المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تظلموا فيهن أنفسكم



امـ حمد
14-06-2010, 04:59 PM
لا تظلموا فيهن أنفسكم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى(إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم)؛ فلا تظلموا فيهن أنفسكم, ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرامًا وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم,فمَن ارتكب الذنب في هذه الأشهر فقد جمع على نفسه ,الوقوع في الذنب،وهتك حرمتة ,قال تعالى (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم)فالظلم , العمل بمعاصي الله, والترك لطاعته,فلا تعصوا الله فيها ولا تحلوا ما حرم الله عليكم فتكسبوا سخط الله وعقابه, لا تظلم نفسك بتفويت الزمن الصالح وتركه للطاعة, ولا تظلم نفسك بعمل المحرمات,ولابد له من محرك في قلبه (فالقلب ملك والجوارح جنوده)والشريعة دلت على هذا المحرك الذي يكمن في القلب ألا وهو التعظيم,قال تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)نعظّم نواهيه ومحارمه التي حرّمها في كتابه, أو حرَّمها رسوله صلى الله عليه وسلم ومن أعظم ما حرّمه الله, الشرك بأنواعه,كالمناسك كلها، وكالإحرام، والعبادات التي أمر الله العباد بالقيام بها، فتعظيمها إجلالها بالقلب، ومحبتها، وتكميل العبودية فيها، غير متهاون، ولا متكاسل،فالقلوب قد تقترف من المحرمات ما قد تغلب به الجوارح. والمحرمات التي قد تقترفها القلوب تبتدئ بالشرك إلى الظنون,فشخص عنده إرادة مستقرة لحب الله وطاعته ,ثم غفل؛ يختلف عن آخر عنده إرادة مستقرة لحب الذنوب وارتكابها,والخوف منها واجتناب الطرق الموصلة لها,قال تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
والمراد بالشعائر,كالصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة وغيرها. وكل الأوامر الشرعية البارزة التي يحبها الله عزَّ وجل,
وأولى الأولويات الصلاة. أحب ما يحبه الله,ومداومة الذكر,
فدوام الذكر إشارة التعظيم. ودوام الذكر يأتي من كون قلب العبد الحب, والرجاء, والخوف(مَن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)وأن الإحسان إلى المخلوقين,فالعبد كلما كان مُعظِّمًا لشعائر الله؛ زاد إحسانًا إلى الناس,بدليل أن الله يجمع دائماّ بين ذكر الصلاة والزكاة لأن الصلاة فيها الاحسان في عبادة الخالق والزكاة فيها الإحسان للمخلوقين، والحرص على الإحسان يقابله غض الطرف عن الإساءة,ولا يستطيع ذلك إلا الموحد فإنه كلما زاد الشخص توحيدًا؛إستطاع أن يكون مُعظِّمًا للحُرمات, مُعظِّمًا للشعائر,في رمضان وفي غيره مجاهدة نفسه الأمارة بالسوء حتى تكون نفسا مطمئنة آمرة بالخير راغبة فيه ، وواجب عليه أن يجاهد عدو الله إبليس حتى يسلم من شره ونزغاته ، فالمسلم في هذه الدنيا في جهاد عظيم متواصل للنفس والهوى والشيطان ، وعليه أن يكثر من التوبة والاستغفار في كل وقت وحين ، ولكن الأوقات يختلف بعضها عن بعض ، فشهر رمضان هو أفضل أشهر العام ، فهو شهر مغفرة ورحمة وعتق من النار ،
فسيئة في رمضان أعظم إثما من سيئة في غيره ، كما أن طاعة في رمضان أكثر ثواباّ عند الله من طاعة في غيره, ولما كان رمضان بتلك المنزلة العظيمة كان للطاعة فيه فضل عظيم ومضاعفة كثيرة ، وكان إثم المعاصي فيه أشد وأكبر من إثمها في غيره ، فالمسلم عليه أن يغتنم هذا الشهر المبارك بالطاعات والأعمال الصالحات والإقلاع عن السيئات عسى الله عز وجل أن يمن عليه بالقبول ويوفقه للاستقامة على الحق ، ولكن السيئة دائما بمثلها لا تضاعف في العدد لا في رمضان ولا في غيره ، أما الحسنة فإنها تضاعف بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة ؛ لقول الله عز وجل( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) وهكذا في المكان الفاضل كالحرمين الشريفين تضاعف فيهما أضعافا كثيرة في الكمية والكيفية، أما السيئات فلا تضاعف بالكمية ولكنها تضاعف بالكيفية,وتضاعف الحسنة والسيئة بمكان وزمان فاضل ,فتكون مضاعفة السيئة في مكة أو في المدينة مضاعفة كيفية ( بمعنى أنها تكون أشد ألماً ووجعاً لقوله تعالى ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )

نسأل الله أن يجعلنا من الموحدين المعظمين للحرمات ، المتقين الله حق تقاته .

الجووري
14-06-2010, 11:42 PM
نسأل الله أن يجعلنا من الموحدين المعظمين للحرمات ، المتقين الله حق تقاته .

اللهم اميييييييين

تسلمين ولاهنتي ع الطرح

امـ حمد
16-06-2010, 01:37 AM
اللهم اميييييييين

تسلمين ولاهنتي ع الطرح



الله يسلمج حبيبتي