مطيع الله
25-05-2010, 08:43 PM
موت الشيخ احمد الغامدي عظات وعبر
بلال بن محمد الزهيري
مات احمد بن قاسم، بعد أن عاش حيناً من الدهر على صفحات الجرائد، وواجهات المجلات، وعلى شاشات الفضائيات. نعم مات داعية الاختلاط، والذي اختلط ذكره بكل شيء في حياتنا. في بيوتنا ،ومجالسنا ،وصحفنا، وقنواتنا، والناس ليس لهم حديث إلا عن الشيخ الغامدي ونوادره . ولاكن الرجل مات فجأة ، واُعلن نباء موته في الصحف التي كانت سبباً في إحيائه ،وحرصت على ديمومته وبقائه...ولعل البعض يظن أن كلامي هذا ضرباً من التجسيم، أو نوعاً من المبالغة والتضخيم كلا!!فقد اصبح الرجل ميتاً لا حراك به حقيقةً دون مبالغة ، وضاع خبره وامتحى اثره .
الآ وإن فيما جرى لهذا الرجل لعظات واعظات ، وفيما حدث له لعبر صالحات، سنذكر بعضها، رجاء الانتفاع بها ، وعسى أن تجد إلى عقول ذوي العقول طريقاً ،وتلقى إلى بصائر ذوي البصائر سبيلاً. وكفى بالموت واعظاً.ً
أولا:
لابد أن يُعلم أن الإنسان مهما علا ذكره، وانتشر خبره، وطارت في الآفاق شهرته، فأن مآله أن يُنسى، ولا بد لذكره أن يُمحى، اذا اكتسب هذا العلو ونال هذه الشهرة عن طريق مخالفة منهج الله، أو حصل عليها بسبب انه نصب نفسه مدافعاً ومحامياً عن أفكار من يريدون هدم المجتمعات المتمسكة بشرع الله .
ثانياً:
من العبر التي لا تخفى على أولي الألباب، أن أهل الباطل اذا قضوا من بعض من ينتسب إلى الحق وطراً، فأنهم لاشك مستغنون عنه ومتخلون ، وكذلك يفعلون ...فاحمد بن قاسم إنما اشتهر عن طريق مخالفة السنة والكتاب ،ومجانبة الحق والصواب، وفرح بتأييد المؤيدين، وسُر بتشجيع المشجعين ....واصبح مقدراً ومحترماً في الإعلام وصُور على انه احد دعاة التقدم والازدهار ...ولاكن هذه الشهرة اضمحلت وتلاشت مع تلاشي ذكره، وضاعت مع ضياع اثره ،كأن لم يغن فيها.
ثالثاً:
هذه الصحف الجوفاء والمجلات الصفراء قد فقدت مصداقيتها وظهرت على حقيقتها، ورأى الناس سوء صنائعها، وقبح فعالها، من تعاملها المزدوج مع المشايخ والعلماء ، وايضاً من عدم حياديتها ، وظهر انه من وافق أهوائهم رفعوا ذكره في صحفهم ومجدوه، كحال ميتنا غفر الله له، ومن خالفهم رشقوه بأقلامهم وان كان من كبار العلماء كالشيخ اللحيدان، والبراك ، أمد الله في أعمارهما .
رابعاً:
لا ريب أن اللبراليين قد أحيوا ذكر احمد الغامدي لان في إحياء ذكره إحياء لذكرهم، وفي بقائه تأييدا لنظرياتهم ،سيما وان الرجل يلبس عباءة الدين ، ويُصنف ضمن علماء المسلمين ،فموافقته لما يقولون يضفي على أقوالهم شرعية كانوا يفتقدون اليها قبل أن يجدوا الشيخ احمد والذي وجدوا فيه مبتاغهم ومراهم .
خامساً:
إن فيما جرى لاحمد بن قاسم لعبر واضحه وعضات بينه للذين يدارون هؤلاء ويداهنونهم، اعني المشايخ المتساهلين مع أهل الأهواء ودعاة الرذيلة، وكذالك الدعاة المداهنين لإعداء العفاف وخصوم الفضيلة .فتالله ما أغنى عن الشيخ احمد إطراء اللبراليين ومدح العلمانيين وثناء الحداثيين ...واصبح الرجل في عداد الموتى وهو حي، غير أنها حياة إلى الموت اقرب، فرحم الله الشيخ احمد بن قاسم عاش متقلباً على صفحات الصحف ومات فيها، وكُفن بأوراقها، ودفن بين سطورها الخاوية . اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر اللهم لنا وله.
هذا ما تيسر ذكره وتسهل إيراده ومن لم يتعظ بالموت فليس بمتعظ بسواه والله المستعان.
