ROSE
23-06-2010, 06:59 AM
تطور المصرفية الإسلامية ودعاوى التقليد والجمود
إن الشريعة الإسلامية حين دعت الإنسان إلى عمارة الأرض وتحقيق التنمية والازدهار فقال تعالى: ((هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)) هود:61،أبانت له الطريق،ويسّرت له الوسائل،ودلته على الأدوات الناجحة،التي توصله وتبلغه الحياة الكريمة،وتتيح له النهوض،على المستوى الاقتصادي،من خلال المجالات الواسعة التي أحلتها الشريعة الإسلامية،وتكفلت لمن يأخذ بها بالنجاح والارتقاء قال تعالى: ((وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)) البقرة:275
ولقد أطلقت الشريعة لأهل القدرات والخبرات المجال الرحب لكي يبدعوا ويستحدثوا لهذه الأمة ما ينفعها،ويرفع شأنها، ويعلي كلمتها،في ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية،ضمن ما أباحته الشريعة الإسلامية،وهو مجال واسع،ومتنوع،ينتظر من ينقب فيه ويمعن النظر،ليجد وسائل قابلة للتجديد،وأدوات ممكنة للتطوير،يتحقق بها البناء المتكامل،والرقي المنشود،الذي تتمناه المجتمعات اليوم.
وهنا نتذكر حديث عروة البارقي رضي الله عنه حينما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم دينارا يشتري به أضحية أو شاة فاشترى به شاتين فباع إحداهما بدينار فأتاه بشاة ودينار،فدعا له بالبركة في بيعه فكان لو اشترى ترابا لربح فيه .
وقد وعدت الشريعة من أحسن العمل في هذه الحياة ،ووضع بصمته في تجديد أو إصلاح أو تطوير،ما يحقق النفع لهذه الأمة،على المستوى الاقتصادي وغيره،وكان خير خليفة في الأرض بما يصنع،ويعمّر، بالأجر والمثوبة فقال سبحانه: ((لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)) الملك:2،وقال: ((ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)) يونس:14.
وإن المصرفية الإسلامية التي تمثل اليوم الصفحة الأبرز لإشراقة الاقتصاد الإسلامي،وذلك لصمودها عند الأزمة المالية العالمية،كانت تتنقل منذ بدايتها من مرحلة إلى أخرى،فقد عرف المسلمون في أول البعثة النبوية بعض الأعمال المصرفية كالوديعة والمضاربة وغيرها،ثم تطورت الأعمال فأخذوا باستخدام الشيك،كذلك احتاج الناس أن ينقلوا أموالهم إلى أماكن وبلدان أخرى فجاءت الحوالة،وهكذا حتى ظهور أول تجربة للمصارف الإسلامية في ريف مصر عام 1963 م ،حيث كانت تقدم الخدمات التي تلبي حاجة المزارعين.
وبقيت المصرفية الإسلامية تتطور وتنمو بشكل واضح وسليم حتى يومنا هذا،كما أشارت تقارير كثيرة بذلك،منها تقرير لمؤسسة أوليفر وايمان الاستشارية قالت فيه إنه من المتوقع نمو أصول صناعة التمويل الاسلامي العالمية إلى حوالي 1.6 تريليون دولار بحلول عام 2012.
ولكن ما يشوب هذا التطور والنمو هو كثرة ما ترمى به هذه التجربة الرائدة من أنها تحاكي أو تقلد البنوك التقليدية،وربما قسا البعض فقال إنها تستنسخ ما تقدمه البنوك التقليدية بغلاف إسلامي،فهي لم تأت بجديد سوى قلب ما تخرجه البنوك التقليدية،وهذه الادعاءات هي نتيجة الاقتصار على المرابحة وما شابهها وترك الصيغ الأخرى،ومن جهة أخرى عدم احتواء المصارف الإسلامية على أقسام فعالة ونشطة لتطوير واستحداث منتجات إسلامية سواء في التمويل أو الاستثمار،وضعف الاهتمام بهذا الجانب،فقلّ أن نسمع بورشة عمل أو اجتماع منظم ينظر في تطوير واستحداث أدوات ومنتجات المصرفية الإسلامية،عدا ما يصدر بين الفينة والأخرى من أفكار فردية يطرحها أصحابها ويتلقون الردود اللاذعة فيصمتون ليسلموا،علماً أن باب الحلال لم يغلق،ودائرة الإباحة واسعة ورحبة،فلماذا لا يكون هناك اهتمام جاد بهذا الجانب،سواء من المؤسسات المالية الإسلامية،أو المؤسسات المنظمة والداعمة لها،فتنطلق العقول في البحث والنظر لإيجاد ما فيه تنمية المصرفية الإسلامية،ويحقق النفع لجميع الناس،فالاقتصاد الإسلامي المنضبط بقواعد وأحكام الشريعة الغراء هو الهدى والرائد للعالم.
