Marbly
11-03-2006, 04:06 AM
ماذا يحصل في السعودية بعد ما دارت على البورصة الدوائر؟
أحدث تراجع سوق الأسهم هزة كبيرة في المجتمع السعودي، إذ باتت الديوانيات وصالات الأسهم فيه تتناقل روايات تعكس حجم آثار الخسائر التي تكبدها خصوصا صغار المضاربين.
وقال الدكتور ليث العناني في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض ان المستشفى «لاحظ زيادة في اعداد المراجعين الذين يشكون من ازمات قلبية مفاجئة ومن هبوط في معدلات الضغط بسبب الخسائر الكبيرة في الأسهم».
من جهتها، قالت سيدة تدعى ام راشد ان زوجها الذي خسر نصف مليون ريال (133 الف دولار) في المضاربات «اصبح مكتئبا ولا يستطيع ان يقوم بواجباته الزوجية».
وكان مؤشر سوق الاسهم السعودي الذي يعد رأسماله بحجمه البالغ 650 مليار دولار، الاكبر في العالم العربي انهى أسبوعه الخميس على 17924 نقطة مقابل ذروة بلغت 20700 نقطة في فبراير الماضي.
وقدر مدير العلاقات العامة في مصرف الراجحي السعودي محمد اليامي عدد السعوديين الذين لهم علاقة «مباشرة اوغير مباشرة» بسوق الاسهم بحوالى ستة ملايين سعودي وعشرات الالاف من المقيمين الذين يشاركون في السوق عن طريق صناديق البنوك المحلية من اصل السكان البالغ عددهم 17 مليون نسمة.
ولاحظ كثيرون خلو صالات تداول الاسهم خلال الايام الماضية من زبائنها الدائمين الذين كانوا تركوا اعمالهم ووظائفهم وداوموا في هذه الصالات التي كانت تشهد ازدحاما وتدافعا بين المتعاملين في سوق الاسهم ومعظمهم من صغار المضاربين.
ويقول مدير فرع بنك محلي احمد العنزي ان كثيرين من المضاربين الدائمين اختفوا منذ اكثر من عشرة ايام بعد الخسارة الكبيرة التي وقعت وبعضهم نقل الي المستشفى لكن اهله يقولون انه خارج المملكة.
واثر تراجع الاسهم ايضا على الدول النفطة الاخرى مثل الكويت وقطر والامارات العربية المتحدة وعلى القدرة الشرائية.
وقال صاحب معرض الصقر للسيارات منصر الصقيري ان «سوق السيارات تأثر بانخفاض اسعار الاسهم, خلال الاسبوعين الماضيين انخفضت مبيعاتنا ما يزيد على اربعين في المئة بل ان هناك العديد من الاشخاص يترددون علينا من اجل بيع سياراتهم».
وموجة المضاربة بالاسهم السعودية ادت الى تغييرات كبيرة ليس في الاقتصاد وحده بل في الحياة الاجتماعية والثقافية في هذا البلد المحافظ, واصبحت رؤية المدرسين في المدارس السعودية يحملون حاسبا آليا ويستغلون فترات الاستراحة بين الحصص ليتابعوا اسعار الاسهم ويصدرون اوامر البيع او الشراء بواسطة الحاسب الآلي او عبر الهاتف عادية, وقال سائق يعمل في وزارة الاعلام انه جمع الاموال التي كان قد وفرها وزوجته وبلغت حوالي مئة الف ريال ووضعها في صندوق اسهم في بنك محلي وهو مطمئن الى انه لن يخسر.
اما المهندس الكهربائي الفلسطيني عادل ضبان فقال انه كان يعمل في مؤسسة سعودية للمقاولات كان معدل ارباحها السنوية يبلغ حوالى عشرة ملايين ريال (حوالى 2,8 مليون دولار).
