المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمانة التخطيط التنموي تناقش استراتيجية التنمية الوطنية لقطر 2030



moonبنتnight
07-06-2010, 07:40 AM
تعتمد على أربعة أسس منها تطوير قدرات الشعب القطري وخلق اقتصاد تنافسي..

أمانة التخطيط التنموي تناقش استراتيجية التنمية الوطنية لقطر 2030


جريدة الشرق : 7/6/2010م

د.الإبراهيم: تشجيع القطاع الخاص وتأمين استمرار النمو الاقتصادي من الأولويات
حمد بن جبر: نعاهدكم على اعتماد الشفافية ونأمل أن تؤدوا دوركم في محاسبتنا
وضع استراتيجيات متوسطة المدى للتنمية لتكون خريطة طريق لتطبيق الرؤية الوطنية
نحتاج لتضافر جهودنا لتحقيق الأهداف الطموحة التي وضعناها ونسعى لبلوغها
عزالدين عبده:
عقدت الأمانة العامة للتخطيط التنموي مؤتمراً صحفياً أمس نظمت به ورشة عمل تحت عنوان "استراتيجية التنمية الوطنية"، بدأت بإلقاء الدكتور إبراهيم الإبراهيم الأمين العام للأمانة، كلمة قال فيها: "ما يجمعنا اليوم هو رؤية مشتركة لقطر، تستمد جذورها من عقول قيادة حكيمة وطموحة تؤمن بأن شعب قطر هو ثروتها الحقيقية".
وأضاف: "إن رؤية قطر الوطنية 2030 التي اعتمدها صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في عام 2008 والتي قال عنها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين، انها حددت توجهات قطر المستقبلية التي تعكس طموحات الشعب القطري وأهدافه وثقافته".
وأكد أن رؤية قطر الوطنية ترمي إلى تكريس مكانة قطر، بحلول سنة 2030، في مصاف الدول المتقدمة، وإلى أن يكون بمقدورها الحفاظ على نموها وعلى تواصل تطوّرها، وعلى توفير مستوى حياة عال لجيلها الحالي ولأجيالها المستقبلية، وإن رؤية قطر الوطنية 2030 بمثابة جسر بين الحاضر والمستقبل، وهي ترسم صورة لبلد نابض ومزدهر، تتوافر فيه العدالة الاجتماعية والاقتصادية للجميع، ويعيش فيه الإنسان بانسجام تام مع بيئته".
واعتبر أن تحويل هذه الرؤية الطموح إلى واقع ملموس، يستدعي وضع استراتيجيات متوسطة المدى للتنمية لتكون بمثابة خريطة طريق لتطبيق هذه الرؤية بشكل فعال، وحاليا يجري العمل على إعداد أولى هذه الاستراتيجيات.
وواصل: "من هنا، فإن استراتيجية التنمية الوطنية سترتكز على أربعة أسس تندرج في إطار الهدف الأكبر لرؤية قطر الوطنية 2030 وهو الوصول إلى مجتمع متقدم قادر على النمو المستدام".
وأضاف: "وهذه الأسس الأربعة هي:
— تطوير قدرات الشعب القطري لتمكينه من الحفاظ على مجتمع مزدهر، من خلال توفير أفضل المستويات التعليمية والتدريبية والصحية له.
— السعي إلى ترسيخ ما يتصف به المجتمع من مفاهيم العدالة والتضامن، وإلى تعزيز القيم الأخلاقية العالية التي يتمتع بها، وإلى جعل قطر قادرة على لعب دور بارز في الشراكة الدولية من أجل التنمية.
— تطوير اقتصاد تنافسي ومتنوّع قادر على تأمين مستوى معيشي مرتفع للجيل الحالي من القطريين وللأجيال المقبلة.
— إدارة البيئة على نحو يؤمّن التجانس والانسجام بين مستلزمات النمو الاقتصادي ومتطلبات التنمية الاجتماعية، من جهة، وضرورات حماية البيئة، من جهة أخرى".
واستطرد: "إن فوائد الاستراتيجية التنموية لقطر ستتجلى على مستويات عدة أهمها:
— تشجيع القطاع الخاص وتعزيز دوره في التنمية، بحيث يتم تحفيز المبادرات الفردية، وتوفير فرص العمل للجميع وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد القطري.
— وضع وتبني السياسات التي ستساهم بشكل فاعل في زيادة مشاركة القطريين وتعزيز دورهم في قوة العمل، مما يمكنهم من إدارة عملية التنمية المنشودة.
— توفير بنية تحتية ذات مستوى عال تساهم في تحسين حياة القطريين والمقيمين وفي جعل البلاد أكثر جاذبية واستقطاباً للمستثمرين والشركات.