إن الشريعة الإسلامية حين دعت الإنسان إلى عمارة الأرض وتحقيق التنمية والازدهار فقال تعالى: ((هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)) هود:61،أبانت له الطريق،ويسّرت له الوسائل،ودلته على الأدوات الناجحة،التي توصله وتبلغه الحياة الكريمة،وتتيح له النهوض،على المستوى الاقتصادي،من خلال المجالات الواسعة التي أحلتها الشريعة الإسلامية،وتكفلت لمن يأخذ بها بالنجاح والارتقاء قال تعالى: ((وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)) البقرة:275
ولقد أطلقت الشريعة لأهل القدرات والخبرات المجال الرحب لكي يبدعوا ويستحدثوا لهذه الأمة ما ينفعها،ويرفع شأنها، ويعلي كلمتها،في ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية،ضمن ما أباحته الشريعة الإسلامية،وهو مجال واسع،ومتنوع،ينتظر من ينقب فيه ويمعن النظر،ليجد وسائل قابلة للتجديد،وأدوات ممكنة للتطوير،يتحقق بها البناء المتكامل،والرقي المنشود،الذي تتمناه المجتمعات اليوم.
وهنا نتذكر حديث عروة البارقي رضي الله عنه حينما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم دينارا يشتري به أضحية أو شاة فاشترى به شاتين فباع إحداهما بدينار فأتاه بشاة ودينار،فدعا له بالبركة في بيعه فكان لو اشترى ترابا لربح فيه .
وقد وعدت الشريعة من أحسن العمل في هذه الحياة ،ووضع بصمته في تجديد أو إصلاح أو تطوير،ما يحقق النفع لهذه الأمة،على المستوى الاقتصادي وغيره،وكان خير خليفة في الأرض بما يصنع،ويعمّر، بالأجر والمثوبة فقال سبحانه: ((لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)) الملك:2،وقال: ((ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)) يونس:14.
وإن المصرفية الإسلامية التي تمثل اليوم الصفحة الأبرز لإشراقة الاقتصاد الإسلامي،وذلك لصمودها عند الأزمة المالية العالمية،كانت تتنقل منذ بدايتها من مرحلة إلى أخرى،فقد عرف المسلمون في أول البعثة النبوية بعض الأعمال المصرفية كالوديعة والمضاربة وغيرها،ثم تطورت الأعمال فأخذوا باستخدام الشيك،كذلك احتاج الناس أن ينقلوا أموالهم إلى أماكن وبلدان أخرى فجاءت الحوالة،وهكذا حتى ظهور أول تجربة للمصارف الإسلامية في ريف مصر عام 1963 م ،حيث كانت تقدم الخدمات التي تلبي حاجة المزارعين.
وبقيت المصرفية الإسلامية تتطور وتنمو بشكل واضح وسليم حتى يومنا هذا،كما أشارت تقارير كثيرة بذلك،منها تقرير لمؤسسة أوليفر وايمان الاستشارية قالت فيه إنه من المتوقع نمو أصول صناعة التمويل الاسلامي العالمية إلى حوالي 1.6 تريليون دولار بحلول عام 2012.
ولكن ما يشوب هذا التطور والنمو هو كثرة ما ترمى به هذه التجربة الرائدة من أنها تحاكي أو تقلد البنوك التقليدية،وربما قسا البعض فقال إنها تستنسخ ما تقدمه البنوك التقليدية بغلاف إسلامي،فهي لم تأت بجديد سوى قلب ما تخرجه البنوك التقليدية،وهذه الادعاءات هي نتيجة الاقتصار على المرابحة وما شابهها وترك الصيغ الأخرى،ومن جهة أخرى عدم احتواء المصارف الإسلامية على أقسام فعالة ونشطة لتطوير واستحداث منتجات إسلامية سواء في التمويل أو الاستثمار،وضعف الاهتمام بهذا الجانب،فقلّ أن نسمع بورشة عمل أو اجتماع منظم ينظر في تطوير واستحداث أدوات ومنتجات المصرفية الإسلامية،عدا ما يصدر بين الفينة والأخرى من أفكار فردية يطرحها أصحابها ويتلقون الردود اللاذعة فيصمتون ليسلموا،علماً أن باب الحلال لم يغلق،ودائرة الإباحة واسعة ورحبة،فلماذا لا يكون هناك اهتمام جاد بهذا الجانب،سواء من المؤسسات المالية الإسلامية،أو المؤسسات المنظمة والداعمة لها،فتنطلق العقول في البحث والنظر لإيجاد ما فيه تنمية المصرفية الإسلامية،ويحقق النفع لجميع الناس،فالاقتصاد الإسلامي المنضبط بقواعد وأحكام الشريعة الغراء هو الهدى والرائد للعالم.