المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جابر بن عبدالله



بوخالد2
09-03-2006, 12:44 PM
جابر بن عبدالله

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

أخوتي وأخواتي الأفاضل :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

إليكم قصّة أحد أشهر رواة الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه

وسلّم . ألا وهو سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما :

هو أبو عبدالله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة الخزرجي

الأنصاري ، صحابي أسلم صغيرا ، وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين

أنصاريا ، وكان أصغر المبايعين سنا ، من أهل بيعة الرضوان ، وكان

آخر من شهد ليلة العقبة الثانية موتا ، وكان والده من النقباء البدريين ، استشهد

يوم أحد وأحياه الله تعالى ، وكلمه كفاحا وقد انكشف عنه قبره إذ

أجرى معاوية رضي الله عنه عينا عند قبور شهداء أحد ، فبادر جابر إلى

أبيه رضي الله عنهما بعد دهر ، فوجده طريا لم يبل .



][^°¤§][ إسلامه ][§¤°^][

مضى الركب يحث الخطى من يثرب إلى مكة تحدوه الأشواق و يدفعه

الحنين فلقد كان على موعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , و كان

كل من في الركب يتلهف شوقا إلى تلك اللحظة التي يسعد فيها بلقاء النبي

صلى الله عليه وسلم ووضع يده في يده ليبايعه على السمع والطاعة ،

و يعاهده على التأييد والنصر ، و كان في الركب شيخ من وجوه القوم

أردف ورائه غلامه الصغير الوحيد , و خلف في يثرب تسع بنات , إذ

لم يكن له صبي غيره ، ولقد كان الشيخ حريصا أشد الحرص على أن يشهد

غلامه الصغير البيعه ، وألا يفوته ذلك اليوم من أيام الله ، أما ذلك الشيخ

فهو عبدالله بن عمرو الخزرجي الأنصاري ، و أما غلامه فهو جابر بن

عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما ، فأشرق الإيمان في فؤاد جابر بن

عبدالله رضي الله عنه وهو صغير غض فأضاء كل جانب من جوانبه ،

و مس الإسلام قلبه الصغير كما تمس قطرات الندى أكمام الزهر فتفتحها ,

و توثقت صلاته بالرسول صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره .



][^°¤§][ علمه وفقهه ][§¤°^][

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبارا وأحاديث كثيرة ، وكان

من فقهاء الصحابة ، وكانت له حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم

فيها كما تؤخذ منه الفتاوى.

فقد تتلمذ على يدي نبي الهدى والرحمة , لما وفد صلى الله عليه وسلم

على المدينة مهاجرا فكان من أنجب من أخرجتهم المدرسة المحمدية للناس

حفظا لكتاب الله ، وفقها في دين الله ، ورواية لحديث رسول الله صلى الله

عليه وسلم ، وحسبنا أن نعلم أن مسند جابر بن عبدالله رضي الله عنه

يضم بين دفتيه ألفا و خمسمائة و أربعين حديثا ، حفظها التلميذ النجيب ,

ورواها للمسلمين عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ، واتفق له الشيخان على

ثمانية وخمسين حديثا ، وانفرد له البخاري بستة وعشرين حديثا ، ومسلم

بمائة وستة وعشرين حديثا .

ومما رواه قوله رضي الله عنه :

( قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية :

" أنتم اليوم خير أهل الأرض "

وكنا ألفا وأربع مائة )

وقال رضي الله عنه :

( عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لا أعقل ، فتوضأ وصب

علي من وضوئه فعقلت )



][^°¤§][ جهاد وكرامات ][§¤°^][

شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة ولكنه لم

يشهد عنه بدرا ولا أُحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه

كان صغيرا من جهة ، ولأن أباه كان يأمره بالبقاء مع إخوته التسع

من جهة أخرى , ذلك لأنه لم يكن لهن أحد سواه يقوم على أمرهن ،

وحدث جابر رضي الله عنه عن أحد فقال :

( لما كانت تلك الليلة التي سبقت أُحدا دعاني أبي و قال :

إني لا أراني إلا مقتولا مع أول من يقتل من أصحاب رسول الله صلى

الله عليه وسلم , و إني والله ما أدع أحدا أعز علي منك بعد رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، و إن علي دينا , فأقض ديني ، وارحم أخواتك ،

واستوص بهن خيرا.

