مطيع الله
09-06-2010, 12:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع كلمة الجهل، ولا نعي معناها، البعض يحسبه الأمية، وآخر يراه عدم مواكبة ما يستجد يومياً من أحداث، وآخر يرى غير ذلك، وآخر لا يستطيع شرح معنى هذه الكلمة.
قال ابن تيمية رحمه الله: "وجماع الشر الجهل والظلم قال الله - تعالى - {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب، إلى آخر السورة، وذكر التوبة لعلمه - سبحانه وتعالى - أنه لا بد لكل إنسان من أن يكون فيه جهل وظلم، ثم يتوب الله على من يشاء، فلا يزال العبد المؤمن دائماً يتبين له من الحق ما كان جاهلاً به، ويرجع عن عمل كان ظالماً فيه1".
وجاء في بعض التعريفات:
الجهل هو عكس العلم ، وجهل الأمر يعني خفي عنه، والفاعل منه جاهل والمفعول مجهول. وأصبح العرب يصفون الفترة التي سبقت ظهور دين الإسلام باسم الجاهلية بسبب ما كان سائداً في تلك الفترة من معتقدات مخالفة للمنطق العقلي الإسلامي .
وجاء في أنواع الجهل:
1. جهل بسيط : هو فهم مسألة ما بدون أحاطة كاملة .
2. جهل كامل أو كبير أو عميق : وهو خلاف العلم بالمسألة أي إن صاحبها لايعلم من المسألة شيئا .
3. جهل مركب : وهو أسوء أنواع الجهل , وهو فهم الأمر خلاف ماهو عليه .
وعامة الناس يستخدمونها فيمن لاعلم له بمسألة يجادل فيها , فيقال هذا جاهل بالأمر , وعند العامة يسمى الأطفال جهالا , لعدم وعيهم وقلت علمهم وأجهل العرب هو عمرو بن هشام ( أبو جهل ).
يمكن تجزئة المعرفة التي هي ضد الجهل إلى عدة مراحل،
النبأ، التصديق، الإعتقاد، الحماس، التعصب، الدفاع، والإنتصار للمبدأ.
مراهق مسلم، ولد في بريطانيا، حضر محاضرة واحدة، شاهد فيديو واحد، رأى ما يعانيه المسلمين في البوسنة حجز على أول رحلة وذهب للدفاع عنهم.
انتصر هذا البريطاني لأمته، لأنه يؤمن أن الإسلام مقرون بالعمل، وأن التكليف فردي والمحاسبة أمام الله فردية.
مات شهيداً، دفاعاً عن المظلومين والمضطهدين، ولم يرضى بالمشاهدة بغير عمل.
مسلم آخر، ولد لأبوين مسلمين، في بلد مسلم، رأى الأخبار عن نفس المنطقة والظروف والضحايا، ولكنه رأها بعين أخرى غير التي رأها مولود بريطانيا، هي عين النظام القائم، وعين وكالات الأنباء العالمية، تحمس قليلاً، ثم تناسى الحدث.
الأول، طلب منه الفعل الفوري كما ورد في القرآن من ضرورة التناصر بين المسلمين ورد الظلم، والآخر دعا بدعوات وتمنى من الدولة نصرة المسلمين المستضعفين.
تعطل الفكر وغابت المبادرة عند من تعود توكيل من يعمل عنه، وينوب عنه في كل شيء، وبادر من تعود مباشرة أحلامه بنفسه دون إنابة أحد.
أهم أسباب الجهل في أمتنا، الفقر والسياسات الأمنية والحرص على السلطة والمال وذلك بقتل كل فكرة إبداعية ومنع بروز أي مجتمع للحوار وتبادل الأفكار والمقترحات.
الوعد بوظيفة للأبناء والبنات، ورفعتهم اجتماعياً بين الأهل والأقارب، قد ينسف طموحات بناء مستشفى ومدرسة وسوق وشوارع مضائة ومصالح حكومية للقرية أو للحي أو للمدينة.
وقف الجهل أمام الآمال العريضة لفئة كبيرة من الناس بسبب جهل من يمثل هؤلاء الناس وخضوعه للإغراءات الفردية له ولعائلته، ما جعله يتخلى عن المصلحة العامة، وتناسي هموم الناس ومشاكلهم.
قضايا كبرى للأمة، تخلت عنها الدول، التي تحرص على مصالح حكامها، وأمنهم، وسلطتهم، ومنع الجهل تكوين رأي عام لمناصرتها والسعي لحلها.
كثير من المبادرات الحاصلة اليوم، يقوم عليها مغتربين مسلمين، من كل دول الإسلام، ممن ولدوا في الغرب، بادر هؤلاء بدعم قضايا أمتهم، وكان لهم الأثر الفاعل، وهم بإذن الله أمل هذه الأمة وقادة نهضتها.
أرجو مشاركتكم.
