البرفيسور
16-04-2005, 08:12 PM
عشرة ملايين.. هل هي مزحة ؟
عبد الرحمن الراشد
حتى الشيخ يوسف القرضاوي نفسه، صاحب القضية، لم يأخذ العقوبة على محمل الجد فوصفها بأنها ادبية واعتبارية ولا يرى وسيلة لتنفيذها. وما حكم المحكمة القطرية ضد صحيفة في الامارات إلا نموذج آخر للتحامل القضائي الذي نشهده ضد الإعلام. وإلا كيف يبرر قاضٍ حكمَهُ بغرامة خرافية قيمتها عشرة ملايين ريال لم تصدر عقوبة تماثلها إلا في محاكم الغرب، التي لها قواعد مختلفة في الترافع والتداعي والأحكام وحساب الغرامات.
طبعا، لا أتصور ان صحيفة «الاتحاد» ستدفع درهما اماراتيا واحدا للشيخ القرضاوي، وهي على الأرجح ترفض التداعي ضدها في خارج محاكم بلدها. ولا بد ان لسان حالها المستنكر هو حال الكثيرين الذين رأوا في التداعي والحكم تناقضا عجيبا لا مثيل له في تاريخ محاسبة الصحافة العربية. فقد جرت العادة ان تتخصص المحاكم في النظر في قضاياها الداخلية، وتؤسس سوابق كثيرة لمن لها سلطة عليهم، أي ضد إعلامها أولا، وبعد ذلك ربما تفكر في ملاحقة الآخرين خارج حدودها عندما تثبت لنا استقلاليتها عن السلطة السياسية والدينية التابعة لها. وهذا ما دفع للاستغراب والتساؤل: كيف لمحكمة في الدوحة ان تعاقب إعلاما في الخارج ولديها في الداخل أطنان من «المخالفات» الاعلامية تكفي لإشغال مكاتب المحامين ودور القضاء لسنين، فيها قذف وتشهير وادعاء واضرار، ويندر ان نسمع عن محاسبات وجهت في حق الفاعلين. ومن جهة ثانية اين هو احترام الإعلام خاصة من أحد رجاله مثل الشيخ القرضاوي الذي يعرف انه كشخصية عامة تظهر على التلفزيون ستختلف الناس حولها، بين مؤيد متعصب له ومعارض شديد الرفض له. الشخصيات العامة، كانوا ساسة ام رجال دين او حتى فنانين، لا بد ان يقبلوا ويحتملوا النقاش حولهم.
هذا من حيث مبدأ التقاضي، اما من حيث الحكم فبودي ان اعرف كيف احتسب القاضي الفاضل العشرة ملايين ريال قطري، (أكثر من ثلاثة ملايين دولار) كعقوبة؟ فهل سبقها حكم قضائي ضد وسيلة اعلامية مماثلة؟ وهل كانت خسائر المدعي (الشيخ القرضاوي) من مقال «الاتحاد» واضحة مثل خسارته لوظيفته، او نشاطاته، وثبت انها تصل الى عشرة ملايين ريال؟ بل هل في النظام القضائي القطري نصوص محددة للغرامات تصل الى ملايين الريالات؟ أم ان العقوبة المالية في حقيقتها صغيرة، كما يحدث في النظام القضائي البريطاني، لكن تكاليف المحامين التي يأمر القاضي بدفعها هي التي رفعتها الى هذا الرقم الخيالي؟ أم انه حكم عاطفي تضامنا مع الشيخ بغى مَنْ وراءَه تلقينَ الاعلام درسا فلا ينتقدوه او ينتقدوا مَنْ لحومُهم مسمومة؟
الأكيد انه حكم أثار الكثير من الغضب في أروقة الصحافيين واعتبروه حالة تضامن بين قاض وشيخ، وحتى في حال تجريم المدعى عليه، أي الصحيفة، فان العقوبة يفترض ان تكون رمزية لإحقاق الحق وليس لإثراء الشيخ،،وعني شخصيا ارى انا إن هذا تهجم على شيخنا الجليل فهل من رد عليه وعلى امثاله(البرفيسور _قطر)
عبد الرحمن الراشد
حتى الشيخ يوسف القرضاوي نفسه، صاحب القضية، لم يأخذ العقوبة على محمل الجد فوصفها بأنها ادبية واعتبارية ولا يرى وسيلة لتنفيذها. وما حكم المحكمة القطرية ضد صحيفة في الامارات إلا نموذج آخر للتحامل القضائي الذي نشهده ضد الإعلام. وإلا كيف يبرر قاضٍ حكمَهُ بغرامة خرافية قيمتها عشرة ملايين ريال لم تصدر عقوبة تماثلها إلا في محاكم الغرب، التي لها قواعد مختلفة في الترافع والتداعي والأحكام وحساب الغرامات.