منقول.
بلال بن محمد الزهيري
مات احمد بن قاسم، بعد أن عاش حيناً من الدهر على صفحات الجرائد، وواجهات المجلات، وعلى شاشات الفضائيات. نعم مات داعية الاختلاط، والذي اختلط ذكره بكل شيء في حياتنا. في بيوتنا ،ومجالسنا ،وصحفنا، وقنواتنا، والناس ليس لهم حديث إلا عن الشيخ الغامدي ونوادره . ولاكن الرجل مات فجأة ، واُعلن نباء موته في الصحف التي كانت سبباً في إحيائه ،وحرصت على ديمومته وبقائه...ولعل البعض يظن أن كلامي هذا ضرباً من التجسيم، أو نوعاً من المبالغة والتضخيم كلا!!فقد اصبح الرجل ميتاً لا حراك به حقيقةً دون مبالغة ، وضاع خبره وامتحى اثره .
الآ وإن فيما جرى لهذا الرجل لعظات واعظات ، وفيما حدث له لعبر صالحات، سنذكر بعضها، رجاء الانتفاع بها ، وعسى أن تجد إلى عقول ذوي العقول طريقاً ،وتلقى إلى بصائر ذوي البصائر سبيلاً. وكفى بالموت واعظاً.ً
أولا:
لابد أن يُعلم أن الإنسان مهما علا ذكره، وانتشر خبره، وطارت في الآفاق شهرته، فأن مآله أن يُنسى، ولا بد لذكره أن يُمحى، اذا اكتسب هذا العلو ونال هذه الشهرة عن طريق مخالفة منهج الله، أو حصل عليها بسبب انه نصب نفسه مدافعاً ومحامياً عن أفكار من يريدون هدم المجتمعات المتمسكة بشرع الله .
ثانياً:
من العبر التي لا تخفى على أولي الألباب، أن أهل الباطل اذا قضوا من بعض من ينتسب إلى الحق وطراً، فأنهم لاشك مستغنون عنه ومتخلون ، وكذلك يفعلون ...فاحمد بن قاسم إنما اشتهر عن طريق مخالفة السنة والكتاب ،ومجانبة الحق والصواب، وفرح بتأييد المؤيدين، وسُر بتشجيع المشجعين ....واصبح مقدراً ومحترماً في الإعلام وصُور على انه احد دعاة التقدم والازدهار ...ولاكن هذه الشهرة اضمحلت وتلاشت مع تلاشي ذكره، وضاعت مع ضياع اثره ،كأن لم يغن فيها.
ثالثاً:
هذه الصحف الجوفاء والمجلات الصفراء قد فقدت مصداقيتها وظهرت على حقيقتها، ورأى الناس سوء صنائعها، وقبح فعالها، من تعاملها المزدوج مع المشايخ والعلماء ، وايضاً من عدم حياديتها ، وظهر انه من وافق أهوائهم رفعوا ذكره في صحفهم ومجدوه، كحال ميتنا غفر الله له، ومن خالفهم رشقوه بأقلامهم وان كان من كبار العلماء كالشيخ اللحيدان، والبراك ، أمد الله في أعمارهما .
رابعاً:
لا ريب أن اللبراليين قد أحيوا ذكر احمد الغامدي لان في إحياء ذكره إحياء لذكرهم، وفي بقائه تأييدا لنظرياتهم ،سيما وان الرجل يلبس عباءة الدين ، ويُصنف ضمن علماء المسلمين ،فموافقته لما يقولون يضفي على أقوالهم شرعية كانوا يفتقدون اليها قبل أن يجدوا الشيخ احمد والذي وجدوا فيه مبتاغهم ومراهم .
خامساً:
إن فيما جرى لاحمد بن قاسم لعبر واضحه وعضات بينه للذين يدارون هؤلاء ويداهنونهم، اعني المشايخ المتساهلين مع أهل الأهواء ودعاة الرذيلة، وكذالك الدعاة المداهنين لإعداء العفاف وخصوم الفضيلة .فتالله ما أغنى عن الشيخ احمد إطراء اللبراليين ومدح العلمانيين وثناء الحداثيين ...واصبح الرجل في عداد الموتى وهو حي، غير أنها حياة إلى الموت اقرب، فرحم الله الشيخ احمد بن قاسم عاش متقلباً على صفحات الصحف ومات فيها، وكُفن بأوراقها، ودفن بين سطورها الخاوية . اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر اللهم لنا وله.
هذا ما تيسر ذكره وتسهل إيراده ومن لم يتعظ بالموت فليس بمتعظ بسواه والله المستعان.
منقول.