المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بورصة لندن .. بدأت في لملمة أطرافها بإعادة أموال المساهمين



مغروور قطر
16-03-2006, 06:38 AM
بورصة لندن .. بدأت في لملمة أطرافها بإعادة أموال المساهمين

العرض الذي تقدمت به «ناسداك» لشراء بورصة لندن أحدث ضغطاً على بورصة نيويورك، لأنها ربما كانت راغبة في إعداد عرض بهذا الخصوص.

هناك إحساس الآن بأن بورصة لندن أصبحت أخيراً، بعد أربع محاولات من الراغبين في شرائها خلال فترة تزيد قليلاً على السنة، في وضع لن تستطيع الصمود فيه إلى الأبد شركة مستقلة.

بل إن هذه المحاولات تحمل في طياتها كثيراً من المعاني بالنسبة إلى البورصات الأوروبية الأخرى، خصوصاً البورصة الألمانية وبورصة يورونيكست Euronext، التي تتخذ من باريس مقراً لها، حيث يلح مساهموهما عليهما للاندماج.

وقال أحد المساهمين في «يورونيكست»: «إذا لم يكن هناك حل أوروبي لموضوع اندماج البورصتين، فسيكون هناك بالتأكيد حل أميركي».

وكان عرض «ناسداك» لشراء بورصة لندن، الذي كشف النقاب عنه يوم الجمعة الماضي، البالغ 950 بنساً للسهم الواحد «هو أقصى ما لديها»، على حد قول مصدر مطلع. وفي الأسبوع الماضي قال الشيء نفسه تقريباً، واحد من أكبر المساهمين في بورصة لندن.

وقال ديفيد كير، وهو مدير صندوق لدى «شراكة استثمار الأرامل الاسكتلنديين» Scottish Widows Investment Partnership، التي تمتلك ما يزيد على 12 في المائة من أسهم بورصة لندن، كما أنها ثاني أكبر المساهمين: «لاحظنا أن قيمة العروض تقترب شيئاً فشيئاً من تقييمنا نحن لبورصة لندن. كنا نقول باستمرار طوال هذه العملية الطويلة إن بورصة لندن هي منظمة لها قيمتها ونحن نتطلع لمناقشة هذا العرض مع ناسداك والحوار المتواصل مع بورصة لندن».

ورفضت بورصة لندن عرض «ناسداك» خلال 24 ساعة من تسلمها العرض، قائلة إنه يبخس من إمكانات نموها المستقبلي. ومع ذلك، فإن مستقبل بورصة لندن بوصفها شركة مستقلة يبدو أنه يتقلص شيئاً فشيئاً.

وحسب مصادر مقربة من بورصة لندن، كان مجلس الإدارة متمسكاً بوجهة النظر القائلة إن البورصة ينبغي أن تظل شركة مستقلة، على الأقل إلى أن يأتي الحين الذي تقدر فيه السوق إمكانات نموها على المدى الطويل. أما الآن وبما أن السوق تبدو متجهة صوب ما يعتقد المجلس أنه سعر معقول، فإن على بورصة لندن أن تنظر في نوع الصفقات التي تعتبر الأفضل بالنسبة إليها.

ويبدو أن توقيت عرض «ناسداك» كان يقصد به استباق عرض منافس، يفترض أنه أعلى سعراً، من بورصة نيويورك. ويبدو أيضا أن بورصة لندن، التي بدأت بتقديم المستندات إلى المحكمة بخصوص المبالغ التي تزمع إعادتها إلى المساهمين كرأسمال، ومقدارها 510 ملايين جنيه استرليني (880 مليون دولار)، يفهم منها أنها اقترحت على «ناسداك» تأجيل أي عرض لديها إلى حين الانتهاء من إعادة رأس المال.

وكان من الواضح أن «ناسداك» ليست على استعداد للانتظار إلى هذا الحد، لذلك أرسلت عرضها الرسمي بالفاكس الخميس الماضي إلى بورصة لندن.

