المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا ضـــاق صـــــــدرك تـــعـــــال !!!!!!!!!!



بو عبدالرحمن السهم
17-03-2006, 12:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم :



سمعت من صديقك كلمة في المجلس فأحسست أنَّ فيها إهانة لك , فسكت ولم ترد , فذهبت للبيت لتنام , فلم تذق طعم المنام وقضيت تلك الليلة تتقلب على فراشك من الألم والضيقة وكأنَّ جبلاً جاثمٌ على صدرك من حرِّ ما تجد !



جرحك أبوك بتصرف ما , فأصبح صدرك ضيقاً كأنما يصَّعدُ في السماء !



تكالبت عليك المصائب من حيث لا تشعر في علمك وأقلقك وجود موظف ما وأزعجتك تصرفاته وأحسست بهم على قلبك جاثم بسبب ذلك الموظف ومناصريه !



ضايقك الطالب أكثر من مرة في أكثر من موقف ولم ترد عليه وجعلك سكوتك محط سخرية وأضف إلى ذلك أنك نسيت طعم النوم والراحة وصدرك ضايق بذلك !



ما رأيكم لو قلبنا تلك الهموم المتناثرة على الصفحة التي أمامكم إلى سعادة .

وقلبت لكم تلك الجراح والأتراح إلى استئناس وأفراح !




قال صلى الله عليه وسلم { الله إذا أحبَّ العبد , ابتلاه } , فالله يبتليك في نفسك وزملائك ورفاقك وأهلك وفي كل ماتملك , فعليك بمعرفة هذا الأمر حقَّ المعرفة .



وتذكر بأنَّ هذا الأمر قد كتبه الله عليك من قبل خلق الخلق في أزمان , وأنت مضغة في بطن أمك كتب بأن تُجرح من فلان , وكتب بأن تقرأ هذا المقال , وكتب هل سيزيح هذا المقال عنك همومك أم لا !


إن الإسلام هو : الإستسلام لما أمر بهِ الله سبحانه وتعالى وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه .

وإنَّ الإيمان بالقدر : الإستسلام لما قدَّر الله لك كان خيراً أو شر من غير جزع ولا سخط !



انظر إلى موسى عليه السلام , قتل نفساً منتصراً للذي من قومه , فلما استصرخه مرةً أخرى أراد موسى أن ينصرهُ فخاف الرجل وقال { يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالإمس ! إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين !!!!! } .

فأنكر ذلك الرجل موسى !!! ثم أتاه رجل صالح وقال له { إن الملأ يأتمرون بكَ ليقتلوك , فاخرج إني لك من الناصحين } انظر إلى الهمَّ العظيم الذي حط على موسى وعلى صدرهِ !!!

فماذا كان بعد ذلك , فخرج منها خائفاً يترقب !!! وقال رب نجني من القوم الظالمين , يعني الأمر جِدُّ عظيم على موسى , فذهب ووجد القوم يردون الماء فسقى لبنات شعيب ثم ذهب إلى ظل الشجرة وجلس وقال { رب إني لما أنعمت علي من خير فقير } قمة التذلل والخضوع رغم أنَّ المصيبة عظيمة والخطب عظيم !!


وهنا سؤال , هل موسى يُحبه الله أم لا رغم تلك المصائب والهموم والإختبارات !!!


وانظر معي إلى إبراهيم , وكيف كان في قمة الإبتلاء وذروتهِ !!

وهو مُلقى إلى النار التي تقتل كل طيرٍ فوقها , فيأتيه جبرائيل فيقول , هل من شيء ! يعني هل تريد شيء يا إبراهيم , فيرد عليه إبراهيم ويقول : إما إليك فلا , وأمَّا إلى الله فنعم , حسبي الله ونعم الوكيل !!!



انظر عِظَم الإبتلاء وقوتهِ !!

انظر كيف يأتي أبيه الكافر آزر ويقول { أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيمُ لئن لم تنتهِ لأرجمنَّك واهجرني ملياً } !!!!!

تخيل معي الموقف , أبوك والعياذ بالله كافر , ويأمرك بالكفر , ثم يطردك , ويرجمك , ويهجرك , فيقيدك وقومه , فيقذفك في النار , وكل هذا لأنك قلت { اعبدوا الله ما علمت لكم من إله غيري } .



لو قمت بسرد الأمثلة من هؤلاء النفر الصفوة , لما انتهى الحال بنا , ولكن الصبر عندهم يفتت المصائب تفتيتا .


فإن الصبر هو مفتاح الكروب :



إن الصبر قواعد أي بنيان , وإن الحياة هي الجدران , وإن السقف الأعلى لهذا البنيان هو الإيمان , فلا يقوم بيت إلا بسقف { إيمان } , ولا يتجلد السقف إلا بقواعد راسخة { الصبر } , والحياة تحيط هذا وذاك !


