الطواش
11-03-2006, 03:01 AM
في استطلاع لجريدة الشرق.. محللون وباحثون خليجيون: السوق القطري واعد.. ولكن تنقصه الأنظمة وتثقيف المستثمرين
تاريخ النشر: السبت 11 مارس 2006, تمام الساعة 01:55 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
أسعد: بورصة الدوحة بالغت في صعودها ونزولها
الحربي: الأسواق الخليجية تراجعت بسبب حادث ابقيق
آل مبارك: المشكلة في أسواق الخليج زيادة السيولة وليس نقصها
الزعبي: الفرق الكبير بين القيمة الدفترية والسوقية مؤشر على وجود خطأ ما
في الوقت الذي يحقق فيه غلاء الذهب الأسود امنيات شعوب الخليج، ماتزال أسواقهم المالية تعدهم بآمال أقرب إلى «الغيبيات».
أسواق المال الخليجية الناشئة عانت ذات مرة في الكويت وعمان، هذه الأسواق نفسها لم تبخل بإعطاء تجربتها لأخواتها في دول مجلس التعاون.
ويرى المستثمرون الخليجيون أن أحوال اسواقهم متشابهة إلى حد بعيد وان كان لكل سوق خصوصيته، فكيف ينظر هؤلاء إلى سوق الدوحة للأوراق المالية؟ وما الذي يحتاجه السوق ـ برأيهم ـ لجذب مزيد من المتعاملين اليه؟.. وما هي الشركات التي استرعت انتباههم؟ وهل يعتبرون أسعار السوق عادلة؟
الشرق استطلعت آراء عدد من المختصين في السعودية والإمارات وعمان، حيث اجمعوا على أن السوق القطري سوق واعد ولكن تنصه بعض اللوائح والأنظمة لكسر احتكار السوق بالإضافة إلى ضرورة تثقيف المستثمر البسيط لانه يربك السوق على حد تعبير أحد المختصين.
من جهته أكد فيصل الحربي المحلل المالي من السعودية أن اقتصاد دولة قطر ممتاز، حيث يزداد عدد الشركات المطروحة للاكتتاب سنويا.
تراجع البورصة والحداثة
وتشهد بورصات المنطقة تراجعا بنسب متفاوتة ما عدا السوق العماني الذي يشهد ارتفاعا مدعوما بقطاعي البنوك والاستثمار.
وحول أسباب تراجع البورصات الخليجية ومن ضمنها سوق الدوحة، قال نبيل بن عبدالله آل مبارك الكاتب الاقتصادي من السعودية ان طبيعة أسواق الخليج متشابهة من حيث التنظيم والحداثة فجميعها أسواق ناشئة، والذي يحصل في قطر هو نفسه في الإمارات والسعودية ومسقط وحتى الهند.
ليس بسبب السيولة
وأضاف آل مبارك ان السيولة عالية في أسواق الخليج على المستويين الشعبي والدولي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وبالتالي لا يمكن اعتبار أن التراجع الحاصل بسبب نقص في السيولة.
وكانت الأموال الخليجية قد عادت إلى أوطانها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لكنها فضلت الاستثمار في الأسواق المالية والعقارات.
وأكد آل مبارك، الكاتب الاقتصادي من السعودية ان الارتفاعات في أسواق المنطقة لا تنطلق من أساس السوق، وإنما بسبب السيولة الكبيرة، فمشكلة أسواق الخليج وقطر أيضاً ليست نقص السيولة وإنما المشكلة هي زيادة السيولة.. وهذا من معرفتي بأسواق الخليج حيث تبحث هذه السيولة عن قنوات، وخير دليل على ذلك الاكتتابات التي تغطى بمضاعفات الرقم المطلوب، لكن الاكتتابات كالقطارة في دول مجلس التعاون وعندما يحدث اكتتاب في دولة خليجية، تهجم الناس هجمة واحدة.
وأضاف انه بسبب ارتفاع أسعار النفط صارت هناك طفرة في العقارات والبورصات الخليجية.
وتخضع جميع الأسواق في العالم لدورات انخفاض وارتفاع حيث تهدأ خلالها الأسواق لتنتعش من جديد.
