مغروور قطر
15-03-2006, 05:43 AM
متابعات اقتصادية - هل هي نهاية سريعة للتصحيح الى أعلى؟
تاريخ النشر: الأربعاء 15 مارس 2006, تمام الساعة 12:37 مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
بقلم بشير يوسف الكحلوت :
عادت أسعار الأسهم الى التراجع بقوة يوم أمس الثلاثاء، وسجل المؤشر انخفاضاً بنحو 320 نقطة، بعد أن ارتفع على مدى ستة أيام تداول من الاثنين الى الاثنين بنحو 1300 نقطة. ولقد بدأ الوهن يدب في الأسعار والمؤشر اعتباراً من أول أمس الاثنين، وبعد بداية قوية وصل المؤشر معها أثناء التداول الى نحو 9770 نقطة، بزيادة 227 نقطة عن يوم الأحد، اذا بالوضع يتغير، وزحف اللون الأحمر على أسعار أسهم العديد من الشركات، وان ظل التغير في المؤشر مع نهاية اليوم موجباً وأخضر بنحو 45 نقطة. ثم واصل المؤشر انخفاضه بقوة يوم الثلاثاء على نحو ما أسلفنا، ليصل الى 9282 نقطة، فهل كان التراجع بنحو 500 نقطة من أعلى مستوى بلغة المؤشر يوم الاثنين، تصحيحاً الى أسفل يستأنف بعدها صعوده، أم أنه نهاية سريعة لستة أيام من التصحيح الى أعلى في مسلسل الانخفاض طويل الأجل الذي بدأ منذ أكتوبر الماضي؟
لابد أن نعترف أن انخفاض الأمس كان قوياً وأصاب أسعار أسهم معظم الشركات بالحد الأقصى أي لمت داون، وقد تحول العرض الصفري الذي شاهدناه في الأيام السابقة الى طلب صفري وعرض كبير بـ 864 ألف سهم على ناقلات و473 ألف سهم على بروة و101 ألف سهم على الاجارة و87 ألف سهم على صناعات، و55 ألف سهم على السلام وأقل من ذلك على شركات أخرى. ولو كان الأمر تصحيحاً الى أسفل فقط لما وجدنا مثل هذه العروض الكبيرة. وهذا الوضع ينذر باحتمال تراجع الأسعار في اليومين القادمين، لأنه يعكس مرة أخرى رغبة المستثمرين في الهروب عند المستويات الراهنة للأسعار قبل أن تهبط بهم أكثر.
وقد كنت قد توقعت قبل أكثر من اسبوع أن يرتفع المؤشر الى 9800 نقطة ثم يتأرجح بعد ذلك ما بين 9500-10000 نقطة الى نهاية مايو القادم، الا أنه بقدر ما كان صعود الأسعار قوياً وسريعاً بقدر ما كان الانخفاض شديداً أيضاً. واذا حدث وانخفض المؤشر بأكثر من 150 نقطة اليوم الأربعاء، فانه يكمل بذلك 650 نقطة انخفاض أو 50% من أعلى نقطة وصلها. وتجاوز هذا الأمر يعني وفقاً للتحليل الفني حدوث انتكاسة ونهاية سريعة للتصحيح الى أعلى واستئناف المؤشر لمسلسل الهبوط.
أما اذا ظل الانخفاض دون الـ 150 نقطة يومي الأربعاء والخميس، وعاد اللون الأخضر ليغزو لوحة الأسعار بشكل متزايد، واختفت العروض الكبيرة والطلب الصفري، فان ذلك يحمل في طياته امكانية استئناف مسيرة التصحيح الى أعلى، بعد فترة قصيرة الأجل من التصحيح الى أسفل. وعندها نقول ان ما حدث من انخفاض هذا الأسبوع كان راجعاً الى الرغبة في جني أرباح سريعة أو لعدم صبر الكثيرين وهروبهم من السوق عندما اقتربوا من أسعارهم التي دخلوا بها.