ويعتقد أن هذا الخبر كان مفاجأة لبورصة نيويورك، التي قيل إنها عقدت اجتماعاً طارئاً لمجلس الإدارة في عطلة نهاية الأسبوع. وبما أنه لم يجف الحبر بعد على المستندات التي جعلت منها شركة عامة، فإنها كانت تفضل لو كان لديها المزيد من الوقت لإعداد أي عرض.

ويبدو أن الإعلان عن الخبر لوسائل الإعلام فاجأ «ناسداك» أيضاً. وفي عطلة نهاية الأسبوع انسحب بنك جيه. بي. مورجان من مصرفيين يمثلون «ناسداك»، لأن هناك اتفاقية بين البنك وبورصة لندن تمنعه من تقديم المشورة بخصوص عروض الاستحواذ العدائية للبورصة، على أساس أن شركة المشروع المشترك للبنك في المملكة المتحدة، «جيه. بي. مورجان كازينوف» JPMorgan Cazenove، تقدم المشورة لبورصة لندن.

ولا تزال الفرصة قائمة لتقديم عرض بالاستحواذ العدائي من قبل «ناسداك»، التي يفهم أنها تجري حاليا مباحثات مع عدد من المصرفيين ليكونوا بدائل محتملين لـ «جيه. بي. مورجان». كما تتلقى «ناسداك» المشورة من «جرينهيل». ومن المتوقع أن تطلع «ناسداك» جهات أخرى خلال الأسبوع المقبل على توقعاتها بشأن مقدار التوفير في التكاليف الذي سيتحقق من الاندماج مع بورصة لندن.

ويتعين الآن على مجلس بورصة لندن أن ينظر فيما هو أفضل، ليس للمساهمين فحسب، وإنما للمجموعة الأرحب من أصحاب المصالح المتعاملين معها، وليس أقلهم كبار الزبائن، أي البنوك الاستثمارية، وكذلك صغار الزبائن، أي المستثمرين بالتجزئة، الذين يتمتعون بمعزة خاصة في قلوب السياسيين.

وفي حين يرى عدد من أعضاء مجلس بورصة لندن أن أية صفقة ينبغي أن تحافظ على هيمنة لندن على أعمالها، إلا أن آخرين يميلون إلى السعي للحصول على أفضل سعر. وهذا يمكن أن يتطلب تحويل مهمة اتخاذ القرار في لندن إلى كبار التنفيذيين في نيويورك، وهو احتمال يشعر بعض المستخدمين بالتخوف منه.

وتنقسم هذه المخاوف إلى قسمين: التعرفة والتكنولوجيا. فبالنسبة إلى التعرفة يشعر المستخدمون بالتخوف من أن الشركة الأم حين يكون مقرها الولايات المتحدة فمن المحتمل ألا تكون على القدر نفسه من الاستجابة للضغوط المتعلقة بالحصول على حسميات أكبر بالنسبة إلى التعاملات المكثفة، وهو موضوع يكتسب أهمية متزايدة على اعتبار أن أحجام الكميات المتداولة ارتفعت ارتفاعاً حاداً خلال العام الماضي.

ثانياً، هناك السؤال المتعلق بالطرف الذي ستكون الغلبة للتكنولوجيا المستخدمة من قبله. ذلك أن بورصة لندن قطعت أكثر من نصف المسافة في «خريطة طريق التكنولوجيا» التي تسير عليها، وانتهت من تركيب اثنين من المكونات الرئيسية التي تقول إنهما مسؤولان إلى حد ما عن الارتفاع الحاد في أحجام التداول في الأشهر الأخيرة.

لكن من المفهوم أن «ناسداك» تعارض معارضة شديدة فكرة تخليها عن التكنولوجيا المرنة التي حصلت عليها من خلال استحواذها على شركة إنستينيت Instinet.