فلما أصبحنا كان أبي أول قتيل قُتل في أحد)

فلما دفنته أتيت النبي عليه الصلاة والسلام , فقلت :

يا رسول الله إن أبي ترك دينا عليه ، وليس عندي ما أفيه به إلا ما يخرجه

ثمر نخيله , ولو عمدت إلى وفاء دينه من ذلك لما أديته في سنين ، ولا

مال لأخواتي أنفق عليهن منه غير هذا.

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم , و مضى معي إلى بيدر تمرنا

و قال لي :

" أدع غرماء أبيك " , فدعوتهم.

فما زال يكيل لهم منه حتى أدى الله عن أبي دينه كله من تمر تلك السنة ،

ثم نظرت إلى البيدر فوجدته كما هو ، كأنه لم تنقص منه تمرة واحدة )

ثم تزوج جابر رضي الله عنه امرأة تحسن الإشراف على أخواته .

و منذ توفي والد جابر لم تفته غزوة واحده مع الرسول صلى الله عليه

وسلم ، ولقد كانت له في كل غزوة حادثة تروى و تحفظ ، وهذه إحدى

حوادثه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها قائلا :

( كنا يوم الخندق نحفر , فعرضت لنا صخرة شديدة عجزنا عن تحطيمها ,

فجئنا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقلنا :

يا نبي الله لقد وقفت في سبيلنا صخرة صلدة , ولم تفعل معاولنا فيها شيئا ،

فقال صلى الله عليه وسلم : " دعوها فإني نازل إليها "

ثم قام , و كان بطنه معصوبا بحجر من شدة الجوع ، ذلك لأننا كنا أمضينا

أياما ثلاثة لم نذق خلالها طعاما , فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول ,

وضرب الصخرة فغدت كثيبا مهيلا.

عند ذلك إزداد أساي على ما أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم من الجوع ,

فاتجهت إليه وقلت :

أتأذن لي يا رسول الله بالمضي إلى بيتي ؟

فقال : " امض "

فلما بلغت البيت قلت لامرأتي : لقد رأيت برسول الله من مرارة الجوع ما

لا يصبر عليه أحد من البشر , فهل عندك من شيء ؟

قالت : عندي قليل من الشعير , وشاة صغيرة , فقمت إلى الشاة فذبحتها

و قطعتها , و جعلتها في القدر , و أخذت الشعير فطحنته و دفعته إلى امرأتي ,

فعجنته فلما وجدت أن اللحم كاد ينضج ، وأن العجين قد لان , و أوشك أن

يختمر ، مضيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , و قلت له :

قليل من الطعام صنعناه لك يا نبي الله ، فقم أنت ورجل أو رجلان معك .

فقال : " كم هو ؟ "

فوصفته له ، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بمقدار الطعام قال :

" يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع لكم طعاما فهلموا إليه "

ثم التفت إلي وقال :

" امض إلى زوجتك وقل لها :

لا تُنزلي قِدرك , ولا تخبزي عجينك حتى أجيء "

فمضيت إلى البيت ، وقد ركبني من الهم والحياء ما لا يعلمه إلا الله ،

وجعلت أقول :

أيجيئنا أهل الخندق على صاع من شعير ، و شاة صغيرة ؟

ثم دخلت على امرأتي و قلت : ويحك , لقد افتضحت ، فرسول الله صلى الله

عليه وسلم سيأتينا بأهل الخندق أجمعين.

