jajassim
06-07-2010, 07:57 PM
أكدوا أن عقلية «اللامسؤولية» من أهم الأسباب
مواطنون ومقيمون يقترحون «زيادة» رسوم الماء والكهرباء لمنع استنزافهما
رغم موجة الحر الشديدة التي ضربت المنطقة في الأيام الأخيرة، معلنة عن صيف ساخن وملتهب، لا يزال الكثير من المواطنين والمقيمين يواصلون ممارسة هوايتهم المفضلة عبر الإسراف في استهلاك الماء والكهرباء، مما يتسبب بضغط كبير واستنزاف للطاقة، وهذا يستدعي الحاجة إلى توعية المجتمع بضرورة ترشيد أهم مصدرين للحياة «الماء والكهرباء»، خصوصاً أن مشاكل المياه أطلت برأسها في دول ليست ببعيدة عنا، مع أنها تمتلك واحدا من أغزر أنهار العالم.
سعود عبد الله يؤكد أن ظاهرة الإسراف في استهلاك الطاقة والماء أصبحت ظاهرة مستفحلة، ويطالب الجميع بالتصدي لها عن طريق حثهم والتوعية بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة والماء حتى لا يأتي اليوم الذي يندمون فيه على الإسراف في استعمالهما، موضحا أهمية الكهرباء والماء بالنسبة لحياة كل فرد بقوله «يجب على المسئولين وبقية أفراد المجتمع التصدي لظاهرة الإسراف في استهلاك الماء والكهرباء حتى لا نصحو يوما على كارثة لا سمح الله، فمواصلة هذا الإسراف لا شك أنه يزيد أعباء كبيرة على الشبكة ويسبب مشاكل لا تحمد عقباها».
ونبه سعود الجميع إلى ضرورة شكر هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم، موضحا ذلك بقوله: «تعد الكهرباء من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، لتصبح اليوم عصب الصناعة الحديثة، وأول متطلبات التنمية لكل مجتمع ينشد لأبنائه الرقي والتقدم، ولقد شهدت دولة قطر نمواً كبيراً في إنتاج وتوزيع واستهلاك الطاقة الكهربائية والماء بسبب نمو قطاعات الدولة المختلفة، واتساع العمران، وازدياد البنى التحتية، وارتفاع مستويات الدخل لدى المواطنين، وبالرغم من أهمية هذه الطاقة التي قامت حكومتنا بتوفيرها، وإيصالها إلى بيوتنا وأماكن عملنا لننعم بها، ونعتمد عليها في مختلف مراحل حياتنا اليومية، نجد أن معظمنا يستهلكها بشكل خاطئ ويهدر منها الكثير يومياً، وإذا ما أجريت دراسة فإن نتائجها ستثبت أن معدل الاستهلاك الفوضوي للطاقة سيكون مرتفعا، الأمر الذي يدق ناقوس خطر يهدد حياتنا ومستقبل أجيالنا ما لم نتدارك ذلك بكافة السبل والوسائل المؤدية إلى تحقيق الترشيد الأمثل لاستهلاكنا الكهربائي والمائي، لذلك ندعو الجميع لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والماء، متطلعين لتجاوب كل مواطن ومقيم مع إرشادات التوعية التي تقوم بها الجهات المسئولة عن هذين القطاعين، ونتطلع كذلك إلى المساهمة في اتباع السلوكيات الصحيحة لاستخدام الطاقة الكهربائية ليعم خير هذا الترشيد علينا جميعاً».