الصبر عدة العاقلين , والحياة مليئة بالمصاعب والمتاعب , فاليوم تعيش فرحاً , وغداً حزناً ومصيبة , وبعده يتغير الحال , وأنت على الدوام من حالٍ إلى حال !


قال تعالى { ونبلوكم بالخير والشر فتنة وإلينا ترجعون } .

فالله قرن لك الخير والشر , لأنك لا تعلم هل في الخير خير لك , أم الشر خير لك !

فبعض البشر إن أحبه الله ابتلاه بالشر والمصائب , فيصبر ويكون خيراً له .

وبعض البشر يبتليه الله بالشر بغضاً له , ليسخط بعد ذلك فيزداد بعداً عن ربهِ ويزداد شراً فوق شر !


وبعض البشر يُحبه الله فيُعطيه من الخير ليُصلح حاله ويزداد شكراً وإيماناً ويُنفق ممَّا آتاهُ الله من فضله , كعثمان بن عفان رضي الله عنه , فهو غني المال وأنفق ماله في سبيل الله , ولا يخفى عليكم الصديق أيضاً الذي أنفق ماله كله في سبيل الله , فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا تركت لأهلك ! فقال تركت لهم الله ورسوله !

وبعض البشر يُبغضه الله فيرزقه المال والخير ليزدادَ طغياناً وتجبراً وكفراً , ولا يكون ذلك إلا استدراج من الله سبحانه وتعالى { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون , وأملي لهم إن كيدي متين } .


فهذه أحوال العباد , فسؤالي لكَ الآن بعد المصائب التي توالت عليك وضيق الصدر والهم الذي حط رحاله على صدرك :



من أي الأصناف أنت , هل من الذين يُحبهم الله ليبتليهم فيصبروا , أو يبتليهم فيجزعوا !


أختم بجوامع الكلام , والحاشر والماحي وأحمد وسيد الأولين والآخرين , صلى الله عليه وسلم قال { أمر المؤمن كلهُ خير , إن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له , وإن أصابتهُ سرَّاء شكر فكان خيراً له , ولا يكون ذلك إلا للمؤمن } !!



وللفائدة إخوتي الأفاضل هناك فرق بين الهم والغم والحزن :

فالهم هو الأمر الذي تستقبله .

والغم هو الأمر المؤلم الذي تعيشه .

والحزن هو الشيء المؤلم الذي مضى . منقول

ROSE
17-03-2006, 01:09 AM
يزاااااااااااااااااااااااك الله كل خير على هالموضوع الرائع

في ميزان حسناتك ان شاء الله

شمعة الحب
17-03-2006, 01:30 AM
جزاك الله خيرا اخوي بو عبدالرحمن السهم,,على مانقلت من الكلم الطيب.

حمد خالد
17-03-2006, 03:00 AM
جزاك الله كل خير مشكور

بنت الحرمي
17-03-2006, 04:41 AM
جزاك الله كل خير .. موضوع رائع

يعطيك العافية اخوي

نابليون
17-03-2006, 07:34 AM
جزاك الله خير

وارحم الله والديك على هالموضوع

تحياتي

مغروور قطر
17-03-2006, 07:40 AM
جزاك الله خير

thabet
17-03-2006, 08:09 AM
جزاك الله كل خير مشكور
__________________

khaleel
17-03-2006, 09:44 AM
جزاك الله خير اخي العزيز ............ واريد ان اضيف ان الابتلاء له وجهان فان كان المبتلى من الملتزمين فالله سبحانه وتعالى يبتليه ليمتحنه ويرفع من درجته ..........وان كان من الظالمين لانفسهم بتفريطهم في الدين فهي تحذير وتذكير وعقاب في الدنيا قبل الاخره.............فلينظر اخي العزيز كل الى نفسه ويراجع عمله ليعرف اي الصنفين هو ولنحاسب انفسنا قبل ان يحاسبنا الله سبحانه وتعالى واطلبو التوبه والحو عليها غفر الله لنا ولكم

الرميحي
17-03-2006, 10:10 AM
بوعبدالرحمن لا هنت على الموضوع الجميل

يعطيك العافيـــــــه

لاداعي
17-03-2006, 12:44 PM
جزاك الله خير اخوي

ملك السوق
17-03-2006, 12:56 PM
جزاك الله خير اخوي بوعبدالرحمن

khaldoon
18-03-2006, 05:52 AM
جزاك الله كل خير

بو عبدالرحمن السهم
19-03-2006, 02:16 AM
خواني شاكر مروركم جميعآ ويا هلا فيكم

سهم الحق
19-03-2006, 11:05 PM
جزاك الله خير
فعلا كلام يشرح الصدر
ويزيل الهموم والغموم والأحزان.........