فقالت : هل سألك : كم طعامك ؟

قلت : نعم.

فقالت : سَر عن نفسك , فالله ورسوله أعلم , فكشفت عني غما شديدا بمقالتها

تلك ، وماهو إلا قليل حتى أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه

الأنصار والمهاجرون , فقال لهم :

" ادخلوا , ولا تزدحموا "

ثم قال لامرأتي :

" هات خابزة فلتخبز معك ، واغرفي من قدرك ، ولا تنزليها عن الموقد "

ثم طفق يكسر الخبز , ويجعل عليه اللحم , و يقربه إلى أصحابه ، و هم

يأكلون ، حتى شبعوا جميعا .

ثم أردف جابر قائلا :

أقسم بالله إنهم انفضوا عن الطعام و إن قدرنا لتفور ممتلئة كما هي ، وإن

عجيننا ليخبز كما هو ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

لامرأتي :

" كلي ، واهدي "

فأكلت , وجعلت تهدي طوال ذلك اليوم كله .



][^°¤§][ القدوة لجيش بأكمله ][§¤°^][

لقد ظل جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه مصدر إشعاع وهداية

للمسلمين دهرا طويلا , حيث مد الله في أجله حتى أوشك أن يبلغ من العمر

قرنا من الزمان ، ولقد خرج ذات سنة إلى بلاد الروم غازيا في سبيل الله ،

وكان الجيش بقيادة مالك بن عبدالله الخثعمي رضي الله عنه ، وكان مالك

رضي الله عنه يطوف بجنوده وهم منطلقون ليقف على أحوالهم , ويشد من

أزرهم , و يولي كبارهم ما يستحقونه من عناية و رعاية فمر بجابر بن

عبدالله , فوجده ماشيا ، ومعه بغل له يمسك بزمامه , ويقوده ، فقال له :

ما بك يا أبا عبد الله لم لا تركب وقد يسر الله لك ظهرا يحملك عليه ؟

فقال رضي الله عنه :

( إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار "

فتركه مالك رضي الله عنه و مضى حتى غدا في مقدمة الجيش ، ثم التفت

إليه وناداه بأعلى صوته , وقال :

يا أبا عبد الله , مالك لا تركب بغلك , وهو في حوزتك ؟

فعرف جابر رضي الله عنه قصده , و أجابه بصوت عال وقال :

( لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار " )

فتواثب الناس عن دوابهم ، و كل منهم يريد أن يفوز بهذا الأجر ، فما

رُئي جيش أكثر مشاة من ذلك الجيش .



][^°¤§][ فضله ][§¤°^][

هنيئا له رضي الله عنه وأرضاه فقد بايع الرسول صلى الله عليه وسلم

وهو طفلا لم يبلغ الحلم ، وتتلمذ على يديه منذ نعومة أظفاره ، وروى حديثه

فتناقلته عنه الرواة ، وجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شاب

موفور الشباب ، وغبر قدميه في سبيل الله وهو شيخ طاعن في السن.



][^°¤§][ وفاته ][§¤°^][

عاش رضي الله عنه طويلا ، وكف بصره في آخر عمره ، وتوفي بالمدينة

عن أربع وتسعين سنة ، وهو آخر من شهد بيعة العقبة موتا ، وقيل إنه آخر

من مات بالمدينة من الصحابة .

mirage
10-03-2006, 01:24 AM
جزاك الله خيرا 0

بوخالد2
10-03-2006, 02:23 AM
جزاك الله خيرا 0

وياااااااااك انشاءالله ويسلمووووووووو على المرور

لاداعي
10-03-2006, 11:05 AM
الله يجزاك خير اخي بوخالد

وانشاء الله في ميزان حسناتك

بوخالد2
10-03-2006, 01:09 PM
الله يجزاك خير اخي بوخالد

وانشاء الله في ميزان حسناتك
اللهم اااااااااامين

ويسلمووووووووووو على المرور