المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة البورصة إلى أين؟ / ...أســــرى الــتــلاعــــب



مغروور قطر
15-03-2006, 06:45 AM
أزمة البورصة إلى أين؟ / ...أســــرى الــتــلاعــــب
كتب المحرر الاقتصادي: ماذا يسمى هبوط المؤشر 210 نقاط في 12 دقيقة، وارتفاعه 80 نقطة في آخر دقيقة؟ لا شيء إلا التلاعب.
ليس في هذا جديد، إلا أن حركة المؤشر أمس كشفت ورقة التوت الأخيرة عن عورات المتلاعبين، لأن اللعب كان على المكشوف و«على عينك يا تاجر».
لم يعد هبوط البورصة أو صعودها مسألة اقتصادية خاضعة لظروف العرض والطلب، بل أصبحت قضية عامة تمس مباشرة الأمن الاجتماعي، وتهدد مدخرات شريحة عريضة من المواطنين، لحساب بعض «الكبار»، الذين يترقبون تدخل الدولة للاستفادة منه بمقدار ما استفادوا من إحجامها, ثمة من لم يكفه كل هذا العويل من صغار المستثمرين والاعتصامات والمسيرات، ولا يزال مصمماً على استغلال حال اليأس لسحق الأسعار ما أمكن، لتلبية الجشع العتيق, وإلا فهل سيصدق أحد أن الصغار هم الذين رموا أسهمهم بالحد الأدنى في الدقائق العشر الأولى؟ أم أن أيديا متلاعبة كانت تعمل ما في وسعها لترهيب المستثمرين؟
لم تكن مسيرة الأمس العفوية إلى مجلس الأمة حلاً، ولعلها لم تقل ما يجب أن يقال, فما تحتاجه البورصة ليس تدخل الدولة عبر بعض «أدوات» التلاعب نفسها، وتمكينها من التصرف في المال العام على نحو ما يخدم ألاعيبها البهلوانية، بل أن تتدخل الجهات المولجة لكشف المتلاعبين واحداً واحداً, ولتعرض بعد ذلك أمام «الرأي العام» أسماء الذين يضعون أوامر البيع بالحد الأدنى بتلك الكثافة عند بدء التداولات، وليسألوا عن غاياتهم.
لم يعد في السوق مخفي يحتاج إلى تحليل، ولا يستقيم الزعم أن هبوط السوق الكويتية جزء من موجة تراجع في الأسواق الخليجية، ولا الادعاء أن جفاف السيولة هو الذي يدفع المؤشر إلى كسر حواجز الدعم واحداً تلو الآخر, بات واضحاً أن ما يجري مفتعل, وللتدليل على ذلك، تكفي الإشارة إلى أن المؤشر سجل عند الساعة العاشرة و35 دقيقة 10050، وظلت حركته النزولية بطيئة نسبياً، ليخسر بشكل تدريجي وعلى مدى ساعتين ما يقارب الستين نقطة، إلا أن تداولات الدقيقة الأخيرة حملت مفاجأة، فبدأت الصفقات تتوالى بسرعة على أسهم بعينها، ليرتفع المؤشر بشكل مصطنع من 9991 نقطة إلى المستوى الذي أقفل عنده 10058,4 نقطة, وفي تفاصيل حركة المؤشرات، سجل المؤشر السعري أكبر خسارة عند الإقفال في تاريخه في يوم واحد بلغت 382,9 نقطة، وكان قد تراجع الساعة الثانية عشرة وست دقائق 448 نقطة، (وهو تراجع قياسي يفوق الرقم المسجل في «الأربعاء الدامي») ليسجل 9991 نقطة, وسجلت قيمة التداولات تراجعاً ملحوظاً، لتسجل 70,2 مليون دينار، توزعت على 119,6 مليون سهم، تم تداولها من خلال 3842 صفقة.


8 أسهم خضراء و111 حمراء

قبل إقفال التداولات بدقيقة واحدة، كان اللون الأخضر مقتصراً على سعر سهم «مجموعة النقل»، التي ارتفعت بالحد الأعلى عن يومين (مئتي فلس)، وكانت أربعة أسهم فقط محافظة على أسعارها، بينها «دار الاستثمار» و«التمدين العقارية».
وفي الدقيقة الأخيرة ارتفع عدد الأسهم المرتفع إلى ثمانية هي: مجموعة النقل، المدار، أعيان، التمدين، مزايا، السكب، نابيسكو، وأسماك, وبلغ عدد الشركات المتراجعة 111 شركة، مسجلة رقماً قياسياً,


تصفيق لكسر حاجز الـ10 آلاف نقطة

لوحظ أن التصفيق علا عندما كسر المؤشر حاجز العشرة آلاف نقطة نزولاً، بعيد الساعة الثانية عشرة، وذلك للمرة الأولى منذ 13 سبتمبر 2005. وظل المؤشر تحت هذا المستوى حتى الدقائق الأخيرة، قبل أن يسترد 60 نقطة بشكل مفاجئ.