المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذنوب جراحات



امـ حمد
15-07-2010, 05:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل

يقول ابن القيم رحمه الله في فوائده, ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، وإذا قسا القلب قحطت العين,وقسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة ,الأكل ، والنوم ، والكلام ، والمخالطة,واعلم أن الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ،فإن الشهوة ,إما أن توجب ألماً وعقوبة,وإما أن تُضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة, وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خيراً من ذهابه,وإما أن تشمت عدواً وتحزن ولياً,وإما أن تقطع الطريق على نعمة مُقبلة,وإما أن تحدث عيـباً يبقى صفة لا تزول،فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق,فسبحان الله رب العالمين ،لو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي إلا,إقامة المروءة ، وصون العرض ، وحفظ الجاه ، وصيانة المال الذي جعله الله قواماً لمصالح الدنيا والآخرة ، وصحة الخلق ، وراحة البدن ، وقوة القلب ، وطيب النفس ، وانشراح الصدر ، وقلة الهم والغم والحزن ، وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية ,لكفى بذلك باعثاً له على ترك الذنوب والمعاصي,وأصول الخطايا ثلاث, الكبر,وهو الذي أصار إبليس إلى ما صار,الحرص,وهو الذي أخرج آدم من الجنة ,الحسد,وهو الذي جرّأ أحد ابني آدم على قتل أخيه,فمن وُقي شر هذه الثلاثة فقد وُقي الشر كله,فالكفر من الكبر ، والمعاصي من الحرص ، البغي والظلم من الحسد,ومن فوائده أيضاً,من فقد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف,ومن وجده بين الناس وفقده في الوحدة فهو معلول ,ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود,ومن وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي,لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها,ولما طلب يوسف عليه السلام الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤيا،
لبث فيه بضع سنين,أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاث,تعلق القلب بغير الله,طاعة القوة الغضبية,طاعة القوة الشهوانية,فغاية التعلق بغير الله شرك ، وغاية طاعة القوة الغضبية القتل،وغاية طاعة القوة الشهوانية الزنا,ولهذا جمع الله بينها في قوله تعالى (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون)ينسب لعمر الفاروق بضع عشرة كلمة حكمٌ كلها ، منها,ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه, ولا تظنّن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملاً ,ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن, ومن كتم سره كانت الخيرة في يده ,وعليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ,ولا تطلبنّ حاجتك إلى من يحب نجاحها لك ,وذل عند الطاعة , واستعصم عند المعصية,واستشر في أمرك الذين يخشون الله فإن الله تعالى يقول ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )وإذا أراد الله بعبده خيراً ,أطعمه الطاعة وألزمه القناعة,
وفقهه في الدين وعضده باليقين ,فاكتفى بالكفاف واكتسى بالعفاف, وإذا أراد به شراً ,حبب إليه المال ، وبسطَ منه الآمال وشغله بدنياه ووكله هواه, فركب الفساد وظلم العباد, ومن نظر في العواقب سلم من النوائب ,ومن أسرع في الجواب أخطأ في الصواب, ومن ضعفت آراؤه قويت أعداؤه,ومن أعجبته آراؤه غلبته أعداؤه, ودواء القلوب في خمسة أشياء, قراءة القرآن بالتدبر,وخلاء البطن ,وقيام الليل, والتضرع عند السحر , ومجالسة الصالحين ,دواء قلبك خمس عند قسوته فدم عليها تفز بالخير والظفر,خلاء بطن ، وقرآن تدبره كذا تَضرُّع,
كذا قيامك جنح الليل أو وسطه وأن تجالس أهل الخير والخبر

صحاري الفكر
15-07-2010, 10:50 PM
جزاج الله خير على الطرح

امـ حمد
16-07-2010, 12:37 AM
جزاج الله خير على الطرح



وجزاك الله خير اخوي