المصادر:
رسائل ابن تيمية
صفحة الجهل على ويكي الموسوعة الحرة
نسمع كلمة الجهل، ولا نعي معناها، البعض يحسبه الأمية، وآخر يراه عدم مواكبة ما يستجد يومياً من أحداث، وآخر يرى غير ذلك، وآخر لا يستطيع شرح معنى هذه الكلمة.
قال ابن تيمية رحمه الله: "وجماع الشر الجهل والظلم قال الله - تعالى - {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب، إلى آخر السورة، وذكر التوبة لعلمه - سبحانه وتعالى - أنه لا بد لكل إنسان من أن يكون فيه جهل وظلم، ثم يتوب الله على من يشاء، فلا يزال العبد المؤمن دائماً يتبين له من الحق ما كان جاهلاً به، ويرجع عن عمل كان ظالماً فيه1".
وجاء في بعض التعريفات:
الجهل هو عكس العلم ، وجهل الأمر يعني خفي عنه، والفاعل منه جاهل والمفعول مجهول. وأصبح العرب يصفون الفترة التي سبقت ظهور دين الإسلام باسم الجاهلية بسبب ما كان سائداً في تلك الفترة من معتقدات مخالفة للمنطق العقلي الإسلامي .
وجاء في أنواع الجهل:
1. جهل بسيط : هو فهم مسألة ما بدون أحاطة كاملة .
2. جهل كامل أو كبير أو عميق : وهو خلاف العلم بالمسألة أي إن صاحبها لايعلم من المسألة شيئا .
3. جهل مركب : وهو أسوء أنواع الجهل , وهو فهم الأمر خلاف ماهو عليه .
وعامة الناس يستخدمونها فيمن لاعلم له بمسألة يجادل فيها , فيقال هذا جاهل بالأمر , وعند العامة يسمى الأطفال جهالا , لعدم وعيهم وقلت علمهم وأجهل العرب هو عمرو بن هشام ( أبو جهل ).
يمكن تجزئة المعرفة التي هي ضد الجهل إلى عدة مراحل،
النبأ، التصديق، الإعتقاد، الحماس، التعصب، الدفاع، والإنتصار للمبدأ.
مراهق مسلم، ولد في بريطانيا، حضر محاضرة واحدة، شاهد فيديو واحد، رأى ما يعانيه المسلمين في البوسنة حجز على أول رحلة وذهب للدفاع عنهم.
انتصر هذا البريطاني لأمته، لأنه يؤمن أن الإسلام مقرون بالعمل، وأن التكليف فردي والمحاسبة أمام الله فردية.
مات شهيداً، دفاعاً عن المظلومين والمضطهدين، ولم يرضى بالمشاهدة بغير عمل.
مسلم آخر، ولد لأبوين مسلمين، في بلد مسلم، رأى الأخبار عن نفس المنطقة والظروف والضحايا، ولكنه رأها بعين أخرى غير التي رأها مولود بريطانيا، هي عين النظام القائم، وعين وكالات الأنباء العالمية، تحمس قليلاً، ثم تناسى الحدث.
الأول، طلب منه الفعل الفوري كما ورد في القرآن من ضرورة التناصر بين المسلمين ورد الظلم، والآخر دعا بدعوات وتمنى من الدولة نصرة المسلمين المستضعفين.
تعطل الفكر وغابت المبادرة عند من تعود توكيل من يعمل عنه، وينوب عنه في كل شيء، وبادر من تعود مباشرة أحلامه بنفسه دون إنابة أحد.
أهم أسباب الجهل في أمتنا، الفقر والسياسات الأمنية والحرص على السلطة والمال وذلك بقتل كل فكرة إبداعية ومنع بروز أي مجتمع للحوار وتبادل الأفكار والمقترحات.
الوعد بوظيفة للأبناء والبنات، ورفعتهم اجتماعياً بين الأهل والأقارب، قد ينسف طموحات بناء مستشفى ومدرسة وسوق وشوارع مضائة ومصالح حكومية للقرية أو للحي أو للمدينة.
وقف الجهل أمام الآمال العريضة لفئة كبيرة من الناس بسبب جهل من يمثل هؤلاء الناس وخضوعه للإغراءات الفردية له ولعائلته، ما جعله يتخلى عن المصلحة العامة، وتناسي هموم الناس ومشاكلهم.
قضايا كبرى للأمة، تخلت عنها الدول، التي تحرص على مصالح حكامها، وأمنهم، وسلطتهم، ومنع الجهل تكوين رأي عام لمناصرتها والسعي لحلها.
كثير من المبادرات الحاصلة اليوم، يقوم عليها مغتربين مسلمين، من كل دول الإسلام، ممن ولدوا في الغرب، بادر هؤلاء بدعم قضايا أمتهم، وكان لهم الأثر الفاعل، وهم بإذن الله أمل هذه الأمة وقادة نهضتها.
أرجو مشاركتكم.
المصادر:
رسائل ابن تيمية
صفحة الجهل على ويكي الموسوعة الحرة