الاكتتابات
في نفس السياق، قال نور الزعبي، مدير تداول شركة الإمارات للأسهم والسندات ان الخلل ليس في الاكتتابات وإنما في مدة إرجاع النقود إلى أصحابها، فالشركات تستفيد من النقود المودعة عن طريق الفائدة بعكس ما يحدث في اكتتابات مصر، حيث ترجع الزيادة عن الاكتتاب في غضون 3 أيام.
وعن زيادات رأس المال، أوضح الزعبي أنه يجب وجود أسباب منطقية لزيادة رأس المال، فمثلاً هناك شركة زراعية خاسرة في البورصة السعودية تريد رفع رأسمالها.. لا يوجد قانون يقول ان الشركات الخاسرة ترفع رأسمالها.
وأضاف انه عندما يكون الفرق بين القيمة الدفترية والسوقية كبيرا فهذا مؤشر بوجود خطأ ما.
وقال يجب تعديل قوانين التداول في قطر، فمثلاً تطرح الاكتتابات في قطر عندما يكون السوق صاعداً، وبالتالي من وجهة نظري عليهم تأجيل الاكتتابات إلى فترة ركود السوق التي تقع عادة ما بين فترات الإعلان عن نتائج الشركات.
سيطرة كبار المساهمين
وتطرق بعض المحللين الاقتصاديين إلى قضية سيطرة كبار المساهمين على السوق، حيث لفت آل مبارك، الكاتب الاقتصادي من السعودية إلى أن التراجعات في قطر ليس لها سبب منطقي، وإنما بسبب سيطرة مجموعة مساهمين كبار على سوق حجمه صغير، منوهاً بأن الأسواق الخليجية ليست خاضعة لمعطيات السوق وإنما خاضعة لكبار المستثمرين الذين يحركون صغار المستثمرين.
وقال إنه لو قارنا حجم أسواقنا بالأسواق الأمريكية نجد انه لا يمكن السيطرة على السوق الأمريكي من قبل مجموعة مستثمرين بسبب إحجام الشركات وعددها الكبير.
من جهته، رأى عرفات أسعد، رئيس قسم الأبحاث في بنك عمان العربي ان سوق الدوحة بمجمله سوق صغير والذي ارتفعه خلال سنة خسرة في الفترة السابقة.
وأضاف ان سوق الدوحة في صعوده ونزوله كان مبالغاً فيه، وقال أسعد من مسقط إن كثيرا من المستثمرين قد سحبوا نقودهم من الأسواق في الأردن وفلسطين ومصر والسعودية والكويت بعد أن حققوا أرباحاً، ثم توجهوا إلى فرص أخرى.
ثقافة المستثمر الصغير
كما تناول المحللون قضية تثقيف المستثمر الصغير، وأكد آل مبارك ان ثقافة المستثمر الصغير، هي ثقافة التابع حيث لا توجد جهات تثقيفية تتبناه فحتى شركات الوساطة غير موجودة بالمعنى الحقيقي».
وأشار الزعبي الى انه يجب على الأسواق الخليجية بصفة عامة القيام بتوعية الناس، مثلاً عملية تقييم الشركات الجديدة بعد مرور 3 سنوات على انشائها فغالباً ما نرى شركة من دون مقر ومع هذا أسهمها مرتفعة.
حادث أبقيق
في نفس السياق، اشار الحربي المحلل الاقتصادي من السعودية الى ان الأسواق الخليجية متأثرة بالتراجع الذي شهده سوق الرياض واعتقد ان السبب الرئيسي وراء ذلك هو تأثرهم بحادث أيقيق.
ويعتبر الهجوم على أبقيق نوعياً لانه استهدف المنشآت النفطية في السعودية لأول مرة.
من جهته قال د. راشد علي الدوسري استاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود: «إن تخوف المستثمرين من استمرار نزول السوق السعودية كان وراء انخفاض سوق الرياض، حيث أوقف التراجع بسبب تدخل قوى الاستثمار المتمثلة في صناديق الاستثمار بالاضافة الى وعي المستثمرين الاستثماري الذي دفعهم الى الشراء».