غياب حس المسؤولية
المقيم عبد الناصر علي يلاحظ الإسراف في استهلاك الماء والكهرباء في كل مكان، ويرى استحالة تجاوب الجميع مع هذه النصائح والتوعية بترشيد المياه والكهرباء، ما دامت روح المسؤولية غائبة عند الجميع، وأكمل حديثه قائلا: «لا شك أن هناك تسيبا كبيرا وإسرافا ملحوظا في استخدام الماء والكهرباء من قبل شريحة واسعة من المجتمع فقدت روح المسؤولية، مما يجعلنا نتساءل هل هؤلاء فعلا يقدرون هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم والتي يتمنى الكثيرون حول العالم الحصول عليها؟ وهل هم فعلا مواطنون يهتمون بمصلحة الوطن؟ إذ كيف يعقل أن تذهب الكثير من الأسر في إجازات سنوية وتترك المكيفات تشتغل بكامل طاقتها، والأنوار مضاءة لمدة طويلة، فما الفائدة التي سيجنيها هؤلاء من وراء هذا الإسراف في الطاقة سوى زيادة الضغط على محطات الطاقة، وتعريض الجيران لمخاطر انقطاع التيار الكهربائي، فقبل يومين انقطعت الكهرباء عن العمارة التي نسكن فيها في منطقة العزيزية، وللجميع أن يتخيل حجم المعاناة التي عانيناها حتى أن البعض منا لجأ للمسجد ليلا حتى يستطيع أن ينام ساعات قبل موعد الدوام، وفي أغلب الظن أن سبب انقطاع الكهرباء عن عمارتنا ناتج عن وجودها بجوار عشرات المحال التجارية والمطاعم التي لا تعرف الهدوء ليلا ولا نهارا، لأن عملهم يتطلب استهلاك الكثير من الطاقة، لكن الغريب في الأمر أن الإسراف في استهلاك الكهرباء يصاحبه إسراف كبير ومتعمد في استعمال المياه، وما على المرء إلا أن ينظر إلى أي مكان يدخله في الدوحة وسيلاحظ إسرافا كبيرا في استعمال المياه التي يتمنى الكثيرون الحصول عليها للشراب فقط، ونحن نفتح الحنفيات ونتركها تشتغل بأقصى طاقتها وكأن شيئا لم يحدث».
وتساءل عبد الناصر عن كيفية الوصول بعقلية المواطنين والمقيمين إلى المستوى الذي يجعلهم يقدرون توفر الماء والكهرباء في قطر بشكل رائع ومتواصل، ويجعل الجميع يحرصون على هاتين النعمتين قبل حرص الحكومة عليهما، وأردف يقول «متى ستتغير العقليات والمفاهيم عند المسرفين؟ الظاهرة قد استفحلت وأصبحت مكافحتها تتطلب جهدا أكبر وتوعية أشمل، وإذا كان هذا حال عوام الناس وبسطاء التفكير الذين يجهلون حرمة الإسراف، فإن رواد المساجد من المتدينين الذين يتمتعون بثقافة دينية أفضل من غيرهم لا يقلون إسرافا عن بقية الجمهور هم الآخرون، فالزائر لأي مسجد في غير أوقات الصلاة سيلاحظ أن المكيفات تعمل بكامل طاقتها رغم عدم وجود مصلين في المساجد، والمتوضئون يسرفون في استعمال الماء دون شعور بالمسؤولية، مخالفين التعاليم الدينية التي تنهي عن الإسراف في الماء أثناء الوضوء، فلماذا لا يتم إلزام القائمين على المساجد بإغلاق معظم المكيفات وترك مكيف واحد يعمل في المسجد بعد انصراف الجميع من الصلاة؟ فما دام هذا التسيب وهذه العقلية هي المسيطرة على الجميع فلن يكون هناك مجال لإيقاف هذا الاستنزاف الحاصل للكهرباء والماء إلا بفرض رسوم كبيرة مقابل الكهرباء والماء».
مجانية كهرماء هي السبب
علي محمد يضم صوته لصوت من سبقه في المطالبة بزيادة الرسوم مقابل الكهرباء والماء، وأضاف «أطالب بزيادة فاتورة الكهرباء والماء على الجميع حتى يكفوا عن تبذيرهم، فلو كانت الفاتورة تناسب الاستخدام لما أسرف الناس ولتقيدوا بترشيد الطاقة، فلا يعقل أن تظل هذه المصادر المهمة التي تعتبر شريان حياة لكل الناس، لا يجوز أن تظل عرضة لاستهتار المسرفين بحجة أنهما شبه مجانية وكأن الدولة تستخرجهما من الأرض ولا تصرف مبالغ طائلة في سبيل توفيرهما للجميع، إذ لا يستطيع أي أحد من سكان قطر أن ينام هذه الأيام في بيته دون استخدام المكيفات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، ومع هذا نقوم بالتلاعب بها، فمتى سنتعقل ونتوقف عن هذا التبذير».
