مشاهدة النسخة كاملة : المتنبي
abo rashid
10-03-2006, 10:55 PM
المتنبي (303-354هـ، 915-965م). أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعْفي الكندي. سيد شعراء القرن الرابع الهجري ويعده البعض أكبر شعراء العربية، ومن أبرز شعراء العالم. ينتهي نسبه إلى كَهْلان من اليمن، وهي قبيلة عربية ذات فصاحة ولسن.
حياة المتنبي
أسرته. ولد المتنبي سنة 303هـ في حي كندة بالكوفة وأرضعته امرأة علوية. لاتذكر كتب التاريخ شيئًا ذا بال عن أسرته، ولم يذكر المتنبي نفسه عن أسرته سوى جدته وكان يعدها أمّه إذ هي التي تولت تنشئته ورعايته. ويدل رثاؤه إياها على تعلقه بها وحبه لها. ولايحفظ التاريخ من أسرته سوى ابن واحد له يسمى ¸محسَّد·، على خلاف في زوجته أشامية هي أم عراقية. ولا تنبئ مصادر المتنبي إن كانت أسرته تصحبه في أسفاره أم لا، ولكن شعره ـ بوجه عام ـ يكاد ينفي اصطحابه الأسرة.
وأرجح الأقوال أن أسرته كانت رقيقة الحال، وشهر والده بعيدان السقاء للدلالة على مهنته. ولعلّ رقة حال أسرته كانت دافعًا قويًا إلى تكسبه بالمدح وإثبات ذاته المتفوقة.
نشأته. نشأ بالكوفة، وكان يختلف أول أمره في التعليم إلى كُتّاب فيه أولاد الأشراف من العلويين. وبدأ بتعلم العربية لغة وإعرابًا وشعرًا. وارتحل إلى البادية طلبًا لفصاحة القبائل العربية فاكتسب في مجالسها شيئًا من الفصاحة والبلاغة حين جالس الأعراب وشافههم. ولكن لم يطل به ذاك المقام فعزم سنة 320هـ على الرحيل إلى بغداد. وواصل مسار رحلته مصعدًا من بغداد إلى ديار ربيعة بين النهرين، ثم إلى الموصل ونصيبين ورأس عين. وانحدر بعد ذلك إلى بادية الشام، فقيل: ادعى النبوة وتبعه خلق كثير من البدو، فخرج إليه لولو أمير حمص فقبض عليه وسجنه، وتضاربت حول ذلك الروايات، ولكن الثابت أنه أودع السجن في سنة 321هـ. وكان مستخفًا بالسجن أول أمره، ولكن لمّا طال مقامه ولم يُطلق سراحه أرسل قصيدة يستعطف فيها الأمير الذي أودعه السجن. فخرج من السجن وقد لصق به لقب المتـنبي.
شخصيته. وُصف المتنبي بأنه كان رجلاً ملء العين، تام الخلقة، لايخلو من جفاء وخشونة. وعرف بالجرأة والإقدام والبعد عن ضعف النفس وخورها. ولعلّ حياته الأولى في البادية كان لها أثر في صفاته وأخلاقه. ومن مشهور قوله خطابه لنفسه حاضًا إياها على الجرأة والمخاطرة:
ردي حياض الردى يا نفس واتـَّركي حياض خوف الردى للشاء والنَّعَم
أما بيته:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فكان ولايزال من الأبيات السَّيارة.
أدت حياة الفقر التي نشأ المتنبي عليها إلى اتخاذه الشعر حرفة يأكل بها الخبز. ويكشف شعره أبدًا إصراره في طلب الرزق:
ضاق صدري وطال في طلب الرز ق قيامي وقل عنه قعودي
ومن أجل هذا الرزق، كانت صفاته وأخلاقه تتشكل في اتصاله بممدوحيه. فلم يكن شاعرًا يمدح فحسب وهو في بلاط سيف الدولة بل كان فارسًا يخوض غمار الحروب ويصفها أجمل وصف.
ويرتبط بهذه الصفة من أخلاق المتنبي إيمانه بالقوة وتمجيده للأقوياء واحتقاره للجبن والجبناء. فكانت القوة من صفاته اللازمة. وكثيرًا ما وصف في شعره ـ بفخر واعتزاز ـ مدار هذه القوة وما تفجرّه في نفسه من مكامن الإبداع. يقول في إحدى قصائده:
فنال حياة يشتهيها عدوه وموتًا يشهِّي الموت كل جبان
عاهد المتنبي نفسه أول عهده أن يجعل الحرب ـ ومدارها القوة ـ سبيله لتحقيق الغايات وإدراك الأماني. فجاء تعبيره عن نفسه قويًا حين حمل على الزمان وأهله:
ومن عرف الأيام معرفتي بها وبالناس روى رمحه غير راحم
ومدار أخلاق المتنبي أن نفسه كانت مفتونة بهذه القوة: قوة في الحرب، وفي مواجهة النفس، وصبر على الشدائد، واحتمال للأذى، هي قوة حتى في مواجهة الموت:
غير أن الفتى يلاقي المنايا كالحات ولا يلاقي الهوانا
وقد ترجم المتنبي هذ القوة في مواقف عملية ارتبطت بصدق وصفه للحروب واحتقاره لمظاهر الضعف لدى الجبناء:
وإذا لم يكن من الموت بدٌ فمن العجز أن تموت جبانا
إن من أبرز صفات المتنبي ـ التي انعكس أثرها على أخلاقه ـ طموحه؛ طموح لا تحده حدود، طموح جعله لايدري ما يريد من الأيام: تارة يطمح في ولاية يدير أمرها فيكون له عِزٌ وجاه وسلطان، وأخرى يطمح في مجهول لايستطيع له تحديدًا. لذلك شقي المتنبي بطموحه كثيرًا. فكان الطموح، مع إيثاره القوة عاملين مؤثرين في صلته بالحياة والأحياء من حوله. ودفعه هذا الطموح أن يلقي مراسيه مطوفًا في بلاطات الحكام والأمراء. يقول لكافور في لقاء بينهما:
وغير كثير أن يزورك راجل فيرجع ملكًا للعراقيين واليا
ويلح على كافور في هذا الطلب حين يحس تراخيًا منه:
أبا المسك هل في الكأس فضل أناله فإني أغنِّي منذ حين وتشرب
ويرجِّح بعض الدارسين أن طموحه كان ثمرة لعصره المثقل بالاضطرابات والدسائس؛ فشهوة المجد في نفسه لم تكن أقل منها في نفوس غيره من أولئك الطامحين في إمارات تتقاذفها الأيدي كل زمان وحين. وجد المتنبي أن طموحه يخرجه من داره ليلقي به في صدر هذا الأتون الملتهب.
وكان الصدق من صفات المتنبي؛ صدقٌ جعله يترفع عن الكذب إذ لايليق بأمجاد الرجال، وهذا الصدق ـ لدى المتنبي ـ صنو للجد:
في الصدق مندوحة عن الكذب والجد أولى بنا من اللعب
وكان في أخلاق المتنبي ترفع عن حياة أهل عصره، وما تمور به من تهافت على اللذات والشهوات. فأخلاقه محمودة وسيرته خالية من الموبقات.
ولعل الإحساس بالعظمة الذي جعل ذاته المتفوقة تبلغ حدًا مرضيًا ـ كان من صفات المتنبي التي خاض فيها الباحثون كثيرًا. رأى بعضهم أنه يعاني من جنون العظمة أو من عقدة نرجسية ورأى آخرون أن هذا الإحساس بالعظمة استجابة طبيعية لذكائه وتفوقه. وزاد من إحساس المتنبي بذاته المتفوقة أن حساده كانوا له بالمرصاد، فربط مدحه بهجائهم:
إن أكن مُعْجَبًا فعجبُ عجيبٍ لم يجد فوق نفسه من مزيد
أنا تِرب الندى ورب القوافي وسمام العدا وغيظ الحسود
أنا في أمة تداركها الله غريب كصالح في ثمود
وديوان المتنبي حافل بشعر كثير يعبر تعبيرًا صادقًا وعميقًا عن هذا الاعتداد بالنفس والشعور بالتفوق. وقد أدى هذا الاعتزاز بالمتنبي إلى مخاطبة الأمراء دون مهابة؛ مخاطبة الصديق للصديق والند للند. ورد أنه كان ينشد الشعر جالسًا أمام سيف الدولة وأن طاهرًا العلوي أجلسه على سريره وجلس بين يديه.
abo rashid
10-03-2006, 10:56 PM
فأدت هذه النفس المتفوقة بالمتنبي إلى قدر وافر من الإحساس بالإباء والشمم:
خليليَّ إني لا أرى غير شاعر فَلـِمْ منهم الدعوى ومنِّي القصائد
فلا تعجبا إن السيوف كثيرة ولكن سيف الدولة اليوم واحد
لم يكن المتنبي يعرف المداراة وتلك صفة فتحت عليه أبواب الأذى وأكسبته العداء. لم يكن يصانع أو يجامل. وقصصه مشهورة في هذا المقام في مواقفه مع أبي فراس وابن خالويه والمهلبي والصاحب بن عبَّاد وغيرهم كثير. أصابوه بكثير من الأذى إذ لم يصانع في أمورهم، فلو صانع لعاش في حمى وأمان.
ومن أنبل مقومات شخصيته إخلاصه في حبِّه ووفائه لمن أحب:
خلقتُ ألوفاً لو رجعت إلى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
وكان هذا الوفاء نابعًا من كريم خلق وصدق مشاعر، ومن ثم فهجاؤه الأمراء الذين سبق أن مدحهم من قبل لم يكن لعدم إخلاص وود، إنما كان احتقارًا لهم وازدراءً ومراجعة للنفس.
ولعل من سلبيات شخصيته مزاجه المتقلب وتناقضه في بعض المواقف. فلم يكن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. ولم يكن يخلو من مزاج متشائم مرده سوء الظن بهم:
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع إن حاربوا جبنوا أو حدثوا شجعوا
كما رُمِي بالبخل والحرص على المال وكان يدافع عن هذه الدعوى وإن نقلت الكتب والمرويات قصصًا عن بخله. ولايُنكر أن المال كان للمتنبي وسيلة لتحقيق آماله المفقودة؛ فقد نشأ في أسرة فقيرة وأدرك أن الجاه والسيادة يحتاجان إلى سلطان المال، ولكن فلسفته في ذلك أن جمع المال مخافة الفقر، هو الفقر نفسه.
ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر
فالمتنبي لم يكن بخيلاً ولكنه صاحب فلسفة تنبع من معاناة حقيقية أدرك خلالها قيمة المال وأثره البالغ في الحياة. ليس المال لديه مطلبًا لذاته ولكنه عون لدفع عاديات الحياة:
وما رغبتي في عسجد أَستفيده ولكنها في مفخر استجدُّه
وقوام هذه الفلسفة ـ التي قد تبدو بخلاً ـ يتضح في نصحه كافورًا ألا يسرف في العطاء فيذهب ماله في طلب المجد فيذهب المجد إذا ذهب المال. فصاحب المال بلا مجد فقير زري، وصاحب المجد بلا مال يوشك أن يزول عنه مجده، فالمال ـ من وجهة نظره ـ وسيلة لا غاية:
فلا ينحلِل في المجد مالك كلُّه فينحلَّ مجد كان بالمال عقده
ودبِّره تدبير الذي المجد كفه إذا حارب الأعداء والمال زنده
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
أثر علمه وثقافته على شعره
يُظهر ديوان المتنبي فيضًا من المعارف المتنوعة المشارب. فشعره يبين عن شاعر عالم ومثقف ولكنه لم يكن ممن يتعمدون إثقال الشعر بهذه المعارف التي تُخرج الشعر عن عفو الخاطر ولمحات الإحساس. فالمتنبي كان كثير الدرس والاطلاع، شهر بارتياده دكاكين الوراقين وملازمته لها. كما لازم أشهر علماء عصره من اللغويين والأدباء كالزجَّاج وابن السرَّاج والأخفش الأصغر وابن دُريد وأبي علي الفارسي وجلس إلى نفطويه وابن درستويه. وأخذ عنهم جميعًا. وكان بجانب حفظه القرآن الكريم، قد أفاد فصاحة ولسنًا حين شافه الأعراب وجالسهم في البادية. وقد تنوعت ثقافته وشملت المجالات الآتية:
اللغة. كان المتنبي مبرزًا في مجال اللغة، مكثرًا في نقلها، مطلعًا على غريبها وحوشيها. وأكثر استشهاده بكلام العرب نظمًا ونثرًا. قرأ عليه ابن العميد كتابه الذي جمعه في اللغة وكان يعجب من حفظه وغزير علمه. كما قرأ عليه أهل مصر كتاب المقصور والممدود لأبي العباس ابن ولاد فصححه وأخذ على مؤلفه بعض الغلطات. قيل إن كتبه بعد موته كانت تحمل ملاحظات نفيسة دونها بيده. وكان حريصًا على حمل مكتبته في أسفاره.
ثقافته الدينية والفلسفية. كان القرن الرابع الهجري قرنًا ثريًا بالمذاهب الفكرية ذات الدلالات الفلسفية. فهو عصر السنة والشيعة والقرامطة والمعتزلة والمرجئة. وتأثر المتنبي بالفلسفة ظاهر في شعره، وهي فلسفة تنم عن طول تفكير وعمق رؤية جعلت الحكمة من أغراض شعره المقدمة. وقد ألف الحاتمي رسالة أبان فيها ما أخذه المتنبي من أقوال أرسطو. ويظهر شعر المتنبي أثر قراءته في الفلسفة واتصاله بأساليبها مما ترك سماته في تقسيمه المنطقي لأجزاء الكلام وفي توليده للمعاني وإشاراته إلى ما يتصل بآراء الفلاسفة من غير العرب.
معرفته التاريخية. يعكس ديوان المتنبي صورة للأوضاع التاريخية والصراعات السياسية التي كانت دائرة في عصره. فيفسر الديوان كثيرًا من أحوال الحمدانيين وحروبهم مع الروم وحمايتهم للثغور كما يشير إلى مواقع ومعارك وأحلاف وعداوات تنقلت بين الشام والعراق ومصر. ويظهر شعره جانبًا من تقلب الحياة في القرن الرابع الهجري بفعل الولاءات السياسية والتزام الناس تارة وتحللهم من الالتزام أخرى.
معارفه الجغرافية. كان لرحلات المتنبي أثر بالغ على شعره وشخصيته معًا. فيظهر شعره سياحته بعد خروجه من بغداد متجولا: تارة في شمال سوريا وطرابلس واللاذقية وأخرى حالاً بمصر أو ماضيًا إلى بلاد مابين النهرين. كان لهذه الرحلات أثر قوي في معرفته بجغرافيا الأماكن التي حل بها حين يجتاز الصحاري أو يعبر الجبال مستهديا بالأنواء والنجوم والجبال. وقد يسلك طرقًا لا يدركها سواه؛ طرقًا تدل على حسن معرفته بمجاهل الأرض ومعالمها. أدى كل ذلك إلى رفد شعره بعدد غير قليل من الأسماء والمواضع والأماكن ذات الدلالات الجغرافية لمختلف الأماكن التي طوَّف بها.
معرفته بالقرآن. يعكس شعر المتنبي شدة تأثره بالقرآن الكريم: قوَّم القرآن لسانه كما استولى إعجازه على عقله. فتفتَّحت مواهبه الفنية في شعر هو نسيج وحده. انفعل المتنبي ببلاغة القرآن وروعة معانيه وجمال قصصه وبديع استعاراته. ويبدو هذا التأثر أوضح ما يكون في شعره حين يستوحي تارة القصص وأخرى المعاني وثالثة الاستعارات.