ورفض د. الدوسري اعطاء المزيد من الايضاحات حول انخفاض السوق السعودي الذي كسر حاجز العشرين ألف نقطة ليتراجع لاحقاً، وما اذا كان توقيت قرار تحديد هامش تأرجح السوق بين الصعود والهبوط بقيمة 5% قد أعطى دفعة نحو النزول، مبرراً ذلك بأنها فترة سابقة وانتهت.
الفهم الخاطىء لقانون السماح لغير القطريين
وناقش المحللون تأثير قانون السماح لغير القطريين بالتداول حيث قال نور الزعبي، مدير تداول شركة الامارات للأسهم والسندات: «إن اسعار سوق الدوحة فيها نوع من المبالغة نتيجة للفهم الخاطئ للسماح للأجنبي بالتداول في سوق الدوحة، فقد اعتقدوا ان الأجنبي سيشتري بأسعار مرتفعة، مما أدى الى تضخمها بطريقة مبالغ فيها، مع ان الأجانب كانوا قد دخلوا السوق سابقاً تحت اسماء قطرية».
وأضاف: ان المستثمر هو نفسه في جميع الأسواق الخليجية، وسوق الدوحة غير بعيد عن سوق الإمارات فبعد ان استفادوا من سوق الدوحة اتجهوا الى سوق الامارات لجني الأرباح».
وأشار الزعبي الى ان «المحافظ عندما تستثمر في سوق ما، لا تقوم بالمضاربة وإنما تقيم الشركات والسهم والمناخ الاستثماري، واشار مدير تداول شركة الامارات للأسهم والسندات الى عدم وجود وعي استثماري في سوق الدوحة بالاضافة الى بعض التجاوزات في القوانين التي يجب ان تكون اكثر صرامة وشفافية.
ناقلات وصناعات
أما بالنسبة لأكثر الشركات جذباً، فقد اشار عرفات أسعد الى ان اكثر الشركات جذباً ـ من وجه نظره ـ هي صناعات قطر وناقلات «فقد درست الشركتين ووجدتهما جيدتين ومستقبلهما جيدا وصناعات قطر ارباحها بالمليارات.. في نفس الموضوع، قال الزعبي: ان ناقلات عليها ضغط في السوق القطري، معلقاً على الطلب الكبير الذي شهدته «بروة» و«دلالة» بأن أي شركة جديدة في البورصة سيكون عليها ضغط شديد واتوقع حدوث ذلك مع بنك الريان والإثمار.
جشع المستثمرين
وتناول المحللون نفسية المضارب في السوق المالي، وقال الزعبي ان «المستثمر عادة ما يكون جشعاً، فهو لا يرضى بالربح القليل، فعلى سبيل المثال نتائج السوق الاماراتي جيدة، لكن الناس تعودت على الربح فالشركات التي قدمت ارباح 100% الآن تقدم 25% ولكن الناس لا ترضى بالربح القليل مثلما حدث مع شركة اعمار رغم تأكيد اعمار على بنائها لمستقبل الشركة لكن المستثمرين يريدون الارباح الآنية فقط».
النظرة المستقبلية
وحول رؤيتهم للنظرة المستقبلية، اوضح آل مبارك أن «مستقبل سوق قطر واعد في حال منعت عمليات الاحتكار والسيطرة بالاضافة الى توعية المستثمر البسيط.. لأن المستثمر البسيط يربك السوق، فهو يبيع اسهمه والكسبان المستثمر الكبير».
وقال الحربي إن «قطر ستفتح شركاتها للتداول امام جميع الخليجيين دون تحديد نسب معينة للتداول، وذلك في مرحلة لاحقة».
واضاف المحلل الاقتصادي أن «جميع الخليجيين يستطيعون المساهمة الآن في جميع الشركات السعودية دون تحديد نسب معينة، واعتقد ان الشىء ذاته سينطبق على قطر لاحقاً وذلك حسبما سمعنا من تصريحات القمة الخليجية.
الجدير بالذكر ان السعوديين هم اكثر المكتتبين نسبة لدى طرح الشركات الخليجية للاكتتاب على شعوب المنطقة.