واستنكر علي الإسراف في استهلاك الكهرباء في المباني الحكومية خصوصا التي يجب أن تكون قدوة لبقية الناس حسب كلام علي، داعما كلامه بمشاهد يومية في الدوائر الحكومية المختلفة، وأردف قائلا «إن الزائر للمباني الحكومية بعد انتهاء أوقات الدوام الرسمي سيلاحظ العبثية التي أصبحت طابعا للإسراف في استخدام الكهرباء والماء في كل مكان حتى في الدوائر الرسمية التي تعرف حجم الفاتورة التي تتكلفها خزينة الدولة من أجل توفير الماء والكهرباء، ذلك أن مكيفات المكاتب في الدوائر الرسمية لا تعرف الراحة مطلقا حتى لو لم يتواجد بها أحد، مما يجعلنا نتساءل عن دواعي ترك المكيفات تعمل في المكاتب خارج أوقات الدوام».
إشادة
وهذا ما أكده فهد عبد الله الذي أشاد بأداء قطاع الطاقة والكهرباء في قطر، وناشد الجميع بالتجاوب مع النصائح التي تقدمها «كهرماء» من أجل الترشيد في الاستهلاك، والتحلي بروح المواطنة، والحفاظ على المصادر التي توفر للجميع الراحة والطمأنينة في بيوتهم، وأن لا يحولوا نعمة مجانية الماء والكهرباء التي تحلم بها شعوب وأمم كثيرة إلى فوضى يمكن أن تؤثر على أداء قطاع الطاقة في قطر الذي بتأثره يتأثر الجميع، داعيا إلى حملة توعية شاملة عبر وسائل الإعلام تعرف الناس على ضرورة ترشيد الطاقة، خصوصا في هذا الفصل من السنة.
وأضاف فهد «من الأمور التي ستساهم في التقيد بقانون ترشيد الماء والكهرباء التوعية عبر برامج والدعاية عبر الإذاعة والتلفزيون كل ساعة، حتى يعرف الناس قيمة وأهمية الموارد التي تحرص الجهات المسئولة عن قطاع الطاقة والماء على توفيرها بكل الوسائل الممكنة، وهنا لا يفوتني أن أشيد بالجهود الكبيرة التي تقوم بها «كهرماء» في هذا المجال، فقد ظلت توفر الماء والكهرباء وباستمرار لكل سكان دولة قطر دون انقطاع يذكر، لذلك يستحق منا المسؤولون عن قطاع الطاقة المساندة والمساعدة في توعية المجتمع، للحفاظ على هذه النعمة العظيمة، وهذا الدعم لن يتم إلا عن طريق التقيد والحرص على عدم الإسراف في استخدام الماء والكهرباء، لكن لو كان الجميع يعلم أن توليد هذه الطاقة يتم عبر اقتطاع جزء كبير من ميزانية الدولة لبادر الجميع إلى ترشيد الطاقة، وعلى الجميع أن يعلم أن هذه الثروة هي ملك للأجيال القادمة، كما هي ملك لنا، وينبغي أن نتطلع إلى المستقبل كما نتطلع إلى الحاضر، وأن لا يكون تفكيرنا منصبا ومحصورا على الاستفادة في الوقت الحاضر دون النظر إلى مستقبل أبنائنا، من هنا نناشد الجميع المساعدة والتقيد بهذا القانون الذي وضع من أجل المصلحة العامة للبلد».
نعمة لم تشكر
المقيم أسعد الخلايلة يقول «لو أن هؤلاء المبذرين للماء والكهرباء شاهدوا الحاجة الماسة للماء والكهرباء عند الشعوب الأخرى لما أقدموا على الإسراف، ولعلموا أنهم في نعمة عظيمة، حيث توفر الدولة لهم أهم مادة في الحياة وبأسعار زهيدة يحسدهم عليها الكثير من شعوب الأرض، فمشكلة المياه أصبحت تؤرق قارات ودول مما ينذر بقيام حروب على المياه مستقبلا، ومشكلة الطاقة يعاني الكثير منها، الأمر الذي جعل معظم دول العالم تفكر في استخدام الطاقة البديلة حتى توفر لشعوبها أقل قدر ممكن من الطاقة، ونحن لا نلقي لهذا بالا، وإنما نواصل استهتارنا في استخدامها، وكأن الأمر لا يعنينا، وأعرف الكثير من الزملاء في العمل إذا قلت للواحد منهم لا تترك المكيف يعمل بعد الدوام الرسمي يرد عليك بلسان المقال: هل ستدفع الفاتورة؟ وهذه العقلية هي المسيطرة على عقول الجميع في قطر أو معظمهم (مواطنون ومقيمون) للأسف، ويجب أن تتغير إلى أفضل حتى ينتهي هذا العبث وهذا الاستهتار في استخدام الماء والكهرباء».