وقد نعزو عودة الأسعار الى الانخفاض في الدوحة بسبب ما أفرزته ندوة قناة الجزيرة يوم الأحد من أثر عكسي، عندما لم تنجح في اعطاء المستثمرين جرعة أكبر من الثقة في مستقبل الأسعار، وراحت تبرر لهم أسباب الانخفاض وضروراته. ورغم ما قد يكون للندوة من بعض الفوائد التثقيفية، الا أنها أغفلت أنها تخاطب فئتين من الناس: الأولى على درجة عالية من الوعي بما قيل في الندوة وبالتالي فهي لم تقدم لهم شيئاً جديداً، والثانية، وتشكل القاعدة العريضة من المستثمرين، ليس لديهم ادراك كاف بما طُرح في الندوة، ويحتاجون الى الاطمئنان أكثر والى نصائح مباشرة، وليس مجرد تعلم دروس أولية في فن التعامل في السوق.
لقد كانت هناك جملة من الايجابيات خلال الأسبوع الماضي ساهمت في عودة الروح للسوق، والى توقف الأسعار عن الانخفاض بل وارتفاعها بقوة لخمسة أو ستة أيام متتالية. واذا كنا نريد لهذه السوق أن تعكس الوجه المشرق للاقتصاد القطري، وأن نفعل استراتيجية الدولة الهادفة الى مشاركة القطاع الخاص وجميع أفراد المجتمع في عملية التنمية الاقتصادية، فان علينا أن نعزز من ثقة الناس في سوق الأسهم باعتبار أن ذلك الطريق الصحيح للعبور نحو مستقبل واعد. ويجب ألا ننسى في كل الأوقات أن السوق القطرية هي سوق ناشئة وأن أغلب المتعاملين فيها قد دخلوا اليها في الشهور أو السنوات القليلة الماضية بتأثير الأرباح الضخمة التي حققوها في سوق الاكتتابات دونما عناء كبير، وبتأثير الثقة في أنهم يمتلكون أسهماً تشارك الدولة في ملكيتها سواء في ذلك كيوتل أو صناعات أو ناقلات أو بروة أو وقود أو الكهرباء والماء أو الأسمنت أو مصرف الريان أو بنك قطر الوطني. واذا كنا ندرك أن فريقاً من المتعاملين في السوق هم من المحافظ الاستثمارية الكبيرة التي تجيد فن قراءة السوق واتجاهات الأسعار، فان من الانصاف للغالبية التي دخلت السوق بحثاً عما فيه من ذهب أن تُعطى الوقت الكافي لاستيعاب دروس التحليل الفني والأساسي بأقل قدر من الخسائر.
جريدة الشرق 15/3
تاريخ النشر: الأربعاء 15 مارس 2006, تمام الساعة 12:37 مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
بقلم بشير يوسف الكحلوت :
عادت أسعار الأسهم الى التراجع بقوة يوم أمس الثلاثاء، وسجل المؤشر انخفاضاً بنحو 320 نقطة، بعد أن ارتفع على مدى ستة أيام تداول من الاثنين الى الاثنين بنحو 1300 نقطة. ولقد بدأ الوهن يدب في الأسعار والمؤشر اعتباراً من أول أمس الاثنين، وبعد بداية قوية وصل المؤشر معها أثناء التداول الى نحو 9770 نقطة، بزيادة 227 نقطة عن يوم الأحد، اذا بالوضع يتغير، وزحف اللون الأحمر على أسعار أسهم العديد من الشركات، وان ظل التغير في المؤشر مع نهاية اليوم موجباً وأخضر بنحو 45 نقطة. ثم واصل المؤشر انخفاضه بقوة يوم الثلاثاء على نحو ما أسلفنا، ليصل الى 9282 نقطة، فهل كان التراجع بنحو 500 نقطة من أعلى مستوى بلغة المؤشر يوم الاثنين، تصحيحاً الى أسفل يستأنف بعدها صعوده، أم أنه نهاية سريعة لستة أيام من التصحيح الى أعلى في مسلسل الانخفاض طويل الأجل الذي بدأ منذ أكتوبر الماضي؟
لابد أن نعترف أن انخفاض الأمس كان قوياً وأصاب أسعار أسهم معظم الشركات بالحد الأقصى أي لمت داون، وقد تحول العرض الصفري الذي شاهدناه في الأيام السابقة الى طلب صفري وعرض كبير بـ 864 ألف سهم على ناقلات و473 ألف سهم على بروة و101 ألف سهم على الاجارة و87 ألف سهم على صناعات، و55 ألف سهم على السلام وأقل من ذلك على شركات أخرى. ولو كان الأمر تصحيحاً الى أسفل فقط لما وجدنا مثل هذه العروض الكبيرة. وهذا الوضع ينذر باحتمال تراجع الأسعار في اليومين القادمين، لأنه يعكس مرة أخرى رغبة المستثمرين في الهروب عند المستويات الراهنة للأسعار قبل أن تهبط بهم أكثر.
