شسالفة
10-03-2006, 05:09 PM
آثار التعبد بأسماء الله وصفاته
بقلم : محمد بن عبد الله الزغيبي
اعلم أن التعبد بالأسماء والصفات الحسنى درجات ومراتب وأنواع كما سبق ،
وكلما زاد علم العبد بالله (جل وعلا) ارتفع في درجة التعبد ، وأكمل الناس عبودية هو
المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر ، فلا تحجبه عبودية اسم
عن آخر ، كمن يحجبه التعبد باسمه (القدير) عن التعبد باسمه (الحليم) (الرحيم) ، أو
يحجبه عبودية اسم (المعطي) عن عبودية اسم (المانع) ،
أو عبودية اسم (الرحيم) و (العفو) و (الغفور) عن اسمه (المنتقم) ،
أو التعبد بأسماء التودد والبر واللطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والعظمة والكبرياء ..
ونحو ذلك . وهو (سبحانه) يحب موجب أسمائه وصفاته ، فهو عليم ويحب كل عليم ، جواد يحب كل جواد ، عفو يحب العفو وأهله ، حيي يحب الحياء وأهله ، شكور يحب الشاكرين ، صبور يحب الصابرين ، حليم يحب أهل الحلم [4] ، وإذا كان (سبحانه) يحب المتصفين بأثر صفاته فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف ، وهو ما يسمى بالمعية الخاصة .
إن معرفة معاني الأسماء والصفات يحقق آثاراً ظاهرة لمن تعبّد لله بها ، ومن هذه الآثار :
1- الأنس بالله ولمّ شعث القلب :
(وذلك إنما هو أثر تجلي الأسماء والصفات الحسنى على قلب العبد ، فترتفع حجب الغفلة والشك والإعراض ، ويتم استيلاء سلطان المعرفة على القلب وقد استولى على العبد نور الإيمان بالأسماء والصفات ومعرفتها ، ودوام ذكرها ، والنظر إلى الواحد الفرد ، الأول فليس قبله شيء ، الآخر الذي ليس بعده شيء ، الظاهر الذي ليس فوقه شيء ، الباطن الذي ليس دونه شيء ،....
(وإذا بلغ العبد في مقام المعرفة إلى حدٍّ كأنه يكاد يطالع ما اتصف به الرب (سبحانه) من صفات الكمال ونعوت الإجلال ، وأحست روحه بالقرب الخاص ، حتى يشاهد رفع الحجاب بين روحه وقلبه وبين ربه ،فصار يعبده كأنه يراه)
2- تعظيم الله (سبحانه وتعالى) :
فمن شاهد الصفة فلا بد أن يشاهد متعلقاتها ، فإن النظر في متعلقاتها يكسب التعظيم للمتصف بها . فمن شاهد صفة الكلام مثلاً زادته تعظيماً لله (تعالى) ولا بد ، إذ لو أن البحر يمده من بعده سبعة أبحر ، وأشجار العالم كلها أقلام يُكتب بها كلام الرب (جل جلاله) لفنيت البحار ونفدت الأقلام .
3- إدراك مقتضيات الصفات طريق لإثباتها :
فوجود هذا الكون المدبر المحكم الواسع يتطلب ربّاً مالكاً حكيماً عليماً .
4- إدراك أسرار الشريعة وحقيقة الأحكام الشرعية :
فمن كانت له معرفة بأسماء الله وصفاته ، واستقرار آثارها في الخلق والأمر ، رأى الخلق والأمر ينتظمان بها أتم انتظام ، ورأى سريان آثارها فيها ، وعلم بحسب معرفته ما يليق بكماله وجلاله أن يفعله ، وما لا يليق ، فاستدل بأسمائه على ما يفعله وما لا يفعله ، فإنه لا يفعل خلاف موجب حمده وحكمته .
5- الطمأنينة :
والطمأنينة إلى أسماء الرب وصفاته نوعان : أحدهما : طمأنينة إلى
الإيمان بها وإثباتها واعتقادها ،
وطمأنينة إلى ما تقتضيه وتوجبه من آثار العبودية ، فمثلاً : التعبد باسم (القدير) يوجب الطمأنينة إلى القَدَر وإثباته ، ويقتضي الطمأنينة إلى مواضع الأقدار التي لا قدرة له على دفعها ، فيسلِّم لها ، ويرضى بها ، ولا يسخط ، ولا يشكو ، ولا يضطرب إيمانه ، فلا يأسى على ما فاته ، ولا يفرح بما آتاه الله ؛ لأن المصيبة فيه مقدرة قبل أن تصل إليه وقبل أن يُخلق . فهذه طمأنينة إلى أحكام الصفات وموجباتها وآثارها في العالم ، وهي قدر زائد على الطمأنينة بمجرد العلم بها واعتقادها.