مواطنون ومقيمون يقترحون «زيادة» رسوم الماء والكهرباء لمنع استنزافهما
رغم موجة الحر الشديدة التي ضربت المنطقة في الأيام الأخيرة، معلنة عن صيف ساخن وملتهب، لا يزال الكثير من المواطنين والمقيمين يواصلون ممارسة هوايتهم المفضلة عبر الإسراف في استهلاك الماء والكهرباء، مما يتسبب بضغط كبير واستنزاف للطاقة، وهذا يستدعي الحاجة إلى توعية المجتمع بضرورة ترشيد أهم مصدرين للحياة «الماء والكهرباء»، خصوصاً أن مشاكل المياه أطلت برأسها في دول ليست ببعيدة عنا، مع أنها تمتلك واحدا من أغزر أنهار العالم.
سعود عبد الله يؤكد أن ظاهرة الإسراف في استهلاك الطاقة والماء أصبحت ظاهرة مستفحلة، ويطالب الجميع بالتصدي لها عن طريق حثهم والتوعية بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة والماء حتى لا يأتي اليوم الذي يندمون فيه على الإسراف في استعمالهما، موضحا أهمية الكهرباء والماء بالنسبة لحياة كل فرد بقوله «يجب على المسئولين وبقية أفراد المجتمع التصدي لظاهرة الإسراف في استهلاك الماء والكهرباء حتى لا نصحو يوما على كارثة لا سمح الله، فمواصلة هذا الإسراف لا شك أنه يزيد أعباء كبيرة على الشبكة ويسبب مشاكل لا تحمد عقباها».
ونبه سعود الجميع إلى ضرورة شكر هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم، موضحا ذلك بقوله: «تعد الكهرباء من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، لتصبح اليوم عصب الصناعة الحديثة، وأول متطلبات التنمية لكل مجتمع ينشد لأبنائه الرقي والتقدم، ولقد شهدت دولة قطر نمواً كبيراً في إنتاج وتوزيع واستهلاك الطاقة الكهربائية والماء بسبب نمو قطاعات الدولة المختلفة، واتساع العمران، وازدياد البنى التحتية، وارتفاع مستويات الدخل لدى المواطنين، وبالرغم من أهمية هذه الطاقة التي قامت حكومتنا بتوفيرها، وإيصالها إلى بيوتنا وأماكن عملنا لننعم بها، ونعتمد عليها في مختلف مراحل حياتنا اليومية، نجد أن معظمنا يستهلكها بشكل خاطئ ويهدر منها الكثير يومياً، وإذا ما أجريت دراسة فإن نتائجها ستثبت أن معدل الاستهلاك الفوضوي للطاقة سيكون مرتفعا، الأمر الذي يدق ناقوس خطر يهدد حياتنا ومستقبل أجيالنا ما لم نتدارك ذلك بكافة السبل والوسائل المؤدية إلى تحقيق الترشيد الأمثل لاستهلاكنا الكهربائي والمائي، لذلك ندعو الجميع لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والماء، متطلعين لتجاوب كل مواطن ومقيم مع إرشادات التوعية التي تقوم بها الجهات المسئولة عن هذين القطاعين، ونتطلع كذلك إلى المساهمة في اتباع السلوكيات الصحيحة لاستخدام الطاقة الكهربائية ليعم خير هذا الترشيد علينا جميعاً».
