alfaqeer
28-05-2010, 08:06 PM
هذا المقال كتبته سابقا في الرد على احد الليبراليين السعوديين يطالب بتقليل مواد الدين لأنها سبب تخلف الأمة كما يقول.
يعزو الكثير من الكتّاب الليبراليين تخلّف الأمة إلى مخرجات التعليم الحالي, ويطالبون بتغيير المناهج مواكبة للتطور العلمي الذي يشهده العالم , ويحصرون التطور والتحضّر والرقي في تغيير المناهج فقط وإن تغيير المناهج هو البوابة لللحق بالركب .
إن دندنة الليبراليين على وتر مخرجات التعليم وجعله الشماعة التي يُعلق عليه تخلف الأمة ليس إلا جهل مركب لا يقلُّ جهلا عن جهل القذافي بقصة أصحاب الأخدود, حيث أن الأمم الأخرى لم تبلغ حضارتها ما بلغته دون تنشئة أجيالها على الدين بغض النظر عن صحته من عدمه, فالحضارة البابلية كان الدين هو المحرك والموجه لتلك الحضارة , حيث أن لوحة الملك حمورابي وهو واقفا أمام الإله مردوخ كبير آلهة بابل يتسلم منه الشريعة التي عُرفت بقانون حمورابي , تعني أن هذا القانون مستمد من الإله وليس من حمورابي نفسه , وكأنه يريد القول أن إطاعة هذا القانون هو إطاعة للإله وليس لحمورابي نفسه, وان الخروج عنها خروج عن تعليم الإله , أما بالنسبة للحضارة الفرعونية فقد تجلى الدين فيها من خلال معتقداتهم , وهذا المعتقد هو الذي جعل هذه الحضارة لغزٌ يحيّر العلماء في بعض جوانبها.
يقول المؤرخ اليوناني هيرودوت" إن المصريين القدماء من أشد الشعوب تديناً"، وقد أدرك الإسكندر المقدوني هذه الحقيقة، فعندما احتل مصر تصرف بعكس الآشوريين، فقد لبس ملابس الكهنة المصريين وصلى في معبد الكرنك وذبح القرابين للآلهة، فاحترمه المصريون ورحبوا به فاتحاً لبلادهم رغم أنه كان أجنبياً غازياً.انتهى. فهل هذا التدين منعهم من التقدم والرقي والتحضر؟
إذن الدين هو الأصل في الرقي والتقدم , وليس كما تطالبون به من تقليل مواد الدين, أو حذفها أو تغيير المعنى الذي أتت عليه.
إذا كان الغرب يطالب بتغيير المناهج فهذا الأمر ليس بجديد, لأن المناهج التي تحافظ على هوية الأمم وقيْمها وحضارتها ليست مقبولة لديهم, وحذاري من العودة إلى الحديث عن نظرية المؤامرة, فالأمر ومنذ زمن بعيد مؤامرة, ولكن بسبب ضحالة ثقافتنا في معرفة تحديد العدو وأهدافه , خرج من بين ظهرانينا ما يسمى بالمثقفين وهم في الواقع ليسوا إلا أشباه مثقفين إن شئت أو لا مثقفين بمعنى أصح من ينكر نظرية المؤامرة ويصف معتقديها بالمرضى النفسيين, وعودة إلى موضوع المناهج, نجد أن جهود المستشرقين قد بدأت تأتي بثمارها من خلال بني ليبرال, فيقول زويمر 1867-1952(أمريكي الجنسية رئيس المنصرين في الشرق الأوسط) على جبل الزيتون في القدس إبّان الاحتلال الانجليزي لفلسطين عام 1935 " لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية, وإنكم أعددتم نشءً في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله , ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي أتى النشء بما أراده له الاستعمار المسيحي لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل ولا يعرف همّاً في دنياه سوى الشهوات, فإذا تعلم فللشهوات, وإذا جمع المال فللملذات, وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء" انتهى, ووالله لقد صدق زويمر فيما ذهب إليه ولا أدلُّ على ذلك من وجود بني ليبرال بين ظهرانينا ويطالبون بما قاله زويمر وكما يقولون من جهل شيئا عاداه, فبني ليبرال يجهلون دينهم, لذلك تجدهم اشد وطأ على الدين من الأعداء, فتجدهم يطالبون بتعديل المناهج وفق رؤى قد تحقق ثورة علمية لا يمكن الاستغناء عنها في ظل احتكار المعلومة , مع إقصاء أو تحجيم العلوم الدينية والتي تكمن قيمتها في التنشئة. والغرب ليس علماني كما يدّعون , بل متدين بشكل عام, ولكن طبيعة دينهم بالنسبة لديننا تعد علمنة وانحلال خلقي, وفي الحقيقة الإنسان الغربي يعتقد أن نمط حياته مبنية على أصول دينية وينطلق في تحقيق أهدافه من منطلقات عقدية دينية وليست كما يصورها أشباه المثقفين, ولكم في فرنسا التي تدعي العلمانية مثال, وكذلك أمريكا بوش.