واوضح الحربي ان 50% من المستثمرين الخليجيين في بنك الريان هم سعوديون الى جانب وجودهم في الاسواق الخليجية كدبي بنسب عالية».
تاريخ النشر: السبت 11 مارس 2006, تمام الساعة 01:55 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
أسعد: بورصة الدوحة بالغت في صعودها ونزولها
الحربي: الأسواق الخليجية تراجعت بسبب حادث ابقيق
آل مبارك: المشكلة في أسواق الخليج زيادة السيولة وليس نقصها
الزعبي: الفرق الكبير بين القيمة الدفترية والسوقية مؤشر على وجود خطأ ما
في الوقت الذي يحقق فيه غلاء الذهب الأسود امنيات شعوب الخليج، ماتزال أسواقهم المالية تعدهم بآمال أقرب إلى «الغيبيات».
أسواق المال الخليجية الناشئة عانت ذات مرة في الكويت وعمان، هذه الأسواق نفسها لم تبخل بإعطاء تجربتها لأخواتها في دول مجلس التعاون.
ويرى المستثمرون الخليجيون أن أحوال اسواقهم متشابهة إلى حد بعيد وان كان لكل سوق خصوصيته، فكيف ينظر هؤلاء إلى سوق الدوحة للأوراق المالية؟ وما الذي يحتاجه السوق ـ برأيهم ـ لجذب مزيد من المتعاملين اليه؟.. وما هي الشركات التي استرعت انتباههم؟ وهل يعتبرون أسعار السوق عادلة؟
الشرق استطلعت آراء عدد من المختصين في السعودية والإمارات وعمان، حيث اجمعوا على أن السوق القطري سوق واعد ولكن تنصه بعض اللوائح والأنظمة لكسر احتكار السوق بالإضافة إلى ضرورة تثقيف المستثمر البسيط لانه يربك السوق على حد تعبير أحد المختصين.
من جهته أكد فيصل الحربي المحلل المالي من السعودية أن اقتصاد دولة قطر ممتاز، حيث يزداد عدد الشركات المطروحة للاكتتاب سنويا.
تراجع البورصة والحداثة
وتشهد بورصات المنطقة تراجعا بنسب متفاوتة ما عدا السوق العماني الذي يشهد ارتفاعا مدعوما بقطاعي البنوك والاستثمار.
وحول أسباب تراجع البورصات الخليجية ومن ضمنها سوق الدوحة، قال نبيل بن عبدالله آل مبارك الكاتب الاقتصادي من السعودية ان طبيعة أسواق الخليج متشابهة من حيث التنظيم والحداثة فجميعها أسواق ناشئة، والذي يحصل في قطر هو نفسه في الإمارات والسعودية ومسقط وحتى الهند.
ليس بسبب السيولة
وأضاف آل مبارك ان السيولة عالية في أسواق الخليج على المستويين الشعبي والدولي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وبالتالي لا يمكن اعتبار أن التراجع الحاصل بسبب نقص في السيولة.
وكانت الأموال الخليجية قد عادت إلى أوطانها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لكنها فضلت الاستثمار في الأسواق المالية والعقارات.
وأكد آل مبارك، الكاتب الاقتصادي من السعودية ان الارتفاعات في أسواق المنطقة لا تنطلق من أساس السوق، وإنما بسبب السيولة الكبيرة، فمشكلة أسواق الخليج وقطر أيضاً ليست نقص السيولة وإنما المشكلة هي زيادة السيولة.. وهذا من معرفتي بأسواق الخليج حيث تبحث هذه السيولة عن قنوات، وخير دليل على ذلك الاكتتابات التي تغطى بمضاعفات الرقم المطلوب، لكن الاكتتابات كالقطارة في دول مجلس التعاون وعندما يحدث اكتتاب في دولة خليجية، تهجم الناس هجمة واحدة.
وأضاف انه بسبب ارتفاع أسعار النفط صارت هناك طفرة في العقارات والبورصات الخليجية.
وتخضع جميع الأسواق في العالم لدورات انخفاض وارتفاع حيث تهدأ خلالها الأسواق لتنتعش من جديد.