غياب حس المسؤولية
المقيم عبد الناصر علي يلاحظ الإسراف في استهلاك الماء والكهرباء في كل مكان، ويرى استحالة تجاوب الجميع مع هذه النصائح والتوعية بترشيد المياه والكهرباء، ما دامت روح المسؤولية غائبة عند الجميع، وأكمل حديثه قائلا: «لا شك أن هناك تسيبا كبيرا وإسرافا ملحوظا في استخدام الماء والكهرباء من قبل شريحة واسعة من المجتمع فقدت روح المسؤولية، مما يجعلنا نتساءل هل هؤلاء فعلا يقدرون هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم والتي يتمنى الكثيرون حول العالم الحصول عليها؟ وهل هم فعلا مواطنون يهتمون بمصلحة الوطن؟ إذ كيف يعقل أن تذهب الكثير من الأسر في إجازات سنوية وتترك المكيفات تشتغل بكامل طاقتها، والأنوار مضاءة لمدة طويلة، فما الفائدة التي سيجنيها هؤلاء من وراء هذا الإسراف في الطاقة سوى زيادة الضغط على محطات الطاقة، وتعريض الجيران لمخاطر انقطاع التيار الكهربائي، فقبل يومين انقطعت الكهرباء عن العمارة التي نسكن فيها في منطقة العزيزية، وللجميع أن يتخيل حجم المعاناة التي عانيناها حتى أن البعض منا لجأ للمسجد ليلا حتى يستطيع أن ينام ساعات قبل موعد الدوام، وفي أغلب الظن أن سبب انقطاع الكهرباء عن عمارتنا ناتج عن وجودها بجوار عشرات المحال التجارية والمطاعم التي لا تعرف الهدوء ليلا ولا نهارا، لأن عملهم يتطلب استهلاك الكثير من الطاقة، لكن الغريب في الأمر أن الإسراف في استهلاك الكهرباء يصاحبه إسراف كبير ومتعمد في استعمال المياه، وما على المرء إلا أن ينظر إلى أي مكان يدخله في الدوحة وسيلاحظ إسرافا كبيرا في استعمال المياه التي يتمنى الكثيرون الحصول عليها للشراب فقط، ونحن نفتح الحنفيات ونتركها تشتغل بأقصى طاقتها وكأن شيئا لم يحدث».
وتساءل عبد الناصر عن كيفية الوصول بعقلية المواطنين والمقيمين إلى المستوى الذي يجعلهم يقدرون توفر الماء والكهرباء في قطر بشكل رائع ومتواصل، ويجعل الجميع يحرصون على هاتين النعمتين قبل حرص الحكومة عليهما، وأردف يقول «متى ستتغير العقليات والمفاهيم عند المسرفين؟ الظاهرة قد استفحلت وأصبحت مكافحتها تتطلب جهدا أكبر وتوعية أشمل، وإذا كان هذا حال عوام الناس وبسطاء التفكير الذين يجهلون حرمة الإسراف، فإن رواد المساجد من المتدينين الذين يتمتعون بثقافة دينية أفضل من غيرهم لا يقلون إسرافا عن بقية الجمهور هم الآخرون، فالزائر لأي مسجد في غير أوقات الصلاة سيلاحظ أن المكيفات تعمل بكامل طاقتها رغم عدم وجود مصلين في المساجد، والمتوضئون يسرفون في استعمال الماء دون شعور بالمسؤولية، مخالفين التعاليم الدينية التي تنهي عن الإسراف في الماء أثناء الوضوء، فلماذا لا يتم إلزام القائمين على المساجد بإغلاق معظم المكيفات وترك مكيف واحد يعمل في المسجد بعد انصراف الجميع من الصلاة؟ فما دام هذا التسيب وهذه العقلية هي المسيطرة على الجميع فلن يكون هناك مجال لإيقاف هذا الاستنزاف الحاصل للكهرباء والماء إلا بفرض رسوم كبيرة مقابل الكهرباء والماء».
مجانية كهرماء هي السبب
علي محمد يضم صوته لصوت من سبقه في المطالبة بزيادة الرسوم مقابل الكهرباء والماء، وأضاف «أطالب بزيادة فاتورة الكهرباء والماء على الجميع حتى يكفوا عن تبذيرهم، فلو كانت الفاتورة تناسب الاستخدام لما أسرف الناس ولتقيدوا بترشيد الطاقة، فلا يعقل أن تظل هذه المصادر المهمة التي تعتبر شريان حياة لكل الناس، لا يجوز أن تظل عرضة لاستهتار المسرفين بحجة أنهما شبه مجانية وكأن الدولة تستخرجهما من الأرض ولا تصرف مبالغ طائلة في سبيل توفيرهما للجميع، إذ لا يستطيع أي أحد من سكان قطر أن ينام هذه الأيام في بيته دون استخدام المكيفات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، ومع هذا نقوم بالتلاعب بها، فمتى سنتعقل ونتوقف عن هذا التبذير».