إن التخلف الذي تعيشه الأمة الإسلامية وخصوصا بلادنا في الخليج ليس بسبب المناهج, فالمناهج التي وضعت في غابر الزمان ومازالت قائمة على الأسس العقدية وهذا لاشك ولا ضير فيه لأن الحضارات السابقة قامت على هذا الأساس كما أن شوكة المسلمين كانت قوية بقوة التمسك بالدين وكل من يتمسك بدينه يأتي بحضارة تعزز مكانته بين الأمم, ولسنا نحن الوحيدين الذين انتهجوا هذا المنهج, ولكن كل أهل الكتاب استعانوا بالأسس العقدية في التنشئة عن طريق التعليم, فعلى سبيل المثال جاء في القانون التعليمي الرسمي للكيان اللقيط ما يلي:
( إن الهدف من التعليم الرسمي هو إرساء الأسس التربوية على أسس الثقافة اليهودية ومنجزات العلم ، وعلى محبة الوطن والولاء للدولة وللشعب اليهودي ) . فالثقافة اليهودية أصل رئيس في التنشئة , ومن أين تستمد الثقافة؟
فالمناهج التربوية للمرحلة الابتدائية 5 من 14 مادة لها صلة مباشرة بالدين اليهودي فهم يدرسون الديانة اليهودية, واللغة العبرية, التاريخ والوطن والمجتمع , وفي المرحلة المتوسطة 3 من 10 مواد وهي الديانة اليهودية واللغة العبرية والتاريخ, وفي المرحلة الثانوية هناك تخصص علوم دينية, إذن التعليم اليهودي قائم في الأصل على الدين, وهذا لم يمنعهم من التطور الذي يطالب به اللا مثقفين.
إن الذين يطالبون بتغيير المناهج الدينية ليست لهم أي خطة واضحة للنهوض بهذه الأمة, سوى اقتباسهم من الغرب بعض العناوين الرئيسية دون الدراية بمخرجاتها التعليمية, وهم يصدق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه" رواه الشيخين.
إن الليبراليين هم السبب الرئيس في تخلف هذه الأمة , بسبب جهلهم لدينهم, والتفريط في قيْم الأمة واستيراد قيْم وأخلاق مفلسة نتنة , ومن أضاع دينه ضيع دنياه كما قيل, فلا يحق لهم التحدث عن التطور والتحضر والرقي وهم جهلاء بواقع الأمة, وليس لهم سوى شعارات فارغة لا تساوي قيمة الحبر الذي يكتبون به.
أبوعبدالرحمن
يعزو الكثير من الكتّاب الليبراليين تخلّف الأمة إلى مخرجات التعليم الحالي, ويطالبون بتغيير المناهج مواكبة للتطور العلمي الذي يشهده العالم , ويحصرون التطور والتحضّر والرقي في تغيير المناهج فقط وإن تغيير المناهج هو البوابة لللحق بالركب .
إن دندنة الليبراليين على وتر مخرجات التعليم وجعله الشماعة التي يُعلق عليه تخلف الأمة ليس إلا جهل مركب لا يقلُّ جهلا عن جهل القذافي بقصة أصحاب الأخدود, حيث أن الأمم الأخرى لم تبلغ حضارتها ما بلغته دون تنشئة أجيالها على الدين بغض النظر عن صحته من عدمه, فالحضارة البابلية كان الدين هو المحرك والموجه لتلك الحضارة , حيث أن لوحة الملك حمورابي وهو واقفا أمام الإله مردوخ كبير آلهة بابل يتسلم منه الشريعة التي عُرفت بقانون حمورابي , تعني أن هذا القانون مستمد من الإله وليس من حمورابي نفسه , وكأنه يريد القول أن إطاعة هذا القانون هو إطاعة للإله وليس لحمورابي نفسه, وان الخروج عنها خروج عن تعليم الإله , أما بالنسبة للحضارة الفرعونية فقد تجلى الدين فيها من خلال معتقداتهم , وهذا المعتقد هو الذي جعل هذه الحضارة لغزٌ يحيّر العلماء في بعض جوانبها.
يقول المؤرخ اليوناني هيرودوت" إن المصريين القدماء من أشد الشعوب تديناً"، وقد أدرك الإسكندر المقدوني هذه الحقيقة، فعندما احتل مصر تصرف بعكس الآشوريين، فقد لبس ملابس الكهنة المصريين وصلى في معبد الكرنك وذبح القرابين للآلهة، فاحترمه المصريون ورحبوا به فاتحاً لبلادهم رغم أنه كان أجنبياً غازياً.انتهى. فهل هذا التدين منعهم من التقدم والرقي والتحضر؟
إذن الدين هو الأصل في الرقي والتقدم , وليس كما تطالبون به من تقليل مواد الدين, أو حذفها أو تغيير المعنى الذي أتت عليه.
