير الحقيقية وأنهم لا يستطيعون إلا التنظير والعيش في عالم من الأوهام أم بسبب العداء والتنافر والتآمر والمكائد من قبل أعدائهم لهم وخصوصاً أن الإسلاميين في غالب الأحيان يكونون الطرف الأضعف في المواجهة ؟

الإجابة: التغيير الذي تنادي به بعض أطراف الحالة الإسلامية الذي يقوم على فكرة تغيير النظم ...لا يمكن إدراجه في خانة واحدة فهناك من عجز عن تحقيق وعده لجمهور بالوصول للسلطة وبالتالي تجمد في مرحلة الوعد غير المنجز ...وهناك من وصل للسلطة (نموذج السودان وإيران ) ولكنه عجز بصورة أو بأخرى عن تحقيق وعده بالاستقرار والحرية والعدالة والتنمية وهناك من وصل للسلطة وحقق نجاحات ذات قيمة (نموذج تركيا ,ماليزيا ) دون أن يرفع شعارا إسلاميا . أما أسباب عدم تحقيق النجاح لمن لم ينجح فهي متعددة :
أولها : منظومة الأفكار الكبرى والنظرة للمجتمع المحلي و للعالم المحيط وعدم إدخاله في الحسابات بشكل علمي .
ثانيها : التطورات الكبرى التي حدثت في الفكر الإنساني في العصور الحديثة والتي عجزت معظم الحالات الإسلامية عن استيعابها (الاستيعاب شرط التجاوز والإبداع).
ثالثها : فجوة القدرات الفكرية والمادية والتكنولوجية ..ونظم التحكم المحلي والإقليمي والعالمي التي تحيط بهذه الحركات تظهر اتساعا متزايدا عجزت هذه الحركات عن ردمه بإستراتيجية مضادة .
رابعها : طرق التفكير والتواصل مع العالم لا زالت في غاية التخلف وما زال سجن الايدولوجيا الدغمائية يحيط بالكثيرين ويمنعهم من اتخاذ خطوات التطوير الضرورية لردم الفجوة .

السؤال: حبذا لو تخبرنا كمفكر إسلامي ولك باع طويل في دراسة التجارب الإسلامية كما هو واضح عن أكثر التجارب الإسلامية تأثيراً عليك ولو تكلمت لنا عن تجربة حركة حماس وحزب العدالة والتنمية في تركيا بشيء من التفصيل قليلاً وأهم المأخذ على الأولى ؟ وهل فعلاً حماس إستطاعت الموازنة بين الذكاء والمرونة الأردوغانية والثبات والرسوخ الطالباني ؟

الإجابة: عن تجربة العمل الإسلامي على المستوى الشخصي عبر مراحل العمر المختلفة بدأت من التجربة الناصرية مرورا بالتجربة السلفية ثم بالتجربة الاخوانية وهي الأطول من بين كل المراحل ..وفي طياتها اقتراب معرفي من التجربة الصوفية ... ثم تجربة الأفق الحر وهي المحطة الحالية .ولكن أهم المؤثرات الفكرية هي تعددية المداخل عبر مراحل العمر المختلفة فالكتابات القومية واليسارية شكلت أفقا والكتابات الأصولية الشرعية شكلت أفقا والكتابات التي ولدت في فترة محنة الصليبين والتتار شكلت أفقا وكتابات الحركة الإسلامية المعاصرة المصرية والشامية والمغربية شكلت أفقا والاطلاع على علم الإدارة شكل أفقا والقراءة الطويلة في العلوم الإنسانية والتاريخ شكل أفقا والمدارس المعاصرة الإسلامية والعلمانية شكلت افقأ ....من هذه المداخل تكونت رؤية لا زالت قابلة للتحديث .
أما تجربة حماس فهي واعدة وتتحسن مع التجربة والخبرة ...وتركيا تقدم تجربة نموذجية متقدمة في العمل الاستراتيجي.

السؤال: ماهي برأيكم الأسباب وراء تنامي معتنقي فكرة التغيير الاسلامي على الطريقة الطالبانية رغم أن هذا المنهج أثبت عدم قدرته على بناء دولة العدالة والكرامة والوسطية؟

الإجابة: الفكر الطالباني بمعنى الفكر الذي يحمله طلبة المدارس الشرعية في باكستان وأفغانستان هو المذهب الحنفي كما تشكل في محاضنه الأولى القديمة وفي بيئات لم تغادر القرون الوسطى بعد ...فهو ابن بيئته ...وردات فعله القتالية هي ردات فعل مقاوم بالمعنى الشرعي (قتال دفع) ...وامتزاجه بعد هجرة الشباب العرب المحملين بايدولوجيا كونية (فكر التكفير ...وفكر الجهاد المفتوح ) هو تزاوج مرهون باللحظة الراهنة بمعنى أن تحول الأفغان لشئنهم الداخلي لو خرجت القوات الاجنبيه وارد ...وستبقى ذيول من الفكر العربي الجهادي الكوني المهاجر هناك ...على كل حال هناك عوامل تجعل مسار العنف حيا بكل إشكاله :
أولها : استمرار حالات الاحتلال للأرض الإسلامية (شاهد الحال ابلغ من شاهد المقال) .
ثانيها : عدم تحمل النظم القائمة لملفات المطالبة بافتكاك الأرض الإسلامية لا في الخطاب ولا في الإعداد ترك الباب واسعا لهذه القوى التي تطرح حلا وتتصدى للملف ولو بطريقة خاطئة(غياب الحاضنة لآمال الأمة ترك فراغا).
ثالثها : حالة الفشل المزمن للدولة المحدثة في المنطقة العربية والإسلامية في مشروع النهضة ...قاد لظاهرة الحنين للماضي والاستعداد للسير في أي خارطة تعد بالوصول إليه(غياب الانجاز ترك طلبا متناميا عليه) ...
رابعها : انسداد الأفق للمشاركة في اتخاذ القرار في معظم الدول حتى بحدها الأدنى للقوى المؤمنة بالتدرج يعطي سندا قويا لأطروحة العنف (عدم إفساح المجال للحواضن البديلة بالحد الأدنى الذي يعطيها شرعية ) .
خامسها : أن تفكيك منظومة الأفكار المؤصلة للعنف لم يتم استقصائها بشكل علمي و تعريتها وعلاجها من جذورها بشكل فعال حتى الآن (استمرا تداول المادة الثقافية التي تؤسس للعنف من غير تفكيك ).