واستنكر علي الإسراف في استهلاك الكهرباء في المباني الحكومية خصوصا التي يجب أن تكون قدوة لبقية الناس حسب كلام علي، داعما كلامه بمشاهد يومية في الدوائر الحكومية المختلفة، وأردف قائلا «إن الزائر للمباني الحكومية بعد انتهاء أوقات الدوام الرسمي سيلاحظ العبثية التي أصبحت طابعا للإسراف في استخدام الكهرباء والماء في كل مكان حتى في الدوائر الرسمية التي تعرف حجم الفاتورة التي تتكلفها خزينة الدولة من أجل توفير الماء والكهرباء، ذلك أن مكيفات المكاتب في الدوائر الرسمية لا تعرف الراحة مطلقا حتى لو لم يتواجد بها أحد، مما يجعلنا نتساءل عن دواعي ترك المكيفات تعمل في المكاتب خارج أوقات الدوام».
إشادة
وهذا ما أكده فهد عبد الله الذي أشاد بأداء قطاع الطاقة والكهرباء في قطر، وناشد الجميع بالتجاوب مع النصائح التي تقدمها «كهرماء» من أجل الترشيد في الاستهلاك، والتحلي بروح المواطنة، والحفاظ على المصادر التي توفر للجميع الراحة والطمأنينة في بيوتهم، وأن لا يحولوا نعمة مجانية الماء والكهرباء التي تحلم بها شعوب وأمم كثيرة إلى فوضى يمكن أن تؤثر على أداء قطاع الطاقة في قطر الذي بتأثره يتأثر الجميع، داعيا إلى حملة توعية شاملة عبر وسائل الإعلام تعرف الناس على ضرورة ترشيد الطاقة، خصوصا في هذا الفصل من السنة.
وأضاف فهد «من الأمور التي ستساهم في التقيد بقانون ترشيد الماء والكهرباء التوعية عبر برامج والدعاية عبر الإذاعة والتلفزيون كل ساعة، حتى يعرف الناس قيمة وأهمية الموارد التي تحرص الجهات المسئولة عن قطاع الطاقة والماء على توفيرها بكل الوسائل الممكنة، وهنا لا يفوتني أن أشيد بالجهود الكبيرة التي تقوم بها «كهرماء» في هذا المجال، فقد ظلت توفر الماء والكهرباء وباستمرار لكل سكان دولة قطر دون انقطاع يذكر، لذلك يستحق منا المسؤولون عن قطاع الطاقة المساندة والمساعدة في توعية المجتمع، للحفاظ على هذه النعمة العظيمة، وهذا الدعم لن يتم إلا عن طريق التقيد والحرص على عدم الإسراف في استخدام الماء والكهرباء، لكن لو كان الجميع يعلم أن توليد هذه الطاقة يتم عبر اقتطاع جزء كبير من ميزانية الدولة لبادر الجميع إلى ترشيد الطاقة، وعلى الجميع أن يعلم أن هذه الثروة هي ملك للأجيال القادمة، كما هي ملك لنا، وينبغي أن نتطلع إلى المستقبل كما نتطلع إلى الحاضر، وأن لا يكون تفكيرنا منصبا ومحصورا على الاستفادة في الوقت الحاضر دون النظر إلى مستقبل أبنائنا، من هنا نناشد الجميع المساعدة والتقيد بهذا القانون الذي وضع من أجل المصلحة العامة للبلد».
نعمة لم تشكر
المقيم أسعد الخلايلة يقول «لو أن هؤلاء المبذرين للماء والكهرباء شاهدوا الحاجة الماسة للماء والكهرباء عند الشعوب الأخرى لما أقدموا على الإسراف، ولعلموا أنهم في نعمة عظيمة، حيث توفر الدولة لهم أهم مادة في الحياة وبأسعار زهيدة يحسدهم عليها الكثير من شعوب الأرض، فمشكلة المياه أصبحت تؤرق قارات ودول مما ينذر بقيام حروب على المياه مستقبلا، ومشكلة الطاقة يعاني الكثير منها، الأمر الذي جعل معظم دول العالم تفكر في استخدام الطاقة البديلة حتى توفر لشعوبها أقل قدر ممكن من الطاقة، ونحن لا نلقي لهذا بالا، وإنما نواصل استهتارنا في استخدامها، وكأن الأمر لا يعنينا، وأعرف الكثير من الزملاء في العمل إذا قلت للواحد منهم لا تترك المكيف يعمل بعد الدوام الرسمي يرد عليك بلسان المقال: هل ستدفع الفاتورة؟ وهذه العقلية هي المسيطرة على عقول الجميع في قطر أو معظمهم (مواطنون ومقيمون) للأسف، ويجب أن تتغير إلى أفضل حتى ينتهي هذا العبث وهذا الاستهتار في استخدام الماء والكهرباء».