المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وسائل الإعلام العالمية تتابع تداعيات الثلاثاء الأسود



Love143
16-03-2006, 01:29 AM
وسائل الإعلام العالمية تتابع تداعيات الثلاثاء الأسود

اعداد ـ أيمن جمعة:

اهتمت وسائل الاعلام العالمية بالاضطرابات المفاجئة والحادة التي عصفت باسواق الاسهم الخليجية والعربية، والتي تسببت في تكبد بورصة دبي أكبر خسارة في تاريخها وذلك بعد ثلاثة أعوام من الارباح الضخمة والنشاط المحموم الذي جعل هذه الاسواق تقدم أفضل أداء على مستوى العالم· وبثت وكالة ''بلومبرج نيوز'' الاقتصادية المتخصصة سلسلة تقارير وتحليلات تمحورت حول دور الدوافع النفسية للهبوط والذي أوضحت أن مبرره الاساسي هو قلق المستثمرين وتحول مشاعر ''الطمع الى خوف''·
ونقلت الوكالة عن خبير خليجي قوله ''القلق يتملك المستثمرين الذين يبيعون في هلع للتخلص من محافظهم الاستثمارية· أشعر بحزن عميق وانا اتابع صغار المستثمرين وهم يتسابقون للتخلص من اسهمهم والتعرض لخسائر فادحة· اتمنى ان يتوقفوا قليلا لالتقاط الانفاس وضبط النفس·'' واشارت الى ان البورصات العربية جميعها سجلت خسائر دامية في ''الثلاثاء الاسود'' باستثناء سلطنة عمان وتونس حيث ارتفعت المؤشرات فيهما بنسبة 0,1 % أو أقل· وذكرت بلومبرج نيوز ان ''الاسهم العربية تهاوت بعدما قفزت الى مستويات قياسية بفضل أعمال شراء محمومة أثارتها السيولة الناجمة عن أسعار النفط المرتفعة والتي جعلت قيمة الاسواق العربية تتضاعف الى 1,3 تريليون دولار العام الماضي·
والمفاجأة ان مؤشر سوق الاوراق المالية في دبي انخفض بنسبة تبلغ حوالي 45 % الى 612 نقطة وذلك مقارنة مع مستواه المرتفع في يناير عند 1097 نقطة ليسجل بذلك أكبر انخفاض بين 77 مؤشر اسهم تتابعه بلومبرج على مستوى العالم· حيث قدمت الأسواق العربية خمسا من أكبر عشرة انخفاضات بين تلك المؤشرات وذلك بعدما قدمت ثمانية من أكبر عشرة ارتفاعات العام الماضي·'' وقال محلل عربي ''أسواق الاسهم في الامارات ضاعفت مكاسبها خلال عامي 2004 و2005 وقد بدأت حركة تصحيحية هادئة في نوفمبر واتوقع ان يظل الأمر متقلبا لبعض الوقت·''
وقالت في تحليل ''مشاهد هروب المستثمرين من الاسواق العربية تتناقض تماما مع النشاط المحموم الذي واكب طرح اسهم دانة غاز عندما تسابق 33 الف مستثمر سعودي الى الامارات لشراء السهم، بل ان بعض المستثمرين حطموا الابواب والاثاث في تدافعهم على الشراء· واليوم يتظاهر المستثمرون ضد الانخفاض حيث تجمع المئات امام البورصة الكويتية بزعم ان السوق تعرضت لعمليات تلاعب وذلك بعدما سجل المؤشر تراجعا طيلة تسعة أيام ممتالية مقارنة مع صعوده بنسبة 78 % في ''·2005
ومن جانبها ذكرت وكالة شينخوا الصينية ان من أسباب الانخفاض، وجود عدد قياسي من الاكتتابات العامة المزمع طرحها حيث تخطط اكثر من 100 شركة لادراج اسهمها في البورصة أي أكثر من مثلي العدد في 2005 وهو ما قالت الوكالة انه شجع المستثمرين على تصفية محافظهم الاستثمارية من أجل توفير المال اللازم للمشاركة في هذه الاكتتابات· ومضت تقول ''تحولت مشاعر الطمع الى خوف وهلع''· وتفيد احصائيات بيت الاستثمار العالمي ''جلوبل'' ومقره الكويت الى ان الشركات العربية جمعت حوالي ستة مليارات دولار العام الماضي من خلال طرح أسهم وهو اكثر من مثلي ما جمعته في ·2004
وأشادت وكالة ''اسوشيتد برس'' بتحرك السلطات المصرية لوقف التعاملات لمدة نصف ساعة أول امس وهو ما أعطى المستثمرين الفرصة للالتقاط الانفاس وعدم التسرع في البيع وبالتالي حماية السوق من الانهيار· وقال سماسرة إن العامل الرئيسي كان تراجع الأسهم في أسواق الخليج وهو ''ما دفع العديد من مستثمري الخليج للبيع في القاهرة، وشعر صغار المستثمرين في القاهرة بالفزع فاتبعوا خطاهم·'' ونجحت السوق المصرية في تعويض بعض خسائرها صباح أمس حيث ارتفعت المؤشرات الرئيسية بنسب تتراوح بين خمسة وعشرة بالمئة في أول 20 دقيقة من بدء التعامل· ولا يزال مؤشر هيرميس والذي يسجل حاليا 52331 نقطة منخفضا بنسبة 24,15 % مقارنة مع مستواه المرتفع في فبراير عند 68995 نقطة·
وأشارت صحيفة ''بيزنيس ستاندرد'' الهندية على موقعها بشبكة الانترنت الى ان مصر لم تكن الدولة الوحيدة التي قررت التدخل فقد أعلنت هيئة الاستثمار الكويتية الحكومية انها ستشتري أسهما من السوق المحلية المتراجعة· لكن التدخل الكويتي لم ينجح تماما في حماية السوق التي خسرت حوالي 17 % من قيمتها منذ ان وصلت الى مستويات قياسية في السابع من فبراير الماضي· وفي مقابلة التدخل المصري الكويتي، رفضت حكومات باقي الدول التدخل بما في ذلك السعودية التي تهاوت أسواقها بنسبة 28 % منذ ان سجلت مستوى قياسيا يوم 25 فبراير، ولتصل الى ادنى مستوياتها منذ 31 اكتوبر الماضي· ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محلل سعودي قوله ''الانخفاض كان مؤلماً لانه جاء متأخراً، السوق كانت بحاجة لحركة تصحيحية منذ ان ارتفعت بنسبة 20 % تقريباً خلال الشهر الماضي وحده·
ولذا فإن الانهيار الحالي هو محصلة طبيعية للأسعار المبالغ فيها·