السؤال: الواقع الذي تعيشه الدول العربية من ارتباط شبه كلي بالغرب اقتصاديا وثقافيا وسياسيا بالاضافة الى غياب أكيد للديمقراطية في بلداننا..يجعلنا كأبناء للحركة الاسلامية لا نتوقع خيرا من المشاركة السياسية أو الانتخابية خصوصا عندما نرى ما يحصل لبعض الاسلاميين في مسلخ مؤسسات الدولة ..فما هي برأيكم أساليب تقوية العمل الاسلامي تأسيسا لتجربة اسلامية ناجحة؟

الإجابة: لا شك أن الغرب ومصالحه وتدخلاته في المنطقة يشكل عقبة كبرى إمام تطور المنطقة ...ولكن من ناحية أخرى لا يمكن مطالبة الغرب بعمل مختلف (نظرا لتاريخ والمكون الفكري الاستعماري) وبالتالي تظل الكرة في ملعب الأمة أن تجد حلا لهذه التحديات ...أما تقوية العمل الإسلامي فيقوم على إصلاح جذري في البناء الفكري أولا ثم في بناء عالم علاقات عابر للأشكال التنظيمية مبني على التواصل الحر بين مكونات الأمة باعتبار قول الله عز وجل (وتعاونوا على البر والتقوى ) و(إن هذه أمتكم امة واحدة ) ومعها بناء عالم مشاريع نوعية تسد الفراغات التي تحتاجها فكرة التجديد الحضاري .


- يتبع -

المتأمل خيرا
25-05-2010, 12:50 PM
السؤال: كلنا يعرف العشر النواقض في الاسلام ,اذا أخل بواحده منها ولي الامر نقطع عنقه، سؤالي هو هل ولاة الامر اليوم ملتزمون بهذه النواقض العشر أم اخلوا بها ؟

الإجابة: النواقض العشرة للإسلام ...التي وردت في بعض كتب العقائد تحتاج لتدقيق كبير فهي بشكلها القائم فضفاضة بحيث يمكن تكفير أي شخص بها...فدون الشرح والبيان ضررها كبير...أما قضية مدى انطباقها من عدمه على الحكام ففي رأي أن ننشغل أكثر بما يبقي الناس في مساحة الإسلام من الانشغال بما يخرجهم منه ...وذلك هو الاتجاه العام للشريعة الإسلامية التي تدفع الحدود بالشبهات...اما الاتجاه النفسي تحت ضغط الواقع لاتخاذ رؤية مظلمة تشمل رؤية متوازية للحكام والتجار والشباب والنساء فكلهم يمكن التحجج لإخراجهم ويمكن الاعتذار لهم وإبقائهم في ساحة الإسلام ...والأفضل لنا أن نتعاتب باعتبار الصواب والخطأ من أن نتعاتب على قاعدة الكفر والإيمان ...فمن قال اشهد أن لا إله إلا الله وأقام الصلاة فهو مسلم له ما لنا وعليه ما علينا ...ولنا الحق أن نختلف في كل القضايا ونبقي قضية الإسلام والكفر بقدر الإمكان بعيدة عن معاركنا ...وفي كتاب تاريخ بغداد و المعاش من التاريخ المعاصر كم استبيحت من دماء بسبب الميل لتحويل خلاف الرأي لقضية إيمان وكفر أو بدعة وسنه ويكفي أن أخبرك كان أن من قتل إمام الهدى علي بن أبي طالب قتله باعتبار عمله عمل ديني لقتل مرتد وقال الشاعر التقي عمران بن حطان وهو من الخوارج في قاتل علي ( يا ضربة من تقي ما أراد بها ...إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا ) واحرق بيت البخاري وهموا بقتله نصرة للدين باعتباره بجمعه للحديث ارتكب بدعة ...هذا منزلق خطير ...خطئ كما تشاء ولكن تجنب التكفير هذه وصيتي لشباب النهضة.

عدم الإتعاظ من التجارب الفاشلة وإعادة تكرار ذات السيناريوهات يدل على وجود ذات الأفكار التي تقود لاستنتاجات خاطئة عن صيرورة الإحداث ومآل الأمور. سأضرب مثالا بالخوارج، كان اعتقادهم أنهم هم الفئة التي على الحق والممثلة للدين الصحيح، وأن هناك معجزة ستحدث وينتصرون على خصومهم الأمويين. وقل ذلك عن حركات مثل حركات الطالبين التي أدت لمقتل العديد من آل البيت. وانظر لظاهرة المهدي المتكررة، وفي الذاكرة مهدي السودان، ومهدي مكة في حركة جهيمان، كلهم كانوا ينتظرون حدوث معجزة فاصلة، وحركات التكفيريين قليلو الأعداد يعتقدون حتى اللحظة الأخيرة أنه ستحدث معجزة تحل المشكل لصالحهم وهكذا يتم تأويل (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ) ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ( وما النصر إلا من عند الله ) ( واعدوا لهم ما استطعتم ). وكل ذلك يقود إذا قرء بشكل سطحي لاستنتاجات خطيرة، تلغي عالم الأسباب وتوازن القوى.أما لماذا فشل من قبلهم؟ فالحل سهل لابد أن إيمانهم لم يكن كاملا فاستحقوا الخسارة وهكذا تسقط آلية الاعتبار والتفكر واستيفاء الأخذ بعالم الأسباب.