— المحافظة على تراث قطر وثقافتها والمساهمة في إبرازهما وتطويرهما، دون أن يتناقض ذلك مع سعيها الحثيث لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
— تأمين استمرار النمو الاقتصادي المرتفع، حتى بعد انخفاض الاعتماد على النفط والغاز.
— اعتبار تطوير وتعزيز الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية وتمكين المرأة والتماسك الأسري من أولويات الحكومة القطرية في السنوات المقبلة.
مشدداً على أن الأمانة العامة للتخطيط التنموي تتشرف وتفتخر بالعمل معكم جميعاً يداً بيد لتحقيق هدف مشترك وهو إعداد الاستراتيجية الوطنية الأولى للتنمية، ونؤكد لكم التزامنا عبر ما يلي من ثوابت:
— ضمان التناسق والتماسك والانسجام بين جميع الجهات المشاركة في عملية إعداد استراتيجية التنمية الوطنية، بما يضمن الاستفادة القصوى من كل طاقاتنا ومواردنا البشرية والمادية.
— توفير الدعم لكل الجهات المعنية لتسهيل تماشي خططها وبرامجها مع أهداف الاستراتيجية التنموية
— الاستفادة بفاعلية من المهارات والخبرات المتوافرة لدى المؤسسات القطرية لضمان الاستخدام الأمثل لقدراتها ولتحقيق التنمية المنشودة.
— العمل على أن تؤدي استراتيجية التنمية الوطنية إلى فوائد ملموسة لجميع القطريين، وإلى تقدم حقيقي على طريق تحقيق رؤية قطر الوطنية.
على هذا الأساس، نحن واثقون بأن استراتيجية التنمية الوطنية تشكّل مشروعاً وطنياً سيعود بالفائدة علينا جميعاً، ولهذا تقع على عاتقنا مسؤولية دعم هذه الاستراتيجية وقيادتها نحو النجاح".
وقال: من هذا المنطلق، فإن لقاءنا معكم أنتم الذين تعملون بكدّ وجدّية لوضع التوصيات ورسم السياسات والبرامج التي تتألف منها الاستراتيجية الوطنية للتنمية، يكتسب أهمية كبيرة، نظراً إلى أن ورشة العمل هذه ستكون فرصة لمناقشة ما تحقق حتى الآن في إطار عملية إعداد هذه الاستراتيجية. ولا يمكن لهذه الاستراتيجية مع كل ما تعنيه من إيجابيات ومنافع وخير لقطر وشعبها، أن تتحقق، لولا جهودكم ومشاركتكم الفاعلة واندفاعكم لهذه المهمة الوطنية، وإن ورشة العمل التي نحن بصددها، هي مناسبة لنفكر معاً، ونتبادل الأفكار، ونقترح الحلول لأية تحديات وصعوبات قد نواجهها معاً في عملية إعداد استراتيجية التنمية الوطنية، وللإجابة عن أية أسئلة قد تتبادر إلى أذهاننا، بحيث نتمكن بجهودنا المشتركة والجماعية، وبتعاوننا جميعاً، من تحقيق أهدافنا، والوصول إلى ما نريد.
واختتم: أما أنتم، أيها الإعلاميون الأفاضل فإن حضوركم معنا اليوم هو موضع تقدير كبير، وهو عنصر أساسي في نجاح عملنا. فأنتم جسرنا إلى الناس، وأنتم أكثر من غيركم قادرون على أن توضحوا لشعبنا أهمية هذا المشروع الوطني الكبير، وفي الوقت نفسه أن تنقلوا إلينا نبض القطريّين والقطريّات وهواجسهم وطموحاتهم. ومن هذا المنطلق، نجدد التزامنا بإطلاعكم على كل جديد بشأن استراتيجية التنمية الوطنية، والإجابة عن كل أسئلتكم، فاستراتيجية التنمية الوطنية تعنينا جميعاً، ومن دونكم لن يكون في مقدورنا أن نحقق الأهداف الطموحة التي وضعتها القيادة الحكيمة لدولتنا من أجل مستقبل زاهر ومشرق لوطننا العزيز، كما أن الهوية المؤسساتية لاستراتيجية التنمية الوطنية، والتي ستساهم أكثر فأكثر في جعل الاستراتيجية جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، وستساعد في جعلها تدخل إلى قلوبنا وعقولنا لتصبح مرادفاً لتطور قطر وتقدمها ونجاحها، إن الهوية المؤسساتية لاستراتيجية التنمية الوطنية صممت بطريقة تعبّر عن كل أبعاد هذه الاستراتيجية بما يتفق مع أهمية وحجم هذا المشروع التاريخي، وستتعرفون عليها بسهولة ويسر.