رحلاته
خرج المتنبي من السجن في حمص بعد أن عرف جور الزمان وكيد الأعداء. فلحق بالتنوخيين في اللاذقية وأقام عندهم حينًا من الزمان. وتوثقت صلته بأبناء إسحاق التنوخي محمد والحسين ونظم فيهما قصائد من أجمل شعره.
ارتحل بعد ذلك إلى الكوفة وأمضى زمنًا يشتغل بالعلم، راغبًا عن مدح الناس أو التعرض بشعره لأحداث تلك الفترة. ثم خرج في 326هـ من الكوفة ـ ولا نعلم سبب خروجه ـ متوجهًا إلى الشام للمرة الثانية، وبدا في هذا الطور من حياته شديد التأثر بحال الأمة العربية بعد أن ملك زمامها الموالي من الترك والديلم. وخرج من اللاذقية إلى طبرية وعاد إلى اللاذقية مرة أخرى. ثم ارتحل منها إلى حلب ومنها إلى أنطاكية قاصدًا المغيث بن علي بن بشر العجلي. كما مدح عددًا من وجوه القوم بها. ولكنه مل المقام فخرج إلى حمص ولبنان.
استقر في عام 328هـ في رحاب بدر بن عمار. وكان بدر عربيًا حلو الشمائل فوجد المتنبي في بلاطه شيئًا من الاستقرار، فابتهجت نفسه وتجدد أمله. يقول:
أحلماً نرى أم زمانًا جديدًا أم الخلق في شخص حيّ أعيدا
تجلى لنا فأضأنا به كأنا نجوم لقين سعودا
ورأى في بدر الأمير كل الأمير، والجود كل الجود، وكان شديد الإعجاب به وظل في حضرته حتى سنة 333هـ. وبادله بدر حبًا بحب فتفتحت شاعريته وكتب لاميته في وصف الأسد التي مدح فيها بدرًا. وتعد من عيون شعره:
أَمعفِّر اللَّيث الهزبر بسوطه لمن ادَّخرت الصارم المصقولا
ولكن المقام لم يطب له كل المطاب؛ فأعداؤه وحساده سعوا لإفساد ما بينه وبين أميره، وأغروا به الشعراء ليكيدوه بألسنتهم، وبدأ الأمير ينصرف شيئًا فشيئًا عنه بعد أن كان المقدم لديه. ولعل اعتداد المتنبي بذاته وعدم تمرسه بحياة القصور ودسائسها كان مما وسع الشقة بينه وبين أميره. فخرج من بلاط بدر قاصدًا دمشق ونزل بجبل جرش عند أبي الحسن علي بن أحمد الخراساني وكانت بينهما مودة واستظل بحماه ومدحه بقصيدة قال فيها:
لا افتخار إلا لمن لا يضام مدرك أو محارب لا ينام
وخرج قاصدًا أنطاكية عام 334هـ وبها أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد الخصيبي. ووصله في هذه الفترة كتاب من جدته تسأله السير إليها وتبثه شوقها، فقصد الكوفة ولكن حيل بينه وبين دخولها. وتوفيت جدته فرثاها بقصيدته المشهورة:
ألا لا أرى الأحداث حمدًا ولا ذمًا فما بطشها جهلاً ولا كفها حلمًا
انحدر المتنبي إلى دمشق، وكان سيف الدولة قد صد الروم واستولى على أكثر الشام. وصار ملء السمع والبصر، وكان أبو العشائر والي سيف الدولة على أنطاكية قد مهد للمتنبي الانتقال إلى بلاط سيف الدولة بحلب. وكان سيف الدولة يحتاج شاعرًا مثل المتنبي على كثرة شعراء بلاطه؛ شاعرًا يصور تلك المرحلة من البطولات التي كانت تعيشها الأمة العربية. فوجد كلٌّ منهما بغيته في صاحبه، فكتب المتنبي أجمل شعره ـ الذي يمثل ديوانًا خاصاً هو سيفيات المتنبي ـ كله أو جله خلال إقامته بالشام. لم يمدح أحدًا غيره خلال هذه الفترة، ولم يبخل الأمير على شاعره ولكن ذات الشاعر القلقة وطموحه الذي لا يُحَدُّ، فضلاً عن أسباب أخرى أسهب الرواة في ذكرها، جعلت المتنبي يشد الرحال من حلب قاصدًا دمشق سنة 346هـ. واتجه إلى الرملة في فلسطين ومدح الأمير ابن طغج عامل كافور الذي زين له الرحلة إلى كافور.
قصد المتنبي مصر مؤملاً أن يجد في حضرة كافور ما لم يجده لدى سيف الدولة. ولكن كافورًا كان سياسيًا داهية وأديبًا بارعًا، فأدرك مقاصد المتنبي وجعله يتأرجح بين اليأس والأمل. وتمثل هذه المرحلة ديوانًا شعريًا عُرف بالكافوريات من أشهره قصيدته التي مطلعها:
عيد بأية حال عدت يا عيد ؟ بما مضى أم لأمر فيك تجديد ؟
وهي آخر قصائده بعد أن يئس مما كان يأمله من كافور. ففر من مصر بعد أن كتب قصيدة الهجاء الخالدة في كافور. واتجه إلى الكوفة ودخلها سنة 351هـ. وشارك في الأحداث التي ألمت بها، وذلك أن رجلاً خارجيًا من بني كلاب ثار بها فقصد إليه أبو الفوارس دلَّير بن لشكروز، فهرب الخارجي قبل وصول القائد إلى الكوفة فمدحه أبو الطيب. وأقام الشاعر أشهرًا بالكوفة ثم خرج إلى بغداد ونزل على صديق له اسمه علي بن حمزة البصري، ولم يمدح أحدًا من أرباب السلطان ببغداد. ثم عاد إلى الكوفة وظل بها إلى سنة 354هـ ثم ارتحل ثانية إلى بغداد. وراسله ابن العميد وكان بأرَّجان، يطلب منه القدوم عليه فقصده المتنبي ومدحه في صفر سنة 354هـ وأقام عنده شهرين أو تزيد قليلا.ً ثم شد الرحال إلى عضد الدولة بشيراز ومدحه، وكان آخر الملوك الذين مدحهم.
abo rashid
10-03-2006, 10:57 PM
مقتله
خرج المتنبي من بلاط عضد الدولة بشيراز سنة 354هـ قاصدًا بغدادًا فلما وصل إلى دير العاقول خرج إليه جماعة من الأعراب من بني أسد وبني ضبة فقتلوه وانتهبوا أمواله. واختلفت الروايات حول سبب مقتله ولكنها أجمعت على أن الذي قتله هو فاتك الأسدي خال ضبة الذي هجاه المتنبي من قبل. وكان مقتله في السابع والعشرين من رمضان من تلك السنة.
ديوانه وأغراضه الشعرية
الديوان. يحوي ديوان المتنبي خمسة آلاف وأربعمائة وتسعين بيتًا في إحصاء الواحدي. وقد رتب المتنبي ديوانه بنفسه، وقرأه تلاميذه عليه وتدارسوه معه. وما ظفر ديوان شاعر في القديم والحديث بما ظفر به ديوانه من العناية والشرح؛ فقد ذكر له صاحب كشف الظنون نيفًا وأربعين شرحًا؛ ومن شراحه تلميذه وصديقه ابن جني، ومنهم علي بن أحمد الواحدي والعكبري وأبو العلاء المعري الذي سمى شرحه معجز أحمد. ومنهم البرقوقي في العصر الحديث. ولم يحو ديوانه كل أشعاره؛ فعن ابن جني أنه أسقط من شعره الكثير وبقي ما تداوله الناس. ثم إنه أضاف شيئًا من شعر صباه إلى الديوان لـمَّا سأله بعض فضلاء أهل الأدب بمصر ذلك.
وقد عكف على ديوانه كثير من الأدباء والنقاد منذ حياته إلى يومنا هذا، ولذلك قال ابن رشيق في حقه: ¸إنه مالئ الدنيا وشاغل الناس· واختلف النقاد في حكمهم على شعره فانقسموا فريقين: الفريق الأول لايراه شيئًا ويتتبع سقطاته؛ فقد ذكر ابن خلدون أن شيوخه كانوا يعيبون شعر المتنبي والمعري لعدم النسج على الأساليب العربية، فكان كلامهما كلامًا منظومًا. ومن هؤلاء أبوهلال العسكري صاحب الصناعتين وهو الذي يقول: ¸لا أعرف أحدًا يتبع العيوب فيأتيها غير مكترث غير المتنبي فإنه ضمَّن شعره جميع عيوب الكلام ما أعدمه شيئًا منها·. ومنهم الصاحب بن عباد في كتابه الكشف عن مساوئ المتنبي، والعميدي في كتابه الإبانة عن سرقات المتنبي وغيرهم. وأما الفريق الثاني فتصدى لهذه التهم، فدافع عن شعره، وفنه كالقاضي الجرجاني في كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه والثعالبي في يتيمة الدهر وغيرهما كثير.
وظلت حركة التأليف حول المتنبي مزدهرة حتى العصر الحاضر. ودخل المستشرقون الحلبة وعنوا بالمتنبي وشعره فترجموا أجزاء منه. ومن هؤلاء يوليوس الذي نشر قطعة منه مع نبذة عن حياته. ومنهم ج. ج رسك الذي نشر ست عشرة قطعة غزلية وقطعتين من الرثاء، كل ذلك مصحوبًا بالترجمة الألمانية. كما كتب بعضهم مؤلفات اتصفت بالشمول وبقدر غير قليل من الدقة ككتاب شارل بيلا عن ديوان المتنبي.
رُزق شعر أبي الطيب قبولاً ما حظي به شعر شاعر سواه؛ ففضلاً عن الجدل الذي أثاره ويثيره في مختلف المجالس الأدبية بكافة الأصقاع بين الأدباء والنقاد، قد نجد لشعره ذيوعًا حتى بين العوام. والقصة التالية تدل على هذا الذيوع: قال أحد أصحاب ابن العميد: ¸دخلت عليه يومًا قبل أن يتصل به المتنبي فوجدته واجمًا وكانت قد ماتت أخته من قريب، فظننته واجدًا لأجلها فقلت له: لايحزن الله الوزير ما الخبر؟ قال: إنه ليغيظني هذا المتنبي واجتهادي في أن أخمل ذكره. وقد ورد عليَّ نيف وستون كتابًا في التعزية ما منها إلا مصدّر بقوله:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعتُ فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقُه أملاً شرقتُ بالدمع حتى كاد يشرق بي
فكيف السبيل إلى إخماد ذكره؟!· وقد أشار الثعالبي إلى ما لشعره من القبول التام بين الخاص والعام. كما أشار الواحدي إلى شغف أهل عصره بديوانه وعكوفهم على حفظه وروايته. ومن طريف ما يُروى في هذا الصدد أن رجلاً من أهل بغداد كان يكره المتنبي، وآلى على نفسه ألا يسكن بمدينة يُذكر فيها أو يُنشد شعره، فهاجر من بغداد، وكان كلما دخل مدينة وسمع بها ذكره يرحل عنها؛ حتى وصل أقصى بلاد الترك فسألهم عن المتنبي فلم يعرفوه فأقام بينهم، فلما كان يوم الجمعة سمع الخطيب ينشد بعد أن ذكر أسماء الله الحسنى:
أساميًا لم تزده معرفة وإنما لذة ذكرناها
فعاد إلى بغداد·. والقصة على ما فيها من مبالغة تبيِّن شيئاً من الحق، وهو اشتهار ذكر المتنبي وشعره كأنه كان يعني نفسه بقوله:
وتركُك في الدنيا دويًا كأنما تداول سمعَ المرء أنمله العَشْر
الأغراض. طرق المتنبي مختلف أغراض الشعر وأبوابه من مدح وفخر وغزل ووصف للطبيعة والمعارك الحربية والحكم والأمثال والهجاء والطرَد وغيرها. فأجاد في شتى أبواب الشعر، وانفرد بفنون منها قل أن يزاحمه فيها مزاحم.
المدح. بدأ المتنبي حياته الشعرية بالمدح وأحصى الدارسون في ديوانه 112 قصيدة مدح عدا القطع. وأهم صفة كان يسبغها على ممدوحيه الشجاعة مقرونة بالكرم مع ذكر أسلاف الممدوح. ثم هو يشبِّه ممدوحه بالغيث والمطر والسحاب والأسد، وهو أسلوب تقليدي. ومما أنفرد به أو كاد تشبيه ممدوحيه بالأنبياء في الهيبة والجمال كقوله:
من يزره يزر سليمان في الملك جلالاً ويوسف في الجمال
ومن ميزاته أنه ينقطع لممدوحه فلا يمدح أحدًا معه إلا نادرًا، وأبرز ما في مدحه أنه يتغنى بنفسه ويقاسم الممدوح القصيدة ويجعل من نفسه ندًا له.
الرثاء. أغلب رثائه يعد من رثاء المناسبات وتقديم واجب العزاء، ويستثنى من ذلك رثاؤه جدته ورثاؤه فاتكًا، وبدرجة أقل رثاء خولة أخت سيف الدولة. ولذا نراه يميل إلى تحكيم العقل في رثائه ويحث على التعزية والسلوان ويرسل الحكم في فلسفة الموت:
سُبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها مُنعنا بها من جيئة وذهوب
تملُّكها الآتي تملَّك سالب وفارقها الماضي فراق سليب
وكثيرًا ما ينتقل إلى الحديث عن فقدان الأحبة وفناء الدنيا وسطوة الموت.
وأحر مراثيه كانت في جدته التي كان يحبها حبًا جمًا. وقصة موتها تزيد في الفاجعة؛ يروى أنها أرسلت إليه لتودعه وداعها الأخير فانطلق من الشام إلى العراق وأرسل إليها لتقدم عليه في بغداد. ولما وصلها كتابه اشتد بها السرور فحُمَّت وماتت، فقال محرِّمًا على نفسه السرور الذي قتلها وشارحًا سبب موتها:
أتاها كتابي بعد يأس وترحة فماتت سرورًا بي فمتُّ بها غمًا
حرام على قلبي السرور فإنني أعد الذي ماتت به بعدها سُمَّا
ومراثيه الأخرى على جودتها في بابها، يغلب طابع التعزية عليها كما أُخذَ عليه إلغاء الحواجز بينه وبين الأمير وأهل بيته كقوله في أم سيف الدولة:
بعيشك هل سلوت فإن قلبي وإن جانبت أرضك غير سال
وفي قصيدته في رثاء خولة أخت سيف الدولة طفرات ووثبات ما كان المجتمع في وقته ليقبلها كقوله:
أرى العراق طويل الليل مذ نعيت فكيف حال فتى الفتيان في حلب
الهجاء. هجاء المتنبي قليل لايتعدى مائتي بيت. ونَفَسُه الشعري قصير فيه، وأغلبه مقطوعات. وأطول هجائه قصيدة في كافور وأخرى في إسحاق بن كروس. وهجاؤه وجداني صادق التعبير عميق الألم، وهو لا يهجو إلا إذا أوذي. ويعد هجاؤه كافورًا من أجمل شعره؛ حيث وصفه وصفًا كاريكاتيريًا ساخرًا، ولكنه ظلمه في كثير من هجائه له؛ فوصفه بقلة الوفاء والمطال والمكر وخلف المواعيد، وعيَّره بأصله الوضيع وبأنه كان عبدًا لحجَّام، وبضخامة مِشْفره وغلظ يديه ورجليه، ونسي أن هذه الصفات لم يجلبها كافور لنفسه فلا يستحق أن يُذم بها، بل يستحق الإشادة لما وصل إليه وهو على هذه الصفة. وأشهر أهاجيه فيه:
عيد بأية حال عدت يا عيد ؟ بما مضى أم لأمر فيك تجديد ؟
وفيها:
من علَّم الأَسْوَد المخصيّ مكرمة أقومه البيض أم آباؤه الصِّيد
أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود
الوصف. المتنبي شاعر واصف طويل الباع إذا تفرغ لفنه. ولكن أنى له هذا التفرغ وهو أبدًا مشغول بما يريده الإنسان المثقل بالمطامح والهموم، المطارد من مكان إلى مكان. لم يسعد نفسه بالتمتع بمنظار الطبيعة وقد مر بقسط صالح منها في لبنان ودمشق وغوطتها، وحلب وبساتينها، وشواطئ النيل، وهذا لا يعني أنه مقفر من الوصف، فله الوصف الجيد المنثور في القصائد من مثل قوله في الثلج:
لـَبـَسَ الثلوجُ بها عليَّ مسالكي فكأنها ببياضها سوداء
أو قوله في وصف لبنان:
وعقاب لبنان وكيف بقطعها وهو الشتاء وصيفهن شتاء
أو قوله في السحاب:
ألم تر أيها الملك المفدى عجائب ما لقيت من السحاب
تشكَّى الأرض غيبته إليه وترشف ماءه رشف الرضاب
وأشهر ما وقع له من وصف نكتفي منه بالإشارة إلى ثلاث قصائد هن من أروع ما قيل في الوصف لا في شعره فحسب بل في الشعر العربي، الأولى: قصيدته في بدر بن عمار ووصف فيها الأسد والثانية في وصف بحيرة طبرية، والثالثة في وصف شعْب بوَّان.