السؤال: لماذا شرع الجهاد ؟

الإجابة: الجهاد شرع لأمرين شرحتهما الآيات (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ) فهنا جهاد الدفع وهو أمر فطري، ونوع آخر شرحته الآية الأخرى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ) وتفسير الفتنة هنا هي منع الناس من الاستماع للدعوة أو منعهم من الدخول في الدين إن اقتنعوا، والبعض يسميها جهاد الطلب وأنا اسميها أيضا من جهاد الدفع لأن جوهرها الدفاع عن حرية الاعتقاد، وهناك جهاد مشروع للصائل وجهاد مشروع لمن قطع الطريق ولمن قاتل الإمام الحق بدون حق وللفئة الباغية ولنصرة المظلومين...واعتقد إن مربط الفرس في السؤال هو جهاد الطلب والذي أرى انه في هذا العصر فقد مبرراته الموضوعية فلم يعد بالإمكان منع وصول الدعوة للناس بسبب وسائط الاتصال الممكنة ولم يعد بالإمكان منع الناس من اختيار معتقداتهم بسبب شيوع مفاهيم حقوق الإنسان ...ولكن على فرض وجود المنع من السماع والمنع من الاعتناق فمشروعية القتال في حينها لا تعني مباشرة القيام به بل يجب تقويم القدرة والإمكانيات والمآلات فكل عمل نكايته في العدو ضعيفة وضرره على المسلمين اكبر قرر أهل العلم وجوب الامتناع عنه.

السؤال: هل تستطيع حركة إسلامية كحماس ان تحكم؟ وما يترتب على ذلك من مسؤوليات وان تواصل المقاومة ومايترتب على ذلك من تضحيات؟ وهل بجمعها المتناقضين هي أقرب الى الفشل ام النجاح ؟

الإجابة: الحكم ومترتباته تختلف عن الادارة فحماس تدير القطاع ولكن لايمكن الكلام عن حكم بالمعنى السياسي الذي يعني السيادة والاعتراف الدولي ...والتوفيق بين المقاومة بوصف قمتها العمل المسلح وبين إدارة القطاع والتخفيف من معانات اهله اره عملا صعبا جدا ان لم يكن مستحيلا في ضوء الوضع الدولي والاقليمي ...واعتقد اننا قد نظلم حماس لو تحدثنا عن اطلاقيات (فشل/ نجاح) ولكن يمكن تقسيم المساحات فهناك نجاح ملحوظ في جانب توفير الامن الداخلي (أعراض ...اموال) وهو ما كان مفقودا من قبل ...وهناك اخفاق في جانب توفير التعليم والصحة والوظائف وتسريع عملية الاعمار فعلى المدى القصير الامور تبدوا هادئه ولكن على المدى الطويل الامور مقلقة .

السؤال: ماهي السبل والوسائل من وجهة نظرك التي يجب على الحركات الاسلامية ان لاتفرط فيها ان كانت تبحث عن النجاح؟

الإجابة: التلاقي على القواسم المشتركة وهي أمهات قضايا الدين أو (حبل الله) كما هو المصطلح القرآني ثم التعاون بدون أثره في مساحات الارتقاء بالأمة...يقتضي وجود خارطة ذهنية تميز بين قطعيات الدين وخلافياته ...والتقليل من الاشتراطات التعجيزية للقبول بالتعاون ... واعتقد أن التعاون ممكن رغم وجود الاختلافات ولا يلزمه إلا تفعيل قاعدة وتعاونوا على البر والتقوى وقاعدة إن هذه أمتكم أمة واحدة فالإيمان أن كل الإشكال التي خلقناها ليست بديل عن وحدة الأمة بلا إله إلا الله محمد رسول الله وانه يكفي أن يكون العمل عمل بر حتى نتعاون فيه أو ندعوا له من غير شروط أخرى وبعد ذلك تظل بقية المساحات الخاصة يعمل فيها كل بما يراه .

السؤال: بعد أكثر من قرن شهد ميلاد كثير من الحركات الإسلامية منها المحلية كالسنوسية ومنها غير ذلك كالمهدية وثم الإخوان وحزب التحرير ... وغيرهم. أليس من المفترض أن تكون هناك دراسات تتعلم من الأخطاء وأيضا من الإنجازات سواء داخل كل حركة أو أن يكون الأمر شامل بحيث تستفيد كل حركة من أخطاء وخبرات غيرها , وأن يكون هذا الأمر منهجيا وأن يشترك فيه من هم خارج الحركات من العلماء والمفكرين؟

الإجابة: دراسة الحركات سواء كعمل داخلي فيها وتقويم تجربتها بعين مدققة أو من خارجها عمل مبارك يزيدها قوة وتجويدا ولا يضعفها، حتى ولو كان نقدا غير منصف، فإن الحكمة والجزء الصواب مهما صغر في أي قول هو المهم وأعين الخصوم أحيانا أكثر تدقيقا من عيون المحبين، فالنقد ليس بالضرورة أن يأتي بمقاسات معينه حتى تتم الاستفادة. والسعي لأخذ رأي طرف خارجي في أحيان كثيرة بنفس أهمية العمل النقدي الداخلي إن لم يفقه أهمية .