طبعا، لا أتصور ان صحيفة «الاتحاد» ستدفع درهما اماراتيا واحدا للشيخ القرضاوي، وهي على الأرجح ترفض التداعي ضدها في خارج محاكم بلدها. ولا بد ان لسان حالها المستنكر هو حال الكثيرين الذين رأوا في التداعي والحكم تناقضا عجيبا لا مثيل له في تاريخ محاسبة الصحافة العربية. فقد جرت العادة ان تتخصص المحاكم في النظر في قضاياها الداخلية، وتؤسس سوابق كثيرة لمن لها سلطة عليهم، أي ضد إعلامها أولا، وبعد ذلك ربما تفكر في ملاحقة الآخرين خارج حدودها عندما تثبت لنا استقلاليتها عن السلطة السياسية والدينية التابعة لها. وهذا ما دفع للاستغراب والتساؤل: كيف لمحكمة في الدوحة ان تعاقب إعلاما في الخارج ولديها في الداخل أطنان من «المخالفات» الاعلامية تكفي لإشغال مكاتب المحامين ودور القضاء لسنين، فيها قذف وتشهير وادعاء واضرار، ويندر ان نسمع عن محاسبات وجهت في حق الفاعلين. ومن جهة ثانية اين هو احترام الإعلام خاصة من أحد رجاله مثل الشيخ القرضاوي الذي يعرف انه كشخصية عامة تظهر على التلفزيون ستختلف الناس حولها، بين مؤيد متعصب له ومعارض شديد الرفض له. الشخصيات العامة، كانوا ساسة ام رجال دين او حتى فنانين، لا بد ان يقبلوا ويحتملوا النقاش حولهم.
هذا من حيث مبدأ التقاضي، اما من حيث الحكم فبودي ان اعرف كيف احتسب القاضي الفاضل العشرة ملايين ريال قطري، (أكثر من ثلاثة ملايين دولار) كعقوبة؟ فهل سبقها حكم قضائي ضد وسيلة اعلامية مماثلة؟ وهل كانت خسائر المدعي (الشيخ القرضاوي) من مقال «الاتحاد» واضحة مثل خسارته لوظيفته، او نشاطاته، وثبت انها تصل الى عشرة ملايين ريال؟ بل هل في النظام القضائي القطري نصوص محددة للغرامات تصل الى ملايين الريالات؟ أم ان العقوبة المالية في حقيقتها صغيرة، كما يحدث في النظام القضائي البريطاني، لكن تكاليف المحامين التي يأمر القاضي بدفعها هي التي رفعتها الى هذا الرقم الخيالي؟ أم انه حكم عاطفي تضامنا مع الشيخ بغى مَنْ وراءَه تلقينَ الاعلام درسا فلا ينتقدوه او ينتقدوا مَنْ لحومُهم مسمومة؟
الأكيد انه حكم أثار الكثير من الغضب في أروقة الصحافيين واعتبروه حالة تضامن بين قاض وشيخ، وحتى في حال تجريم المدعى عليه، أي الصحيفة، فان العقوبة يفترض ان تكون رمزية لإحقاق الحق وليس لإثراء الشيخ،،وعني شخصيا ارى انا إن هذا تهجم على شيخنا الجليل فهل من رد عليه وعلى امثاله(البرفيسور _قطر)