بطل الفريج
18-06-2010, 02:12 AM
"كرة القدم للجميع"، هو الشعار الذي يرفعه الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، لكن يبدو أن الـ "جميع" لا تشمل السواد الأعظم من الجماهير العربية التي احتكر "الحصري" آمالها في الحصول على فرصة متابعة مباريات كأس العالم لأن "الفيفا" فرض شروطا مجحفة على وسائل الإعلام الراغبة في نقل مباريات كأس العالم، لم تقدر عليها سوى باقة "الجزيرة الرياضية" دون غيرها من الفضائيات العربية التي تملأ الأفق. فهل أصبحت لعبة الفقراء للأغنياء فقط بعد أن احتكرت فضائية واحدة، من بين أكثر من 600 قناة، عرض مباريات كأس العالم للمشاهدين العرب؟
امتلكت "الجزيرة الرياضية" حقوق بثّ المونديال بعد أن اشترت قنوات "إي آر تي الرياضية" بما تملكه من حقوق بث للبطولات العالمية ومنها كأس العالم 2010. وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الجزيرة، منذ إنشائها، بالنقل الحصري المدفوع التكاليف لنهائيات كأس العالم في كرة القدم.
كانت شبكة "راديو وتلفزيون العرب" من أولى الشبكات التي أدخلت سياسة الاحتكار والتشفير إلى الساحة الإعلامية العربية. ونجحت الـ"اي ارتي" في التربّع على عرش البثّ الحصري للأفلام والمنوعات والكليبات والبرامج الرياضية، إلا أنه ومع تطوّر الفضاء الإعلامي العربي، كمّا وكيفا، دخلت قنوات أخرى إلى ساحة المنافسة، مستغلّة غضب أغلبية المشاهدين العرب، الذين لم يكونوا قادرين على دفع قيمة الاشتراك الخيالية بباقة الـ"اي ارتي"؛ وكانت "الجزيرة" من بين القنوات المنافسة.
وفي الوقت الذي بدأت تشهد فيه العلاقة بين المشاهد العربي وشبكة "اي ارتي" توتّرا شديدا، على خلفية العرض الحصري خاصة للمناسبات الرياضية العالمية، دخلت "الجزيرة"، وبحرفية عالية، على الخط من خلال "الجزيرة1+والجزيرة 2+"، مستغلّة النجاح الجماهيري العريض الذي حقّقته الفضائية الإخبارية.
ووعدت "الجزيرة" حينها بأن يكون مبلغ الإشتراك رمزيّا. وبمرور الوقت توسّعت شبكة الجزيرة الرياضية وشملت الـ"الجزيرة1+و2+و 3+و4+إلى 10+" بالإضافة إلى قناة خاصة بكأس العالم، وتحوّل المبلغ الرمزي الذي كان يناهز الـ30 دولارا إلى 100 دولار.
وهكذا أزاحت شبكة الجزيرة شبكة راديو وتلفزيون العرب، وتربّعت مكانها على عرش الإحتكار، ومن يدري، ربما في كأس العالم القادمة تدخل شبكة جديدة لعبة الحصري خاصة بعد انضمام جهات أخرى قويّة عالمية إلى الساحة الإعلامية العربية وانتشار الظاهرة "الروتانية" التي رفعت شعار "موش حدقتر تغمّض عينيك"، شاهد واستمتع أيها المواطن العربي، كله بالمجّان؟
لقد جعلت "الجزيرة"، بمباركة من "الفيفا"، مشاهدة المونديال حلما "مشفّرا"، لكن الجماهير العربية أعلنت العصيان، بعد أن ملّت من الخضوع والاستكانة، حتى أصبحت محرومة من أبسط حقوقها في الترفيه.. فلم تغلب حيلة البسطاء من عشّاق المنتخب البرازيلي أو الاسباني ومن مشجعي الأرجنتين وإيطاليا، وداعمي الممثل العربي الوحيد في البطولة العالمية وقرّروا إغاظة "الجزيرة" وكلّ من يسلك طريق البثّ المشفّر.