كما أنه خص الخيل بطائفة من الأوصاف لأنها وسيلة مهمة من وسائل الحرب. كما وصف كلاب الصيد والظبي في الطرَد.
الغزل. لم يخص المتنبي هذا الفن بقصيد وإنما كان يأتي في مطالع قصائده مما دفع بعض النقاد إلى القول إنه غليظ القلب لايحب، وليس كذلك. ولعل طغيان النظرة التي حاول أن يشيعها في شعره من عنف في الرجولة وانشغال بمعالي الأمور، والأحداث الجسام التي مرت به، هي التي أخفت بريق الغزل في شعره فبدا باهتًا متكلفًا:
وكان أطيب من سيفي معانقة أشباه رونقه الغيد الأماليد
لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي شيئًا تتيمه غيد ولا جيد
ولكن هذا العنف يخفي وراءه نفسًا رقيقة تحس الجمال وتنفعل به، يقول:
أصخرة أنا ما لي لا تحركني هذي المدام ولاهذي الأغاريد
وقد تناول في مطالع قصائده مختلف فنون العشق والغزل: من سهاد وسقم، وطيف خيال، وتأثر بجمال المحبوبة، واشتهر عنه حبه للأعرابيات وازوراره عن الحضريات، لأنه تنقل في القبائل وعايش الأعرابيات فرأى الجمال الطبيعي، لا أصباغ ولا ألوان:
ما أوجهُ الحضَرِ المستحسناتُ به كأوجه البدويات الرعابيب
حُسْنُ الحضارة مجلوب بتطرية وفي البداوة حسن غير مجلوب
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها مضغ الكلام ولاصبغ الحواجيب
abo rashid
10-03-2006, 10:58 PM
الفخر. كان فخره نتيجة طبيعية لزهوه وتعاظمه وشعوره بامتيازه؛ وكان يقرن فخره بمدح الممدوح. ومن عجيب أمره أنه يفخر ويمدح في بيت واحد كقوله:
شاعر اللفظ خدنه شاعر المجـ ـد كلانا رب المعاني الدقاق
وكثيرًا ما كان يفخر بشخصه مُعليًا شأن ذاته المتفوقة:
أمِطْ عنك تشبيهي بما وكأنه فما أحد فوقي ولا أحد مثلي
وقوله:
لتعلم مصر ومن بالعراق ومن بالعواصم أني الفتى
وأني وفيت وأني أبيت وأني عتوت على من عتى
كما يفخر بشعره وكان يعلم قدره:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
أو:
وعندي لك الشرد السائرات لا يختصصن من الأرض دارا
ويرتبط بهذا احتقاره للحساد ومصاولته الأعداء من الشعراء:
أفي كل يوم تحت ضبني شويعر ضعيف يقاويني قصير يطاول
وكان المتنبي يفتخر بالقوة وبتحمل المصائب، وهو يرفض الضيم، فارس لايهاب الموت، ولا يرعوي عن رمي نفسه في المهالك. وقد أدى به فخره إلى التهلكة، يحكى أنه عندما كاد ينجو بالهرب ناداه غلامه: ألست القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال له قتلتني قتلك الله، وعاد إلى القتال وقاتل حتى قُتل.
الحكمة. نثر المتنبي الحكم والأمثال في قصائده وهذه لاتتأتى إلا عن علم غزير وتجارب غنية، ولذلك تأتي حية معبرة يتناقلها الناس. وقلما نجد شاعرًا له هذا القدر من الحكم والأمثال المتداولة حتى عند أولئك الذين تفرغوا لهذا الفن كأبي العتاهية. وساعده على ذلك أيضًا اطلاعه على فلسفة الهنود والفرس واليونان. وقد ذكر له الحاتمي في رسالته مائة بيت مقتبسة من أقوال أرسطو، وعدها وهنًا وسرقة، وليست كذلك، بل تدل على الاطلاع والثقافة. ومن أمثلتها:
قال أرسطو: ¸إذا كانت الشهوة فوق القوة كان هلاك الجسم دون بلوغها·.
وقال المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام
وقال أرسطو: ¸علل الأفهام أشد من علل الأجسام· وقال المتنبي:
يهون علينا أن تُصاب جسومنا وتسلم أعراض لنا وعقول
وقال أرسطو: ¸الظلم من طبع النفوس، وإنما يصدها عن ذلك إحدى علتين: علة دينية أو علة سياسية لخوف الانتقام· وقال المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
حكمة المتنبي مبثوثة في ثنايا قصائده؛ قد تأتي في بيت أو في نصف بيت ومن أمثلة ذلك:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوًا له ما من صداقته بُدُّ
وفي نصف بيت:
" أنا الغريق فما خوفي من البلل "
" وفي عُنق الحسناء يُستحسن العقد "
" مصائب قوم عند قوم فوائد "
" ومن قَصَد البحر استقل السواقيا "
" وخير جليس في الزمان كتاب "
مكانته الشعرية
يمثل شعر المتنبي عصره أصدق تمثيل بما فيه من قلاقل وثورات ومذاهب وآراء، فهو سجل تاريخي حافل وصادق لعصره. كما أن شعره صورة لحياته المضطربة، وفيه يتجلى طموحه وشهرته وعلمه ومجده وشجاعته. وتميَّز شعره في كل ذلك بقوة المعاني وبعد الأخيلة ورصانة الأسلوب وغنى الألفاظ وتدفق العاطفة.
وبناء القصيدة عنده محكم منطقي، وتأخذ قصيدته نمطين: إما التقديم للموضوع بالغزل الذي سار عليه الشعراء القدامى، وإما الشروع في موضوعه مباشرة، يبث بيتًا من الحكمة هنا وبيتًا هناك. ويختلف شعره في الكهولة عن شعره في الحداثة، وأجود شعره ما قاله في مدح سيف الدولة. ومن أصدق الأقوال التي نقدت شعر المتنبي أن في شعره سرًا من أسرار العبقرية صعب التعليل. ومعاني المتنبي أروع ما تكون حين يأتي بحكم وأمثال مستمدة من تفاعل نفسه مع الحياة الاجتماعية تفاعلاً يحسن فيه المتنبي إدراك فلسفة الحياة، أو حين يصف المعارك ويصور البطولة، ويتغنى بالمجد والشجاعة والشرف. وتميل النفوس إلى هذه المعاني لأن في نفس كل إنسان ميلاً إلى تمجيد القوة.
أُخذ على المتنبي بعض الإبهام في المعاني والتكلف في التعبير عن الصورة، وقليل من الشذوذ اللغوي، ومع ذلك فإن شعر المتنبي في معانيه وأسلوبه ارتفع بصاحبه إلى أكبر شاعر عرفته العربية، وجعل منه أكثر الشعراء حكمة سائرة ومثلاً شرودًا يردده أبناء العربية في كل زمان ومكان.
أكثر شعر المتنبي من المشهور الذي يتمثل به، وتحفل به مصنفات المختارات الأدبية. وبالرغم من ذلك فإن بعض قصائده بلغت من الشهرة حدًا بعيدًا، مثل قصيدته في وصف الحُمّى وفيها يقول:
وزائرتي كأن بها حياء فليس تزور إلا في الظلام
بذلتُ لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها فتوسعه بأنواع السُّقام
كأن الصبح يطردها فتجري مدامعها بأربعة سجام
أُراقب وقتها من غير شوق مراقبة المشوق المُستهام
ويصدق وعدها والصدق شر إذا ألقاك في الكُرَب العظام
أبنتَ الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزِّحام
وقد صور شعره معاناته في الحياة وعظيم تمرسه بها، وانعكس ذلك في أبياته السيّارة مثل:
كلما أنبت الزمان قناة ركَّب المرء في القناة سنانا
ومراد النفوس أصغر من أن تتعادى فيه وأن تتفانى
أو قوله:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لاتشتهي السفن
أو:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لايظلم
أو:
من يَهُنْ يسهل الهوان عليه ما لجرح بميِّت إيلامُ
عيــــــــــــــد بأي حال عدت يا عيد
عـيدٌ بِـأيَّةِ حـالٍ عُـدتَ يـا iiعِيدُ
بِـما مَضَى أَم لأَمْرٍ فِيكَ iiتجدِيدُ
أَمــا الأَحِـبـةُ فـالبَيَداءُ دُونَـهُمُ
فَـلَيتَ دُونَـكَ بَـيْدًا دونَها iiبِيدُ
لَولا العُلَى لم تجِبْ بِي ما أَجُوبُ بِها
وَجـناءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ iiقَيدُودُ
وَكـانَ أطْـيَبَ مِـنْ سيفِي iiمَعانَقَةً
أَشْـباهُ رَونَـقه الـغِيدُ iiالأَمالِيدُ
لـم يَتْرُكِ الدَهْرُ مِنْ قَلبي وَلا iiكَبِدي
شَـيْئاً تُـتَيِّمهُ عَـيْنٌ وَلا جِـيدُ
يـا سـاقِييَّ أَخَـمرٌ فـي كُؤوسِكما
أم فـي كُـؤُوسِكُما هَمٌّ iiوتَسْهِيدُ
أَصَـخْرَةُ أَنـا مـا لي لا iiتُحِرِّكُني
هـذي المُدامُ وَلا هذي iiالأَغارَيدُ
إذا أَرَدْتُ كُـمَيْتَ الـلَّوْنِ iiصـافِيَةً
وَجَـدْتُها وحَـبِيبُ النَفْسِ iiمَفقُودُ
مـاذا لَـقِيْتُ مِـنَ الـدُنْيا iiوأَعْجَبُهُ
أَنِّـي بِـما أَنا شاكٍ مِنْهُ iiمَحسُودُ
أَمْـسَيْتُ أَرْوَحَ مُـثرٍ خـازِنًا iiويَدًا
أَنـا الـغَنِيُّ وأَموالِي iiالمَواعِيدُ
إِنّــي نَـزَلتُ بِـكَذابِينَ iiضَـيفُهُمُ
عَنِ القِرَى وعَنِ التَرحالِ iiمِحدُودُ
جُـودُ الـرّجالِ منَ الأَيْدِي وَجُودُهُمُ
مـنَ اللِسانِ فَلا كَانُوا وَلا iiالجوُدُ
مـا يَقبِضُ المَوتُ نَفسًا مِن iiنفوسِهِمِ
إِلا وفـي يـدِهِ مِـن نَتَنِها iiعُودُ
أكُـلما اغْـتَالَ عَـبدُ الـسُوءِ iiسيدَهُ
أَو خـانَه فَـلَهُ في مصرَ تَمهيدُ
صـار الـخَصِي إِمـام الآبِقين iiبِها
فـالحُر مـستعبَد والعَبدُ iiمَعبُودُ
نـامَت نـواطِيرُ مِصرٍ عَن iiثَعالِبِها
فـقد بَـشِمْنَ ومـا تَفْنى العناقيدُ
الـعَبد لـيسَ لِـحُرٍّ صـالحٍ iiبـأخٍ
لَـو أنـهُ في ثيابِ الحرِّ iiمولودُ
لا تـشتَرِ الـعَبد إلا والـعَصَا iiمعهُ
إِن الـعَـبِيدَ لأنـجاسٌ iiمَـناكيدُ
مـا كُـنتُ أَحسَبُني أَحيا إلى iiزَمَنٍ
يُـسيء بي فيهِ عَبد وَهْوَ iiمَحمودُ
وَلا تَـوهمتُ أَن الـناس قَـدْ iiفُقِدُوا
وأًن مِـثْلَ أَبي البيضاءِ iiمَوجودُ
وأَنَّ ذَا الأَسْـوَدَ الـمَثْقوبَ مـشْفَرُهُ
تـطِيعُهُ ذي العَضارِيطُ iiالرعادِيدُ
جَـوعانُ يأكلُ مِن زادي iiويُمِسكُني
لِـكَي يُقالَ عَظِيمُ القدرِ iiمَقصُودُ
وَيـلُـمِّها خُـطَّـةً وَيـلُم iiقـابلِها
لِـمِثْلِها خُـلِقَ الـمهريَّةُ iiالقُودُ
وعِـندَها لَـذَّ طَـعْم الموتِ شارِبُهُ
إِن الـمَنِيَّةَ عِـنْدَ الـذُلّ iiقِـنديدُ
مَـن علَّم الأسودَ المَخْصِيَّ iiمكرُمة
أَقَـومُهُ الـبِيضُ أَمْ آباؤهُ iiالصِيدُ
أم أُذْنُـه فـي يـدِ الـنّخَّاسِ iiدامِيةً
أَم قَـدْرهُ وَهـوَ بِالفِلسَيْنِ iiمَردُودُ
أولَــى الـلِئام كُـوَيفيرٌ iiبِـمَعذِرَة
فـي كُلِّ لُؤْم وبَعض العُذْرِ iiتَفنِيدُ
وَذاك أن الـفحولَ الـبِيضَ iiعاجِزَة
عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيَةُ السُودُ
اشكرك اخوي بوراشد على هذا الاختيار الرائع
على قدر أهـــــــــــل العزم
عَـلى قَـدْرِ أَهـلِ العَزمِ تَأتِي iiالعَزائِمُ ،،،،،،،،، وتَـأتِي عَـلَى قَـدْرِ الـكِرامِ iiالمَكارِمُ
وتَـعظُمُ فـي عَينِ الصّغِيرِ iiصِغارُها ،،،،،،،،،، وتَـصغُر فـي عَـين العَظِيم iiالعظائم
يُـكلّفُ سَـيفُ الـدَولَةِ الجَيشَ iiهَمّهُ ،،،،،،،،،، وقـد عَجَزَتْ عنهُ الجُيوشُ iiالخَضارِمُ
ويَـطلب عِـندَ الـناسِ ما عِندَ iiنَفسهِ ،،،،،،،،،،، وذلِــكَ مـا لا تَـدَّعِيهِ iiالـضَراغِمُ
يُـفدّي أَتـمُّ الـطَّيرِ عُـمرًا iiسِلاحَه ،،،،،،،،، نُـسورُ الـفَلا أَحـداثُها والـقَشاعِمُ
وَمـا ضَـرَّها خَـلْقٌ بِـغَيرِ iiمَخالِب ،،،،،،،،، وقــد خُـلِقَتْ أَسـيافُهُ iiوالـقَوائِمُ
هَـلِ الـحَدَثُ الـحَمراءُ تَعرِفُ iiلَونَها ،،،،،،،،، وتَـعـلَمُ أَي الـسـاقِيَينِ iiالـغَـمائِمُ
سَـقَتها الـغَمامُ الـغُرُّ قَـبلَ iiنُزولهِ ،،،،،،،،،،، فَـلما دَنـا مـنها سـقتها iiالجَماجِمُ
بَـناها فـأَعلَى والـقَنا يَـقرَعُ iiالقَنا ،،،،،،،، ومَــوجُ الـمَنايا حَـولَها iiمُـتَلاطِمُ
وَكـانَ بِـها مِـثلُ الجُنونِ iiفأَصبَحَت ،،،،،،،، ومِـن جُـثَثِ الـقتَلَى عَـلَيها iiتَمائِمُ
طَـرِيـدةُ دَهـرٍ سـاقَها iiفـرددْتها ،،،،،،، عـلى الـدِينِ بـالخَطّيِّ والدَهرُ راغِمُ
تُـفِيتُ الـليالِي كُـلَّ شـيءٍ iiأَخذتَهُ ،،،،،،،، وهُـنَّ لِـما يَـأخُذنَ مِـنكَ iiغَـوارِمُ
إذا كـانَ مـا تَـنوِيهِ فِعلاً iiمُضارِعًا ،،،،،،،،، مَـضَى قَـبلَ أن تُلقَى عَلَيهِ iiالجَوازمُ
وَكـيفَ تُرَجِّي الرُومُ والروسُ iiهَدمَها،،،،،،،، وَذا الـطَعنُ آسَـاسٌ لـها iiودَعـائِمُ
وقـد حـاكَمُوها والـمَنايا iiحَـواكِمٌ ،،،،،،،، فـما مـاتَ مَـظلُومٌ ولا عاشَ iiظالِمُ
أَتَــوكَ يَـجُـرُّونَ الـحَدِيدَ iiكـأنّما ،،،،،،،،، سَــرَوْا بِـجِيادٍ مـا لَـهُنَّ iiقَـوائِمُ
إِذا بَـرَقُوا لـم تُـعرَفِ البِيضُ iiمِنهُمُ ،،،،،،،،،،،، ثِـيـابُهُمُ مــن مِـثلِها iiوالـعَمائِمُ
خَمِيسٌ بِشَرقِ الأرضِ والغَربِ iiزَحفُهُ ،،،،،،، وفـي أذُنِ الـجَوزاءِ مـنهُ زمـازمُ
تَـجَـمّع فـيهِ كُـل لِـسنٍ iiوأَمُّـةٍ ،،،،،،،،،، فـمـا يُـفهِمُ الـحُدَّاثُ إِلا iiالـتَراجِمُ
فـلِـلّهِ وَقــتٌ ذوَّبَ الـغِشَّ نـارُهُ ،،،،،،،،،، فـلـم يَـبقَ إِلا صـارمٌ أو iiضُـبارِمُ
تَـقَطع مـا لا يَـقطَعُ الـدِرعَ iiوالقَنا ،،،،،،،،، وفَـرَّ مـنَ الـفُرسان مَن لا iiيُصادِمُ
وَقَـفتَ وَمـا في المَوتِ شَكٌّ iiلِواقِفٍ ،،،،،،،،، كـأَنكَ فـي جَـفنِ الرَّدَى وَهْوَ iiنائِمُ
