المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما سعة ذاكرتك ؟



arcon
01-06-2010, 07:26 AM
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله،



أمّا بعد.. فسؤال وحديث.. أمّا السؤال فهو لو سألت أحدهم: ما سعة ذاكرتك؟ ماذا قلت، وماذا فعلت، ماذا سمعت، وإلى ما نظرت، منذ أن صرت مكلفاً؟ الإجابة طبعاً بالإجماع ستكون: لا أذكر ممّا فات شيئاً إلاّ قليلاً جداً، لا تُقارن بما مضى ممّا فات من أيّام سني عمري، بل إنّ أحدنا قد يحتاج إلى وقت ليذكر عشاءه البارحة! هذا هو السؤال.. أمّا الحديث فقد روى مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان من آخر ما يقول في الصلاة بين التشهد والتسليم: «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلاّ أنت». والمناسبة بين السؤال والحديث أنّنا بحاجة ماسة إلى الاستغفار أي طلب المغفرة من العزيز الغفار بحاجة إلى توبة عامة من جميع الذنوب والمعاصي ما علمنا منها وما لم نعلم. وعودة سريعة إلى مفردات الحديث، قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر لي ما قدمت» أي: ما تقدم قبل ساعة دعائي هذا، «وما أخرت» أي: ما سيصدر مني بعد ساعتي هذه، وهذه ـ بالمناسبة ـ ليست رخصة للوقوع في الذنب، لكن مع حرصي يارب على اجتناب الذنب، إلاّ أنّني من صفتي النقص والزلل، فالكمال لك وحدك، «وما أسررت» أي: ما أخفيت من قول أو عمل، أو ما حدثت به نفسي، «وما أعلنت» أي: ما أظهرت من قول بلساني أو عمل بجوارحي، وبذلك شمل جميع الذنوب، لأنّها إمّا سر وإمّا علن، ثم قال: «وما أسرفت» أي: جاوزت به الحد في أموري كلها «وما أنت أعلم به مني» من ذنوبي وإسرافي في أموري وغير ذلك، وهذا من عطف العام على الخاص، فلاشك أنّ الله سبحانه أعلم من كل شيء بكل شيء، «أنت المقدم وأنت المؤخر» تقدم من شئت بفضلك ورحمتك، وتؤخر من شئت كما تقتضيه حكمتك، فلا مقدم لما أخر الله، ولا مؤخر لما قدم، سبحانه له الملك والأمر من قبل ومن بعد، «لا إله إلاّ أنت» توحيد واعتراف بأنّه لا معبود بحق إلاّ الله، فهو الإله الحق وما سواه ودونه باطل، فلا يطلب التوفيق إلاّ منه، ولا مغفرة للذنوب إلاّ من لدنه. فما أحوجنا إلى مثل هذا التضرع وإلى مثل هذا الدعاء، فكم أخطأنا، وكم أذنبنا، وكم تبنا ثم نكثنا! كم ليلة أودعتــها مأثـما أبدعتـــــها لشـهوة أطعتها في مرقد ومضجـــع وكــــم خطى حثثتها في خزية أحدثتـــها وتــــوبة نكثتـها لملعــب ومــرتع وكم تجــرأت علـى رب الســـموات العلىّ ولــم أراقبـــه ولا صدقت فيــما أدعي

واثق بالله
02-06-2010, 11:44 PM
بارك الله فيك اركون

arcon
03-06-2010, 07:30 AM
بارك الله فيك اركون

وبارك الله فيك