ولأن "الضرورات تبيح المحظورات" فقد أضحت عمليات "القرصنة" و"كسر الشيفرات" أمرا حلالا ومباحا بفتوى أزهرية وبمباركة خفيّة من الحكومات العربية التي أظهرتها شبكة الجزيرة عاجزة غير قادرة على تحقيق أبسط أحلام شعوبها بمشاهدة مباراة في كرة القدم..؛ ووجد كثير من المشاهدين العرب "الرحمة" في "أجهزة الأحلام"، و"الدونغل".
لا ننكر على "الجزيرة" استثمارها، فمن حقّها كما هو من حق أي جهة إعلامية أخرى، دفعت ثروة لشراء حقوق بثّ أقوى مناسبة رياضية عالمية، أن تفرض رسوما على المشاهدين الراغبين في "المتعة" والذين تكاد تتساوى أهمية مشاهدة مبارة كرة قدم، عندهم، مع أهمية الخبز؛ ولكن هذا الحق يصبح "ظلما" ينصبّ فقط على السواد الأعظم من جماهير الطبقة الوسطى والفقيرة، غير القادرة على دفع "جزية" هروبها من واقعها الأليم ولو لمدة تسعين دقيقة تتابع من خلالها "اللعبة المجنونة" التي يعشقها الصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغني، وليشجّع فريقه "الوطني" البديل بعد أن فشل فريقه الوطني الأصلي في الوصول إلى هذا الحدث الكروي العالمي.
لم تعد كرة القدم فنا وأخلاقا، بل حوّلها "الفيفا" إلى تجارة تهدّد بجعل الرياضة التي تعرف بـ"رياضة الفقراء" بضاعة خمس نجوم لا يقدر على الاستمتاع بها إلاّ الميسورون.. بعد أن أنكر مبادئه، التي تقول إن كرة القدم لعبة شعبية موجّهة للعامة من الناس، لكن تلك مجرد شعارات كغيرها من الشعارات التي ترفعها "الأصوات الديمقراطية"، أما على الأرض فلا حق إلا للأغنياء بالمشاهدة واللعب والفوز أما الفقراء، وبالأخص العرب، فهم محرومون بالطبيعة ولن يضيرهم الكثير إن لم يشاهدوا ويستمتعوا بكأس العالم، بعد أن كتب عليهم البؤس وصارت أحلامهم مصادرة وغير قابلة للتحقيق.
منقول
امتلكت "الجزيرة الرياضية" حقوق بثّ المونديال بعد أن اشترت قنوات "إي آر تي الرياضية" بما تملكه من حقوق بث للبطولات العالمية ومنها كأس العالم 2010. وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الجزيرة، منذ إنشائها، بالنقل الحصري المدفوع التكاليف لنهائيات كأس العالم في كرة القدم.
كانت شبكة "راديو وتلفزيون العرب" من أولى الشبكات التي أدخلت سياسة الاحتكار والتشفير إلى الساحة الإعلامية العربية. ونجحت الـ"اي ارتي" في التربّع على عرش البثّ الحصري للأفلام والمنوعات والكليبات والبرامج الرياضية، إلا أنه ومع تطوّر الفضاء الإعلامي العربي، كمّا وكيفا، دخلت قنوات أخرى إلى ساحة المنافسة، مستغلّة غضب أغلبية المشاهدين العرب، الذين لم يكونوا قادرين على دفع قيمة الاشتراك الخيالية بباقة الـ"اي ارتي"؛ وكانت "الجزيرة" من بين القنوات المنافسة.
وفي الوقت الذي بدأت تشهد فيه العلاقة بين المشاهد العربي وشبكة "اي ارتي" توتّرا شديدا، على خلفية العرض الحصري خاصة للمناسبات الرياضية العالمية، دخلت "الجزيرة"، وبحرفية عالية، على الخط من خلال "الجزيرة1+والجزيرة 2+"، مستغلّة النجاح الجماهيري العريض الذي حقّقته الفضائية الإخبارية.