الاكتتابات
في نفس السياق، قال نور الزعبي، مدير تداول شركة الإمارات للأسهم والسندات ان الخلل ليس في الاكتتابات وإنما في مدة إرجاع النقود إلى أصحابها، فالشركات تستفيد من النقود المودعة عن طريق الفائدة بعكس ما يحدث في اكتتابات مصر، حيث ترجع الزيادة عن الاكتتاب في غضون 3 أيام.
وعن زيادات رأس المال، أوضح الزعبي أنه يجب وجود أسباب منطقية لزيادة رأس المال، فمثلاً هناك شركة زراعية خاسرة في البورصة السعودية تريد رفع رأسمالها.. لا يوجد قانون يقول ان الشركات الخاسرة ترفع رأسمالها.
وأضاف انه عندما يكون الفرق بين القيمة الدفترية والسوقية كبيرا فهذا مؤشر بوجود خطأ ما.
وقال يجب تعديل قوانين التداول في قطر، فمثلاً تطرح الاكتتابات في قطر عندما يكون السوق صاعداً، وبالتالي من وجهة نظري عليهم تأجيل الاكتتابات إلى فترة ركود السوق التي تقع عادة ما بين فترات الإعلان عن نتائج الشركات.
سيطرة كبار المساهمين
وتطرق بعض المحللين الاقتصاديين إلى قضية سيطرة كبار المساهمين على السوق، حيث لفت آل مبارك، الكاتب الاقتصادي من السعودية إلى أن التراجعات في قطر ليس لها سبب منطقي، وإنما بسبب سيطرة مجموعة مساهمين كبار على سوق حجمه صغير، منوهاً بأن الأسواق الخليجية ليست خاضعة لمعطيات السوق وإنما خاضعة لكبار المستثمرين الذين يحركون صغار المستثمرين.
وقال إنه لو قارنا حجم أسواقنا بالأسواق الأمريكية نجد انه لا يمكن السيطرة على السوق الأمريكي من قبل مجموعة مستثمرين بسبب إحجام الشركات وعددها الكبير.
من جهته، رأى عرفات أسعد، رئيس قسم الأبحاث في بنك عمان العربي ان سوق الدوحة بمجمله سوق صغير والذي ارتفعه خلال سنة خسرة في الفترة السابقة.
وأضاف ان سوق الدوحة في صعوده ونزوله كان مبالغاً فيه، وقال أسعد من مسقط إن كثيرا من المستثمرين قد سحبوا نقودهم من الأسواق في الأردن وفلسطين ومصر والسعودية والكويت بعد أن حققوا أرباحاً، ثم توجهوا إلى فرص أخرى.
ثقافة المستثمر الصغير
كما تناول المحللون قضية تثقيف المستثمر الصغير، وأكد آل مبارك ان ثقافة المستثمر الصغير، هي ثقافة التابع حيث لا توجد جهات تثقيفية تتبناه فحتى شركات الوساطة غير موجودة بالمعنى الحقيقي».
وأشار الزعبي الى انه يجب على الأسواق الخليجية بصفة عامة القيام بتوعية الناس، مثلاً عملية تقييم الشركات الجديدة بعد مرور 3 سنوات على انشائها فغالباً ما نرى شركة من دون مقر ومع هذا أسهمها مرتفعة.
حادث أبقيق
في نفس السياق، اشار الحربي المحلل الاقتصادي من السعودية الى ان الأسواق الخليجية متأثرة بالتراجع الذي شهده سوق الرياض واعتقد ان السبب الرئيسي وراء ذلك هو تأثرهم بحادث أيقيق.
ويعتبر الهجوم على أبقيق نوعياً لانه استهدف المنشآت النفطية في السعودية لأول مرة.
من جهته قال د. راشد علي الدوسري استاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود: «إن تخوف المستثمرين من استمرار نزول السوق السعودية كان وراء انخفاض سوق الرياض، حيث أوقف التراجع بسبب تدخل قوى الاستثمار المتمثلة في صناديق الاستثمار بالاضافة الى وعي المستثمرين الاستثماري الذي دفعهم الى الشراء».