إذا كان الغرب يطالب بتغيير المناهج فهذا الأمر ليس بجديد, لأن المناهج التي تحافظ على هوية الأمم وقيْمها وحضارتها ليست مقبولة لديهم, وحذاري من العودة إلى الحديث عن نظرية المؤامرة, فالأمر ومنذ زمن بعيد مؤامرة, ولكن بسبب ضحالة ثقافتنا في معرفة تحديد العدو وأهدافه , خرج من بين ظهرانينا ما يسمى بالمثقفين وهم في الواقع ليسوا إلا أشباه مثقفين إن شئت أو لا مثقفين بمعنى أصح من ينكر نظرية المؤامرة ويصف معتقديها بالمرضى النفسيين, وعودة إلى موضوع المناهج, نجد أن جهود المستشرقين قد بدأت تأتي بثمارها من خلال بني ليبرال, فيقول زويمر 1867-1952(أمريكي الجنسية رئيس المنصرين في الشرق الأوسط) على جبل الزيتون في القدس إبّان الاحتلال الانجليزي لفلسطين عام 1935 " لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية, وإنكم أعددتم نشءً في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله , ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي أتى النشء بما أراده له الاستعمار المسيحي لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل ولا يعرف همّاً في دنياه سوى الشهوات, فإذا تعلم فللشهوات, وإذا جمع المال فللملذات, وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء" انتهى, ووالله لقد صدق زويمر فيما ذهب إليه ولا أدلُّ على ذلك من وجود بني ليبرال بين ظهرانينا ويطالبون بما قاله زويمر وكما يقولون من جهل شيئا عاداه, فبني ليبرال يجهلون دينهم, لذلك تجدهم اشد وطأ على الدين من الأعداء, فتجدهم يطالبون بتعديل المناهج وفق رؤى قد تحقق ثورة علمية لا يمكن الاستغناء عنها في ظل احتكار المعلومة , مع إقصاء أو تحجيم العلوم الدينية والتي تكمن قيمتها في التنشئة. والغرب ليس علماني كما يدّعون , بل متدين بشكل عام, ولكن طبيعة دينهم بالنسبة لديننا تعد علمنة وانحلال خلقي, وفي الحقيقة الإنسان الغربي يعتقد أن نمط حياته مبنية على أصول دينية وينطلق في تحقيق أهدافه من منطلقات عقدية دينية وليست كما يصورها أشباه المثقفين, ولكم في فرنسا التي تدعي العلمانية مثال, وكذلك أمريكا بوش.
إن التخلف الذي تعيشه الأمة الإسلامية وخصوصا بلادنا في الخليج ليس بسبب المناهج, فالمناهج التي وضعت في غابر الزمان ومازالت قائمة على الأسس العقدية وهذا لاشك ولا ضير فيه لأن الحضارات السابقة قامت على هذا الأساس كما أن شوكة المسلمين كانت قوية بقوة التمسك بالدين وكل من يتمسك بدينه يأتي بحضارة تعزز مكانته بين الأمم, ولسنا نحن الوحيدين الذين انتهجوا هذا المنهج, ولكن كل أهل الكتاب استعانوا بالأسس العقدية في التنشئة عن طريق التعليم, فعلى سبيل المثال جاء في القانون التعليمي الرسمي للكيان اللقيط ما يلي:
( إن الهدف من التعليم الرسمي هو إرساء الأسس التربوية على أسس الثقافة اليهودية ومنجزات العلم ، وعلى محبة الوطن والولاء للدولة وللشعب اليهودي ) . فالثقافة اليهودية أصل رئيس في التنشئة , ومن أين تستمد الثقافة؟
فالمناهج التربوية للمرحلة الابتدائية 5 من 14 مادة لها صلة مباشرة بالدين اليهودي فهم يدرسون الديانة اليهودية, واللغة العبرية, التاريخ والوطن والمجتمع , وفي المرحلة المتوسطة 3 من 10 مواد وهي الديانة اليهودية واللغة العبرية والتاريخ, وفي المرحلة الثانوية هناك تخصص علوم دينية, إذن التعليم اليهودي قائم في الأصل على الدين, وهذا لم يمنعهم من التطور الذي يطالب به اللا مثقفين.
إن الذين يطالبون بتغيير المناهج الدينية ليست لهم أي خطة واضحة للنهوض بهذه الأمة, سوى اقتباسهم من الغرب بعض العناوين الرئيسية دون الدراية بمخرجاتها التعليمية, وهم يصدق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه" رواه الشيخين.
إن الليبراليين هم السبب الرئيس في تخلف هذه الأمة , بسبب جهلهم لدينهم, والتفريط في قيْم الأمة واستيراد قيْم وأخلاق مفلسة نتنة , ومن أضاع دينه ضيع دنياه كما قيل, فلا يحق لهم التحدث عن التطور والتحضر والرقي وهم جهلاء بواقع الأمة, وليس لهم سوى شعارات فارغة لا تساوي قيمة الحبر الذي يكتبون به.
أبوعبدالرحمن