تَـمُرُّ بِـكَ الأَبـطالُ كَـلْمَى هَـزِيمةً ،،،،،،،،،، ووَجـهُكَ وَضَّـاحٌ وثَـغْرُكَ iiبـاسِمُ
تـجاوَزتَ مِـقدارَ الـشَجاعةِ والنُهَى ،،،،،،،،،، إلـى قـولِ قَـومٍ أَنـتَ بالغَيب iiعالِمُ
ضَـمَمتَ جَـناحَيهم على القَلبِ iiضَمّةً ،،،،،،،، تَـمُوتُ الـخَوافِي تـحتَها iiوالقَوادِمُ
بِـضَربٍ أَتَـى الهاماتِ والنَصرُ غائب ،،،،،،،،،،، ٌوحَـتى كـأنَّ الـسيف لِلرُمحِ iiشاتِمُ
ومَـن طَـلَبَ الـفَتحَ الـجَلِيلَ iiفإنَّما ،،،،،، مَـفاتيحُهُ الـبِيض الخِفافُ iiالصَوارِمُ
نَـثَـرتَهُمُ فَــوقَ الأُحَـيدِبِ iiكُـلِّهِ ،،،،،،،، كَـما نُـثِرت فَـوقَ العَرُوسِ iiالدَراهِمُ
تَـدُوسُ بِكَ الخيلُ الوُكورَ على iiالذُّرَى ،،،،،،،،،، وقـد كَـثُرَت حَولَ الوُكورِ iiالمَطاعِمُ
تَـظُنَّ فِـراخُ الـفُتخِ أَنـكَ iiزرتَـها ،،،،،،،،، بِـأُمَّـاتِها وَهْـيَ الـعِتاقُ الـصَّلادِمُ
إِذا زَلِـقَـت مَـشَـيتَها iiبِـبُـطُونِها ،،،،،،،،،،،، كَـما تَـتَمشَّى فـي الـصَعيد الأَراقمُ
أَفِـي كُـلِّ يـومٍ ذا الـدُّمستُق iiمُقدِمٌ ،،،،،،،،، قَـفاهُ عـلى الإِقـدامِ لِـلوَجهِ iiلائِـمُ
أَيُـنكِر ريـحَ الـلّيث حـتّى iiيَـذُوقَه ،،،،،،،،،، وقـد عَـرفَتْ رِيـحَ الليُوث iiالبهائِمُ
وقـد فَـجَعَتهُ بِـابنِهِ وابـنِ iiصهرِهِ ،،،،،،،،،،، وبـالصِهرِ حَـملاتُ الأَمـيرِ الغَواشمُ
مَضَى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى،،،،،،،،،،،،،،، لِـمَا شـغلتها هـامُهُم iiوالـمَعاصِمُ
ويـفهَمُ صَـوتَ الـمَشرفيَّةِ iiفـيهِمِ ،،،،،،،، ،،، عـلى أَنَّ أَصـواتَ الـسُيُوفِ iiأَعاجِمُ
يُـسَرُّ بـما أَعـطاكَ لا عَـن iiجَهالةٍ ،،،،،،،،، ولـكِنَّ مَـغنوماً نـجا مِـنكَ غـانِمُ
وَلـسـتَ مـلِـيكًا هـازِمًا iiلِـنَظِيرِه ،،،،،،،،،،،، ولـكِـنكَ الـتَّوحِيدُ لِـلشِرْكِ هـازمُ
تـشَـرَّفُ عَـدنـانٌ بِـهِ لا iiرَبـيعةٌ ،،،،،،،،،،،،، وتَـفـتخِرُ الـدُّنيا بِـهِ لا iiالـعَواصِمُ
لَـكَ الـحَمدُ فـى الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ ،،،،،،،،،، فـإِنَّـكَ مُـعـطيه وإنِّــيَ iiنـاظِمُ
وإِنِّـى لَـتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى ،،،،،،،،، فَـلا أَنـا مَـذمُومٌ ولا أَنـتَ iiنـادِمُ
عـلـى كُـلِّ طَـيَّارٍ إلـيها iiبِـرِجلِهِ ،،،،،،،،،، إِذا وَقَـعَتْ فـي مِـسمَعَيهِ iiالغَماغِمُ
أًلا أَيُّـها الـسَّيفُ الَّـذي لَيسَ iiمُغمَداً ،،،،،،،،، وَلا فـيهِ مُـرتابٌ ولا مِـنهُ iiعـاصِمُ
هَـنِيئا لِـضَربِ الهامِ والمَجدِ iiوالعُلَى ،،،،،،،،، وَراجِـيـكَ والإِسـلامِ أَنـكَ iiسـالِمُ
ولِـم لا يَـقِي الرَّحمنُ حَدّيكِ ما iiوَقَى ،،،،،،،،،،، وتَـفلِيقُهُ هـامَ الـعِدَى بِـكَ iiدائِـمُ
abo rashid
11-03-2006, 07:27 AM
يعطيك العافية اختي روز على الاضافة الرائعة
abo rashid
11-03-2006, 11:43 AM
بعض اشعار المتنبي تبدا بالقافية ( الهمزة )
آخــرُ مــا الملْــك مُعــزَّى بِـهِ _________________________
هــذا الَّــذي أثــرَ فــي قَلبِــهِ _________________________
أبـــا سَـــعيدٍ جَــنّبِ العِتابــا _________________________
فـــرُبَّ رأيٍ أخْطَـــأَ الصَّوابــا _________________________
أَبــا عبــدِ الإِلــهِ مُعــاذ: إِنّـي _________________________
خَــفِيٌّ عَنــكَ فـي الهَيجـا مَقـامي _________________________
أَبــاعِثَ كُــلِّ مَكرُمــةٍ طَمُــوحِ _________________________
وفــارِسَ كُــلِّ سَــلْهَبةٍ سَــبُوحِ _________________________
أبْعـــدُ نــأيِ المَليحَــةِ البَخَــلُ _________________________
فــي البُعْــدِ مــا لا تكَـلُّفُ الإبِـلُ _________________________
أبْـلى الهَـوى أسـفاً يَـوْمَ النًّوى بَدني _________________________
وفَـرقَ الهَجْـرُ بَيْـنَ الجـفنِ والوَسَـنِ _________________________
أَتــاني كَـلامُ الجـاهِلِ ابـنِ كَـيَغلَغٍ _________________________
يَجُــوبُ حُزونًــا بيْنَنَــا وسُـهولا _________________________
أَتحـــلِف لا تكَـــلِّفُني مسِـــيراً _________________________
إِلــى بَلَــدٍ أُحــاوِلُ فيــهِ مـالا _________________________
أَتراهــــا لِكَــــثرة العُشَّـــاقِ _________________________
تَحسَــبُ الــدّمعَ خِلقـةً فـي المـآقِ _________________________
أَتُنكِــرُ مــا نَطَقــتُ بِــهِ بَدِيهـا _________________________
وَلَيسَ بِمُنْكـــرٍ سَـــبقُ الجَــوادِ _________________________
أَتُنكِــر يــا ابــنَ إِسـحقٍ إِخـائي _________________________
وتحسـب مـاءَ غَـيري مـن إنـائي ؟ _________________________
أَتَيــتُ بِمَنطِــقِ العَـرَبِ الأَصِيـلِ _________________________
وَكــانَ بِقَــدرِ مــا عـايَنتُ قِيـليِ _________________________
أَجـابَ دَمْعـي ومـا الداعي سِوَى طَلَلِ _________________________
دَعــا فلَبَّــاهُ قَبـلَ الـرَكْبِ والإِبِـلِ _________________________
أجــارُكِ يـا أُسْـدَ الفَـراديسِ مُكْـرَمُ _________________________
فتَسْــكُنَ نَفْســي أمْ مُهــانٌ فمُسْـلَمُ _________________________
أُحـــادٌ أَم سُــداسٌ فــي أُحــادِ _________________________
لُيَيْلَتُنـــا المنوطَـــةُ بالتَّنـــادي _________________________
أَحَـــبُّ امـــرَئ حَــبَّتِ الأَنفُس _________________________
وأَطيَـــبُ مـــا شَـــمَّه مُعطِسُ _________________________
أحْــبَبت بِــرَّكَ إذا أرَدْتَ رَحــيلا _________________________
فَوَجَــدتُ أكــثر مـا وَجـدْتُ قليـلا _________________________
أَحسَــنُ مــا يُخـضَب الحَـديدُ بـهِ _________________________
وخاضِبَيـــهِ النّجِــيعُ والغَضَــبُ _________________________
أحَـــقُّ عــافٍ بِــدَمعِكَ الهِمــمُ _________________________
أَحــدَثُ شَــيءٍ عَهـداً بِهـا القِـدَمُ _________________________
أحَــقُّ دارٍ بِــأَن تُــدعَى مُبارَكـةً _________________________
دارٌ مُبارَكــةُ المَلــك الــذي فِيهـا _________________________
أحُلمــاً نَــرى أمْ زمانــاً جَــديدا _________________________
أمِ الخَـلْقُ فـي شَـخصِ حَـيٍّ أُعِيـدَا _________________________
أَحيـا وَأَيسَـرُ مـا قاسـيتُ مـا قَتَـلا _________________________
وَالبَيْـنُ جـارَ عـلى ضُعفـي وما عَدَلا _________________________
أَراعَ كَـــذا كُــلَّ الأَنــامِ هُمــامُ _________________________
وسَــحَّ لــهُ رُسْـلَ المُلـوكِ غَمـامُ _________________________
أرَق عـــلى أرَقٍ وَمثــلي يَــأرَقُ _________________________
وجَــوًى يَزيــدُ وَعَــبرَة تَـتَرَقرَقُ _________________________
أرَكـــائِبَ الأًحْبــابِ إنَّ الأدْمُعــا _________________________
تَطِسُ الخُــدودَ كمـا تَطِسْـنَ اليَرْمَعـا _________________________
أَرَى مُرْهَفًــا مُــدهِشَ الصَّيْقَلِيــنَ _________________________
وبَابَـــةَ كُـــلِّ غُـــلامٍ عَتــا _________________________
أَرَى حُـــلَلاً مُطَـــواةً حِســـاناً _________________________
عَـــدَاني أَنْ أَراكَ بهــا اعْتِلالــي _________________________
أَرَى ذلِــكَ القُــربَ صـارَ ازوِرارا _________________________
وَصــارَ طَــوِيلُ السـلامِ اختِصـارا _________________________
أريقُــكِ أم مــاءُ الغَمَامَـةِ أَم خَـمرُ _________________________
بِفـيَّ بَـرُودٌ وَهـوَ فـي كَبِـدي جَـمرُ _________________________
أُرِيـكَ الـرِضَى لَـو أخَفتِ النَفسُ خافِيا _________________________
ومـا أنـا عـن نَفسِـي وَلا عَنكَ رَاضِيا _________________________
أزائِـــرٌ يـــا خيــالُ أمْ عــائِدْ _________________________
أمْ عِنـــدَ مَــولاكَ أنَّنــي راقِــدْ _________________________
أَســـامَرِّيُّ ضُحْكـــةَ كُــلِّ راءِ _________________________
فَطِنْــتَ وكُــنْتَ أَغبَـى الأََغبِيـاءِ _________________________
أَصبَحــتَ تَــأمُرُ بالحِجَـابِ لخِـلوَةٍ _________________________
هَيهـاتِ لسـتَ عـلى الحِجَـابِ بِقادِرِ _________________________
أُطـاعِنُ خَـيْلا مِـنْ فَوارِسِـها الدَّهْـرُ _________________________
وَحِـيدًا ومـا قَـوْلي كَـذا ومَعي الصَّبرُ _________________________
أَظَبيَــةَ الوَحْـشِ لَـولا ظَبيَـةُ الأَنسِ _________________________
لَمَـا غَـدَوْت بِجـد فـي الهَـوى تَعس _________________________
أَعـــدَدُت لِلغـــادرينَ أســـيافَا _________________________
أجـــدعُ مِنهُـــم بِهِـــنَّ آنافــا _________________________
أَعـلى الممـالِك مـا يُبنَـى على الأسَلِ _________________________
والطعــنُ عِنــدَ مُحِــبِّيهنَّ كـالقُبَلِ _________________________
أَعَــنْ إذنــي تَمُـرّ الـريحُ رَهـوًا _________________________
ويَســرِي كُلمــا شِــئتُ الغَمــامُ _________________________
أَعِيـدُوا صَبـاحِي فَهـوَ عِنـدَ الكَواعِبِ _________________________
ورُدُّوا رُقــادي فَهْـو لَحْـظُ الحَبـائِبِ _________________________
أغـالِبُ فِيـكَ الشَـوقَ والشَـوقُ أَغلَبُ _________________________
وأعْجَـبُ مِـن ذا الهَجْر والوَصْلُ أَعجَب _________________________
أغلَــبُ الحَــيّزَينِ مـا كُـنتَ فيـهِ _________________________
ووَلِـــيُّ النَمــاءِ مَــن تَنْميــهِ _________________________
أَفـاضِلُ النـاسِ أَغْـراضٌ لَـدَى الزَّمَنِ _________________________
يَخـلُو مِـنَ الهَـمِّ أَخـلاهُم مِـنَ الفِطَنِ _________________________
أقْصِـــرْ فلســـتَ بِزائــدي وُدَّا _________________________
بلـــغَ المــدَى وتجــاوَزَ الحــدَّا _________________________
أَقَــلُّ فَعــالي بَلْــهَ أَكـثَرَهُ مَجـدُ _________________________
وذا الجِـدُّ فيـه نِلْـتُ أَمْ لـم أَنَـلْ جَدُّ _________________________
abo rashid
11-03-2006, 11:44 AM
أَلآلِ إبـــراهيمَ بَعـــدَ محـــمدٍ _________________________
إلا حَــــنينٌ دائِـــمٌ وزفـــيرُ _________________________
أَلا كُــــلُّ ماشِـــيَةِ الخـــيَزَلَى _________________________
فِـــدَى كــلّ ماشِــيَةِ الهَيــذَبَى _________________________
أَلا مــا لِسَـيفِ الدَولـةِ اليَـومَ عاتِبَـا _________________________
فَـداهُ الـوَرَى أَمضـى السُيُوفِ مَضارِبا _________________________
أَلا أَذِّنْ فَمـــا أَذكـــرتَ ناســي _________________________
وَلا ليَّنـــتَ قلبًــا وَهــوَ قــاسِ _________________________
أَلاَ لا أُرِي الأَحــداث مَدحًـا ولا ذَمَّـا _________________________
فمــا بَطشُـها جَـهلاً ولا كَفُّهـا حِلْمـا _________________________
ألـــذُّ مِــنَ المُــدامِ الخــنَدَريس _________________________
وأحْــلى مِــنْ مُعاطــاةِ الكُـؤوسِ _________________________
أَلَــم تَــرَ أيُّهــا المَلِـكُ المُرَجّـى _________________________
عَجــائِب مـا رَأَيـتُ مِـنَ السَّـحابِ _________________________
أَمَــا تَــرى مــا أَراهُ أيهـا الملَـكُ _________________________
كأننــا فـي سـماءٍ مـا لهـا حُـبكُ _________________________
أمَــا فــي هــذه الدُنيــا كَــرِيمُ _________________________
تَــزُولُ بِــهِ عَـنِ القلـبِ الهُمـومُ _________________________
أَمَّــا الفِــراقُ فإِنــهُ مــا أَعْهـدُ _________________________
هُــوَ تَــوْأَمي لَــوْ أنَّ بَيْنًـا يُولَـدُ _________________________
أَمــاتَكُمُ مِــن قبْـلِ مَـوْتِكُمُ الجَـهْلُ _________________________
