المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البورصة وسياسة القطيع



Love143
18-03-2006, 02:25 AM
البورصة وسياسة القطيع


كتب:كتبـ نزيه فؤاد
هذه احدى الممارسات العملية داخل البورصة الكويتية او غيرها من البورصات، فهي تبدأ عادة بشائعة مفادها ان احدا (سواء كان هذا شخصية عادية او اعتباريه مثل مجموعة من المجموعات المؤثرة في السوق ـ شركة او مجموعة من الشركات الاستثمارية من خلال صناديقها ومحافظها الاستثمارية ـ هيئة او مؤسسة حكومية .... وغيرها) بدأ في تسييل على الاسهم واذ بهذه الشائعة تنتشر كانتشار النار في الهشيم، حيث تكون هذه الشائعة حديث الديوانيات والماسجات وغيرها من وسائل الاتصال المختلفة وتكون بمثابة نصيحة بالخروج من السوق وباقصى سرعة وبدون ابداء الاسباب سوى سبب واحد هو (خروج قوة مؤثرة من السوق)، ونتيجة لسرعة انتشار الشائعة بفضل وسائل الاتصال الحديثة !! يكون المتلقي للاشاعة امام خيارين : فهو اما ان يأخذ بها او يتجاهلها ولكن وفقا للنظرية المعروفة بأن (راس المال جبان) فيتغلب الخيارالاول وهو الاخذ بالشائعة (احتياطيا) فالمستثمر الصغير يقارن بين تكلفة السهم وقت الشراء وقيمته السوقية الآن فيجد نفسه وقد حقق هامشا معينا من الربح فيعتمد سياسة الهروب او الهرولة نحو بيع جزء او كل اسهمه ونظرا للهلع غير المنطقي وغير المبرر احيانا تحدث حالة من الهروب الجماعي وترتفع عروض البيع تدريجيا كلما ازدادت الشائعة انتشارا ويجد الجميع نفسه امام حالة غير طبيعية، فيلتزم الكبار!!!! في البداية ويحاولون التزام الهدوء لعل وعسى يعود السوق لوضعه الطبيعي ولكن مع استمرار عروض البيع وهبوط الاسعار يتم تعديل السياسة الاستثمارية من الشراء الى الصمت ثم الى البيع التدريجي(بما يسمى بسياسة التخفيف) يكون ذلك بالطبع وفقا للمدة التي يستمر فيها الهبوط والمستويات التي تصل لها اسعار الاسهم، ومع الوقت يتم ارتفاع حدة البيع حتى من جانب (الكبار)، ويكون شعارهم (حتى تتضح الرؤية) وكانت هناك يد خفية تتلاعب في السوق، على الرغم من عدم وجود اية اسباب منطقية تدعو للهلع، وبالتالي تصبح القوى التي من المفترض ان تقود السوق هم انفسهم منقادون بل وانضموا للقطيع......!!!!!!
والعكس بالعكس فمع انتشار شائعة دخول مستثمرين جدد محليين ام اجانب ام قوى مؤثرة ترتفع حدة الشراء تدريجيا لاسيما وان البيئة الاقتصادية مشجعة على ذلك؟!!!!! هذا ما يسمى سياسة القطيع !!! .
وبتطبيقها على السوق الكويتي نلاحظ ان البورصة الكويتية خلال الايام السابقة قد استنفدت المرحلة الاولى وهي سياسة البيع، وهي قادمة الآن خلال الايام المقبلة الى المرحلة الثانية وهي سياسة الشراء بفضل تصريحات المسؤولين بالتدخل لحماية البورصة سواء عن طريق ضخ سيولة من خلال الصناديق او تعديل وتنقيح التشريعات الخاصة بالشركات المساهمة وشروط ادراجها وتقنين تحول الشركات الى مساهمة وزيادة رؤوس اموالها ومن ثم ادراجها، كذلك وعد المسؤولين باتخاذ خطوات عملية لانشاء هيئة سوق المال! ونتمنى ان تشهد المرحلة المقبلة تقييما مهنيا ووضع ضوابط محترفة للحد من انتشار الشائعات غير المبررة.
في النهاية نود ان نلفت الانتباه الى ان معظم الذين حققوا ثروات طائلة عالميا كانوا يسيرون عكس سياسة القطيع طالما يمتلكون رؤية صحيحة للسوق؟!!!!! فهل من مجيب؟