المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «مشّي حالك»/ سيد أحمد الخضر



الجديد
01-06-2010, 07:13 PM
«مشّي حالك»
(منقول من جريدة العرب)

سيد أحمد الخضر
2010-05-31

في إحدى الندوات المتخصصة أتونا برجل زعموا أنه خبير كبير. وقبل أن يعتلي المنصة قدمه أحدهم فقال فيه الكثير الكثير: إنه خبير في كذا وكذا ودرّس في كثير من جامعات العالم وهو قامة بحثية قبل أن يكون عَـلَـماً أكاديمياً، ثم إنه أوتي من كل شيء سبباً.
يقولون إن من ادعى ما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان.. وفعلاً كذبته. لقد أساء "الخبير" إلى الرجل الذي قدمه للجمهور قبل أن يسيء إلى نفسه، فما كان على قدر تلك الأوصاف.
في المواضيع المتخصصة لا مجال للحديث عن عموميات الثقافة والمعلومات المشاعة فإما أن تكون على علم أو تكون ضعيفاً، وكانت الصفة الأخيرة من نصيب الباحث الخبير. تحدث الرجل عن قابيل وهابيل وسافر إلى الصين والهند ثم ولّى وجهه شطر الغرب حتى فتح الفاتيكان! لقد تناول صاحبنا مواضيع لا تمت بأدنى صلة للموضوع حتى إذا لم يبق أكثر من 30 دقيقة قال: هذه مقدمة مختصرة ونريد أن ندخل في صلب الموضوع! وليته فعل. لقد فهمنا أنه لا يملك الجرأة على اقتحام الموضوع، وكان أغرب ما في الأمر أن طلبوا من الحاضرين إبداء ملاحظاتهم والتعقيب على النقاط التي أثارها الباحث! ربما كان وراء الطلب محض الازدراء للحاضرين.
لكن هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، فكثير من الندوات التي نحضرها في دولنا العربية لا تمت للعلم ولا للفكر بصلة، وعلى من يكتب لهم حضورها معايشة فصول طويلة من السآمة والضجر والصبر على لحن القول.. هذه الندوات تجعلك في حرج كبير فإما الانسحاب وإما أن تبقى تلعن عقارب الساعة التي تحسبها جامدة. إنها مجرد مناسبات تافهة لتلويث بيئة البحث بنفايات تسرطن عقول الحاضرين وتلوث وعي المستجدين على البحث والتحليل.
عندما عبّرت لأحد الخبراء ممن لديهم بسطة في العلم وخبرة في البحث عن ضجري من الجلسات "العلمية" التي لا تقدم ولا تؤخر قال: يا أخي هذا مما عمت به البلوى وحتى لو اجتهد أحدنا في البحث والتصنيف فإن الساحة العلمية يحكمها مبدأ "مشّي حالك". هؤلاء الأشخاص يأتون ليس لأن لديهم أبحاثا مهمة أو أفكارا جديدة لنقاشها إنما لتحقيق مزايا مادية ويساعدهم على ذلك معارفهم في المؤسسات. وأزيد على صاحبنا بأن الضعفاء أو الجهلة بعضهم أولياء بعض وعلى أشكالها تقع... كثير من الذين يتولون المناصب العلمية والبحثية الرفيعة تبوؤا مناصبهم تلك دون أن يسعوا لها سعيها وطبيعي أن يلتبس عليهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويستغلهم المقربون منهم لصالح أناس يأخذون كثيرا ويعطون صفرا.
غير بعيد من هذا الموضوع، حدثني أستاذ جامعي في إحدى الدول العربية أنه كان عضواً في لجنة للإشراف على إجراء مسابقة لاكتتاب قضاة ففاجأه أن ملف أحد المتسابقين خالٍ إلا من شهادة في الصيد البحري من معهد روسي وغير مصدقة أيضاً، لكن جهود الأستاذ في استبعاد الملف باءت بالفشل حيث أصر "الملأ الأعلى" على أن الصيد ينوب عن القانون!
إن على المسؤولين عن تنظيم الندوات واللقاءات العلمية احترام الجمهور، فمن غير المقبول أن ندعو أناساً لتضييع أوقاتهم أو إشهادهم على سوء التدبير. نعرف أن مبدأ الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب هو الذي السائد حاليا نظرا لاعتبارات كثيرة يضيق الوقت عن مناقشتها وهي معلومة للجميع، لكن شؤون البحث وتولي مسؤوليات التدريس والقضاء أمور يجب أن تصان عن عبث الجهلة ومصالح الانتفاعيين. لا بد أن يعلم الجميع أن ورش العمل والمنتديات، أيا كان مجالها، يجب أن تكون رافدا لسياسات البلدان في شتى ميادين الحياة وليست مجرد مناسبات للبر ننفق فيها مما نحب على من نحب.

sidhadee@hotmail.com

البدع
01-06-2010, 07:19 PM
«مشّي حالك»
(منقول من جريدة العرب)

سيد أحمد الخضر
2010-05-31

.. كثير من الذين يتولون المناصب العلمية والبحثية الرفيعة تبوؤا مناصبهم تلك دون أن يسعوا لها سعيها وطبيعي أن يلتبس عليهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويستغلهم المقربون منهم لصالح أناس يأخذون كثيرا ويعطون صفرا.


sidhadee@hotmail.com

اتفق مع هذا الرأي

والله اعلم

um3lianny
01-06-2010, 09:14 PM
في شغلنا منهم كثير - و مفضوحين
و اللي مب مكشوف سهل ينكشف من صانع القرار في الشغل
(لو حقيقي يريد كشفهم)