منقوووووول
وجزى الله خير الجزاء من نقلته منها
بقلم : محمد بن عبد الله الزغيبي
اعلم أن التعبد بالأسماء والصفات الحسنى درجات ومراتب وأنواع كما سبق ،
وكلما زاد علم العبد بالله (جل وعلا) ارتفع في درجة التعبد ، وأكمل الناس عبودية هو
المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر ، فلا تحجبه عبودية اسم
عن آخر ، كمن يحجبه التعبد باسمه (القدير) عن التعبد باسمه (الحليم) (الرحيم) ، أو
يحجبه عبودية اسم (المعطي) عن عبودية اسم (المانع) ،
أو عبودية اسم (الرحيم) و (العفو) و (الغفور) عن اسمه (المنتقم) ،
أو التعبد بأسماء التودد والبر واللطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والعظمة والكبرياء ..
ونحو ذلك . وهو (سبحانه) يحب موجب أسمائه وصفاته ، فهو عليم ويحب كل عليم ، جواد يحب كل جواد ، عفو يحب العفو وأهله ، حيي يحب الحياء وأهله ، شكور يحب الشاكرين ، صبور يحب الصابرين ، حليم يحب أهل الحلم [4] ، وإذا كان (سبحانه) يحب المتصفين بأثر صفاته فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف ، وهو ما يسمى بالمعية الخاصة .
إن معرفة معاني الأسماء والصفات يحقق آثاراً ظاهرة لمن تعبّد لله بها ، ومن هذه الآثار :
1- الأنس بالله ولمّ شعث القلب :
(وذلك إنما هو أثر تجلي الأسماء والصفات الحسنى على قلب العبد ، فترتفع حجب الغفلة والشك والإعراض ، ويتم استيلاء سلطان المعرفة على القلب وقد استولى على العبد نور الإيمان بالأسماء والصفات ومعرفتها ، ودوام ذكرها ، والنظر إلى الواحد الفرد ، الأول فليس قبله شيء ، الآخر الذي ليس بعده شيء ، الظاهر الذي ليس فوقه شيء ، الباطن الذي ليس دونه شيء ،....
(وإذا بلغ العبد في مقام المعرفة إلى حدٍّ كأنه يكاد يطالع ما اتصف به الرب (سبحانه) من صفات الكمال ونعوت الإجلال ، وأحست روحه بالقرب الخاص ، حتى يشاهد رفع الحجاب بين روحه وقلبه وبين ربه ،فصار يعبده كأنه يراه)
2- تعظيم الله (سبحانه وتعالى) :
فمن شاهد الصفة فلا بد أن يشاهد متعلقاتها ، فإن النظر في متعلقاتها يكسب التعظيم للمتصف بها . فمن شاهد صفة الكلام مثلاً زادته تعظيماً لله (تعالى) ولا بد ، إذ لو أن البحر يمده من بعده سبعة أبحر ، وأشجار العالم كلها أقلام يُكتب بها كلام الرب (جل جلاله) لفنيت البحار ونفدت الأقلام .
3- إدراك مقتضيات الصفات طريق لإثباتها :
فوجود هذا الكون المدبر المحكم الواسع يتطلب ربّاً مالكاً حكيماً عليماً .
4- إدراك أسرار الشريعة وحقيقة الأحكام الشرعية :
فمن كانت له معرفة بأسماء الله وصفاته ، واستقرار آثارها في الخلق والأمر ، رأى الخلق والأمر ينتظمان بها أتم انتظام ، ورأى سريان آثارها فيها ، وعلم بحسب معرفته ما يليق بكماله وجلاله أن يفعله ، وما لا يليق ، فاستدل بأسمائه على ما يفعله وما لا يفعله ، فإنه لا يفعل خلاف موجب حمده وحكمته .
5- الطمأنينة :
والطمأنينة إلى أسماء الرب وصفاته نوعان : أحدهما : طمأنينة إلى
الإيمان بها وإثباتها واعتقادها ،
وطمأنينة إلى ما تقتضيه وتوجبه من آثار العبودية ، فمثلاً : التعبد باسم (القدير) يوجب الطمأنينة إلى القَدَر وإثباته ، ويقتضي الطمأنينة إلى مواضع الأقدار التي لا قدرة له على دفعها ، فيسلِّم لها ، ويرضى بها ، ولا يسخط ، ولا يشكو ، ولا يضطرب إيمانه ، فلا يأسى على ما فاته ، ولا يفرح بما آتاه الله ؛ لأن المصيبة فيه مقدرة قبل أن تصل إليه وقبل أن يُخلق . فهذه طمأنينة إلى أحكام الصفات وموجباتها وآثارها في العالم ، وهي قدر زائد على الطمأنينة بمجرد العلم بها واعتقادها.
منقوووووول
وجزى الله خير الجزاء من نقلته منها