ووعدت "الجزيرة" حينها بأن يكون مبلغ الإشتراك رمزيّا. وبمرور الوقت توسّعت شبكة الجزيرة الرياضية وشملت الـ"الجزيرة1+و2+و 3+و4+إلى 10+" بالإضافة إلى قناة خاصة بكأس العالم، وتحوّل المبلغ الرمزي الذي كان يناهز الـ30 دولارا إلى 100 دولار.
وهكذا أزاحت شبكة الجزيرة شبكة راديو وتلفزيون العرب، وتربّعت مكانها على عرش الإحتكار، ومن يدري، ربما في كأس العالم القادمة تدخل شبكة جديدة لعبة الحصري خاصة بعد انضمام جهات أخرى قويّة عالمية إلى الساحة الإعلامية العربية وانتشار الظاهرة "الروتانية" التي رفعت شعار "موش حدقتر تغمّض عينيك"، شاهد واستمتع أيها المواطن العربي، كله بالمجّان؟
لقد جعلت "الجزيرة"، بمباركة من "الفيفا"، مشاهدة المونديال حلما "مشفّرا"، لكن الجماهير العربية أعلنت العصيان، بعد أن ملّت من الخضوع والاستكانة، حتى أصبحت محرومة من أبسط حقوقها في الترفيه.. فلم تغلب حيلة البسطاء من عشّاق المنتخب البرازيلي أو الاسباني ومن مشجعي الأرجنتين وإيطاليا، وداعمي الممثل العربي الوحيد في البطولة العالمية وقرّروا إغاظة "الجزيرة" وكلّ من يسلك طريق البثّ المشفّر.
ولأن "الضرورات تبيح المحظورات" فقد أضحت عمليات "القرصنة" و"كسر الشيفرات" أمرا حلالا ومباحا بفتوى أزهرية وبمباركة خفيّة من الحكومات العربية التي أظهرتها شبكة الجزيرة عاجزة غير قادرة على تحقيق أبسط أحلام شعوبها بمشاهدة مباراة في كرة القدم..؛ ووجد كثير من المشاهدين العرب "الرحمة" في "أجهزة الأحلام"، و"الدونغل".
لا ننكر على "الجزيرة" استثمارها، فمن حقّها كما هو من حق أي جهة إعلامية أخرى، دفعت ثروة لشراء حقوق بثّ أقوى مناسبة رياضية عالمية، أن تفرض رسوما على المشاهدين الراغبين في "المتعة" والذين تكاد تتساوى أهمية مشاهدة مبارة كرة قدم، عندهم، مع أهمية الخبز؛ ولكن هذا الحق يصبح "ظلما" ينصبّ فقط على السواد الأعظم من جماهير الطبقة الوسطى والفقيرة، غير القادرة على دفع "جزية" هروبها من واقعها الأليم ولو لمدة تسعين دقيقة تتابع من خلالها "اللعبة المجنونة" التي يعشقها الصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغني، وليشجّع فريقه "الوطني" البديل بعد أن فشل فريقه الوطني الأصلي في الوصول إلى هذا الحدث الكروي العالمي.
لم تعد كرة القدم فنا وأخلاقا، بل حوّلها "الفيفا" إلى تجارة تهدّد بجعل الرياضة التي تعرف بـ"رياضة الفقراء" بضاعة خمس نجوم لا يقدر على الاستمتاع بها إلاّ الميسورون.. بعد أن أنكر مبادئه، التي تقول إن كرة القدم لعبة شعبية موجّهة للعامة من الناس، لكن تلك مجرد شعارات كغيرها من الشعارات التي ترفعها "الأصوات الديمقراطية"، أما على الأرض فلا حق إلا للأغنياء بالمشاهدة واللعب والفوز أما الفقراء، وبالأخص العرب، فهم محرومون بالطبيعة ولن يضيرهم الكثير إن لم يشاهدوا ويستمتعوا بكأس العالم، بعد أن كتب عليهم البؤس وصارت أحلامهم مصادرة وغير قابلة للتحقيق.
منقول