وجَــرَّكُمُ مِــنْ خِفَّــةٍ بِكُـمُ النَّمـلُ _________________________
أَمُســاوِر أم قَــرنُ شــمسٍ هــذا _________________________
أم لَيــثُ غــابٍ يَقــدم الأُســتاذا _________________________
أمِـنَ ازْدِيـارَكِ فـي الدُّجـى الرُّقَبـاءُ _________________________
إذْ حَـيثُ كُـنْت مِـنَ الظـلامِ ضِيـاءُ _________________________
أَمِــنْ كُــلِّ شَـيءٍ بَلَغـتَ المُـرادا _________________________
وفــي كُــلِّ شَـأْوٍ شَـأَوْتَ العِبـادا _________________________
أَنــا بالوُشــاةِ إذا ذكــرتُكَ أَشـبهُ _________________________
تــأْتي النَـدَى ويُـذاعُ عَنـك فتَكـرَهُ _________________________
أَنــــا عــــاتِبٌ لتعَتُّبِــــكْ _________________________
متعَجّـــــــبٌ لِتَعَجُّــــــبِك _________________________
أنــا لائِـمي إِنْ كُـنْتُ وَقْـتَ اللَّـوائِم _________________________
عَلمْـتُ بِمـا بـي بيْـنَ تِلْـكَ المَعـالِمِ _________________________
أنــا مِنْــكَ بَيـن فَضـائِلٍ ومكـارِمِ _________________________
ومِــنِ ارتيــاحِكَ فـي غَمـامٍ دائِـمِ _________________________
أنــا عَيــنُ المُســوّدِ الجَحجــاحِ _________________________
هَيَّجَـــتني كِلابُكُـــم بِالنُّبـــاح _________________________
أَنَشْــرُ الكِبــاءِ وَوَجْــهُ الأَمــيرِ _________________________
وحُسْــنُ الغِنــاءِ وصـافي الخُـمورِ _________________________
أُنْصُـر بِجـودِكَ ألفاظًـا تَـرَكتُ بِهـا _________________________
فـي الشَّـرقِ والغَربِ مَن عاداكَ مَكبوتا _________________________
أَنــوَكُ مِــن عَبــدٍ ومِـن عِرسِـهِ _________________________
مَــن حَــكَّمَ العَبــدَ عــلى نفسِـهِ _________________________
أَهـــلاً بِــدارٍ سَــباكَ أغيَدُهــا _________________________
أَبعَــد مــا بَــانَ عَنــكَ خُرَّدُهـا _________________________
أهــوِن بطــولِ الثــواءِ والتَّلـفِ _________________________
والسِّــجنِ والقَيــدِ يــا أبـا دُلَـفِ _________________________
أوَدُّ مـــنَ الأيَّــامِ مــا لا تَــوَدُّهُ _________________________
وأشــكُو إلَيهــا بَينَنـا وَهْـيَ جُـندُهُ _________________________
أَوْهِ بَـــدِيلٌ مــن قَــولتِي واهــا _________________________
لَمِــنَ نــأَت والبَــدِيلُ ذِكراهــا _________________________
أيَّ مَحَـــــــلٍّ أَرتَقــــــي _________________________
أيَّ عظيـــــــمٍ أتَّقِــــــي _________________________
أَيــا رامِيــاً يُصمِـي فُـؤَادَ مَرامِـه _________________________
تُــرَبِّي عِــداهُ رِيشَــها لِسِــهامِهِ _________________________
أَيَـــا خَــدَّدَ اللــهُ وَردَ الخُــدودِ _________________________
وقَـــدَّ قُــدودَ الحِســانِ القُــدودِ _________________________
أَيـــا مـــا أُحيسِـــنَها مُقلــةً _________________________
ولَـــوْلا المَلاحــةُ لــم أَعجَــبِ _________________________
أيَـــدرِي الـــرَبْعُ أَيَّ دَمٍ أَراقــا _________________________
وأَيَّ قُلــوبِ هــذا الــرَكْبِ شـاقا _________________________
أيــدري مــا أرابَــكَ مَـن يُـريبُ _________________________
وهـل تَـرقَى إلـى الفَلـكِ الخُـطوبُ _________________________
أَيَقـــدحُ فــي الخَيْمَــةِ العُــذّلُ _________________________
وتَشــمَل مَــن دَهرَهــا يَشــمَلُ _________________________
أيــنَ أزمَعــتَ أيُّ هــذا الهُمــامُ _________________________
نَحــن نَبـتُ الـرُّبى وأَنـتَ الغمـامُ _________________________
إثْلـــثْ فإنَّـــا أيُّهـــا الطَّلَــلُ _________________________
نَبكِـــي وتُــرزِمُ تَحتَنــا الإبِــلُ _________________________
إذا اعتَـلَّ سَـيفُ الدَولةِ اعتلَّتِ الأَرضُ _________________________
ومَـن فَوقَهـا والبـأسُ والكَرَمُ المَحضُ _________________________
إِذا غــامَرْتَ فــي شَــرَفٍ مَـرُومِ _________________________
فَـــلا تَقْنَــعْ بِمــا دُونَ النُّجــومِ _________________________
إِذا كــانَ مــدحٌ فالنَّســيبُ المُقَـدَّمُ _________________________
أَكُــلُّ فصيــحٍ قــالَ شِـعرًا مَتَيَّـمُ _________________________
إذا مـا شَـرِبتَ الخَـمرَ صِرفًـا مُهَنًّـأ _________________________
شَـرِبْنا الَّـذي مِـن مِثلِـهِ شَرِبَ الكَرمُ _________________________
إذا مــا الكَــأسُ أَرعَشَــتِ اليَـدَينِ _________________________
صَحَــوت فلـم تَحُـل بَينـي و بَينـي _________________________
إلامَ طَماعِيَــــــةُ العـــــاذِلِ _________________________
وَلا رأيَ فـــي الحُـــبِّ لِلعــاقِلِ _________________________
إلـى أَيّ حـين أنـت فـي زِيّ مُحـرِم _________________________
ِ وحَـتى مَتَـى فـي شـقوَةٍ وإلـى كَمِ _________________________
إن كُــنت عـن خَـيرِ الأَنـامِ سـائِلا _________________________
فَخَـــيرُهم أَكـــثَرُهُم فَضـــائِلا _________________________
إِنْ يَكُــنْ صَـبْرُ ذي الرَزِيئَـةِ فَضْـلا _________________________
تَكُــنِ الأَفضَــلَ الأَعَــزَّ الأَجَــلاّ _________________________
إنّ الأًمـــيرَ أَدامَ اللـــهُ دَولَتَـــهُ _________________________
لَفــاخِرٌ كُسِــيَت فَخـرًا بِـهِ مُضَـرُ _________________________
إن القــوافيَ لــم تنمــكَ وإِنِّمــا _________________________
مَحَـقَتْك حَـتى صِـرْتَ مـا لا يُوجَـدُ _________________________
إِن هــذا الشِـعرَ فـي الشِـعرِ مَلَـكْ _________________________
ســارَ فَهْــوَ الشَـمسَ والدُنيـا فَلَـكْ _________________________
إِنَّمـــا أَحــفَظُ المَــدِيحَ بِعَينــي _________________________
لا بِقَلبــي لِمــا أَرَى فــي الأَمِـيرِ _________________________
إنَّمــــا التَهنِئَـــاتُ لِلأَكْفـــاءِ _________________________
ولمَـــنْ يــدَّنِي مِــنَ البُعَــداءِ _________________________
إنمــا بَــدرُ بــنُ عَمّـارٍ سـحابُ _________________________
هَطِــلٌ فيــهِ ثَــوابٌ و عِقــابُ _________________________
إنّـــي لأعلَــمُ وَاللبيــبُ خــبيرُ _________________________
أَنَّ الحيَــاةَ وإِنْ حَــرصْتُ غُــرورُ _________________________
اخــتَرْتُ دَهمــاءَ تَيْـنِ يـا مَطَـرُ _________________________
ومَــن لَــهُ فـي الفَضـائِلِ الخِـيَرُ _________________________
اَلحُــبُّ مــا مَنَـعَ الكَـلامَ الأَلسـنا _________________________
وأَلَــذُّ شَــكوَى عاشـقٍ مـا أَعْلَنـا _________________________
الحُــزنُ يُقلِــقُ والتَجَــمُّلُ يَـردَعُ _________________________
والــدَمعُ بَينَهُمــا عَصِــيُّ طَيِّــعُ _________________________
اَلــرَأْيُ قَبــلَ شَــجَاعَةِ الشُـجعانِ _________________________
هُــوَ أَوَّلٌ وَهِــيَ المَحَــلُّ الثـاني _________________________
الصّـوم والفِطـرُ والأَعيـادُ والعُصُـرُ _________________________
مُنــيرةٌ بِـكَ حـتى الشَّـمسُ والقَمَـرُ _________________________
الطِّيـــبُ مِمَّـــا غَنِيــتُ عَنْــهُ _________________________
كَـــفَى بِقُــرْبِ الأَمــيرِ طِيبــا _________________________
اَلقَلــبُ أعلَــمُ يــا عـذولُ بِدائِـهِ _________________________
وأَحَـــقُّ مِنــكَ بِجَفْنِــهِ وبمائِــهِ _________________________
المَجْــدُ عُـوفِي إِذ عُـوفِيتَ والكَـرمُ _________________________
وَزالَ عَنــكَ إلــى أَعــدائكَ الأَلَـمُ _________________________
المَجْلِســانِ عــلى التَّمْيـيزِ بَيْنَهُمـا _________________________
مُقــابِلانِ ولكِــنْ أَحْسَــنا الأَدَبــا _________________________
النّــاسُ مــا لَــم يَــرَوكَ أَشـباهُ _________________________
والدّهـــرُ لَفــظ وأَنــتَ مَعْنــاهُ _________________________
اَليــومَ عَهْــدُكُمُ فــأَين الموَعِــدُ _________________________
هَيهــاتِ لَيسَ لِيَــومِ عَهْــدِكُمُ غَـدُ _________________________
abo rashid
11-03-2006, 11:48 AM
حكم وأمثال المتنبي
الهمزة
وهَبنــي قلـت: هـذا الصبـحُ لَيـلٌ _________________________
أَيعمــى العــالَمونَ عَـن الضّيـاء؟ _________________________
* * *
وإذا خَــفيتُ عــلى الغَبِـيِّ فَعـاذِرٌ _________________________
أنْ لا تَـــراني مُقْلَـــةٌ عَمْيــاءُ _________________________
* * *
صَغُـرْتَ عَـنِ المـديحِ فقُلْـتَ أُهجَـى _________________________
كــأَنَّكَ مـا صَغُـرْتَ عَـنِ الهِجـاءِ _________________________
* * *
مــا الخِــلُّ إِلا مَــن أَودُّ بِقَلبِــهِ _________________________
وأَرَى بِطَــرفٍ لا يَــرَى بِسَــوائِهِ _________________________
* * *
لا تَعــذُل المُشــتاقَ فــي أَشـواقِهِ _________________________
حــتّى يَكُـونَ حَشـاكَ فـي أَحشـائِه _________________________
* * *
الباء
فَـالمَوْتُ أَعْـذَرُ لـي والصَّبْرُ أَجْمَلُ بي _________________________
والــبَرُّ أَوْسَــعُ والدُّنْيـا لِمَـنْ غَلَبـا _________________________
* * *
أظْمَتْنِـــيَ الدُّنْيــا فَلَمَّــا جئْتُهــا _________________________
مُستَسِــقياً مَطَــرَتْ عَـلَيّ مَصائِبـا _________________________
* * *
فــالمَوْتُ تُعْـرَفُ بالصِّفـاتِ طِباعُـهُ _________________________
لــم تَلْــقَ خَلْقــاً ذاقَ مَوْتـاً آئِبـا _________________________
* * *
كَثِــيرُ حَيــاةِ المَـرْءِ مِثْـلُ قَلِيلِهـا _________________________
يَــزُولُ وبـاقي عَيشِـهِ مِثْـلُ ذاهِـبِ _________________________
* * *
وقــد فــارَقَ النـاسَ الأَحِبَّـةُ قَبلَنـا _________________________
وأَعيــا دواءُ المَــوت كُـلَّ طَبِيـبِ _________________________
* * *
فــرُبَّ كَــئِيبٍ لَيسَ تَنـدَى جُفونُـهُ _________________________
ورُبَّ نَــدِيِّ الجَــفنِ غــيرُ كَـئِيبِ _________________________
* * *
إِذا اســتقبَلَتْ نَفسُ الكَــرِيمِ مُصابَهـا _________________________
بِخُــبثٍ ثَنَــتْ فاسـتَدبَرَتْهُ بِطِيـبِ _________________________
* * *
وفـي تَعـبٍ مَـن يَحسُدُ الشَمسَ نُورَها _________________________
ويَجــهَدُ أَنْ يَــأتي لَهــا بِضَـرِيبِ _________________________
* * *
ومـن صَحِـبَ الدُنيـا طَـويلاً تَقَلَّبَـتْ _________________________
عـلى عَينِـهِ حـتَّى يَـرَى صِدْقَها كِذْبا _________________________
* * *
ومـن تكُـنِ الأُسْـدُ الضَّـوارِي جُدودَهُ _________________________
يَكُـنْ لَيلُـهُ صُبحـاً ومَطعَمُـهُ غَصْبـا _________________________
ولَســتُ أُبـالي بَعْـدَ إِدراكِـيَ العُـلَى _________________________
أَكــانَ تُراثـاً مـا تَنـاوَلتُ أم كَسْـبا _________________________
* * *
أَرَى كُلَّنــا يَبغِــي الحَيــاةَ لِنَفْسِـهِ _________________________
حَرِيصـاً عليهـا مُسْـتَهاماً بِهـا صَبَّـا _________________________
فحُــبُّ الجَبــانِ النَفْسَ أَورَدَهُ البَقــا _________________________
وحُـبُّ الشُـجاعِ الحَـرْبَ أَورَدَهُ الحَرْبا _________________________
ويَخــتَلِفُ الرِزْقــانِ والفِعـلُ واحِـدٌ _________________________
إلـى أَنْ تَـرَى إِحسـانَ هـذا لِـذا ذَنْبا _________________________
* * *
وكــــم ذَنْـــبٍ مُوَلِّـــدُهُ دَلالٌ _________________________