السؤال: بجانب المنهج الحركي الذي تتبعه كل حركة ألا ينبغي أن يكون هناك جزء منهجي تتفق عليه جميع الحركات وتتعاون على تتطبيقه كأنها حركة واحدة مع الإحتفاظ بخصوصية أفكار كل حركة خارج هذا الجزء , بدل أن نرى هذه الحركات كأفراد يصلون داخل مسجد كل يتحه إلى قبلة مختلفة نراهم جميعا متجهين إلى قبلة واحدة كل جوار الآخر , وإذا كانت بعض الحركات قد وصل أتباعها إلى عشرات الملايين فإننا لو طبقنا هذه الفكرة فإنه من الممكن أن نجد مئات الملايين متفقين على منهج واحد يطبقونه فلنا أن نتخيل النتيجة , وأن يكون هناك مؤتمر سنوي يعقد يحضره ممثلو الحركات وأيضا علماء ومفكرون من خارج الحركات ممن يهمهم أمر الصحوة الإسلامية؟

الإجابة: التلاقي على القواسم المشتركة وهي أمهات قضايا الدين أو (حبل الله) كما هو المصطلح القرآني ثم التعاون بدون أثره في مساحات الارتقاء بالأمة...يقتضي وجود خارطة ذهنية تميز بين قطعيات الدين وخلافياته، والتقليل من الاشتراطات التعجيزية للقبول بالتعاون. واعتقد أن التعاون ممكن رغم وجود الاختلافات ولا يلزمه إلا تفعيل قاعدة وتعاونوا على البر والتقوى وقاعدة إن هذه أمتكم أمة واحدة فالإيمان أن كل الإشكال التي خلقناها ليست بديلاً عن وحدة الأمة بلا إله إلا الله محمد رسول الله وانه يكفي أن يكون العمل عمل بر حتى نتعاون فيه أو ندعوا له من غير شروط أخرى وبعد ذلك تظل بقية المساحات الخاصة يعمل فيها كل بما يراه.


- يتبع -

هاب ريح
25-05-2010, 01:11 PM
((الأسئلة التي طـُـرحت على المفكّـر الدكتور جاسم السلطان، وإجاباته عليها))
عن موقع "الجزيرة توك" - تاريخ النشر 29 أغسطس 2009م


د جاسم :

موضوع التغيير يقرا في علم الاجتماع السياسي وهو فضاء واسع للفهم ولا يختزل في أما القمة أو القاعدة فقد يكون الحراك في كليهما وقد يقتصر على واحد منهما والاختيارات عملية بحته بمعنى ما هو الممكن في زمان ومكان وظروف ذاتية ومحلية وإقليمية وعالمية معينه . وهو سؤال يختلف عن أي المناطق الأقدر على تسريع عملية النهضة ..هل هي القاعدة أو القمة ..وهنا الإجابة المباشرة ..انه في الدولة الحديثة تلعب القمة الدور الأهم في حشد الطاقات واختزال الزمن نظرا لتمركز القرار في مكان واحد .

السؤال: لا أخفي خوفي من فشل مستقبلي لأشخاص وصلوا للسلطة بالقوة أو بالتصويت، و يدعون أنهم إسلاميون و يطبقون الشريعة الإسلامية، وبعد فشلهم بسبب الحروب و الضغوطات الخارجية و غياب الوعي الشعبي و العزلة السياسية، يقوم المنافقون بمحاربتهم و النيل منهم شماتة. و في بعض الأحيان يكون المشكل في تسرع الشباب إلى الحكم و رغم أن نيتهم حسنة في تطبيق الشريعة الإسلامية إلا أنهم فاقدون للخبرة و للتحضير لبرنامج عملي طويل و قصير المدى. كما أن هناك مشكلة التدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية أو تطبيقها دفعة واحدة. و مشكلة تعدد الفرق الإسلامية المختلفة صوفية و إخوان مسلمون و سلفية و غيرهم!

فكيف نبدأ إعادة بناء حكوماتنا، تحت راية الإسلام؟ هل بالتدرج و تغيير الميادين كل مرة حسب الظروف أم دفعة واحدة، و هل إلغاء التعددية الحزبية و إعتماد تعددية فردية لأهل الحل و العقد من الثقات (النخبة الصالحة) يكونون مجلس شورى و تنفيذي في نفس الوقت أصلح لنا؟

الإجابة: سؤال هل يفشل الإسلاميون في إدارة الدولة في العصور الحديثة ...يجب أن يعدل لماذا يفشل بعض الإسلاميون ...فهناك في قائمة النجاح التجربة التركية والتجربة الماليزية والإيرانية مع تفاوت بينهم ولكنها تجارب عبرت ببلادها منطقة التخلف بدرجة من الدرجات ...والسؤال عن من فشل أو من هو مرشح للفشل في حالة استلامه للسلطة يتم بدراسة المنظومات الفكرية التي يتخذ بها هذا الفريق أو ذاك قراراته...ذاتيا ومحليا وإقليميا ودوليا ...ويمكن قراءتها في برامجه وكتاباته وتاريخ تحركاته ...فالنجاح والفشل ليس وليد الإسلامية من عدمها ولكنه وليد منظومة اتخاذ القرارات والتي تستجيب لظروف محددة .