لكن صاحب المؤسسة انشغل بالمضاربة في سوق الاسهم ولم يعد يهتم بالحصول على مناقصات جديدة «لذلك اصبحنا بدون عمل فقرر تصفية الشركة ودفع لنا تعويضاتنا وانتقل حوالى عشرين موظفا للعمل في شركات اخرى»، على حد قوله.
وفهد هو واحد من آلاف السعوديين الذين تركوا وظائفهم الاساسية وتفرغوا للعمل في السوق, ورغم خسارته حوالى ثلاثين مليون ريال (ثمانية ملايين دولار)، لا يبدو مهتما بهذه الخسارة, وقال انه يتعامل «بمحفظة يبلغ رأسمالها نحو 250 مليون ريال (نحو 65 مليون دولار)».
واكد انه «متفائل بان السوق سيتحسن في الاسابيع القليلة المقبلة», وفهد كان يعمل صحافيا في احدى وسائل الإعلام التي لها علاقه بالاخبار الاقتصادية واسواق الاسهم, وقد انتهز فرصة عمله ليبدأ قبل عامين بالمضاربة بالاسهم بمبلغ نصف مليون ريال, وبعد نحو سنة تضاعف هذا المبلغ وبدأ اصدقاء له يعطونه مبالغ كبيرة ليضارب لهم بالأسهم المحلية مقابل حصوله على 25 في المئة من الارباح التي يحققها لهم.
وقال ان ما خسره خلال الاسبوعين الماضيين اللذين شهدا تراجعا في سوق الاسهم السعودية «وصل الى نحو عشرين في المئة من ما حققه من ارباح في يناير الماضي لذلك زبائنه ليسوا غاضبين منه».
لكن الخبير في الاسهم السعودية خالد الجوهر قال إن «في الامر مبالغة لان الخسائر التي لحقت بالمضاربين بالاسهم هي من الارباح الكبيرة التي حققوها في الشهرين الماضيين عدا صغار المضاربين الذين انضموا الى السوق أخيراً واشتروا اسهما في شركات المضاربة التي تعرضت اكثر من غيرها للهبوط».
المصدر: http://www.alraialaam.com/11-03-2006/ie5/economics.htm
أحدث تراجع سوق الأسهم هزة كبيرة في المجتمع السعودي، إذ باتت الديوانيات وصالات الأسهم فيه تتناقل روايات تعكس حجم آثار الخسائر التي تكبدها خصوصا صغار المضاربين.
وقال الدكتور ليث العناني في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض ان المستشفى «لاحظ زيادة في اعداد المراجعين الذين يشكون من ازمات قلبية مفاجئة ومن هبوط في معدلات الضغط بسبب الخسائر الكبيرة في الأسهم».
من جهتها، قالت سيدة تدعى ام راشد ان زوجها الذي خسر نصف مليون ريال (133 الف دولار) في المضاربات «اصبح مكتئبا ولا يستطيع ان يقوم بواجباته الزوجية».
وكان مؤشر سوق الاسهم السعودي الذي يعد رأسماله بحجمه البالغ 650 مليار دولار، الاكبر في العالم العربي انهى أسبوعه الخميس على 17924 نقطة مقابل ذروة بلغت 20700 نقطة في فبراير الماضي.
وقدر مدير العلاقات العامة في مصرف الراجحي السعودي محمد اليامي عدد السعوديين الذين لهم علاقة «مباشرة اوغير مباشرة» بسوق الاسهم بحوالى ستة ملايين سعودي وعشرات الالاف من المقيمين الذين يشاركون في السوق عن طريق صناديق البنوك المحلية من اصل السكان البالغ عددهم 17 مليون نسمة.
ولاحظ كثيرون خلو صالات تداول الاسهم خلال الايام الماضية من زبائنها الدائمين الذين كانوا تركوا اعمالهم ووظائفهم وداوموا في هذه الصالات التي كانت تشهد ازدحاما وتدافعا بين المتعاملين في سوق الاسهم ومعظمهم من صغار المضاربين.