وكـــم بُعـــدٍ مُوَلِّــدُهُ اقــتِرابُ _________________________
وجُـــرمٍ جَــرَّهُ سُــفهاءُ قَــومٍ _________________________
وَحَــلَّ بِغَــيرِ جارِمِــهِ العَــذابُ _________________________
* * *
وإنْ تكُـنْ تَغلِـبُ الغَلبـاءُ عُنصُرَهـا _________________________
فـإنَّ فـي الخَـمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ _________________________
* * *
وَعــادَ فـي طَلَـبِ المَـتْروكِ تارِكُـهُ _________________________
إنَّــا لَنَغفُــلُ والأيَّـامُ فـي الطَلَـبِ _________________________
* * *
حُسْــنَ الحِضـارةِ مَجـلُوبٌ بِتَطْرِيٍـة _________________________
وفـي البِـداوةِ حُسْـنٌ غَـيرُ مَجـلُوبِ _________________________
* * *
لَيـتَ الحَـوادِثَ بـاعَتْنِي الَّـذي أَخَذَتْ _________________________
مِنّـي بحـلْمي الَّـذِي أَعْطَـتْ وتَجريبي _________________________
فَمــا الحَداثــةُ مــن حِـلْمٍ بِمانِعـةٍ _________________________
قـد يُوجَـدُ الحِـلْمُ فـي الشُبَّانِ والشِيبِ _________________________
* * *
وَمــا الخَــيلُ إلاَّ كـالصَديقِ قَلِيلـةٌ _________________________
وإن كَـثُرَت فـي عَيْـنِ مَـن لا يُجرِّبُ _________________________
* * *
لَحَـى اللُـه ذي الدُنيـا مُناخًـا لِـراكِبٍ _________________________
فكُــلُّ بَعِيــدِ الهَــمِّ فيهـا مُعـذَّبُ _________________________
* * *
وكُـلُّ امـرِىءٍ يُـولي الجَـمِيلَ مُحببٌ _________________________
وكُــل مَكــانٍ يُنبِـتُ العِـزَّ طَيـبُ _________________________
* * *
وأَظلَـم أَهـل الظُلْـمِ مَـن بـاتَ حاسدًا _________________________
لِمَــن بــات فــي نَعمائِـهِ يَتَقَلـبُ _________________________
* * *
وللســرِّ مِنّــي مَــوضِعٌ لا يَنالُـهُ _________________________
نَــدِيمٌ وَلا يُفضِــي إليــهِ شَـرابُ _________________________
* * *
أَعَـزُّ مَكـانٍ فـي الـدُنَى سَـرجُ سابِحٍ _________________________
وخَــيرُ جَـليسٍ فـي الزَمـانِ كتـابُ _________________________
* * *
وَمـا أَنـا بِالبـاغي عـلى الحُبّ رِشوةً _________________________
ضَعِيـفُ هَـوًى يُبغـى عليـهِ ثَـوابُ _________________________
* * *
إذا نلــتُ منـكَ الـود فالمـال هَيـن _________________________
وكُــل الَـذي فَـوَقَ الـتُرابِ تـرابُ _________________________
* * *
ومَـــن جَـــهِلَت نَفســهُ قَــدرَهُ _________________________
رَأًى غَــيرُهُ مِنــهُ مــا لا يَــرَى _________________________
* * *
نَحــنُ بنُــو المــوَتَى فَمـا بالُنـا _________________________
نَعــافُ مــا لابُــدَّ مــن شُـربِهِ _________________________
* * *
لــو فكَّــرَ العاشِــقُ فـي مُنتَهـى _________________________
حســنِ الَّــذي يَســبِيهِ لـم يَسْـبهِ _________________________
* * *
يَمــوتُ راعـي الضَّـأَنِ فـي جَهلِـه _________________________
مِيتـــةَ جــالِينُوسَ فــي طِبِّــهِ _________________________
* * *
وغايـــةُ المُفْــرطِ فــي سِــلْمِهِ _________________________
كَغَايـــةِ المفُــرطِ فــي حَرْبِــهِ _________________________
فَـــلا قَضَــى حاجَتَــهُ طــالِبٌ _________________________
فُـــؤادُهُ يَخـــفِقُ مــن رُعْبِــهِ _________________________
abo rashid
11-03-2006, 11:49 AM
التاء
فــي النــاس أَمثِلَـةٌ تَـدُورُ حَياتُهـا _________________________
كَمَماتِهـــا ومَماتُهـــا كَحَياتِهـــا _________________________
* * *
الدال
عِشْ عَزيــزاً أَو مُـت وَأَنـتَ كَـريم _________________________
بيــن طَعــنِ القَنـا وخـفْقِ البنـود _________________________
* * *
فَــاطْلُبِ العِـزَّ فـي لظَـى وَدَعِ الـذُّ _________________________
لَّ وَلَــو كــانَ فـي جِنـانِ الخـلُودِ _________________________
يقتــل العـاجِزُ الجبَـانُ وقَـد يَـعـ _________________________
جــزُ عَــن قَطْـعِ بُخْـنُقِ المولـودِ _________________________
* * *
لا بِقَـومي شَـرفْتُ بـل شَـرفوا بـي _________________________
وبنفْســـي فَخَــرت لا بِجُــدودي _________________________
* * *
وَمــا مــاضي الشــبابِ بمسـتَردٍّ _________________________
وَلا يَــــوم يمُـــر بمســـتعادِ _________________________
* * *
متـى مـا ازددتُ مـن بَعـدِ التنـاهي _________________________
فقــد وَقَـعَ انتِقـاصي فـي ازْدِيـادي _________________________
* * *
فــإن الجُــرحَ يَنفِــر بعـد حـينٍ _________________________
إذا كــانَ البِنــاءُ عــلى فســاد _________________________
* * *
وَمِـن نَكَـدِ الدنيـا عـلى الحُرِّ أَن يَرَى _________________________
عَــدُوًّا لــهُ مـا مـن صَداقَتِـه بُـدُّ _________________________
* * *
إِذا غَــدَرَتْ حَسْـناء وفَّـتْ بِعَهْدِهـا _________________________
فَمِـنْ عَهْدِهـا أَنْ لا يَـدُومَ لَهـا عَهْـدُ _________________________
وإنْ عَشِــقَتْ كــانَتْ أَشَـدَّ صَبابَـةً _________________________
وإِنْ فَـرِكَتْ فـاذْهبْ فمـا فِرْكُهـا قَصْدُ _________________________
وإِنْ حَـقَدَتْ لـم يبْـقَ فـي قَلْبِها رِضًى _________________________
وإِنْ رَضِيَـتْ لـم يبْـق فـي قلبِها حِقدُ _________________________
كَــذلِكَ أَخْــلاقُ النِّســاءِ ورُبَّمــا _________________________
يَضِـلُّ بهـا الهـادِي ويخْـفَى بِها الرُّشدُ _________________________
* * *
وحـيدٌ مِـنَ الخُـلانِ فـي كُـلِّ بَلـدةٍ _________________________
إِذا عَظُــمَ المَطلــوبُ قَـلَّ المُسـاعِدُ _________________________
* * *
ولكــنْ إِذا لــم يَحـمِلِ القَلـبُ كَفَّـهُ _________________________
عـلى حالـةٍ لـم يَحِـملِ الكَـفَّ ساعِدُ _________________________
* * *
بِـذا قَضَـتِ الأَيَّـامُ مـا بيـنَ أَهلِهـا _________________________
مَصــائِبُ قَــومٍ عِنْـدَ قَـومٍ فَوائِـدُ _________________________
* * *
وكُـلٌّ يَـرَى طُـرْقَ الشَـجاعةِ والنَدَى _________________________
ولكِـــنَّ طَبْــعَ النَفسِ للنَفسِ قــائِدُ _________________________
* * *
فــإِنَّ قَلِيـلَ الحُـبِّ بِـالعَقلِ صـالِحٌ _________________________
وإِنَّ كَثِــيرَ الحُــبِّ بـالجَهْلِ فاسِـدُ _________________________
* * *
لكـل امـرئٍ مـن دَهـرِهِ مـا تَعـوَّدا _________________________
وَعـادةُ سَـيفِ الدولـةِ الطّعْنُ في العِدَى _________________________
* * *
ومَـن يَجـعَلِ الضِرغـامَ للصَيـدِ بازَه _________________________
تَصَيَّــدَهُ الضِرغــامُ فيمــا تَصَيَّـدا _________________________
* * *
ومــا قَتـلَ الأَحـرارَ كـالعَفوِ عَنهُـمُ _________________________
ومَـن لَـكَ بِـالحُرِّ الَّـذي يَحـفَظُ اليَدا _________________________
إذا أنــت أَكــرَمتَ الكَـريمَ مَلَكتَـهُ _________________________
وإِن أَنــتَ أكــرَمتَ اللَّئِـيمَ تمَـرَّدا _________________________
ووضْـعُ النَدى في مَوضعِ السَيف بِالعُلَى _________________________
مُضِـرٌّ كوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَدَى _________________________
* * *
أوَدُّ مـــنَ الأيَّــامِ مــا لا تَــوَدُّهُ _________________________
وأشــكُو إلَيهــا بَينَنـا وَهْـيَ جُـندُهُ _________________________
* * *
أبَــى خُــلُقُ الدُنيـا حَبِيبـاً تُدِيمُـهُ _________________________
فَمــا طَلَبــي منهــا حَبِيبـاً تَـرُدُّهُ _________________________
وأًســرَعُ مَفعُــولٍ فعَلــتَ تَغَـيُّراً _________________________
تكَــلُّفُ شـيءٍ فـي طِبـاعِكَ ضِـدُّهُ _________________________
* * *
وأتعَــبُ خَـلقِ اللِّـه مَـن زادَ هَمُّـهُ _________________________
وقَصَّــرَ عَمَّـا تَشـتَهِي النَفسُ وَجـدُهُ _________________________
فـلا يَنَحـلِلْ فـي المَجـدِ مـالُكَ كُلُّـهُ _________________________
فيَنْحَــل مَجــدٌ كـانَ بِالمَـالِ عَقـدُهُ _________________________
ودَبِّــرهُ تَدبِــيرَ الَّـذي المَجـدُ كَفُّـهُ _________________________
إذا حــارَبَ الأعـداءَ والمَـالُ زَنـدُهُ _________________________
فَـلا مَجـدَ فـي الدُنيـا لِمَـنْ قَـلُّ مالُهُ _________________________
وَلا مـالَ فـي الدُنيـا لِمَـن قَـلَّ مَجدُهُ _________________________
* * *
ومــا الصــارِمُ الهِنـدِيُّ إلا كَغـيرِهِ _________________________
إذا لــم يُفارِقْــهُ النِجــادُ وغِمــدُهُ _________________________
* * *
وإِذا الحِـــلمُ لــم يَكُــنْ طِبــاعٍ _________________________
لــم يَكُــنْ عــن تَقَــادُمِ المِيـلادِ _________________________
* * *
نـامَت نواطِـيرُ مِصـرٍ عَـن ثَعالِبِهـا _________________________
فقــد بَشِــمْنَ ومـا تَفْنـى العنـاقيدُ _________________________
abo rashid
11-03-2006, 11:50 AM
الراء
وكَــاتِمُ الحُـبِّ يَـوْمَ البَيْـنِ مُنهَتِـك _________________________
وصــاحِبُ الـدمعِ لا تَخْـفَى سـرائِرهُ _________________________
* * *
إنّـــي لأعلَــمُ وَاللبيــبُ خــبيرُ _________________________
أَنَّ الحيَــاةَ وإِنْ حَــرصْتُ غُــرورُ _________________________
* * *
وَقَنِعـــتُ باللُّقيـــا وأَوَّلِ نظــرَةٍ _________________________
إن القَليــلَ مِــنَ الحَــبيبِ كَثـيرُ _________________________
* * *
ذَرِ النَّفْسَ تَــأخُذْ وُسْـعَها قَبْـلَ بيْنِهـا _________________________
فمُفْــتَرِقٌ جــارانِ دارُهُمـا العُمْـرُ _________________________
وَلا تحْسَــبنَّ المَجْــدَ زِقًّــا وقيْنَـةً _________________________
فَمـا المَجْـدُ إلا السَّـيْفُ والفَتْكـة البِكْرُ _________________________
* * *
إِذا الفَضْـلُ لـم يَرْفَعكَ عَن شُكْرِ ناقصٍ _________________________
عـلى هِبَـةٍ فـالفَضْلُ فيمَـنْ لهُ الشُّكرُ _________________________
ومَـنْ يُنْفِـق السَّـاعاتِ فـي جَمْعِ مالِهِ _________________________
مَخافَــةَ فَقْــر فـالَّذي فَعَـلَ الفَقْـرُ _________________________
* * *
وإِنِّـي رأَيـتُ الضُّـرَّ أحسَـنَ مَنْظَـرًا _________________________
وأَهْـوَنَ مِـن مَـرْأَى صَغـيرٍ بِـهِ كِبْرُ _________________________
* * *
وَمــا فـي سَـطوةِ الأَربَـابِ عَيْـبٌ _________________________
ولا فـــي ذِلَّــةِ العُبْــدانِ عــارُ _________________________
* * *
السين
فَــلا تَــرَجَّ الخَــيْرَ عِنـدَ امْـرِئ _________________________
مَــرَّتْ يَــدُ النَخَّــاسِ فـي رَأسِـهِ _________________________
وَإِن عَــراكَ الشَــكُّ فــي نَفْسِــهِ _________________________
بِحالِـــهِ فــانْظُر إلــى جِنســهِ _________________________
* * *
الشين
عَلَيــكَ إِذا هــزِلْتَ مــعَ الليـالِي _________________________
وحَــولَكَ حـينَ تَسـمَنُ فـي هِـراشِ _________________________
* * *
العين
مَـن كـان فـوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعُهُ _________________________
فَلَيسَ يرفَعُــهُ شَــيءٌ ولا يَضَــعُ _________________________
* * *
إنَّ السِــلاحَ جَــميعُ النـاسِ تَحمِلُـهُ _________________________
وَلَيس كــلُّ ذواتِ المِخــلَبِ السَـبُعُ _________________________
* * *
تَصفُــو الحَيــاةُ لجِـاهِلِ أو غـافِل _________________________