- يتبع -



د جاسم سلطان باحث اسلامي

الحين لين قراؤوا كلامه ربعنا واخوتنا في الله.. بيقولون ليبرالي

المتأمل خيرا
25-05-2010, 01:20 PM
السؤال: تقييمكم لتجربة حركة حماس في الحكم..وهل انتم مع استمرارها في التجربة السياسية ام ضدها؟

الإجابة: حماس وتجربتها وقضية الحكم ...اعتقد أن الأحداث سبقت وأصبحت قضية الواقع أقوى من التنظير ولم يعد السؤال هل يلزم العودة للمربع الأول موضوعيا... بل أصبح السؤال المطروح كيف يمكن تطوير إجابات تبني على الجانب الايجابي من التجربة وهو كبير أيضا... وتوظفه لصالح مشروع الوحدة الفلسطينية في مواجهة العدو. أعتقد أن حماس تنضج بالتدريج وخبراتها تتراكم في الفضاء السياسي كما إن الحائط المسدود أمام فتح سيجعلها تقبل بحلول أكثر إنصافا واقرب للمربع الفلسطيني من مربع التوافق مع الأجندات الدولية ...فالأمر مرهون بتحرك كل من الفريقين من منطقة التمترس، وبعدها يتم اللقاء ويستفيد الشعب الفلسطيني من مجمل ساحته فتح بقبولها الدولي وحماس بنفسها المقاوم .

السؤال:هناك دائما جدلية تطرح نفسها باستمرار بخصوص الحركات التي تحمل مشاريع نهضوية عموما والإسلامية منها بالخصوص ألا وهو ثنائية المبدأ-الواقع...السياسة - الدين والتي تترجم في التباين الصارخ بين سلوك الإسلاميين أيام المعارضة وبين مثيلها حين المسك بزمام الأمور جزئيا أو كليا، فما موقع ذلك في فشل التجارب وهل هناك من الناحية الفعلية والعملية إمكانية للموائمة بين حقلي السياسة والدين؟

الإجابة: الثنائيات المتقابلة ...عقل الإنسان يجعلها متناقضة أم متوائمة ... فالدين فيه سعة ومساحة الاجتهاد فيه كبيرة، ولكن العقل قد يجمد أحيانا ويثير قضية التناقض. فقولنا أن السياسة والدين متناقضان هو قول خطير وان المبادئ الربانية لا يمكن تفعيلها في الواقع ... واتهام العقل وقصوره عن إيجاد حلول اقرب للصواب من فالمطلوب تطوير القدرة على الاجتهاد.

السؤال: هناك أسباب خارجية وأخرى داخلية وثالثة ذاتية لفشل تلكم التجارب فمن التي كان وسيكون لها تأثير أكبر في الفشل ويا ليت تلميحات سريعة أستاذنا عن سبب عدم إتعاظ الإسلاميين من تجارب إخوانهم في مناطق أخرى ما يدفعهم إلى الوقوع في نفس الأخطاء القاتلة؟.......وبارك الله فيك.

الإجابة: هل فشلنا بسبب الذات أم بسبب الآخر ؟ الواضح أن الاثنين متلازمين فنحن فشلنا في حل التحدي الذي طرحه علينا الآخر ...وعجزنا عن إيجاد حل يجعل المشكلة عندنا ...فلو تخيلنا فريقين لكرة القدم يتنافسان، فلا يصح عقلا أن يقول احد الفريقين أن الفريق الآخر منعني من التسجيل أو انه سجل في فريقنا أهداف أكثر فالمشكلة في الفريق الآخر...إنه استنتاج عندها مضاد للعقل .

السؤال: هل الفشل لأننا لم نطبق مافي القرآن، واتباع الأغنام؟

الإجابة:هو من ناحية صواب ، فعقيدتنا أن القرآن كتاب هداية ...وفيه إشارات لكل سبل الصلاح... ومن ناحية خطأ لأن فهمنا للقرآن في أحيان كثيرة هو ليس ذات القرآن ...فقد يعتقد شخص ما انه يطبق القرآن ...كما عرف عن الخوارج تمسكهم الحرفي بالقرآن ...ولكن ذلك لم يقدهم للنجاح ...فوعينا بالقرآن وتفسيرنا له قد يعتوره الخطأ ...ثم أضف نقطة أخرى أن القرآن تكلم عن أمور على سبيل الإشارة وترك تفصيلها وتفعيلها للإنسان خذ مثلا الشورى أو الأمر بإعداد القوة أو الأمر بالنظر والكشف والبحث ...كلها موكولة للبشر وقد يسبقنا غيرنا لها كما هو واقع الحال.

السؤال: لو طبقنا هذه الجمله (لا اله إلا الله محمد رسول الله) لكنا في أفضل الاحوال، نعم فشلت التجارب الاسلاميه لان الاسلام ليس طريقه البرلمان والترف والمكيفات فكل تجربه سياسيه اسلاميه فاشله منذ البدايه.

الإجابة: سبيل الإسلام هو الحكمة. والحكمة هي وضع الشئ في مكانه. فأحيانا سبيل البرلمانات هو الأحكم، وأحيانا سبيل الدعوة ونشر الفكرة هو الأحكم، وأحيانا سبيل القتال هو الأحكم، وأحيانا الصبر وكف الأيدي هو الأحكم، فلا يلزم حشر الناس في خيار واحد والأحوال تختلف وتتبدل .

السؤال: ألا تعتقد أن التجارب الإسلامية في الحكم في وقتنا هذا نجحت إلى حد ما وأنها حوربت وأفشلت من قبل ضغوط خارجية ، وإذا كان ذلك فعلاً لماذا نعتبرها تجربة فاشلة وليست ناجحة؟ مثال : ( حماس - دخول الأخوان المسلمون إلى البرلمان في مصر ).