ورفض د. الدوسري اعطاء المزيد من الايضاحات حول انخفاض السوق السعودي الذي كسر حاجز العشرين ألف نقطة ليتراجع لاحقاً، وما اذا كان توقيت قرار تحديد هامش تأرجح السوق بين الصعود والهبوط بقيمة 5% قد أعطى دفعة نحو النزول، مبرراً ذلك بأنها فترة سابقة وانتهت.
الفهم الخاطىء لقانون السماح لغير القطريين
وناقش المحللون تأثير قانون السماح لغير القطريين بالتداول حيث قال نور الزعبي، مدير تداول شركة الامارات للأسهم والسندات: «إن اسعار سوق الدوحة فيها نوع من المبالغة نتيجة للفهم الخاطئ للسماح للأجنبي بالتداول في سوق الدوحة، فقد اعتقدوا ان الأجنبي سيشتري بأسعار مرتفعة، مما أدى الى تضخمها بطريقة مبالغ فيها، مع ان الأجانب كانوا قد دخلوا السوق سابقاً تحت اسماء قطرية».
وأضاف: ان المستثمر هو نفسه في جميع الأسواق الخليجية، وسوق الدوحة غير بعيد عن سوق الإمارات فبعد ان استفادوا من سوق الدوحة اتجهوا الى سوق الامارات لجني الأرباح».
وأشار الزعبي الى ان «المحافظ عندما تستثمر في سوق ما، لا تقوم بالمضاربة وإنما تقيم الشركات والسهم والمناخ الاستثماري، واشار مدير تداول شركة الامارات للأسهم والسندات الى عدم وجود وعي استثماري في سوق الدوحة بالاضافة الى بعض التجاوزات في القوانين التي يجب ان تكون اكثر صرامة وشفافية.
ناقلات وصناعات
أما بالنسبة لأكثر الشركات جذباً، فقد اشار عرفات أسعد الى ان اكثر الشركات جذباً ـ من وجه نظره ـ هي صناعات قطر وناقلات «فقد درست الشركتين ووجدتهما جيدتين ومستقبلهما جيدا وصناعات قطر ارباحها بالمليارات.. في نفس الموضوع، قال الزعبي: ان ناقلات عليها ضغط في السوق القطري، معلقاً على الطلب الكبير الذي شهدته «بروة» و«دلالة» بأن أي شركة جديدة في البورصة سيكون عليها ضغط شديد واتوقع حدوث ذلك مع بنك الريان والإثمار.
جشع المستثمرين
وتناول المحللون نفسية المضارب في السوق المالي، وقال الزعبي ان «المستثمر عادة ما يكون جشعاً، فهو لا يرضى بالربح القليل، فعلى سبيل المثال نتائج السوق الاماراتي جيدة، لكن الناس تعودت على الربح فالشركات التي قدمت ارباح 100% الآن تقدم 25% ولكن الناس لا ترضى بالربح القليل مثلما حدث مع شركة اعمار رغم تأكيد اعمار على بنائها لمستقبل الشركة لكن المستثمرين يريدون الارباح الآنية فقط».
النظرة المستقبلية
وحول رؤيتهم للنظرة المستقبلية، اوضح آل مبارك أن «مستقبل سوق قطر واعد في حال منعت عمليات الاحتكار والسيطرة بالاضافة الى توعية المستثمر البسيط.. لأن المستثمر البسيط يربك السوق، فهو يبيع اسهمه والكسبان المستثمر الكبير».
وقال الحربي إن «قطر ستفتح شركاتها للتداول امام جميع الخليجيين دون تحديد نسب معينة للتداول، وذلك في مرحلة لاحقة».
واضاف المحلل الاقتصادي أن «جميع الخليجيين يستطيعون المساهمة الآن في جميع الشركات السعودية دون تحديد نسب معينة، واعتقد ان الشىء ذاته سينطبق على قطر لاحقاً وذلك حسبما سمعنا من تصريحات القمة الخليجية.
الجدير بالذكر ان السعوديين هم اكثر المكتتبين نسبة لدى طرح الشركات الخليجية للاكتتاب على شعوب المنطقة.
واوضح الحربي ان 50% من المستثمرين الخليجيين في بنك الريان هم سعوديون الى جانب وجودهم في الاسواق الخليجية كدبي بنسب عالية».