ويقول مدير فرع بنك محلي احمد العنزي ان كثيرين من المضاربين الدائمين اختفوا منذ اكثر من عشرة ايام بعد الخسارة الكبيرة التي وقعت وبعضهم نقل الي المستشفى لكن اهله يقولون انه خارج المملكة.
واثر تراجع الاسهم ايضا على الدول النفطة الاخرى مثل الكويت وقطر والامارات العربية المتحدة وعلى القدرة الشرائية.
وقال صاحب معرض الصقر للسيارات منصر الصقيري ان «سوق السيارات تأثر بانخفاض اسعار الاسهم, خلال الاسبوعين الماضيين انخفضت مبيعاتنا ما يزيد على اربعين في المئة بل ان هناك العديد من الاشخاص يترددون علينا من اجل بيع سياراتهم».
وموجة المضاربة بالاسهم السعودية ادت الى تغييرات كبيرة ليس في الاقتصاد وحده بل في الحياة الاجتماعية والثقافية في هذا البلد المحافظ, واصبحت رؤية المدرسين في المدارس السعودية يحملون حاسبا آليا ويستغلون فترات الاستراحة بين الحصص ليتابعوا اسعار الاسهم ويصدرون اوامر البيع او الشراء بواسطة الحاسب الآلي او عبر الهاتف عادية, وقال سائق يعمل في وزارة الاعلام انه جمع الاموال التي كان قد وفرها وزوجته وبلغت حوالي مئة الف ريال ووضعها في صندوق اسهم في بنك محلي وهو مطمئن الى انه لن يخسر.
اما المهندس الكهربائي الفلسطيني عادل ضبان فقال انه كان يعمل في مؤسسة سعودية للمقاولات كان معدل ارباحها السنوية يبلغ حوالى عشرة ملايين ريال (حوالى 2,8 مليون دولار).
لكن صاحب المؤسسة انشغل بالمضاربة في سوق الاسهم ولم يعد يهتم بالحصول على مناقصات جديدة «لذلك اصبحنا بدون عمل فقرر تصفية الشركة ودفع لنا تعويضاتنا وانتقل حوالى عشرين موظفا للعمل في شركات اخرى»، على حد قوله.
وفهد هو واحد من آلاف السعوديين الذين تركوا وظائفهم الاساسية وتفرغوا للعمل في السوق, ورغم خسارته حوالى ثلاثين مليون ريال (ثمانية ملايين دولار)، لا يبدو مهتما بهذه الخسارة, وقال انه يتعامل «بمحفظة يبلغ رأسمالها نحو 250 مليون ريال (نحو 65 مليون دولار)».
واكد انه «متفائل بان السوق سيتحسن في الاسابيع القليلة المقبلة», وفهد كان يعمل صحافيا في احدى وسائل الإعلام التي لها علاقه بالاخبار الاقتصادية واسواق الاسهم, وقد انتهز فرصة عمله ليبدأ قبل عامين بالمضاربة بالاسهم بمبلغ نصف مليون ريال, وبعد نحو سنة تضاعف هذا المبلغ وبدأ اصدقاء له يعطونه مبالغ كبيرة ليضارب لهم بالأسهم المحلية مقابل حصوله على 25 في المئة من الارباح التي يحققها لهم.
وقال ان ما خسره خلال الاسبوعين الماضيين اللذين شهدا تراجعا في سوق الاسهم السعودية «وصل الى نحو عشرين في المئة من ما حققه من ارباح في يناير الماضي لذلك زبائنه ليسوا غاضبين منه».
لكن الخبير في الاسهم السعودية خالد الجوهر قال إن «في الامر مبالغة لان الخسائر التي لحقت بالمضاربين بالاسهم هي من الارباح الكبيرة التي حققوها في الشهرين الماضيين عدا صغار المضاربين الذين انضموا الى السوق أخيراً واشتروا اسهما في شركات المضاربة التي تعرضت اكثر من غيرها للهبوط».
المصدر: http://www.alraialaam.com/11-03-2006/ie5/economics.htm