الإجابة: الفشل والنجاح مفهوم نسبي وبالتالي يلزم تحديد فشلت في ماذا؟ ونجحت في ماذا؟ وبالتالي يمكن الحديث عن شئ محدد. وسأضرب لك مثلا ففي موضوع الصمود وعدم الاستسلام للضغوط حققت حماس نجاحا كبيرا. في موضوع المصالحة الفلسطينية لم تحقق نجاحا حتى الآن. وعنها سيختلف المقومون من يرى أن عنصر الصمود هو الأهم سيقول بأن الكفة لصالح حماس، ومن يرى أن الوحدة الوطنية هي الأهم سيكون في موقف مخالف. الآن هناك معايير كثيرة يمكن أن توضع للقياس: الصمود، الأمن الداخلي للمواطن، الإعمار، الصحة، التعليم، العلاقات الإقليمية العلاقات الدولية، التحالفات (عندي أن الكفة لحد الآن ترجح لصالح حماس في معظم الملفات).

أما موضوع إنها حوربت وأفشلت من قبل قوى خارجية فهذا موضوع لا يمكن الشكوى منه، لأن ذلك تماما هو الامتحان الحقيقي، وهو معروف مسبقا فلا يفترض في من وضع الامتحان أن يراعي الممتحنين في السياسة الدولية.



- يتبع -
((فيما بعد))

twilight
26-05-2010, 07:00 PM
متابعة

هاب ريح
27-05-2010, 09:38 AM
[color="dimgray"]السؤال: ماهي السبل والوسائل من وجهة نظرك التي يجب على الحركات الاسلامية ان لاتفرط فيها ان كانت تبحث عن النجاح؟

الإجابة: التلاقي على القواسم المشتركة وهي أمهات قضايا الدين أو (حبل الله) كما هو المصطلح القرآني ثم التعاون بدون أثره في مساحات الارتقاء بالأمة...يقتضي وجود خارطة ذهنية تميز بين قطعيات الدين وخلافياته ...والتقليل من الاشتراطات التعجيزية للقبول بالتعاون ... واعتقد أن التعاون ممكن رغم وجود الاختلافات ولا يلزمه إلا تفعيل قاعدة وتعاونوا على البر والتقوى وقاعدة إن هذه أمتكم أمة واحدة فالإيمان أن كل الإشكال التي خلقناها ليست بديل عن وحدة الأمة بلا إله إلا الله محمد رسول الله وانه يكفي أن يكون العمل عمل بر حتى نتعاون فيه أو ندعوا له من غير شروط أخرى وبعد ذلك تظل بقية المساحات الخاصة يعمل فيها كل بما يراه .

[.


- يتبع -



شكرا للنقل .. والناقل

المتأمل خيرا
27-05-2010, 10:09 AM
اخوى المتأمل خير
سبب ازدهار الحضاره العباسيه قبل فترة الافول كان يتمثل فى قدرتها فى التفاعل مع الحضارات الاخرى وعدم الانغلاق فكان هناك اتصال مع الحضاره اليونانيه وفلسفتها وكذلك مع جميع الحضارات الشرقيه الاخرى الامر الذى ادى الى ازدهار العلوم والاداب الحضاره يقتلها الانغلاق والتشرنق كان الاخطل المسيحى شاعر البلاط لاحد الخلفاء العباسين واعتقد انه ابو جعفر المنصور او هارون الرشيد وكانت الفلسفه اليونانيه تدرس فى بيت الحكمه هنا تكمن قوة الاسلام فى قدرته على الاستيعاب هنا تكمن شموليته وتبرز درر ه مانشاهده اليوم هو اسلام الخائفين الاسلام المخطوف من دوره ومن مجاله فلذلك اى نهضه قادمه لابد لها من اعادة المعادله بين الاسلام كدين والمسلمين كامه الى وضعها الطبيعى الملاحظ اليوم ان المسلمين اصبحوا هم الاسلام وهذا غير صحيح الاسلام مثال والمسلمون واقع فهو دائما كمثال فى المقدمه بمعنى ان نحاول ان نصل الى اكبر قدر من مثاليته المشكله اليوم ان هناك من يعتبر نفسه الاسلام المثال يمشى الارض من هنا بدأت الازمه فى الاقتتال والتكفير بين المسلمين انفسهم

أسعد الله أوقاتـَـك بكل خير، أخوي "قطري مزمن"..

جزيل التقدير لهذا التعقيب.. ولاشك أن الخلط بين المفهومين "الإسلام" و "المسلم" أمر يراه كثير من المفكرين إشكالية كبيرة تواجهنا.

في هذا الجانب رأيت أن أنقل هنا أسطراً قليلة مما ذكره المفكـّـر الدكتور جاسم السلطان حول هذا الأمر، والواردة ضمن إجاباته المنشورة بموقع "الجزيرة توك"، ويتضح - وبجلاء - أن ما تفضلت بذكره أعلاه يصب في ذات القناعة.. :


حول سؤال بشأن الأخطاء التي تقع فيها الحركات الإسلامية اليوم والتي تكون سببا رئيسيا في فشلها،

أجاب الدكتور السلطان بأن أولها "عدم التمييز بين الدين باعتباره مطلق متعالي على الزمان والمكان وبين التدين باعتباره حالة نسبية محكومة بالزمان والمكان والظرف والعوائد ...فالإسلام اكتمل بحجة الوداع ...لكن ممارسة المسلم في اسبانيا في وجود محاكم التفتيش بعد هزيمة المسلمين كانت ناقصة، فتدينه خضع للمكان والزمان والظرف والعوائد وظل الإسلام كدين كاملا ... فالحركات الإسلامية في الغالب تطلق برامجها وتصريحاتها السياسية من دون اعتبار للزمان والمكان والظرف والعوائد".

