المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سامي البدر لـ»الوطن«: تدخل هيئة الاستثمار »نمر من ورق« والبورصة تعاني من أزمة ثقة



Love143
16-03-2006, 01:38 AM
قال إن مسيرة المتداولين الاحتجاجية لمجلس الأمة ترجمة حقيقية لحالة الغضب
سامي البدر لـ»الوطن«: تدخل هيئة الاستثمار »نمر من ورق« والبورصة تعاني من أزمة ثقة


كتب سعيد حبيب:

قال رئيس مجلس إدارة شركة المشروعات الكبرى العقارية جراند والرئيس التنفيذي للمجموعة الدولية للاستثمار سامي البدر الجناعي ان الازمة الحقيقية وراء انخفاض وتراجع مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية ترجع الى انعدام الثقة وتلاشيها بين المتداولين بسبب النزيف المستمر والخسائر المتلاحقة التي تتعرض لها اسهم الشركات المدرجة دون تمييز حتى ان اسهم البنوك التي كانت تعتبر ملاذا آمنا للمستثمرين بدأت في التراجع بصورة متسارعة مما افسح المجال واسعاً أمام سريان عدوى عمليات البيع المكثفة بين المتداولين وافرز قناعة بين صغار المستثمرين خصوصاً مفادها ان ما يحدث انهيار حقيقي للبورصة لا يفرق بين الاخضر واليابس وبين الاسهم التشغيلية والاخرى المضاربية التي صعدت دون تأسيس حقيقي لتشكل فقاعة سعرية كاذبة خلال تداولات العام 2005 الاستثنائية.
وأوضح البدر في تصريح خاص لـ»الوطن« ان المسيرة الاحتجاجية التي قام بها المتداولون من قاعة التداول في البورصة الى مقر مجلس الأمة جاءت تنفيساً عن غضبهم المكبوت من حالة التراجع اللامنطقية التي امسكت بتلابيب المؤشر السعري ورفضت مغادرته مما افرز حالة نفسية انتشرت بسرعة في اوساط المتداولين وأثرت فيهم سلبياً لدرجة مخيفة.
واشار البدر الى ان ابرز اسباب مضاعفة ازمة الثقة يكمن في اعلان الهيئة العامة للاستثمار عن عزمها ضخ سيولة في الصناديق التي تساهم في ملكيتها بنسبة %50 وتحديد مبلغ السيولة في 200 مليون دينار غير ان قيمة تداولات البورصة تراجعت الى نحو 70 مليون دينار لتخلف تساؤلات منطقية وبديهية في آن واحد عن مصير الـ 200 مليون دينار المزعومة.
وأضاف البدر ان صغار المستثمرين فقدوا الثقة في قدرة الحكومة على معالجة الاختلالات الهيكلية في تداولات البورصة وذلك بعد صدمة سيولة الهيئة العامة للاستثمار والتي اعتقد الكثيرون انها قادرة على تحويل بوصلة المؤشر السعري من التراجع الحاد الى التوازن وانصرف البعض الآخر للتأكيد على انها ستصعد بالمؤشر مجدداً رغم ان الصناديق الاستثمارية لا تشكل سوى %7 من القيمة الاجمالية للأسهم المدرجة في البورصة كما ان مبلغ الـ 200 مليون دينار ليس سوى نقطة تائهة في بحر البورصة التي تحتاج الى سيولة أكبر بكثير من الـ 200 مليون دينار لانتشالها والعودة بها الى الامان مجدداً ولفت البدر الى ان التدخل الحكومي جاء في وقت غير مناسب وبطريقة غير مناسبة وبعد فوات الأوان وحدوث الانهيار مما كشف للجميع ان التدخل الحكومي »نمر من ورق«.
ورفض البدر فكرة التدخل الحكومي من خلال الهيئة العامة للاستثمار مشيرا الى ان ما يحتاجه السوق فعلا هو اعادة الثقة الى المتداولين مجددا وايقاف عروض البيع المكثفة من قبل صغار المستثمرين الذين يعرضون اسهمهم للبيع رغم غياب الطلب كما ان غياب صناع السوق فاقم من الازمة في ظل انعدام الشفافية التي جعلت الرؤية معتمة امام المستثمرين الذين لا يعرفون من هم صناع السوق داخل البورصة.
وأكد البدر ان انشاء صندوق يدعم البورصة يمثل وسيلة مثالية قد تعيد الثقة الى البورصة مجددا وتضبط ايقاع التداولات مرة اخرى.
وتوقع البدر استمرار تراجع البورصة ونزيف المؤشر السعري في ظل غياب الشفافية اللازمة، داعيا الشركات المدرجة الى القيام بدور توعوي عن طريق عرض خططها المستقبلية بكل شفافية للمساهمة في تحويل وجهة المستثمرين من الاستثمار قصير الامد الى الاستثمار الاستراتيجي.
ونفى البدر تأثر البورصة بالأسواق الخليجية والتي تعاني ايضا من تراجعات كبيرة مؤكدا ان اسهم الشركات المدرجة في البورصة مازالت تمتلك جاذبية استثمارية وأسعارا مغرية للشراء بعكس البورصات الخليجية الاخرى.
وأبدى البدر تخوفه من تأثر ذلك الانهيار المخيف للبورصة في ظل النشاط الكبير الذي تقوم به الصناديق الخارجية والتي تسحب السيولة من السوق وتستثمرها في الخارج في ظل وصول اسعار اسهم الشركات المدرجة الى مستويات مغرية للشراء متوقعا اندفاع صغار المستثمرين لشراء اسهمهم التي باعوها بأرخص الاسعار بعد انقشاع غبار الانهيار واستعادة توازن البورصة ولكن هذه المرة سيشتري الصغار أسهمهم الرخيصة بأسعار كبيرة وزاد »سيندمون عندما لا ينفع الندم«.
ودعا البدر الى اطلاق حرية ادارة السوق في اجراء تعديلات ووضع معايير تضبط ايقاع تداولات البورصة دون تدخلات وبعيدا عن محاولات التسييس وتحقيق المكاسب الشعبية على طريقة »دون كيشوت« الذي كان يحارب طواحين الهواء.