المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسواق الخليج ليست جزءاً من الأزمة بل هي جزء من حلولها



عزوز المضارب
30-05-2010, 01:58 AM
أسواق الخليج ليست جزءاً من الأزمة بل هي جزء من حلولها
ذعر الأسواق وتراكم الفرص

حققت عمليات الهبوط الكبرى التي شهدتها أسواق العالم والتي تبعت الأزمة المالية العالمية في نهاية العام 2008للكثير من المستثمرين ثروات طائلة ما كانوا ليحلموا بها لولا حدوث تلك الأزمة، فقد ارتفعت بعض الأسهم بأكثر من 1000% خلال أقل من عامين وارتفعت أسعار السلع الأساسية لأكثر من الضعف، وارتفعت بعض العملات بأكثر من 50% خلال ذات الفترة.
ومؤخراً شهدت أسواق العالم - ومنها بورصة قطر - موجات بيع عشوائية لا تختلف كثيراً عن بدايات موجات البيع المذكورة أعلاه، فهل من سبب أو مبرر على الأقل في بورصة قطر؟ وما مدى امكانية استمرار الهبوط خلال الفترة القادمة؟
يلاحظ من الجدول المرفق حجم الفارق بين ما كان عليه الوضع في عام 2008 والوضع الحالي، فالأسهم قبل أزمة عام 2008 كان لا يزال تداولها عند مؤشرات ربحية عالية نسبياً يتجاوز معظمها 15 – 20 مرة، وكان متوسط مكرر ربحية السوق حوالي 15 مقارنة بحوالي 10 حالياً، وهو متوسط مقبول حتى إنه أقل من الطبيعي، وأكثر ما نلاحظ هذا الفارق في قطاعي البنوك والخدمات، كما أن نسبة السعر للقيمة الدفترية كانت تتجاوز الثلاث مرات إلا أنها أقل من مرتين حالياً.
السعر للقيمة الدفترية مكرر الربحية القطاع
الفرق *2010 *2008 الفرق *2010 *2008
-33% 1.86 2.76 -25% 11.52 15.37 البنوك
-36% 1.31 2.06 -14% 9.63 11.25 التأمين
-41.7% 2.31 3.96 -0.1% 10.71 10.72 الصناعة
-35% 1.92 2.95 -49% 9.92 19.64 الخدمات
-36% 1.94 3.01 -30% 10.51 14.97 السوق
ما قبل أزمة 2008 في 11-9-2008

الوضع الحالي كما في 27-5-2010

هذه المبررات الفنيّة تدل على أن السيناريو الذي حصل في عام 2008 لا يمكن أن يتكرر بنفس الوتيرة، وحتى إن تكرر جزء منه، فسيكون عبارة عن فرصة كبيرة لكل من يرغب بتحقيق عائد لا يقل عن 100% خلال أقل من عام.

لاحظنا خلال الأسبوعين الماضيين أن ردة فعل الأسواق العربية كانت أقوى من ردة فعل الأسواق الأوروبية - قلب الأزمة الحالية - ولاحظنا أن الأسواق الأوروبية والآسيوية والأمريكية بدأت تعود لرشدها ، بينما استمرت موجات البيع في الأسواق العربية، وكل هذا يدل على أنّ عمليات البيع ليست سوى موجات ذعر لا تساهم في شيء سوى نقل ملكيـّة كميات كبيرة من الأسهم من أفراد اشتروا أغلبها في قمة عطاء السوق، إلى ملكيـّة مستثمرين متخصصين في اقتناص الفرص الناتجة عن الأزمات بأسعار لم يكونوا ليتمتعوا بها لولا حالات الذعر.

لا يجب أن ينسى المستثمرون أنّ مساهمة دول منطقة الخليج العربي كانت من أهم حلول الأزمة السابقة، ولم يتغير شيء، فأسواق الخليج ستكون إحدى الملاذات الآمنة التي ستلجأ إليها الأموال التي ستهجر بؤرة الأزمة، ما سيساهم في زيادة نسب السيولة من جديد، ودخول أموال جديدة، وقد يحتاج المستثمرون للانتظار فترات طويلة قبل أن تتكرر فرص الدخول المتاحة حالياً.