وبشأن نقطة اخرى ذات أهمية خاصة أظن أنه من المناسب ذكرها.. فقد أجاب على سؤال كان نصه "لماذا يعتقد كثر أن الحل في الإسلام الليبرالي المتماشي مع العصرنة؟"،

أجاب الدكتور السلطان بالآتي: "دعنا نبدأ بتجريد الموضوع من الألفاظ التي تحتمل وجوها عدة ونركز على جوهر السؤال، ويمكن صياغته كالتالي: في ضوء الكتاب والسنة الصحيحة، كيف يمكن الاستجابة لقضايا الدولة المعاصر على المستوى العملي وليس النظري فقط وبنواميس الكون وليس بخوارق : (مثل) اختلال ميزان القوة العلمية والمادية الهائل، النظام الدولي القائم وما يفرضه من قيود على القرار، النظام الإقليمي القائم وما يفرضه من قيود، الدولة الحديثة وأسئلتها الكبرى (المواطنة، التعددية ، حقوق الإنسان المتفق عليها دوليا ، الأقليات وحقوقها ،المرأة وحقوقها ) العصر وما يفرضه من معطيات (الشبكة ألعنكبوتيه ، الفضائيات ،الرسائل التلفونية، الجولات المتنقلة، السفر والتواصل الحضاري، وتبادل التأثير التجارة الدولية، الإتفاقات الدولية، الإعتماد المتبادل ) قوة آليات الحصار والعزل وفعاليتها (الحصار الاقتصادي والدوائي والمالي والإعلامي والتعليمي والصحي ) .. هنا لا ينفع مجرد التصنيف السريع لإسلامي وليبرالي بل نتكلم عن مسائل قائمة تحتاج لحلول ولا يجدي فيها استدعاء الترسانة الخلافية".

هاب ريح
27-05-2010, 10:21 AM
أسعد الله أوقاتـَـك بكل خير، أخوي "قطري مزمن"..

جزيل التقدير لهذا التعقيب.. ولاشك أن الخلط بين المفهومين "الإسلام" و "المسلم" أمر يراه كثير من المفكرين إشكالية كبيرة تواجهنا.

في هذا الجانب رأيت أن أنقل هنا أسطراً قليلة مما ذكره المفكـّـر الدكتور جاسم السلطان حول هذا الأمر، والواردة ضمن إجاباته المنشورة بموقع "الجزيرة توك"، ويتضح - وبجلاء - أن ما تفضلت بذكره أعلاه يصب في ذات القناعة.. :


حول سؤال بشأن الأخطاء التي تقع فيها الحركات الإسلامية اليوم والتي تكون سببا رئيسيا في فشلها،

أجاب الدكتور السلطان بأن أولها "عدم التمييز بين الدين باعتباره مطلق متعالي على الزمان والمكان وبين التدين باعتباره حالة نسبية محكومة بالزمان والمكان والظرف والعوائد ...فالإسلام اكتمل بحجة الوداع ...لكن ممارسة المسلم في اسبانيا في وجود محاكم التفتيش بعد هزيمة المسلمين كانت ناقصة، فتدينه خضع للمكان والزمان والظرف والعوائد وظل الإسلام كدين كاملا ... فالحركات الإسلامية في الغالب تطلق برامجها وتصريحاتها السياسية من دون اعتبار للزمان والمكان والظرف والعوائد".

وبشأن نقطة اخرى ذات أهمية خاصة أظن أنه من المناسب ذكرها.. فقد أجاب على سؤال كان نصه "لماذا يعتقد كثر أن الحل في الإسلام الليبرالي المتماشي مع العصرنة؟"،

أجاب الدكتور السلطان بالآتي: "دعنا نبدأ بتجريد الموضوع من الألفاظ التي تحتمل وجوها عدة ونركز على جوهر السؤال، ويمكن صياغته كالتالي: في ضوء الكتاب والسنة الصحيحة، كيف يمكن الاستجابة لقضايا الدولة المعاصر على المستوى العملي وليس النظري فقط وبنواميس الكون وليس بخوارق : (مثل) اختلال ميزان القوة العلمية والمادية الهائل، النظام الدولي القائم وما يفرضه من قيود على القرار، النظام الإقليمي القائم وما يفرضه من قيود، الدولة الحديثة وأسئلتها الكبرى (المواطنة، التعددية ، حقوق الإنسان المتفق عليها دوليا ، الأقليات وحقوقها ،المرأة وحقوقها ) العصر وما يفرضه من معطيات (الشبكة ألعنكبوتيه ، الفضائيات ،الرسائل التلفونية، الجولات المتنقلة، السفر والتواصل الحضاري، وتبادل التأثير التجارة الدولية، الإتفاقات الدولية، الإعتماد المتبادل ) قوة آليات الحصار والعزل وفعاليتها (الحصار الاقتصادي والدوائي والمالي والإعلامي والتعليمي والصحي ) .. هنا لا ينفع مجرد التصنيف السريع لإسلامي وليبرالي بل نتكلم عن مسائل قائمة تحتاج لحلول ولا يجدي فيها استدعاء الترسانة الخلافية".


الاسلام بنصوصه الثابتة يعد مطلقا ابديا
اما الافهام المتغيرة والنسبية ..التابعة للحركات والجماعات الاسلامية على مدى التاريخ فهي خاضعة للنقد والتشريح .
وصدق د جاسم اولى بنا عن نبحث عن قواسم بيننا كجماعات وتجمعات من المسلمين والا نستدعي الترسانة الخلافية ليطعن بعضنا بعضا
يجب نجتمع ونتعاضد لنطرح مسائل ونعالج مشكلات ملحة .. لن تحل الا بالتعاون بين النظراء والاقران الذين يمثلون جميعا مجتمعا واحدا ..