وقد كنت قد توقعت قبل أكثر من اسبوع أن يرتفع المؤشر الى 9800 نقطة ثم يتأرجح بعد ذلك ما بين 9500-10000 نقطة الى نهاية مايو القادم، الا أنه بقدر ما كان صعود الأسعار قوياً وسريعاً بقدر ما كان الانخفاض شديداً أيضاً. واذا حدث وانخفض المؤشر بأكثر من 150 نقطة اليوم الأربعاء، فانه يكمل بذلك 650 نقطة انخفاض أو 50% من أعلى نقطة وصلها. وتجاوز هذا الأمر يعني وفقاً للتحليل الفني حدوث انتكاسة ونهاية سريعة للتصحيح الى أعلى واستئناف المؤشر لمسلسل الهبوط.
أما اذا ظل الانخفاض دون الـ 150 نقطة يومي الأربعاء والخميس، وعاد اللون الأخضر ليغزو لوحة الأسعار بشكل متزايد، واختفت العروض الكبيرة والطلب الصفري، فان ذلك يحمل في طياته امكانية استئناف مسيرة التصحيح الى أعلى، بعد فترة قصيرة الأجل من التصحيح الى أسفل. وعندها نقول ان ما حدث من انخفاض هذا الأسبوع كان راجعاً الى الرغبة في جني أرباح سريعة أو لعدم صبر الكثيرين وهروبهم من السوق عندما اقتربوا من أسعارهم التي دخلوا بها.
وقد نعزو عودة الأسعار الى الانخفاض في الدوحة بسبب ما أفرزته ندوة قناة الجزيرة يوم الأحد من أثر عكسي، عندما لم تنجح في اعطاء المستثمرين جرعة أكبر من الثقة في مستقبل الأسعار، وراحت تبرر لهم أسباب الانخفاض وضروراته. ورغم ما قد يكون للندوة من بعض الفوائد التثقيفية، الا أنها أغفلت أنها تخاطب فئتين من الناس: الأولى على درجة عالية من الوعي بما قيل في الندوة وبالتالي فهي لم تقدم لهم شيئاً جديداً، والثانية، وتشكل القاعدة العريضة من المستثمرين، ليس لديهم ادراك كاف بما طُرح في الندوة، ويحتاجون الى الاطمئنان أكثر والى نصائح مباشرة، وليس مجرد تعلم دروس أولية في فن التعامل في السوق.
لقد كانت هناك جملة من الايجابيات خلال الأسبوع الماضي ساهمت في عودة الروح للسوق، والى توقف الأسعار عن الانخفاض بل وارتفاعها بقوة لخمسة أو ستة أيام متتالية. واذا كنا نريد لهذه السوق أن تعكس الوجه المشرق للاقتصاد القطري، وأن نفعل استراتيجية الدولة الهادفة الى مشاركة القطاع الخاص وجميع أفراد المجتمع في عملية التنمية الاقتصادية، فان علينا أن نعزز من ثقة الناس في سوق الأسهم باعتبار أن ذلك الطريق الصحيح للعبور نحو مستقبل واعد. ويجب ألا ننسى في كل الأوقات أن السوق القطرية هي سوق ناشئة وأن أغلب المتعاملين فيها قد دخلوا اليها في الشهور أو السنوات القليلة الماضية بتأثير الأرباح الضخمة التي حققوها في سوق الاكتتابات دونما عناء كبير، وبتأثير الثقة في أنهم يمتلكون أسهماً تشارك الدولة في ملكيتها سواء في ذلك كيوتل أو صناعات أو ناقلات أو بروة أو وقود أو الكهرباء والماء أو الأسمنت أو مصرف الريان أو بنك قطر الوطني. واذا كنا ندرك أن فريقاً من المتعاملين في السوق هم من المحافظ الاستثمارية الكبيرة التي تجيد فن قراءة السوق واتجاهات الأسعار، فان من الانصاف للغالبية التي دخلت السوق بحثاً عما فيه من ذهب أن تُعطى الوقت الكافي لاستيعاب دروس التحليل الفني والأساسي بأقل قدر من الخسائر.
جريدة الشرق 15/3