عَمَّــا مَضَــى فِيهــا وَمـا يُتـوقَّعُ _________________________
ولِمَــن يُغـالِطُ فـي الحَقـائِقِ نَفسَـهُ _________________________
ويَسُــومُها طَلــبَ المحـالِ فتطمَـعُ _________________________
أيــن الَــذي الهَرَمـانِ مـن بُنيانِـه _________________________
مـا قَومُـهُ مـا يَومُـهُ مـا المَصـرَعُ _________________________
تَتَخــلَّفُ الآثــارُ عَــن أصحابِهـا _________________________
حِينــاً ويُدرِكُهــا الفَنــاءُ فتَتبَــعُ _________________________
* * *
مــازِلتَ تَخلعُهـا عـلى مَـن شـاءها _________________________
حَــتَّى لَبِســتَ اليَـومَ مـا لا تَخـلَعُ _________________________
* * *
الفاء
غــير اختيــارٍ قبِلــتُ بِـرَّكَ لـي _________________________
والجــوعُ يُـرضيِ الأُسـودَ بـالجيِفِ _________________________
* * *
فـإنْ يكُـنِ الفِعـل الـذي سـاءَ واحدًا _________________________
فأَفعالُــهُ اللآئــي سَــرَرْنَ ألُـوفُ _________________________
* * *
القاف
نَبكـي عـلى الدنيـا ومـا مـن مَعْشَرٍ _________________________
جَــمَعَتهُمُ الدُّنيــا فلــم يَتَفَرّقُــوا _________________________
* * *
فـــالموتُ آتٍ والنفــوسُ نَفــائِسٌ _________________________
والمسُــتَعزَ بِمــا لَديْــهِ الأحْــمَقُ _________________________
* * *
وأَنْفَسُ مــــا لِلفَتــــى لُبُّـــهُ _________________________
وذو اللُّــــبِّ يَكـــرَهُ إِنفاقَـــهُ _________________________
* * *
والغِنــى فــي يَــدِ اللئـيم قَبيـحٌ _________________________
قَــدرَ قُبــح الكَـرِيمِ فـي الإِمـلاقِ _________________________
* * *
وأَحـلَى الهَـوَى ما شكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ _________________________
وفـي الهَجْـرِ فَهـوَ الدَّهْرَ يَرجُو ويتَّقِي _________________________
* * *
وإِطــراقُ طَـرفِ العَيـنِ لَيسَ بِنـافِعٍ _________________________
إِذا كـانَ طَـرفُ القَلْـب لَيسَ بِمُطـرِقِ _________________________
* * *
وَمـا الحُسـنُ فـي وَجـهِ الفَتَى شَرَفاً لَهُ _________________________
إِذا لــم يَكُـنْ فـي فِعلِـهِ والخَـلائِقِ _________________________
* * *
abo rashid
11-03-2006, 11:51 AM
اللام
إِذا قيــلَ رِفقًـا قـالَ للِحـلمِ مَـوضِعٌ _________________________
وَحِـلمُ الفَتـى فـي غَـيرِ مَوضِعِهِ جَهْلُ _________________________
* * *
أبْلَــغُ مـا يُطلَـبُ النَّجـاحُ بـهِ الـ _________________________
طَّبـــعُ وَعِنْــدَ التعَمُّــقِ الــزَّلَلُ _________________________
* * *
ومَــنْ يَــكُ ذا فَــمٍ مُـرٍّ مَـريضٍ _________________________
يَجــد مُــرّاً بــه المـاءَ الـزُّلالا _________________________
* * *
إِنَعَـــم ولَــذَّ فللأُمــورٍ أواخِــرٌ _________________________
أَبَـــدًا إِذا كــانَتْ لَهُــنّ أَوائَــلُ _________________________
مـا دُمـتَ مـن أَرَبِ الحسـانِ فإِنّمـا _________________________
رَوق الشــبابِ عَلَيــكَ ظِـلٌّ زائِـلُ _________________________
للهـــوِ آوِنَـــة تمُـــرُّ كأَنهــا _________________________
قُبَــلٌ يزَودهــا حَــبِيبٌ راحِــلُ _________________________
جَــمَح الزّمــانُ فـلا لَذيـذٌ خـالِصٌ _________________________
مِمــا يَشــوبُ ولا ســرُورٌ كـاملُ _________________________
* * *
إذا مــا تَــأمَّلتَ الزَمــانَ وصَرفَـهُ _________________________
تَيَقَّنْـتَ أَنَّ المَـوتَ ضَـربٌ مِـنَ القَتلِ _________________________
* * *
خـذ مـا تَـراه ودَع شَـيئاً سـمِعتَ بهِ _________________________
فـي طَلعـة البـدرِ مـا يُغنِيكَ عن زُحَلِ _________________________
* * *
وليسَ يَصِــحُّ فــي الأَفهـام شَـيءٌ _________________________
إذا احتــاج النَهــارُ إلــى دَلِيــلِ _________________________
* * *
إِذا الطَعـنُ لـم تُدخـلك فيـه شَـجاعةٌ _________________________
هـي الطَعـن لـم يُدخِـلكَ فيـهِ عَذُولُ _________________________
* * *
سِــوَى وَجــع الحُسَّــادِ داوِ فإِنَّـهُ _________________________
إذا حَــلَّ فــي قلــبٍ فَليسَ يَحُـولُ _________________________
ولا تَطمَعَــنْ مـن حاسِـدٍ فـي مَـوَدَّةٍ _________________________
وإِنْ كُــنتَ تُبدِيهــا لــهُ وتُنِيــلُ _________________________
* * *
يهــونُ علَينـا أن تُصـابَ جسُـومُنا _________________________
وتســلمَ أَعــراضٌ لَنــا وعُقــولُ _________________________
* * *
وأَتعَــبُ مَـن نـاداكَ مَـن لا تُجيبُـهُ _________________________
وأَغَيـظُ مَـن عـاداكَ مَـن لا تُشـاكِلُ _________________________
* * *
وإِذا لــم تَجِــدْ مِــنَ النـاسِ كُفْـأً _________________________
ذاتُ خِــدْرٍ أَرادَتِ المَــوتَ بَعــلا _________________________
ولَذِيــذُ الحَيــاةِ أَنفَسُ فــي النَـفْـ _________________________
سِ وأَشــهَى مِــن أَنْ يُمَـلَّ وأَحـلَى _________________________
وإِذا الشَـــيخُ قــالَ أُفٍّ فَمــا مَـ _________________________
لّ حَيــاةً وإِنَّمــا الضّعْــفَ مَــلا _________________________
آلـــةُ العَيْشِ صِحَّـــةٌ وشَــبابٌ _________________________
فــإِذا وَلَّيــا عَــنِ المَـرءِ وَلَّـى _________________________
أَبَــداً تَسْــتَرِدُّ مــا تَهَـبُ الـدُّنـ _________________________
يــا فيـا ليـتَ جُودَهـا كـانَ بُخـلاْ _________________________
* * *
وَهْـيَ مَعْشُـوقةٌ عـلى الغَـدْرِ لا تَحْـ _________________________
فَــظُ عَهْــداً ولا تُتَمِّــمُ وَصــلا _________________________
* * *
شِـــيَمُ الغانِيــاتِ فيهــا فَمــا أَدْ _________________________
رِي لِــذا أَنَّـثَ اسْـمَها النـاسُ أم لا _________________________
* * *
وإِذا مــا خَــلا الجَبــانُ بــأَرضٍ _________________________
طَلَــبَ الطَعْــنَ وَحْــدَهُ والـنِزالا _________________________
* * *
إِنَّمـــــا أَنْفُسُ الأَنِيسِ سِــــباعٌ _________________________
يَتَفارَســـنَ جَـــهرةً واغتِيـــالا _________________________
مَــن أَطـاقَ التِمـاسَ شَـيءٍ غِلابـاً _________________________
واغتِصابــاً لــم يَلْتَمِسْــهُ سُــؤَالا _________________________
كُـــلُّ غـــادٍ لِحاجــةٍ يَتَمنَّــى _________________________
أَنْ يَكُـــونَ الغَضَنْفَـــرَ الرِئبــالا _________________________
* * *
لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم _________________________
الجـــودُ يُفقِــر والإقــدامُ قَتَّــالُ _________________________
* * *
كَدعـواك كُـل يَـدَعي صِحـةَ العَقـلِ _________________________
ومَـن ذا الـذي يَـدري بِما فيهِ مِن جَهل _________________________
* * *
ذَرِينـي أَنِـلْ مـا لا يُنـال مِـنَ العُلى _________________________
فصَعـبُ العُـلَى فـي الصَّعْـبِ والسَّهْلُ _________________________
تُريــدين لُقْيــانَ المَعـالي رَخيصـة _________________________
ولا بُـدَّ دُون الشّـهدِ مِـن إبَـرِ النَحـل _________________________
* *
abo rashid
11-03-2006, 11:51 AM
الميم
يَجْــني الغِنــى لِلئــامِ لَـو عقَلـوا _________________________
مــا ليسَ يجــني عليهِــمِ العُــدُمُ _________________________
هُـــمُ لأمـــوالهِم وَلســن لَهُــمْ _________________________
والعــارُ يَبقــى والجــرحُ يَلتَئــمُ _________________________
* * *
خَــليلُكَ أنْــتَ لا مَـنْ قُلْـتَ خِـلِّي _________________________
وَإنْ كَـــثُرَ التَّجَـــمُّلُ والكَـــلامُ _________________________
* * *
وَشِــبْهُ الشَّــيءِ منْجَــذِبٌ إلَيْــهِ _________________________
وأشْــــبَهُنا بِدُنْيانـــا الطَّغـــامُ _________________________
ولـــو لَــمْ يَعْــلُ إلاَّ ذو مَحَــلٍّ _________________________
تَعــالى الجَــيْشُ وانْحَــطَّ القَتــامُ _________________________
* * *
ومَــنْ خَــبَرَ الغَــواني فـالغَواني _________________________
ضِيـــاءٌ فــي بَواطِنِــهِ ظَــلامُ _________________________
* * *
ومـــا كُـــلّ بمَعْــذورٍ ببُخْــلٍ _________________________
ولا كُـــلّ عــلى بُخْــلٍ يُــلامُ _________________________
* * *
تَلَــذُّ لَــهُ المُــروءةُ وَهْـيَ تُـؤْذي _________________________
ومَــنْ يَعْشَــقْ يَلَــذُّ لَــهُ الغَـرامُ _________________________
* * *
لا افتِخـــارٌ إِلا لِمَـــنْ لا يُضــامُ _________________________
مُـــدرِك أَو مُحـــارِبٍ لا يَنــامُ _________________________
لَيْسَ عَزمًـا مـا مَـرَّض المَـرءُ فيـهِ _________________________
لَيْسَ هَمًّــا مـا عـاقَ عنـهُ الظَّـلامُ _________________________
واحتِمــالُ الأَذَى ورُؤْيَــةُ جــانيـ _________________________
ه غِــذاءٌ تَضْــوَى بِــهِ الأَجْسـامُ _________________________
ذَلَّ مـــن يَغبِـــطُ الــذًّليلَ بِعَيشٍ _________________________
رُبَّ عَيشٍ أَخَـــفُّ منــهُ الحِمــامُ _________________________
كُــلُّ حِــلمٍ أتــى بِغَــير اقتِـدارٍ _________________________
حُجَّـــةٌ لاجِــىءٌ إليهــا اللِّئــامُ _________________________
مَــن يَهُــن يَسـهُلِ الهَـوانُ عَلَيـهِ _________________________
مـــا لُجِـــرْحٍ بِمَيِّــتٍ إِيــلامُ _________________________
* * *
إن بعضًــا مِــنَ القَــريض هُـذاءٌ _________________________
لَيسَ شَـــيئًا وبَعضَـــهُ أَحكـــامُ _________________________
* * *
إِذا غــامَرْتَ فــي شَــرَفٍ مَـرُومِ _________________________
فَـــلا تَقْنَــعْ بِمــا دُونَ النُّجــومِ _________________________
فطَعْــمُ المَــوتِ فـي أَمـرٍ حَـقِيرٍ _________________________
كــطَعْمِ المَــوتِ فـي أَمـرٍ عَظِيـمِ _________________________
* * *
يَــرَى الجُبَنــاءُ أَن العجـز عَقـلٌ _________________________
وتلـــكَ خديعــةُ الطّبــع اللئــيمِ _________________________
وكُــلُّ شَــجاعةٍ فـي المَـرء تُغنِـي _________________________
ولا مِثــلَ الشّــجاعة فــي الحَـكِيمِ _________________________
وكــم مــن عـائِبٍ قَـولاً صَحيحًـا _________________________
وآفَتـــهُ مِـــنَ الفَهــمِ السّــقِيمِ _________________________
ولكِــــنْ تَـــأخذُ الآذان منـــهُ _________________________
عــلى قَــدَرِ القَــرائِحِ والعُلُــومِ _________________________
* * *
وإذا كـــانتِ النُفـــوسُ كِبـــاراً _________________________
تَعِبَــتْ فــي مُرادِهــا الأَجســامُ _________________________
* * *
ومــا انتِفـاعُ أَخـي الدُنيـا بِنـاظرِهِ _________________________
إِذا اســتَوَتْ عِنـدَهُ الأَنـوارُ والظُلَـمُ _________________________
* * *
إِذا رَأيــتَ نُيُــوبَ اللّيــثِ بـارِزَةً _________________________
فَــلا تَظُنَّــنَ أَنَّ اللَيــثَ يَبْتَسِــمُ _________________________
* * *
شَــرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَـديقَ بـهِ _________________________
وشَـرُّ مـا يَكْسِـبُ الإِنسـانُ مـا يَصِمُ _________________________
* * *
عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ _________________________
وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ _________________________
وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها _________________________
وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ _________________________
* * *
ومـا تَنفَـعُ الخَـيلُ الكِـرامُ وَلا القَنـا _________________________
إِذا لــم يَكُــنْ فَـوقَ الكِـرامِ كِـرامُ _________________________
* * *
تَغُــرُّ حَــلاواتُ النُفــوسِ قُلوبَهـا _________________________
فتَخْتــارُ بعـضَ العَيشِ وَهْـوَ حِمـامُ _________________________
وشَــرُّ الحِمـامَينِ الـزُؤَامَينِ عِيشـةٌ _________________________
يَــذِلُّ الَّــذي يَختارُهــا ويُضــامُ _________________________
* * *
إِذا سـاءَ فِعْـلُ المَـرء سـاءَت ظُنُونُهُ _________________________
وصَــدقَ مــا يَعْتــادُهُ مِـن تَـوَهمِ _________________________
وعــادَى مُحبيــهِ بِقَــولِ عُداتِــهِ _________________________
وأَصْبَـحَ فـي لَيـلٍ مـنَ الشَـك مُظْلِمِ _________________________
* * *
وَمــا كُــل هـاو للجَـمِيلِ بِفـاعلٍ _________________________
وَلا كُـــل فَعـــالٍ لَــهُ بمتَمــم _________________________
* * *
لِمَـنْ تَطْلُـب الدُنيـا إِذا لـم تُـردْ بِها _________________________
ســرور محــب أو مَسـاءَةَ مُجـرِم _________________________
* * *
يُحــبُّ العــاقلونَ عـلى التَصـافِي _________________________
وحُــبُّ الجــاهلِينَ عــلى الوسـام _________________________
* * *
أرَى الأجـــدادَ تغلبُهـــا كَثــيرًا _________________________
عـــلى الأولادِ أخـــلاقُ اللِّئَــامِ _________________________
* * *
ولــم أرَ فـي عُيـوبِ النـاس شَـيئًا _________________________
كــنَقصِ القــادِرِينَ عــلى التَّمـامِ _________________________
* * *
حَـتَّى رَجَـعتُ وأقلامـي قَـوائلُ لـي _________________________
المَجْــدُ لِلســيفِ لَيسَ المَجْـدُ لِلقَلَـمِ _________________________
أُكــتُبْ بِنـا أبَـداً بَعـدَ الكِتـابِ بـهِ _________________________
فإنَّمــا نَحــنُ لِلأســيافِ كــالخَدَمِ _________________________
* * *
ولــم تَـزَلْ قِلَّـةُ الإِنصـافِ قاطِعـةً _________________________
بَيـنَ الرِجـالِ ولَـو كـانُوا ذَوِي رَحِـمِ _________________________
* * *
وَلا تَشَــكَّ إلــى خَــلقٍ فتُشــمِتَهُ _________________________
شَـكْوَى الجَـرِيحِ إلـى الغِربانِ والرَخمِ _________________________
وكُــنْ عــلى حَـذَرٍ لِلنـاسِ تَسـتُرُهُ _________________________
ولا يَغُــرَّكَ مِنهُــم ثَغــرُ مُبتَســمِ _________________________
غَـاضَ الوَفـاءُ فمـا تَلقـاهُ فـي عِـدَةٍ _________________________
وأعـوَزَ الصِـدقُ فـي الإخبـارِ والقَسمِ _________________________
* * *
abo rashid
11-03-2006, 11:52 AM
النون
أَفـاضِلُ النـاسِ أَغْـراضٌ لَـدَى الزَّمَنِ _________________________
يَخـلُو مِـنَ الهَـمِّ أَخـلاهُم مِـنَ الفِطَنِ _________________________
* * *
فَقــرُ الجـهُولِ بـلا قَلـبٍ إلـى أَدَبٍ _________________________
فَقْـرُ الحِمـارِ بـلا رأسٍ إلـى رَسَـنِ _________________________
* * *
لا يُعجِــبنّ مَضيمًــا حُســنُ بِزّتِـهِ _________________________
وهَــل تَـرُوقُ دَفينًـا جُـودَةُ الكَـفَنِ _________________________
* * *
اَلــرَأْيُ قَبــلَ شَــجَاعَةِ الشُـجعانِ _________________________
هُــوَ أَوَّلٌ وَهِــيَ المَحَــلُّ الثـاني _________________________
فــإِذا هُمــا اجتَمَعــا لِنَفسٍ حُــرَّةٍ _________________________
بَلَغــتْ مــنَ العَليــاءِكُلَّ مَكــانِ _________________________
ولَرُبَّمــا طَعَــنَ الفَتَــى أَقرانَــهُ _________________________
بِــالرَأْيِ قَبْــلَ تَطــاعُنِ الأَقـرانِ _________________________
لَــولا العُقـولُ لَكـانَ أَدنَـى ضَيغَـمٍ _________________________
أدْنَــى إلــى شَـرفٍ مـنَ الإنْسـانِ _________________________
* * *
تَلْقَــى الحُسـامَ عـلى جَـراءةِ حَـدِّهِ _________________________
مِثْــلَ الجَبــانِ بِكَـفِّ كُـلِّ جَبـانِ _________________________
* * *
صَحــب النــاسُ قَبلَنـا ذا الزَمانـا _________________________
وعَنــاهُم مــن شــأنِهِ مـا عَنانـا _________________________
وتَولـــوا بِغُصــةٍ كُــلهُمْ مِــنـ _________________________
هُ وإِنْ سَـــرَّ بَعضَهُـــم أَحيانــا _________________________
رُبَّمــا تُحْسِــنُ الصَنِيــعَ ليـالِيـ _________________________
هِ ولكــــنْ تُكـــدِّر الإِحســـانا _________________________
وكأَنَّـا لـم يَـرْضَ فينـا بِـريب اَلدَّهـ _________________________
رِ حَـــتَّى أَعانَــهُ مَــنْ أعانــا _________________________
كُلَّمـــا أَنبَـــتَ الزَمــانُ قَنــاةً _________________________
رَكَّــبَ المَــرْءُ فـي القَنـاةِ سِـنانا _________________________
ومُــرادُ النُفُــوس أَصغَـرُ مِـن أَنْ _________________________
تَتَعـــادَى فيـــهِ وأَنْ تتَفـــانَى _________________________
غَــيْرَ أَنَّ الفَتَــى يُلاقِــي المَنايـا _________________________
كالحـــاتٍ وَلا يُلاقِـــي الهَوانــا _________________________
ولَــــوَ أنَّ الحَيــــاةَ تَبْــــقَ _________________________
لَعَدَدْنــــا أَضَلَّنـــا الشُـــجْعانا _________________________
وإِذا لَــم يَكُــن مِــنَ المَـوتِ بُـدُّ _________________________
فمِــنَ العَجــزِ أَنْ تَكُــونَ جَبَانــا _________________________
كُـلَّ مـا لـم يَكُن مِنَ الصَعْبِ في الأَنْـ _________________________
فُسِ سَــهلٌ فيهــا إِذا هــو كَانــا _________________________
* * *
الياء
كَـفَى بِـكَ داءً أن تَـرى المَـوتَ شافِيَا _________________________
وحَسْــبُ المَنايــا أنْ يَكــنَّ أمانِيـا _________________________
* * *
فَمـا يَنفَـعُ الأُسْـدَ الحَيـاءُمنَ الطَـوى _________________________
وَلا تُتقَــى حَــتَّى تَكُـونَ ضَوارِيـا _________________________
* * *
إِذا الجُـودُ لـم يُرزَقْ خَلاصًا منَ الأذَى _________________________
فَـلا الحَـمدُ مَكسُـوباً وَلا المـالُ باقِيـا _________________________
وللنَّفْسِ أخــلاقٌ تَــدُلَّ عـلى الفَتَـى _________________________
أكــانَ سَـخاءً مـا أتـى أم تَسـاخِيا _________________________
المتنبي يصف حال المسلمين في عصره
أحل الكفر بالإسلام ضيماً
يطول به على الدين النحيبُ
فحق ضائع وحمىمُباح
و سيف قاطع ودم iiصبيبُ
وكم من مسلم أمسى سليباً
ومسلمة لها حرم iiسليب
وكم من مسجداً جعلوه iiديراً
على محرابه نُصب الصليب
أمور لو تأملهن iطفل
لطفل في مفارقه iiالمشيب
أتسبُ المسلمات بكلِ ثغرً
وعيش المسلمين إذا iiيطيب
أما لله والأسلام حق
يدافع عنه شُبانّ وشيبُ ؟
فقل لذوي البصائر حيثُ كانوا
أجيبوا الله ويحكمواأجيبوا
اَلـــيـــومَ iiعَــهْــدُكُـمُ
اَلـيـومَ عَـهْدُكُمُ فـأَين الـموَعِدُ
هَـيهاتِ لَـيسَ لِـيَومِ عَهْدِكُمُ iiغَدُ
اَلـموتُ أَقـرَبُ مِـخلَبًا مِنْ بَينكُم
والـعَيشُ أَبـعَدُ مِـنكُمُ لا iiتَبعُدوا
إن الـتي سَـفَكَتْ دَمـي iiبِجُفونِها
لـم تَـدرِ أن دَمـي الـذي iiتَتَقَلدُ
قـالَت وقَد رَأَتِ اصْفراريَ مَن iiبِه
وتَـنَـهَّدَتْ فـأجَـبتُها iiالـمتُنَهِّدُ
فـمَضَت وَقَدْ صَبَغَ الحيَاءُ iiبَياضَها
لَـوني كـما صَبَغَ اللُّجَينَ iiالعَسجَدُ
فَرأيتُ قَرنَ الشمسِ في قَمَرِ الدُّجى
مُـتَـأوّدًا غُـصـنٌ بِـهِ iiيَـتَأَوَّدُ
عَـدَوِيـةٌ بَـدَوِيَـةٌ مِـن دونـها
سـلبُ الـنُّفوسِ ونارُ حَربٍ iiتُوقَدُ
وهَـواجِلٌ وصَـواهلٌ iiومَـناصلٌ
وذَوابــلٌ وتَـوَعـدٌ iiوتَـهَـدُّدُ
أَبـلَت مـوَدَّتَها الـليالي iiبَـعدَنا
ومَـشى عَـليها الدَهرُ وَهوَ iiمقَيَّدُ
بَرّحتَ يا مَرض الجفونِ بمُمرَضٍ
مَـرِض الـطبيبُ له وَعيد iiالعُوَّدُ
فـلهٌ بَنُو عَبدِ العَزيزِ بنِ iiالرِّضى
لـكُلِّ رَكـبٍ عـيسُهُم iiوَالـفَدفَدُ
مَـن في الأنامِ منَ الكرامِ ولا iiتَقُل
مَـن فيكِ شأمُ سِوى شُجاعٍ iiيُقصَدُ
أعـطى فـقُلتُ لـجودِهِ ما iiيُقتَنى
وسـطا فـقُلتُ لـسيفِهِ مـا يُولَدُ
وتَـحَيَّرتْ فـيهِ الـصفاتُ iiلأنها
أَلـفَـتْ طَـرائِقَهُ عـليها iiتـبعُدُ
فـي كُـلِّ مُـعتَرَكٍ كُـلىً iiمَفْرِيَّةٌ
يَـذْمُمنَ مِـنهُ مـا الأسـنَّةُ iiتحمَدُ
نِـقَمٌ عـلى نِـقَمِ الـزمانِ يَصُبُّها
نِـعَمٌ عـلى الـنِّعَمِ التي لا iiتُحْجَدُ
فــي شـأنِـهِ ولِـسانِهِ وبَـنانِه
وجَـنـانهِ عَـجَبٌ لِـمن يَـتَفَقدُ
أسـدٌ دَمُ الأسـد الـهِزَبرِ iiخِضابُه
مَـوْتٌ فَـريصُ الموتِ منهُ iiيُرعَدُ
مـا مَـنبجٌ مـذ غِـبتَ إلا iiمُقْلَةٌ
سَـهِدَت وَوَجـهُكَ نَومُها iiوالإثْمِدُ
فـاللَيلُ حـين قَدمتَ فيها iiأبيَض
والـصُّبحُ مُـنْذُ رَحلْتَ عَنها أَسْوَدُ
مـازلتَ تَـدنو وَهْـي تَعلو عِزّةً
حَـتى تَـوارى فـي ثَراها الفَرقَدُ
أرضٌ لَـها شَـرَفٌ سِواها iiمِثلُها
لـو كـانَ مِثلُكَ في سِواها iiيُوجَدُ
أبْـدى الـعُداةُ بِكَ السرورَ iiكأنهمُ
فَـرِحوا وَعـندَهُمُ الـمُقيمُ المقعدُ
قـطَّعتَهُم حَـسدًا أراهُـم مـا بِهِم
فـتَقَطعوا حـسدًا لِـمنَ لا iiيحسدُ
حَـتى انـثَنَوا وَلَوَ أن حَرَّ iiقلوبهِم
فـي قَـلب هـاجِرةٍ لَذاب iiالجلمَدُ
نَـظَر العُلوجُ فلَم يَروا مَن حَولَهُم
لـمَّا رَأَوْكَ وَقـيل هـذا iiالـسيدُ
بـقـيَتْ جُـموعهُمِ كـأنَّك كـلُّها
وَبـقـيتَ بـينهُمُ كـأنك iiمُـفردُ
لهفان يَستوبي بِك الغضَبُ iiالوَرى
لـو لـم يُنهنِهْكَ الحِجى iiوالسُّؤدُدُ
كُـن حَيثُ شِئتَ تَسِر إِلَيكَ iiرِكابُنا
فـالأرضُ واحِـدةٌ وأنتَ iiالأوحَدُ
وَصُـنِ الـحُسام وَلا تُـذلهُ iiفإنّهُ
يـشكو يَـمينَك والـجمَاجمُ تشهَدُ
يـبِسَ الـنَّجيعُ عَلَيهِ وَهوَ iiمجَردٌ
مِـن غِـمدِهِ وكـأنَّما هـوَ iiمُغمَدُ
ريَّـانُ لـو قـذَف الـذي iiأَشقَيتَهُ
لَـجَرى مِـنَ المُهَجاتِ بَحر iiمُزبدُ
مـا شـارَكتهُ مَـنِيةٌ فـي iiمُهجةٍ
إلا وشَـفْـرَتهُ عـلى يـدِها iiيَـدُ
إِنَّ الـعـطايا والـرَّزايا iiوالـقَنا
حُـلفاءُ طَـيٍّ غَـوَّروا أَو iiأنجدوا
صِـحْ يـا لـجُلهُمةٍ تُجبكَ iiوإنَّما
أشـفـارُ عَـينِكَ ذابِـلٌ iiومُـهنَّدُ
مِـن كُـلِّ أكـبَرَ مِن جِبال iiتِهامَةٍ
قَـلباً وَمِـن جَـودِ الغَوادي iiأجودُ
يَـلقاك مُـرتَدِيا بِـأحمر مِـنْ iiدمٍ
ذَهَـبتْ بِـحُضرتِهِ الطُّلى iiوالأكبدُ
حَـتَّى يـشارَ إلـيكَ ذا iiمـولاهُمُ
وَهـمُ الـموَالي والـخليقَةُ iiأًعـبُدُ
أنَّــى يـكونُ أبـا الـبَرِيَّةِ آدَم
وأَبـوكَ والـثقَلانِ أنـتَ iiمُـحَمَّدُ
يَـفْنَى الـكلامُ ولا يُحيطُ بِفضلكُمْ
أيُـحيطُ مـا يـفَنى بـما لا iiيَنفُدُ
إِذا غـامَرْتَ في شَرَفٍ iiمَرُومِ \\\\\\فَـلا تَـقْنَعْ بِما دُونَ iiالنُّجومِ
فـطَعْمُ المَوتِ في أَمرٍ iiحَقِير \\\\\\\ كـطَعْمِ المَوتِ في أَمرٍ iiعَظِيمِ
ستَبكِي شَجوَها فَرَسي ومُهري\\\\\\صَـفائحُ دمعُها ماءُ iiالجُسُومِ
قُـرين الـنار ثُـمّ نَشَأنَ فيها \\\\\\ كَـما نَـشأَ الـعَذارَى iiالنّعِيمِ
وَفـارَقنَ الصَياقِلَ iiمخلَصاتٍ \\\\\\\ وأَيـدِيِها كَـثِيراتُ iiالـكُلُومِ
يَـرَى الجُبَناءُ أَن العجز iiعَقلٌ \\\\\\ وتـلكَ خـديعةُ الطّبع iiاللئيم
وكُلُّ شَجاعةٍ في المَرء iiتُغنِي \\\\\\ ولا مِثلَ الشّجاعة في iiالحَكِيمِ
وكـم من عائِبٍ قَولاً iiصَحيحً \\\\\\ وآفَـتهُ مِـنَ الـفَهمِ iiالـسّقِيمِ
ولـكِـنْ تَـأخذُ الآذان iiمـنهُ \\\\\\ عـلى قَـدَرِ القَرائِحِ iiوالعُلُومِ
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions Inc. All rights reserved.