إعداد استراتيجية التنمية الوطنية
من جهته نوه سعادة الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، في كلمته بأن إعداد استراتيجية التنمية الوطنية يشكّل المثال الأفضل عن كيفية توحيد الحكومة ومواطنيها، من القطاعين العام والخاص، لكافة جهودهم وقواهم للعمل بنجاح يداً بيد لتحقيق هدف مشترك.
ولا تقتصر أهمية استراتيجية التنمية الوطنية على بعدها الاقتصادي والاجتماعي والتنموي.
وأضاف: "بل تكتسب أهميتها أيضاً من أن هذه التجربة أثبتت صحة ما آمن به أصحاب الرؤية، وفي طليعتهم صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، من أن المصلحة الوطنية يمكن أن تسمو على الأجندات والاعتبارات الخاصة، وأن في الامكان التوفيق بين مصالح الحكومة والقطاع الخاص والقطريين عموماً، عندما تتوافر الارادة، كما هي الحال بالنسبة الى استراتيجية التنمية الوطنية".
وواصل: "ان استراتيجية التنمية الوطنية ليست ترفاً، وليست أيضاً من الكماليات، بل هي ضرورة حتمية، اذا كنا حريصين على أن نضمن لأبنائنا وأحفادنا التمتع بالنمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي، واذا أردنا أن يكون مستوى حياتهم على قدر طموحاتهم وتوقعاتهم".
وشدد: "اذا أردنا أن نبقى صادقين مع أنفسنا، واذا أردنا أن نضمن أن أجيال قطر المستقبلية ستبقى فخورة بوطنها، علينا أن نقوم بجهد كبير، وأن نخطط للمستقبل بكثير من التبصر والحكمة والمسؤولية".
وبشّر الحضور قائلاً: "كما رأينا اليوم، لقد تم تحقيق الكثير بالفعل فيما يتعلق باعداد استراتيجية التنمية الوطنية، لكن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً ويتطلب تضافر جهودنا لتحقيق الأهداف الطموحة التي وضعناها ونسعى الى بلوغها وأن جميع أعضاء فرق العمل والمجموعات التنفيذية يعملون بجدية كبيرة وبكامل قدراتهم وطاقاتهم لضمان حسن سير عملية اعداد استراتيجية التنمية الوطنية، ونحن في الأمانة العامة للتخطيط التنموي، وباسم الحكومة القطرية، لا يمكننا الا أن نشكرهم، وأن نثمّن عالياً ما يقومون به لرسم مستقبل قطر وان عملية اعداد استراتيجية التنمية الوطنية جارية على قدم وساق وفق الخطة الموضوعة، ويتوقع أن يتم اطلاق الاستراتيجية خلال الأشهر المقبلة. غير ان دورنا لا ينتهي عند هذا الحد، اذ علينا جميعاً أن نلعب دوراً في ضمان تنفيذ خطة الاستراتيجية بنجاح، من أجل خير قطر ومواطنيها والمقيمين فيها".
ووجه حديثه للصحفيين وقال: "أنتهز هذه الفرصة للإشادة بالدور الحيوي والأساسي الذي يؤديه الاعلاميون في هذا المجال، ليس فقط لكونهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع القطري، ولكن أيضاً لدورهم العظيم كعنصر محفز لقيام مجتمع عصري ومنفتح ومطلع. ان قرب هؤلاء الاعلاميين من نبض الناس، ومن آمالهم وطموحاتهم، والدور المسؤول الذي يؤدونه، يساهم في جعل كل الجهود التنموية نابعة من توقعات القطريين وتطلعاتهم، ويضمن أن تأخذ ايضاً في الاعتبار ما يثير قلقهم ومخاوفهم".ثم عاد وقال: "اننا نؤكد التزامنا أخذ هذه الطموحات والتوقعات والمخاوف في الاعتبار، ونحن واثقون من أنكم ملتزمون بذلك أيضاً. نعم، سننجح، وكذلك ستنجح الحكومة القطرية، في اعداد استراتيجية التنمية الوطنية وتنفيذها بالكامل. انه وعدنا وعهدنا لكم، كذلك نعدكم باننا سنبقيكم دائماً مطلعين على أية تطورات تتعلق باستراتيجية التنمية الوطنية، لأن قدرنا هو قدركم ونجاحنا هو حتماً نجاحكم".
واختتم: "اننا نعاهدكم على اعتماد الشفافية، ونأمل في أن تؤدوا دوركم ومسؤوليتكم في محاسبتنا على عملنا، اذ إن قطر تتوقع منكم أن تضعوا مستقبل وطنكم فوق كل اعتبار".