المتأمل خيرا
13-06-2010, 10:44 PM
شكرا لك .. على الموضوع .. المتأمل خيرا ..

الدكتور جاسم سلطان .. وهو طبيب ..
انسان خلوق .. وله الكثير من المحاضرات الطيبة في المجالات المذكورة ..
وتقديره .. أمر مطلوب .. لكفاءته ..

**

بخصوص الدولة العباسية ..
استمتعت بما قرأت هنا ..

وفي اعتقادي .. أن الدولة العباسية ..
بالفعل هي العصر الذهبي للمسلمين .. في جميع المجالات ..
والعلوم المختلفة ..

لا إضافة ولا تعليق .. فقط أحببت أن أسجل مرور باستفادة ..

تحياتي

بنت سيف


شكراً "بنت سيف" لمرورك وتعقيبك الطيـّـب بشان الموضوع، وحقيقة يسعدني أيضاً أن أجد أن أحد القراء استفاد مما نقلته هنا بشأن الحضارة العربية الإسلامية خلال العصر العباسي. ويأتي في بالي أنه خلال دراستنا لتلك الحقبة - وأنا أتكلم هنا عن تجربتي الشخصية - أنه وللأسف لا يتم الإشارة إلى الصورة الإجمالية لمثل ذلك العصر، وإنما يتم الدخول في التفاصيل لكل عهد من عهود الحكم مرتبطة بشخصية الحاكم ذاته.. مما تضيع معه الصورة الإجمالية، وهذا بحد ذاته لا يخدم الطالب من حيث استيعابه للدور الحضاري لذلك العهد أو غيره من تاريخ العرب والمسلمين..

وفي هذا يحضرني قول الدكتور "محمد عابد الجابري" من أن تاريخنا أشبه ما يكون بالجزر المعزولة، وأفهم من ذلك أنه قصد أن الطالب يدرس كل عصر دون الإشارة إلى رابط بينها.. مما يؤدي إلى أن يتوه الدارس في التفاصيل، دون أن تتكوّن لديه خلفية تاريخيه تساعده على التفكير لاحقاً في الإهتمام بدراسة تاريخ الدولة الإسلامية.. ودورها الحضاري في تاريخ الإنسانية.. والأسباب التي أدت إلى ضعفها.

المتأمل خيرا
05-07-2010, 10:56 AM
أخي المتأمل خيراً,

انا عندي شكوى عليك شخصياً

دخلت المنتدى البارحه على عجاله

و دخلت هذا الموضوع

و حمّلت محاضرة الدكتور جاسم السلطان

و سهرت معه حتى الساعة 1:30 صباحاً

محاضرة رائعة لأنني متمرد على ماهو متحجر

و اعطاني جرعة حماس للتمرد أكثر

اشكرك على تسببك في قلة نومي البارحة

اضطررتني ان اسيقظ لصلاة الفجر بعد ساعتين

و انا اقول اللهم إجزي أخي المتأمل خيراً خيرا




الله يحييك أخوي "الجنـّي".. وشكواك أعتز بها..
وشكراً لكلامك الطيـّـب.. والله يجزيك خير ويجزي جميع الإخوة والأخوات..

في مشاركة لاحقة هنا سأضع روابط المحاضرة هذه والمقسـّـمة لمدة عشر دقائق لكل منها، فربما هذا يسـّـهل على بعض الإخوة والأخوات الإستماع لها على فترات.. من حيث العودة لها لتكملة الإستماع.. حيث أنها محاضرة مدتها حوالي ساعة وثلث.

المتأمل خيرا
05-07-2010, 11:18 AM
((إطلاق ممكنات الإنسان .. د. جاسم سلطان
المحاضرة بالفيديو))


المحاضرة كاملة "مدتها ساعة وإحدى وعشرون دقيقة" (http://www.************/watch?v=YKie6AvqYsQ)

- يرجى إدخال "كلمتي" you tube.com مكان الفراغ أعلاه "وبدون الفراغ بين الكلمتين :)" -


- يتبع -

المتأمل خيرا
12-07-2010, 02:53 PM
((إطلاق ممكنات الإنسان .. د. جاسم السلطان))
"المحاضرة بالفيديو"

في اعتقادي المتواضع أن هذه المحاضرة من المحاضرات التي لا يملّ المرء من الإستماع لها من وقت لآخر.. نظراً لما تحمله من افكار من زوايا قد لا يكون قد تطرّق لها باحثون آخرون من قبل.. وللإسلوب المتميـّـز البسيط وفي ذات الوقت شديد الوضوح للمحاضر، مما يجعل الإستماع لها متعة حقيقية تضاف لفائدة في موضوع نادراً ما يـُـطرح بمثل هذه السلاسة.



والمحاضرة مقسـّـمة هنا إلى 8 أجزاء "بهدف سهولة المتابعة"، حيث كلّ جزء في حدود العشر دقائق:

- يرجى إدخال you tube.com بدون فراغ مكان النجوم الظاهرة في العنوان -


الجزء الأول (http://www.************/watch?v=btDDXNyGmkE&feature=related)


الجزء الثاني (http://www.************/watch?v=B6hESq_PzAM&feature=related)


الجزء الثالث (http://www.************/watch?v=CZaxpzX_91o&feature=related)


الجزء الرابع (http://www.************/watch?v=dE_MH_LgUEQ&feature=related)


الجزء الخامس (http://www.************/watch?v=nNEk1y3Ly6k&feature=related)


الجزء السادس (http://www.************/watch?v=p3iPu0Of_g8&feature=related)


الجزء السابع (http://www.************/watch?v=gczH90RgmxQ&feature=related)


الجزء الثامن (http://www.************/watch?v=fNObWHivZMw&feature=related)